طريقة تجاهل الوسواس القهري
السلام عليكم، أنا أعاني من وسواس قهري خفيف وأريد أستفسر حول طريقة تجاهل الوسواس، قرأت في استشارة لك حول الموضوع هذا وكان مختصر الرد أنه (يجب الإدراك كليا بأن الفكرة الوسواسية موجودة ومن ثم تجاهلها وعدم إشغال النفس بفكرة أخرى، لأن ذلك يعتبر هروبا) ولكن هل فعلا إن أشغلت نفسي بفكرة أخرى يعتبر هروب؟
أنا مش بهرب ولكن هي الحل الوحيد عشان ما أسترسل مع الفكرة..... لأنه أنا مدركة أنه حاليا في فكرة وسواسية وخاطئة في بالي ولكن راح أصرف انتباهي ومأجادلهاش بأني مثلا أفكر بفكرة جميلة أخرى.
يعني إذا لم أفكر بفكرة ثانية راح يبقى بالي مشغول بشكل حتمي مع الفكرة حتى لو أدركت أنها فكرة وسواسية وحتى لو تجاهلتها..... يعني إن كنت أقرأ فأنا مجبورة أكمل تركيز بالقراءة وإن لم أشغل نفسي بالقراءة لن أركز
وإن كنت أنام مجبورة أفكر بأفكار مختلفة جميلة حتى أستطيع النوم وإن لم أفعل ذلك لن أعرف النوم وإن أشغلت نفسي بفكرة ثانية سأنام بشكل طبيعي
وإن كنت جالسة مع ناس معينين فإنني أندمج معهم، طبعا كل هذا الانشغال يأتي بعدما أقول لنفسي أن الآن هنالك فكرة وسواسية ببالك، وبعدها مباشرة أشغل نفسي بأمر آخر..... أي حينما تأتي الفكرة وأبدأ بشكل تلقائي بمجادلتها ومناقشتها..... أقول لنفسي توقفي الآن عن المجادلة إنها فكرة وسواسية، وتجاهليلها ولا تلق لها بالا ... ومن ثم أشغل نفسي....،. فهل هذا أمر خاطئ ويعتبر فعلا هروب؟؟؟
سؤال أخير:
(وهل عندما أقول لنفسي توقفي عن التفكير أو توقفي عن المجادلة يعتبر إيقافا سلبيا ومقاومة للفكرة الوسواسية؟)
30/11/2020
رد المستشار
الابنة الفاضلة "Noor" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واختيارك خدمة استشارات مجانين بالموقع.
هذا المختصر (يجب الإدراك كليا بأن الفكرة الوسواسية موجودة ومن ثم تجاهلها وعدم إشغال النفس بفكرة أخرى، لأن ذلك يعتبر هروبا).... ليس كاملا... بل يحتاج استكمالا لتوضيح أفضلية أن يعود الشخص لسابق نشاطه المعرفي و/أو العملي قبل ورود الفكرة الوسواسية أو الحدث العقلي الوسواسي وهو بذلك يصرف النظر عنها متجاهلا بدليل أنه عاد لما كان يفعل ولم تغير الفكرة الوسواسية شيئا لأنها بحق تافهة... وهو ما يعني ضرورة التتفيه قبل التجاهل، أفضلية ذلك عن إشغال النفس بشيء جديد واضحة فضلا أن عملية فصل الانتباه بشيء جديد يستغلها الوسواس جيدا بأن يتهمك بعد حين بأنك تهربين ولا تستطيعين التفكير في الفكرة لأنك تعرفين أنها مهمة.... مثلا أو لأنك تخافين الحقيقة....إلخ.... والأهم من ذلك أن الهروب ولو بصرف الانتباه هو نوع من التحاشي المعرفي... الذي يعزز بقاء الفكرة الوسواسية كما يعزز نفسه أي يجعلك تلجئين له أكثر للتعامل مع الوسواس... فتأخذين راحة قصرية مقابل إدامة المشكلة.
طيب ماذا أفعل إذا كنت لحظة ورود الفكرة الوسواسية في حالة سكون لا أفعل شيئا أو مثلا قبل أن أنام؟، هذه هي الحالة الأصعب للتجاهل دون هروب، لكنها ليست الأكثر حدوثا، والرد هو إذا كنت تذكرين فيما كنت تفكرين لحظة ورود الوسواس فعودي له وفكري فيه.... فإن لم تكوني تذكرين.... فهنا عليك أن تبدئي نشاطا معرفيا أو عمليا أو اجتماعيا.... ورغم أن هذا يعد هروبا إلا أن مرات العودة لنفس النشاط السابق للحظة الوسوسة ستكون أكثر ويبقى تدربك مستمرا حتى تتمكني من تجاهل الفكرة لأنها وسواسية رغم عدم انشغالك بشيء ولن يكون هذا بعيدا... خاصة وأني أستشعر مهارتك في الفهم والعمل.
وتعليقا على سؤالك الختامي (وهل عندما أقول لنفسي توقفي عن التفكير أو توقفي عن المجادلة يعتبر إيقافا سلبيا ومقاومة للفكرة الوسواسية؟)... توضح العبارة أنك تقعين في أول فخاخ الوسواس فتفكرين في الفكرة وتجادلينها.... وقد قلت بكل وضوح (حينما تأتي الفكرة وأبدأ بشكل تلقائي بمجادلتها ومناقشتها...) يجب بعد العلاج الناجح أن يكون التجاهل هو رد الفعل التلقائي وليس الوقوع في الفخ ثم تدارك الأمر ثم أمر العقل بالكف عن التفكير ثم الهرب من الفكرة كما يحدث معك حتى الآن –علما بأنه مستوى جيد وأفضل من ألا توقفي نفسك بالتأكيد- عليك أن تواصلي رحلة التعافي إذن.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.
ويتبع >>>>>: طريقة تجاهل الوسواس القهري م