ميول مثلية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... أنا شاب عمري ٢٤ سنة، أعمل بوظيفة مرموقة، ومن الناحية المادية فالحمد لله الدنيا مُيسَّرة _بفضل الله_. مشكلتي باختصار هي الميول المثلية، لا أدري إن كنت فعلاً أميل لنفس الجنس أم أنه مجرد وسواس، ولكني أظن أني لدي ميول مثلية.
دعوني أبدأ لكم قصتي:
تربيت في إحدى الدول الخليجية مع أبي وأمي، كنت في طفولتي (أي لغاية عمر ٤ سنوات أو خمس سنوات) أستمتع بألعاب الإناث وأرتدي أزياء أمي، حتى أني كنت أضع من أحمر الشفاة خاصتها، ولكن سرعان ما اختفت تلك الميول وأصبحت أستمتع أيضاً بألعاب الأولاد، وكوَّنت صداقات، وكنت مثل كل الأولاد الطبيعيين ألعب الكرة في النادي أحب مشاهدة المباريات وألعاب المصارعة وهكذا أشياء، حتى كدت أنسى تماماً أنه في صغري كنت أحب ألعاب الإناث.
استمر الأمر كذلك بأنني ولد مبسوط جداً بكوني ولد ولا يوجد عندي أدنى مشكلة في ذلك، وكنت حتى أذهب لشراء تي-شيرتات كرة القدم، ولكن بداخلي كانت هناك مثل شهوة لنفس الجنس، لا أقول شهوة لأني لم أكن قد بلغت وقتها، ولكن لنقل أنه إعجاب شديد بالرجال طوال القامة، وكنت أتخيلهم مع نساء دائماً.
المهم استمر الأمر كذلك، ولكن ذات يوم تحرش بي جار لنا في نفس البناية، لم يكن الموضوع أكثر من تحرش (أعني لم تتم أي عملية جنسية)، ثم كررها مرة أخرى وكان أيضاً مجرد تحرش بدون أي عملية جنسية.
المهم بعدها وأنا في عمر الثانية عشر مات أبي ومات معه كل شيء حلو في الحياة، فقد كنت ملتصقاً به لحد كبير جداً، واضطررنا بعدها أن نعود إلى مصر، ونسيت تماماً موضوع التحرش ولم أًعِرهً انتباهاً أصلاً، ولا كانت توجد هناك شهوة لهذا مطلقاً.
وفي عامي الثالث عشر كنت ككل المراهقين أميل للجنس الآخر، حتى أنه كان يحدث لي انتصاب عندما أشاهد المانيكان في محلات اللانجيري أو أشاهد في الأفلام امرأةً عارية الظهر مثلاً، ولكن دوماً كانت خيالاتي الجنسية عبارة عن رجل طويل القامة حسن المظهر يمارس الجنس مع المراة التي أعجبتني.
حتى أتى يوم من الأيام حدثتني فيه نفسي بأني شاذ جنسياً، وبدأت الدوامة من وقتها، ودخلت في دوامة مع هذه الوساوس وحلقات متتالية من الأسى والاكتائب، حتى بدأت تتلاشى ميولي للنساء، وقررت من يومها (وكنت ابن ١٤ عام) ألَّا أفكر في الموضوع مطلقاً وعسى أن يحله الله من عنده.
أنا لم أمارس مع الرجال قط، ولا أمتلك شهوة أصلاً للممارسة مع الرجال، بالعكس فأنا أتقزز من ذلك.
أنا الحمد لله متفوق دراسياً جداً في المدرسة والجامعة، وأعمل الآن بوظيفة مرموقة، ولكن مشكلتي أني أريد أن أتزوج ولا أشعر بأي شهوة تجاه الجنس الآخر، أريد أن أبني بيت وعائلة تُعوِّضُنِي حرمان أبي خصوصاً أن أمي كانت قاسية إلى أبعد حد، وكانت تزدريني وتعاملني أسوأ معاملة.
أيضاً للأمانة كنت أحياناً يحدث لي انتصاب عند مشاهدة نوع معين من الرجال، ولكن لم يحدث أن تطور ذلك لممارسة، ولا كانت هناك شهوة مُلِحَّة أصلاً للممارسة، بالعكس أنا أتقزز من ذلك جداً، ولكني أتخيل نفسي أني أنا الموجب، ولكن ولا مرة تخيلت أني أدخل قضيبي في رجل (مجرد أن ألمس جسمه وهكذا فقط).
كانت لي تخيلات أيضا مثل هذه مع النساء لحد عمر الرابعة عشر، ولكن عندما جاء هذا الوسواس لي أصبحت تقلُّ يوماً عن الآخر.
أرجوكم ما الحل؟... أنا تعبت جداً جداً، وخايف من بكرة أوي، نفسي أكون طبيعي وأتجوز وأخلف وأشتهي زوجتي ويبقى عندي بيت زي بقية الناس.
أنا بفضل الله متأكد إني عمري ما أعمل الفعل الشاذ لأني بقرف منه، والله العظيم ولا مرة عملته أبداً، ولا مرة جالي شهوة أن يُفعَل بي، ولكن مرات أتتني شهوة أن ألمس أجسام رجال بيدي، ومرة أو أكثر حدث لي انتصاب عند مشاهدة رجل عاري.
جدير بالذكر أيضاً أني نادر الاحتلام جداً جداً... أنا بس عاوز أرجع زي وقت ١٤ سنة أشتهي الستات...
أرجوكم أرشدوني أعمل إيه... وشكراً، وآسف على الإطالة.
19/11/2020
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع.
ما يمكن استنتاجه من رسالتك هو:
١_ ميولك الجنسية مثلية.
٢_ شعور بالتنافر المعرفي والعاطفي من التوجه المثلي.
٣_ عدم وجود ميول غيرية حالياً.
من الصعب إثبات أن رحيل الوالد وحادثة التحرش الجنسي تُفَسِّر ما هو أعلاه... وفي نفس الوقت التوجه الغريزي بحد ذاته عملية مركبة، ولكن اكتشاف وتحليل العوامل لا يشفي غليل المراجع، ولا يساعد في تغيير التوجه الجنسي.
ما يستطيع الموقع التعليق عليه هو ما يلي:
١_ رغم ميولك المثلية فأنت لا تعيش حياة مثلية ولا تقبل بها.
٢_ التنافر المعرفي والعاطفي بحد ذاته يحتاج إلى مراجعة طبيب نفساني والحديث معه، والأفضل الدخول في عملية علاج نفساني مع معالج نفساني كُفء.
٣_ مواجهة غياب الميول الغيرية وتحفيزها يحتاج إلى تغيير شبكتك الاجتماعية والاختلاط مع الآخرين بصورة أوسع.
وفقك الله
واقرأ أيضًا:
المثلية أو الشذوذ الجنسي علاج الآسف للشذوذ: ع.س.م (1-2)