وسواس قهري
السلام عليكم، أود أن أطرح مشكلتي: أنا لدي أفكار تراودني منذ سنين، وتتطور وتأتي أفكارٌ جديدةٌ بعدها حول الله _والعياذ بالله_ حيث تراودني فكرة الجنس مع الله، وتأتي الفكرة وتقول لي: "مارس الجنس مع الله".. هل أنا مريضٌ أم ماذا؟ وهل أنا الوحيد بالعالم الذي أتته هاته الفكرة المُتَّسِخَة بالضبط في الجنس مع الله والمساس بذات الله؟!
أنا والله كرهت حياتي بسبب هذه الفكرة، وأحس أنني سأدخل جهنم خالداً فيها لأن الله يوم القيامة سيقول لي "أنك فكرت في ممارسة الجنس معي، وأنا سأدخلك جهنم، وسأرميك بالنار لأنك الوحيد الذي فكرت بهاته الفكرة".
كان حلمي أن أكون طبيباً لكن تفكيري يقول "إذا أصبحت طبيباً سوف تحدث علاقة بينك وبينه مدى الحياة" وكل الأفكار السلبية،
فما هي نصيحتك؟ وهل هذا تفكيري؟ أم أني مريض؟
7/11/2020
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "أحمد"، وأهلًا وسهلًا بك وباستشارتك
يا بني إنه مرض الوسواس القهري، ولست أول من يصاب به ولا آخرهم، ومضمون الفكرة التي تسأل عنها شائعة كثيرًا بين الموسوسين، وفي موقعنا هذا وحده عشرات الاستشارات المشابهة لاستشارتك. وهناك مضامين أخرى كلها يتعلق بذات الله تعالى، ولم يخْلُ منها بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم المشهود لهم بالخيرية والصلاح، ففي حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال: ((جَاءَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَسَأَلُوهُ: إِنَّا نَجِدُ فِي أَنْفُسِنَا مَا يَتَعَاظَمُ أَحَدُنَا أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ. قَالَ: «وَقَدْ وَجَدْتُمُوهُ؟». قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: «ذَاكَ صَرِيحُ الإِيمَانِ»)). [مسلم: الإيمان/ باب بيان الوسوسة في الإيمان]. فاطمئن، إن وجود هذه الأفكار، مع كراهتك لها هو الإيمان الخالص الذي لا يخالطه شك ولا شرك. وكيف يحاسب الله تعالى من كان إيمانه خالصًا؟؟
لكن ألا تلاحظ معي أنها فكرة وسواسية مضحكة أكثر من اللازم؟! كيف سيمارس الموسوس الجنس مع الخالق؟!!! منطقيًا: الإنسان لا يفكر إلا بشيء ممكن التنفيذ؛ فإذا جاءت فكرة غير منطقية إلى ذهن شخص ما، واستحوذت عليه رغم أنها ضرب من الخيال الذي يستحيل تنفيذه، ورغم أن صاحبها لا يريدها، فاعلم أن هناك شيئًا غير طبيعي، شيئًا مرضيًا يحتاج إلى علاج.
استعذ بالله تعالى من الشيطان ووساوسه التي يريد أن يصدك بها عن الهداية، واعلم أنها سخافات وأفكار غير منطقية مرضية، وتابع دراستك وأعمالك اليومية وأنت مطمئن، فأنت واحد من آلاف الموسوسين، وبإذن الله ستكون واحدًا ممن شفاهم الله ووفقهم لإهمال أفكارهم السخيفة وعدم الاسترسال معها. راجع طبيبًا نفسيًا إن استطعت فهو أفضل، خاصة إن كان ذا معرفة بالعلاج المعرفي السلوكي، وليس الدوائي فقط.
وفقك الله وطمأن قلبك
واقرأ أيضًا:
وسواس قهري جنسي وكفرجنسي تجديفي كلاكيت 100
الوساوس الكفرجنسية : هل التجاهل حل ؟