خوف من الزواج
مرحباً.. أتمنى أن تكوني بصحة وعافية.
قرأتُ كثيرًا في الكتب والمقالات، لكن لم يعالجوا خوفي وترددي!... أنا فتاة عزباء، وأظنني بلغتُ مرحلة عمرية يجب عليَّ فيها الارتباط والزواج... أعلم أنني بحاجة للحب والاهتمام والسكن، لكن عندما أعي أهمية العلاقة الخاصة (الحميمية) بين الزوجين أشعر بنفور من الارتباط ولا أتخيل أن يلمسني شخص ما... ومن عادات بلادي أن أهل الخاطب يتقدمون ويحضرون صورة الشاب، ولا تراه الفتاة حتى موعد الخطوبة الرسمية، والخطوبة الرسمية في عرفنا يعني الزواج، وفسخ الخطوبة يعتبر قرار بعيد وله آثاره السيئة على سمعة الفتاة.
مشكلتي أنني لا أستطيع تقبل أي خاطب حتى الآن بسبب ما ذكرته سابقًا (النفور من العلاقة الخاصة، رغم قراءاتي)، وفي غمرة الحديث حول الزواج وأموره أصبحتُ أتذكر صور من الماضي، فقد تعرضت لتحرش في طفولتي في عمر الثالثة أو الرابعة من قريبي المراهق (كانت ملامسات حسب ما أذكره، ولم أكن أتذكر هذا التحرش سابقًا)... وبعدها في فترة مراهقتي شاهدت مصادفةً على موقع البحث صوراً إباحية (أنمي) ومنها كانت بداية معرفتي بالجنس التي دامت فترة المراهقة فقط.
هل أكمل حياتي وأعتبرها مجرد مخاوف وأرتبط؟ أم عليّ إلغاء فكرة الارتباط من بدايته بما أن الطلاق أمرّ من العنوسة؟ وكيف السبيل إلى الاطمئنان؟
إذا أمكنكم أن تقترحوا كتب لمطالعتها تفيدني في هذه المرحلة من حياتي...
وشكرًا.
16/11/2020
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكرك على حسن الدعاء وأتمنى لك مثله.
من أين أتيت بحكم أن العنوسة أهون من الطلاق؟؟؟، سوق الزواج يثبت عكس أقوالك فالمطلقات سرعان ما يرتبطن مرة ثانية لأنهن خبرن تجربة العلاقة الحميمة التي تنفرين منها وأعتقد والله أعلم أنها ستودي بالكثيرين إلى جهنم!!.
من أين أتيت بحكم مطلق بأنه أصبح عليك الزواج الآن وأنت ما زلت في الرابعة والعشرين وهو عمر مناسب للزواج ولكن الزواج ليس مهمة مرتبطة بعمر معين. تروي في الاختيار حتى تجدين خاطبا يعجبك، هذا أفضل من اتخاذ قرار عدم الزواج الذي سيعذبك أكثر من الطلاق، المحافظة على مثل هذا القرار صعبة لأنه قرار غير منطقي يناقض الطبيعة البشرية والنظام الاجتماعي. نعم الزواج ليس هدفا بحد ذاته ولكنه من ضمن أدوار الحياة إن تيسر أمره بوجود خاطب مناسب.
خوفك من الزواج وتفكيرك الغريب فيه قد يكون شكلا من الوسواس، فهل لديك أفكار أخرى تزعجك وتجدين صعوبة في قبولها والتخلص منها في ذات الوقت. ترفضين الزواج ولكنه يشغلك إلى الحد الذي يدفعك لطلب استشارة موقعنا حوله، فهو يهمك دون أن تنتبهي لهذا الاهتمام.
لو كان الزواج مرعبا والعلاقة الحسية كذلك لانقرض البشر أو لتفرغوا لإيجاد علاج له كما يفعلون مع الأمراض المستعصية، وهو ما لا نراه بالتأكيد. يعتمد نجاح الزواج على حسن الاختيار للشريك في الحياة، وإن كانت ظروف مجتمعك تصعب عليك التعرف على الخاطب إلا أن هذا المجتمع يتحمل مسؤوليته في مساعدة فتياته في الاختيار، لست وحدك أمام هذا الموقف الهام في الحياة.
ذكري نفسك الزواج سنة الله في خلقه، وسنة المصطفى عليه الصلاة والسلام ولم يشرع الله ما فيه ضرر أو أذى للناس ولن تكوني شاذة عن هذه القاعدة البشرية. دعي عنك المخاوف والوساوس وعيشي حياتك وادرسي جميع خياراتك من الخاطبين.
واقرئي أيضًا:
مخاوف من الزواج : الرجال أيضًا يعزفون
خوف من الزواج أم عدم عقلانية ؟
قلق متعمم من الزواج : بعد تجارب أختيَّ الفاشلة
رودي والخوف من الزواج !