أرجو مساعدتي في التخلص من ردود الفعل العنيفة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... تحياتي لكم جميعاً، وجزاكم الله خيراً على هذا المجهود الذي تساعدون به من يعاني، أما بعد.
إن مشكلتي الأساسية والتي تؤثر على حياتي الزوجية في الفترة الراهنة هي عدم القدرة على التحكم بردَّات الفعل عند حصول مشاكل بسيطة بيني وبين زوجتي، فأنا أنفعل بشكل كبير جداً يصل في بعض الأحيان لضرب نفسي بشكل مؤلم، وهذا كله يحصل بسبب أمور قد تكون لا قيمة لها أو بسيطة جداً ولا تستحق كل هذا الانفعال، كما أني في وقت الانفعال يصعب إرضائي لأخرج من هذا الحالة، وأظل أحوم في نفس الموضوع لوقت كبير جداً مما يسبب هيجان أكبر، وهكذا.
أيضاً لا أستطيع تناسي مواضيع وردود على أمور لا قيمة لها، بمعنى أنه يحصل خلاف بيني وبين زوجتي ويمر عليه يوم أو يومين، ثم أقوم بفتح الموضوع مجدداً بالرغم من أني أدخل في حوار مع نفسي بأنه لا يجب عليَ فتح الموضوع لأنه ليس ذو بالٍ، لكني أفشل في السيطرة على نفسي وأقوم بطرحه، وبالتالي يتطور الحوار إلى انفعال شديد جداً من جانبي، وكما أخبرتكم قد تصل المواصيل إلى أن أقوم بإيذاء نفسي، ولا أقتنع بأي رد تقوله زوجتي إلا ما أقتنع به أنا، ولكن مع الأسف لا شيء يقنعني.
تعبت جداً ولا أدري ماذا أفعل... أمور حياتي مستقرة لكن أنا الذي أجلب المشاكل لبيتي بشكل يؤثر على زوجتي وابني الصغير وحياتي كلها.
أود أن أعطيكم نبذة قصيرة عن حياتي منذ الطفولة، فأنا ولد لأبوين منفصلين، وتربيت عند والدتي التي كانت متزوجة بعد طلاقها من والدي، وكانت طفولتي مليئة بالعنف اللفظي من قبل والدتي تجاهي.
وأود أن ألفت عنايتكم إلى أني بدأت ألحظ مشكلة انفعالي الزائد وحساسيتي المفرطة من أمور لا تستحق وأنا في عمر 19 سنة.
كما أود لفت عنايتكم إلى أني قد زرت طبيباً نفسياً قبل حوالي الأربع سنوات، وهو قام بتحويلي إلى استشاري نفسي لكني لم أكمل معه لظروفٍ ما.
أرجو منكم مساعدتي لأن ما أنا فيه أتعبني كثيراً، وسينعكس سلباً لا محالة على طفلي وعلى زواجي وعلى مستقبلي وحياتي ككل.
تحياتي.
27/11/2020
رد المستشار
صديقي،
مشكلتك في أغلب الظن تكمن في أنك توجه غضبك الدفين وكراهيتك لأمك نحو زوجتك، وأيضاً لتمسكك بأسلوب الطفل الذي يربط أهميته وكيانه بأن يكون على حق أو أن يوافقه الآخرون.
عندما يكون الغضب مُبالغاً فيه بالنسبة للموقف الحالي فهذا معناه أن الموقف الحالي يذكرك بمواقف أخرى كثيرة في الماضي، والتي لم تنتَهِ بشكل معقول.
غضبك من نفسك وإيذاء أو عقاب نفسك هو بسبب أنك تكره أمك وتشعر بالذنب لهذا.... جزء من عقابك لنفسك هو أن تدع الغضب الدفين من الماضي يفسد علاقتك الحالية مع زوجتك.
اكتب خطاباً لأمك وخطاباً آخر لأبيك (بدون أن تعطيهما الخطابين)، وعبِّر فيه عن كل ما يؤلمك ويغضبك من كل منهما على حدة.. ربما تكتشف الرابطة بين مشاعرك نحوهما وبين وضعك الحالي.
يجب المتابعة مع المعالج النفساني لمناقشة هذه الأمور وتوجيه المشاعر في اتجاهها الصحيح الناضج.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب.