وساوس في الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... أنا شاب من المغرب، أعاني منذ حوالي أربع سنوات مع الوسواس القهري، وكنت أتناول دواء "أنافرانيل 25 مجم" منذ 2019 ومنذ شهرين توقفت بسبب مشاكل وقعت لي مع الطبيب بسبب تناوله، وكنت أتناول قرص واحد في اليوم، ومنذ خمسة أشهر اشتد عليَّ الوساوس فصرت آخذ ثلاتة أقراص في اليوم.
مرَّت عليَّ الكثير من الوساوس سواء في العقيدة، الأمراض، الطهارة... والآن ومنذ خمسة أشهر مع الدين، والآن مشكلتي هي أني أصبحت لا أستطيع أن أتحدث في الدين أو في موضوع ديني بسبب الكثير من المواقف التي حدثت لي بسبب الوساوس.
أريد أن أطرح عليك ثلاثة منها وهي التي حدثت لي مؤخراً وجعلتني موسوساً، وأرجو أن تجيبوا على كل واحد منها:
1- مؤخراً كنت أقرأ حديث يتحدث عن أسلاف وأجداد النبي _صلى الله عليه وسلم_ وعندما وصلت لـ "ابن مالك" قلت في نفسي "يجب أن يهمنا أجداد الرسول" يعني قصدت يجب أن نعتز بهم، تم تذكرت أنهم غير مسلمين فقلت "لا يجب أن يهموننا لأنهم لم يكونوا مسلمين" ثم قلت "لا لا لا أنا قصدت أنه يجب ألا يهموننا لأنهم غير مسلمين، لكن يجب أن يهموننا لأنهم أسلاف وأجداد الرسول _صلى الله عليه وسلم_" فأحسست أني أسأت لهم بقولي هذا.
2- في مرة أخرى رأيت أناساً يتحدثون عن أكل لحوم الحمير وأن بعض الشعوب يأكلون لحم الحمير، فتسآلت عن حكمها وقلت في نفسي "إذا كانت لسمعنا أن الرسول _صلى الله عليه وسلم_ والصحابة الكرام كانوا يأكلونها".
3- رأيت أحد المنشورات على الفيسبوك لبنت تقول أن الفتيات يلبسن الحجاب في الخارج ولكن على مواقع التواصل الاجتماعي يأخذون صوراً بدون حجاب، فقلت في نفسي "هؤلاء الفتيات يقولون: هل الله سيتدخل فينا حتى في مواقع التواصل الاجتماعي؟" وأردت أن أعني أن هؤلاء الفتيات يقُلن أن "الله لا يتدخل فيما يفعلونه في مواقع التواصل الاجتماعي" لكن أحسست كأني أقول بطريقة غير مباشرة أن الله يتدخل فينا، لكني لم أقصد هذا.
آسف لأنني طوَّلت كثيراً، لكني في حيرة من أمري، وأرجو إجابتي على أسئلتي في أقرب وقت عبر البريد الإلكتروني لأني موسوس جداً.
جزاكم الله خيراً على هذا المنتدى الرائع وعلى تواضعم معنا وإجابتكم على تساؤلاتنا،
وأسأل الله أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم وفي ميزان حسناتكم يارب.
19/11/2020
رد المستشار
تأتي الأفكار الوسواسية على شكل أفكار أو كلمات أو تخيلات (صور ذهنية) تفرض نفسها على وعي المصاب ضد إرادته، وتكون عادة مزعجة. ويحاول أن يبعدها عن وعيه إلا أنها تعود،...... وهكذا. وقد تحصل حالة اجترار فكري لمشكلة دينية أو عقيدة كما ورد في رسالتك (والآن ومنذ خمسة أشهر مع الدين، والآن مشكلتي هي أني أصبحت لا أستطيع أن أتحدث في الدين أو في موضوع ديني بسبب الكثير من المواقف التي حدثت لي بسبب الوساوس), فتظل المشكلة تخطر على باله رغماً عنه ويحاول أن يبعدها عن وعيه ولكن سرعان ما تعود.
أما ما ورد في رسالتك من تساؤلات, فما هي إلا وساوس وأفكار تستحوذ عليك مما يجعلك فريسة لها. هذه الأفكار تظل في ذهنك بصفة مستمرة. وأحيانا تكون الأفكار الوسواسية إما متكررة أو فكرة وسواسية لا علاقة لها بالفكرة الوسواسية السابقة وهكذا..... كما هو الحال لديك وسواس حول السلف فيما إذا هم مسلمون أو كفار, نهتم أو لا نهتم بهم..... لتنتقل إلى وسواس أكل لحوم الحمير....., لتنتقل إلى وساوس الميديا وفيما إذا الله يتدخل أو لا..... كلها وساوس وأفكار قد تبدو مزعجة وسخيفة بل تافهة..... كما أن محاولتك طرد هذه الأفكار (الوسواس) والفشل في ذلك يؤدي إلى القلق النفسي والاكتئاب وانشغالك حتى تتأثر حالتك العامة والخاصة.
..... ما عليك إلا أن تواجهها إذا فعلا أدركت بأنها أفكار سخيفة وتافهة
..... فكرة وسواسية..... مواجهة..... بأنها سخيفة
..... فكرة وسواسية..... مواجهة..... بأنها تافهة
..... فكرة جنسية..... مواجهة..... بأنها لا أساس لها
..... فكرة جنسية..... مواجهة..... بأنها ليست من مبادئي
..... فكرة..... مواجهة..... بأنها وسواس
..... فكرة..... مواجهة..... بأتها خاطئة
..... وإذا لم تستطع..... اذهب إلى الطبيب مرة أخرى أو الجأ إلى طبيب آخر..... لا تتأخر
واقرأ على مجانين:
الموسوس بالكفر لا يكفر ولو ظن أن أراد
أكاد أقول ألا نية للموسوس
التفتيش في الدواخل : آفة الموسوس !
الوسواس القهري تتفيه الفكرة
الوسواس القهري معنى التجاهل!!