محتارة
المشكلة باختصار بسيط جداً هي أني شخص أختلف عن الآخرين، لا أحد يشبهني، لذا ليس لدي أي أصدقاء حقيقين وأشعر بأني وحيدة.
تعرفت مؤخراً على صديق، وكان يعامنلي معاملة جيدة، وكان يهتم بي، وأنا ارتحت له واتفقنا أن ننجز أعمالنا سوياً، بمعنى أن أنجز معه عمله وهو ينجز معي عملي، واتفقنا ألَّا نتخلى عن بعضنا، وكان يهتم بي لدرجة أنني كنت أشعر بالإحراج منه أمام زملائي، وكنا لا نترك بعضنا فىي العمل أو حتى بعد العمل، وكنا نتواصل دائماً عبر وسائل مختلفة، واعترف لي بأنه تمنَّى لو كنت زوجته مع أني متزوجة وهو يعلم ذلك.
بعد أن تزوج تغيرت معاملته لي، وعندما تكلمت معه قال لي أنه لم يتغير أي شيء، وأن هذه مجرد أوهام، ولكني شعرت بالخذلان والإهانة في حقي، وشعرت أنه آذاني نفسياً وبدنياً، وأن معاملته لي تغيرت (والكل لاحظ ذلك).
أنا أريد أن أتركه ولكن لا أستطيع أن آخذ القرار،
وفي نفس الوقت أريد أن أقتله لأنتقم منه لأني حاسة إني مش هرتاح إلا بموته.
1/12/2020
رد المستشار
صديقتي،
من الطبيعي أن تتغير معاملة هذا الزميل بعد زواجه ولو قليلاً، ولكن اهتمامك وارتباطك به عاطفياً هو خيانة لزوجك... ألن تشعري بذلك إذا ما كان زوجك مرتبطاً ذهنياً وعاطفياً بامرأة أخرى؟
تقولين أنك تريدين تركه.... ما الذي تعنيه بهذا؟ لست في علاقة حقيقية لكي تتركيه.... علاقتك به هي علاقة صداقة وزمالة عمل اختلط بها إعجاب وانجذاب وتعوُّد، ولكنها ليست علاقة عاطفية بالشكل الكامل حتى تستخدمي كلمة مثل الترك.
لماذا تريدين الانتقام؟ لأنه تزوج من أخرى؟ ما الذي كنت تنوين فعله؟ لماذا لم تطلبي الطلاق من زوجك أو تخلعيه إن كان قلبك مُتعلِّقًا بشخص آخر؟ ما الذي كنت تريدين أن يحدث؟ أن تستمري في الخيانة العاطفية، وأن يستمر زميلك وصديقك في التعلق بك ولا يرتبط بأخرى؟ أم أردت أن يرتبط هو بأخرى وفي نفس الوقت يستمر في التعلق بك ويخون هو زوجته عاطفياً معك؟ أو ربما كنتما سوف تمارسان الجنس أيضاً وتكتمل الخيانة عاطفياً وجسدياً؟
إن كنت تحبين هذا الرجل حقيقة فسوف تسعدين لسعادته وتتفهَّمين أن هناك امرأة في حياته الآن تزوجها وسوف يعطيها من وقته وذهنه واهتمامه وعواطفه أكثر مما يعطي صديقته... أليس من حقه الارتباط والزواج؟ أم أنه كان يجب أن يهب حياته لك؟ وما الذي يحصل عليه هو في هذه العلاقة؟ ما الذي كنت تقدمينه أنت له؟
مشكلتك تكمن في تقديرك الذاتي السيء الذي تسقطينه على الناس عموماً فلا يعجبك أحد.... شعورك بالوحدة لا علاقة له بوجود آخرين أو بعدم وجودهم، ولكنه بسبب أن علاقتك بنفسك ليست علاقة صحية.
عليك بمراجعة معالج نفساني لمناقشة هذه الأمور.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب.