الانفصال عن الواقع
منذ الطفولة وأنا أتحدث إلى نفسي وإلى أشخاص غير موجودين (وأنا أعلم تمام العلم أنهم غير موجودين) لكني لا أستطيع التوقُّف عن التخيل والاستغراق في أحلام اليقظة وصنع أحداث ومواقف خيالية مع أشخاص واقعيِّين (لكنهم غير موجودين في حياتي).
بمرور العمر تفاقمت الحالة أكثر فأكثر، وأصبحت لا أستطع التوقُّف عن التخيُّل والانفصال عن الواقع، فبمجرد أن تتأتي لذهني فكرة ما أو موقف تخيُّلي ما ويُلِحُّ عليَّ أجدُني غير قادرة على شيء سوى أن أطاوعها، لدرجة صارت تُعِيقُني عن التجاوب مع من حولي أو حتى مشاهدة مسلسل أو قراءة كتاب فأترك كل شيء كي أنهمك في هذا الهراء.
صار صوتي (وأنا بالمنزل أتحدث إلى نفسي، أو بمعنى أدق إلى أشخاص غير موجودين، وأعلم تمام العلم أنهم غير موجودين) يصبح عالياً حينما أكون بالمطبخ أو بالحمام وحدي، وكثيراً ما كانت أسرتي تسِىء الفهم ولا تتكلم.
حينما كنت بالكلية كنت أجدني حينما أعود إلى المنزل أريد أن أختلي بنفسي كي أحكي كل ما حدث على مدار اليوم إلى أشخاص خياليِّين، برغم أن أمي وأبي كانا حينها لا يزالان على قيد الحياة ويرحبَّان جداً بالتحدث والمحاورة.
كنت أظن وأنا في المراهقة أني بمجرد أن أكبر وأدخل الجامعة سيتغير كل هذا وأصير طبيعية، لكنِّي وجدت الأمور تتفاقم أكثر وأكثر.
كما ذكرت في المعلومات الإضافية فأنا مريضة وسواس قهري منذ سن العاشرة، وهو يزداد شيئاً فشيئاً بمرور العمر، ووالديَّا _رحمهما الله_ كانا أيضاً مريضي وسواس قهري حاد.
تعثَّرت دراسياً لأسباب مفهومة وغير مفهومة لسنوات طوال، سئمت الحياة وحقاً أتمنَّى الموت لأن كل ما أتمناه وكل ما كنت أتمناه لم يتحقَّق ولم يعد هناك مجال لتحقيقه.
صرت بدينة وسيئة المظهر منذ أكثر من خمسة عشرة عاماً بعدما كنت جميلة ورشيقة، ذراعي مُشوَّه بسبب حرق قديم حينما كنت بالرابعة من العمر، وفشلت عملية التجميل التي أجريتها في سن الرابعة والعشرين، لا أجيد فن التعامل والعلاقات الاجتماعية، وخسرت كل صداقاتي.
وأخشى الخروج إلى الحياة العملية، وأقل قدر من الضغوط يتسبب في تأخر حالتي وتدهورها، ولا أعرف كيف آخذ حقي إذا ظلمني أحد، ولا أجيد فن الرد.
أعلم أن كل هذه قد تكون أسباب لحالة التخيلات والانفصال عن الواقع، لكني كنت كذلك حتى قبل أن يزيد وزني و يسوء شكلي، حتى حينما كنت متفوقة في المدرسة وحينما كان لي أصحاب كنت كذلك أيضاً.
مشكلة هذه الحالة التي أعاني منها وأسوأ ما فيها هو أنها تزيد من الوسواس القهري لديَّ لأني حينما أختلي بنفسي وأتحدث بصوت (غالباً يكون مسموعاً) ثم أعود إلى من كنت جالسة معهم أظل أُفكِّر هل سمعا ما قلت، وأي تغيُّر في حالتهم يجعلني أظن أنهم أساؤوا فهم حديثي إلى نفسي وظنوا أني أتحدث عنهم.
أقسم بالله أني سئمت وأتمنى الموت كل لحظة، وأخشى حقاً أن أنتحر يوماً ما وأموت كافرة وتضيع عبادة السنين (وهذا أيضاً من ضمن وساوسي).
أريد أن أعرف ما هو اسم مرضي بالضبط؟ وبماذا تُسمَّى تلك الحالة؟... أعلم أنه لم يعد هناك أمل في الشفاء، ولكن هل من مجال لتقليل الأعراض وعدم تفاقمها أكثر من ذلك؟
أمي أصيبت بالفصام في آخر عشر سنوات من حياتها كانت تتوهم أن هناك من يراقبونها ويسعون إلى إيذائها بشتى السبل، ماذا أفعل حتى لا يحدث لي ما حدث معها؟
أعتذر عن الإطالة، وأشكر من سيقرأ الرسالة، وأسأل الله تعالى أن يجازيكم خيراً وينفعكم وينفع الناس بعلمكم، وشكراً.
2/12/2020
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع.
تفصيل الأعراض الطبنفسية أعراض موجبة
Positive Symptomsأعراض انفصالية في إطار هلاوس سمعية.
أعراض سالبة
Negative Symptomsأعراض سالبة مزمنة مع فقدان الدافعية.
التوازن الوجداني
اكتئاب مزمن وأفكار انتحارية.
الفعالية المعرفية
إشارة واضحة إلى تدهور الأداء المعرفي.
سلوكيات
لا توجد إشارة إلى سلوكيات غير ما يتعلق بوسواس قهري مزمن.
تاريخ طبي Medical History اضطرابات طبية لا يوجد التاريخ الطبنفسي
Psychiatric Historyوسواس قهري مزمن.
التاريخ الشخصي
صدمات Trauma
لا توجد أي إشارة إلى صدمات نفسية.
تأزم عائلي
Family Conflictsتاريخ عائلي للفصام.
تاريخ مهني Employment
عاطلة عن العمل.
تاريخ علاقات حميمية
Intimate Relationshipsلا توجد إشارة.
تشخيص طبنفسي محتمل:
الفصام المزمن مع أعراض تفارقية (انفصالية) ووجدانية.
توصيات الموقع
لا يمكن استبعاد وجود عملية نفسية فصامية تختفي خلف الوسواس القهري والاكتئاب.
هناك إشارة واضحة لأعراض موجبة وسالبة ولا يوجد أمامك سوى الحديث مع استشاري في الطب النفساني للحصول على التشخيص الدقيق من خلال فحص الحالة العقلية والعلاج.
وفقك الله.