عذاب الوسواس!!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... أريد فقط إخباركم عن قصتي،لا أعلم ماذا أقول بالضبط، أريد أن أفضفض أكثر من كونها استشارة، ربما يساعدني ذلك قليلاً لأني أمر بحالة نفسية وصحية وجسدية صعبة.
أنا أعاني من الوسواس (أكره هذه الكلمة، ولكني مضطرة لقولها للأسف)، بدأ معي بسن مبكره قبل دخول المدرسة، ولم أكن أعلم أنه وسواس، كان يأتي ويذهب، أتاني بالترتيب بفترة الطفولة، وبالدين ببداية فترة المراهقة، والآن عاد لي مرة وللأسف فهذه هي الأسوأ.
لا أريد أن أتحدث عن الوسواس القديم، لكن أريد أن أتحدث عن الجحيم الحالي، أولاً أنا كنت لمدة طويلة جاهلة بالأحكام الشرعية، فمثلاً لم أكن أعلم أنه يجب أن يعم الماء البدن في الغسل، بل كنت أستحم بشكل عادي والماء لا يعم جسدي،وكانت هناك أخطاء في الصلوات والوضوء.. إلخ.
المهم بدأ معي الوسواس أول مرة في إسباغ الوضوء، لينتقل للنجاسة، لينتقل لنقض الوضوء ثم للصلاة والحائل والقبلة وأمور كثيرة كلها كنت أستطيع أن أتحملها، ولكن الآن بدأ معي وسواس في موضوعين جديدين:
الأول هو انتقال النجاسة، فأنا أشعر أن كل شيء حولي نجس، في الأول كنت أقول "لم تظهر عليه علامة النجاسة، إذاً هو طاهر"، أما بعد أن علمت عن انتقال النجاسة في الرطب أصبحت أرى كل مكان متنجس، ولكن لا مشكلة فهذا أيضاً يمكن تحمله.
أما عن الوسواس الذي كسرني وأصبحت أكره الحياة بسببه وأدخلني بداومة حزن هو "وسواس الجنابة"... عذاب، عذاب، عذااااب!!! دمر حياتي تدميراً والله العظيم، أصبحت أشعر أني أعيش بقيود وسلاسل... أنا في الماضي لم أكن أعلم أن هناك شيئاً اسمه "مذي" يخرج بالتفكير أصلاً!، وكنت أعامل كل الإفرازات بأنني أستنجي منها فقط لأنه فعلاً كل شيء كان يخرج مني ذلك الوقت كان لا يوجب إلا الاستنجاء... بعدها عندما قرأت هل الإفرازات تنقض الوضوء أو لا، مع العلم أن الذي كانوا يخبروني به هو أن الطبيعية لا تُنقض الوضوء، ولكن على وضع ما يمنع وصولها إلى ثوبي، ولكني لم أكن أصلي فيها على أي حال، وعندما قرأت عن الإفرازات عرفت أن المذي يخرج بالتفكير، ولم أهتم.
أود القول أني إنسانة أعيش بعالم الخيال، فأنا أؤلف روايات وقصص وأحداث، وأمتلك عائلة خيالية وأصدقاء خيالين ومدينة خيالية، وهذا هو بابي للهروب من العالم. في البداية امتنعت عن الخيال رغم أن الخيال هو موهبتي منذ الطفولة، ولكن لا بأس.. أصبحت لا أزور عالمي الخيالي إلا فترة الحيض، لكن الموضوع ساء وتطور.... تركت متابعة البرامج والمشاهير حتى لو كان المشهور قارئ قرآن، تركت كل شيء أحبه، تركت سماع القرآن، تركت الجلوس مع أهلي حتى لا أرى والدي أو إخوتي الذكور، ولا أود سماع صوتهم حتى، ولا أريد الخروج خارج المنزل حتى لا أرى ذكراً في الطريق، والمصيبة أن الخيالات السيئة تزيد وتزيد وتزيد!، أصبحت حتى لا أجلس أو آكل كثيراً حتى لا يخرج مني إفراز وأوسوس منه.
في البداية كنت أرى إفراز طبيعي أو مذي فأشك فيه وأغتسل، أما الآن أصبحت تشتد الأفكار بشكل مزعج ومقرف ومُلِح ومتطفل، وتزيد منذ أن أستيقظ حتى أنام، ووقعت بالجنابة يقيناً في مرة بسبب الأفكار، ومرتين عند الخروج من المنزل، وأصبحت أغتسل مرتين أو ثلاثة باليوم.
الأفكار تلاحقني حيثما ذهبت، كرهت حياتي، كرهت كل شيء، أصبحت أتعمد النوم طوال اليوم حتى يمر اليوم بسلام، والمصيبة أنه إذا خرجت كدرة أو صفرة بفترة قبل الحيض أدخل بداومة "هل أغتسل أم لا؟". أنا أعرف مواصفات المني والمذي جيداً، لذا ارجوكم لا تقولوها لي _آسفة على الوقاحة_، ولكني أوسوس حتى في موصفاتهم لدرجة أني أقوم وأمشي لأتأكد هل فترت أم لا!.
حياتي صارت جحيم، أبكي بسبب الموضوع، وأكره نظرات الناس لي عندما أغتسل كثيراً...
أرجوكم أريد حلاً لهذا الموضوع، وولا مشكلة لدي سأتخلى عن الخيال، ولكن الصور أصبحت تلاحقني، سأموت.
29/11/2020
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا بنيتي وأهلًا بك وسهلًا على موقعك.
قبل أي شيء أقول لك ينبغي أن تذهبي إلى الطبيب دون تأخير، وتبدئي فورًا بعلاج معرفي سلوكي ودوائي. فالوسواس الذي يظهر منذ الصغر، مآله لا يبشر بخير ما لم يتم تداركه منذ البداية؛ فلا تفرطي بحق نفسك أرجوك.
عددتِ مجموعة من الوساوس في الطهارات والصلاة، ومن المفيد أن تتصفحي الاستشارات حسب التصنيف، ففيها عشرات إن لم يكن مئات الحالات المشابهة، وستستفيدين منها جدًا.
اقرئي على مجانين:
وسواس قهري تعمقي : وسواس الاستنجاء والتطهر !
وسواس التطهر : الطهارة تبقى ولا تنجيس بالشك !
وسواس التطهر : الطهارة للصلاة سنة فقط
وساوس التطهر: الشكل الشرعي للـ ؟ وللـ ؟
وسواس النجاسة والتفتيش في الخيط
وسواس التطهر : كيفية الاستنجاء
و.ت.غ.ق + و.ش.ت.ق + وسواس انتقال النجاسة
وسواس انتقال النجاسة ..قاعدة الانتشار السحري!
وسواس انتقال النجاسة : قواعد مفيدة
أما معاناتك الأخيرة، فأظن أنك الحالة الأولى التي وصلتني وقد تسبب لها الوسواس بالجنابة فعلًا. كثير من تتسلط عليهم الأفكار الجنسية، لكني شخصيًا لم أجب قبل الآن على استشارة تسببت الأفكار لصاحبها بجنابة يقينية!
أولًا: لا يجب عليك الغسل ما لم تتيقني 100% من حصول الجنابة. الأصل أنك طاهرة، ونحتاج إلى دليل قوي يقيني يوجب عليك الغسل. وإذا كان الحكم الشرعي هو هذا، بقي عليك أن تتسلحي بالتصميم وتقاومي الاغتسال لمجرد الشك. فعلاج الوسواس هو تجاهله وعدم الاستجابة له. إن أردت الخلاص فهذه هي الطريقة، فهل أنت تريدين الشفاء حقًا؟
ثانيًا يا عزيزتي: إن خوفك المفرط من الإثارة والجنابة وتحاشيك للجنس الآخر جملة وتفصيلًا هو الذي يزيد من إلحاح الأفكار؛ ولو أنك عدت للمخالطة الطبيعية للذكور في البيت والشارع فسيذهب عنك ما أنت فيه. في البداية قد تشتد الأفكار، وأقصى ما يمكن أن يحدث أن تحتاجي إلى الغسل مرة أو مرتين، خلال رحلة العلاج (لأننا اتفقنا أن الشك لا يوجب الغسل)، وليس ذلك بالأمر المرعب طالما أنه طريق الخلاص من الجحيم، لأنك إن ثابرت على المخالطة رغم كل شيء، فستنتهي معاناتك في فترة وجيزة.
واقرئي أيضًا:
وساوس الصيام وسواس الجنابة
وساوس الاغتسال والجنابة يقينا واحتياطا !
وسواس الصيام والنجاسة والجنابة والأفكار الجنسية
لا أدري ما المرعب فيما يأتيك من أفكار وهواجس؟! ألا تحبين أن يغفر الله لك ذنوبك ويرفع درجاتك؟ كل المصائب تكفر السيئات، وترفع الدرجات لمن صبر واحتسب، وهذا غاية ما يطمح إليه المؤمن في مسيرة حياته...، فاحمدي الله تعالى على هذه المحنة التي قد تقربك من الله تعالى أكثر مما لو قمت الليل وصمت النهار. استقبلي هذه الأفكار بفرح، وانتظري قدومها! نعم، انتظري قدومها!! أنا لا أمزح! وكيف لا تنتظرين قدوم ضيف يقربك إلى الله تعالى؟ أنت عظيمة جدًا بصمودك أمام هذه المعاناة، وكلما اشتدت الأمور كلما زادك الله قربًا، وازددت صلابة وقوة.
هيا قومي، فاجلسي مع أهلك، واخرجي إلى الشارع، واستبشري بما سيكتبه الله لك، لصبرك من جهة، ولسعيك في العلاج والأخذ بأسبابه من جهة أخرى.
أخيرًا: لا يجب عليك الاغتسال من الصفرة التي ترينها قبل الحيض إن لم يكن فيها أثر الدم، أي إن لم يكن لونها ضاربًا إلى الحمرة، فإن كانت كذلك، واتصلت بالحيض فهي حيض، ولا يجب عليك الاغتسال حتى ينتهي حيضك كله. وهناك حالات لا نعد فيها الصفرة شيئًا حتى لو كانت ضاربة إلى الحمرة، ولا تحتاجين إلى الاغتسال منها. ولا أظن أنك ترين شيئًا فيه أثر الدم
واقرئي أيضًا:
القصة البيضاء ومسائل الحيض !
هل وسواس قهري؟ : معرفة الطهر من الحيض !
وسواس الطهارة من الحيض : أصفر بيج رمادي
كوني جادة في العلاج ولا تهملي نفسك، والعاقبة مبشرة بإذن الله
عافاك الله وأذهب كربك.
ويتبع : وسواس قهري وأعراض دينية : راجعي مجانين م