التخيلات والخوف (الفوبيا)
السلام عليكم... أنا أعاني من التخيلات البشعة، فعندما يتأخر أحد أتخيل أن هذا الشخص قد تعرض لحادث أو اختُطِفَ، وحتى عندما يمرض شخص قريب لي أتخيل موته وجنازته، مع أني أحاول رد هذه الأفكار لكن لا أستطيع.
الأمر زاد عن حده، وأصبح الخوف والقلق يرافقاني دائماً، فأنا أعاني من "فوبيا الحشرات" فعندما أرى حشرة يبدأ جسمي بالحكة وأتخيل أن هذه الحشرات تمشي على جسمي، وأعاني من "فوبيا الثقوب" أيضاً،
وأعاني من أشياء أخرى مثل أنني أعيش في الخيال وأرفض الحقيقة، وأخاف من اللمس المفاجئ ليدي، وأخاف من التجمعات الكبيرة ولا أعرف كيف أتصرف فيها وأتوتر كثيراً، وأيضاً أعاني من الكثير من الوساوس والأفكار المنحرفة التي لا تتركني (مع أني لا أشاهد الأفلام المُخِلَّة)... ماذا أفعل فقد تعبت؟
16/11/2020
رد المستشار
صديقتي
سوف أقول لك ما قلته لغيرك وما يجب علينا جميعا أن نعيه:
إحصائيا، ستة وتسعون ونصف بالمائة من كل مخاوف البشر لا تحدث..... الباقي هو ثلاثة ونصف بالمائة ولكن عشرة بالمائة فقط هي التي من الممكن التعامل معها عن طريق تجنبها أو الاستعداد لها..... إذا أخذنا أيام السنة، فمن حقنا أن نخاف من أشياء حقيقية مثل الكوارث الطبيعية والحوادث وما شابه لمدة ثلاثة عشر يوما من العام..... يوم وثلث فقط هو ما يمكننا التحكم فيه عن طريق التفكير والاستعداد..... فيما عدا ذلك مخاوفنا هي مجرد أوهام.
مثلما اخترت أن تكوني الأنثى الخائفة التي تعيش في الخيال، يمكنك أن تختاري أن تعيشي حياة حقيقية واقعية، تخافين فيها من أشياء منطقية وتتعلمين كيف تتغلبين عليها وتحمين نفسك منها..... اختيارك المتسبب في المشكلة الحالية كان اختيارا بلا وعي في الطفولة حيث جلب خوفك وحساسيتك وتهيئاتك الاهتمام والشفقة ومحاولات تهدئتك من الآخرين..... ولكن مع تقدم السن وكلما كبرت فخوفك وحساسيتك المفرطة تجعل الناس ينفرون من التواجد حولك.....
خوفك من الناس هو في أغلب الظن بسبب أنك لا تدرين من أنت وخوفك من فقدان السيطرة والتحكم (الحشرات والثقوب واللمس المفاجئ والتجمعات كلها لها علاقة بفقدان السيطرة)..... السؤال الذي يجب إجابته هو: ما هو الشيء الحقيقي المباشر الخارج عن سيطرتك في علاقتك بنفسك؟
أنصحك بمراجعة معالج نفساني لمناقشة هذه الأمور
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب