وسواس النجاسة : انتظار قطرات البول !
شكرا لكم جدا، وأتمنى الإجابة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، جزاكم الله خيرًا، كنت شخصا طبيعيا ولكن خلال هذه الـ 9 أشهر أصبت بالوسوسة في النجاسات، تنزل مني قطرات بول متفرقة بعد الاستنجاء لفترة 15 دقيقة وقد تصل إلى 30 دقيقة تقريبًا، لذلك أضع مناديل وقبل الصلاة أستنجي ثم أتوضأ، تعودت على المناديل مع مشقتها، لا أعتقد أن هذا سلس بول لأنني أقضي حاجتي عندما أريد، لكن المشكلة هي قطرات صغيرة بعد الاستنجاء، لا أدري هل أنا جاهل أم الناس علماء، كيف يستطيع الناس دخول الحمام وقضاء حاجتهم في ٣ دقائق أو أقل ومع الاستنجاء! هل استنجائهم صحيح؟!
أنا جربت كل الطرق، المرحاض العربي والإفرنجي، وأستغرق أكثر من 15 دقيقة وهذا فيه مشقة وخاصة في الاستنجاء قبل الصلاة، والسبب هو الخوف من رشاش البول، بالنسبة للمرحاض العربي لا يمكن أبدًا تجنب رشاش البول، فينتهي بي المطاف دائمًا بغسل الجسم كاملًا من الأسفل مع الأقدام، فكيف الطريقة الصحيحة؟
وبالنسبة للمرحاض الإفرنجي فيرتد الرشاش أحيانًا فيزداد القلق، وكيف يمكن الاستنجاء فوق المرحاض الإفرنجي لأنه عند صب الماء سوف يرتد الماء المتساقط ويرجع عليك وبالتالي يتنجس الشخص، كنت أصلي جميع الصلوات في المسجد، والآن آكاد لا أصلي، أرجوكم لا تضعوا لي راوبط أسئلة مشابهة، لأنني قرأت جميع الأسئلة ولم أجد شرحا تفصيليا، أرجوكم أريد شرحا تفصيليا لموضوع كيفية التبول والاستنجاء في المرحاض العربي والإفرنجي مع تجنب رذاذ البول ودون استغراق وقت طويل، أرجوكم فأنا خائف من الموت وأنا على هذه الحالة، أرجوكم فقط دقيقتين مختص يكتب لي شرح تفصيلي عسى أن يكون شفاءً لي بإذن الله.
أي شخص طبيعي يقول لي الطريقة الصحيحة من الألف إلى الياء أرجوكم.
وجزاكم الله كل خير، وجميع القائمين على هذا الموقع الرائع.
8/12/2020
رد المستشار
الابن الفاضل "Adam" أو "Ahmad" كما سميت نفسك في أصل الاستشارة، أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، ومتابعتك خدمة استشارات مجانين بالموقع.
ربما لا تحوي متابعتك جديدا إلا أنها توضح أن ما فعلناه في المرة السابقة لم يكن كافيا لتستريح من وسواسك.... أي أن الشرح القليل لم يكفك والارتباطات لم تشفك.... وهذا مع الأسف كل ما نستطيع تقديمه على مستوى التواصل بالكتابة.
كثيرا ما يصل الحال بالموسوس من شدة معاناته إلى السؤال أسئلة صادمة بحق لمن لا يدرك عمق مأساة الموسوسين... بدأت مشكلتك حسب قولك منذ 9 أشهر.... وسنك الآن 19 عاما أي أنك كنت لمدة 12 سنة على الأقل (يعني سنفترض أنك حتى عمر السادسة لم تكن تعرف كيف تنظف نفسك كما يجب بعد قضاء الحاجة).... لكنك منذ سن ست سنوات وحتى سن 18 كنت شخصا طبيعيا.... يعني كنت تستنجي مرتين في اليوم (على الأقل) وهو ما يعني أن فعالية الاستنجاء بالنسبة لك كانت (كما هي بالنسبة لأي شخص يكرر سلوك الاستنجاء يوميا ولو فقط لمدة شهر وليس سنوات!!) سلوكا يمكنك فعله وأنت نصف نائم وبشكل صحيح!! والمشكلات لا تأتي إلا من إدخال المريض نفسه (اتباعا للوسواس) في مشكلة مراقبة عملية الاستنجاء ومراقبة قطرات البول وتتبعها والاستغراق في رعب النجاسة!!.... ويصبح التعمق في تحري النجاسة شيئا يلزم به نفسه فيمارس الفعالية التي هي في الأصل تلقائية (أوتوماتكيكية) لكن مع المراقبة والتوجس والاحتراز الشديد فتكون النتيجة تيها لا هداية فيه... حتى يصل إلى السؤال عن كيفية الاستنجاء.....؟ كيفية التبول.....؟ كيفية الاغتسال.....؟ وليس غريبا أن نسمع من يسأل عن كيفية الشرب.....؟ كيفية البلع.....؟ ....إلخ.
من المضحك للآخرين أن تطلب من أحد أن يعلمك ما تعلمه لكن وسوستك تحول بينك وبين تفعيل ما تعلم..... ومن المضحك لك أن نقول لك أن المطلوب هو أن تفعل ما كنت تفعل قبل المرض.... ببساطة لأنك في حالة مذرية لا تسمح لك بأن تتذكر جيدا!! ما هو موجود ومحفور بذاكرتك وسبب ذلك هو حالة يقع فيها أمثالك نسميها المتلازمة الانتباهية وتشمل التفكير التكراري المستمر، في شكل التوجس والقلق المفرط ("ماذا لو؟ أصابتني النجاسة؟") أو الاجترار (أكثر من تحليل، "ماذا لو ؟ لم أحسن التطهر؟") ثم تدخل في سلاسل أفكار حول العواقب، ويدفعك ذلك إلى استراتيجيات التأقلم الانتباهية الفاشلة، مثل الإفراط في رصد التهديد أو تركيز الانتباه على التهديدات المتعلقة بالنجاسة، باعتبارها علامات الخطر فضلا عن الاستثارة الفسيولوجية والانفعالية... الناتجة عن الخوف المفرط من النجاسات.... وهذا كله غالبا يعطي نتائج عكسية، كما يدفعك إلى سلوكيات مجابهة عكسية أخرى مثل الإفراط في استخدام سلوكيات التأمين كوضع المناديل.... بلا لزوم!!، وتحاشي الحمام وربما الشرب والأكل... أو تأخيرها... فضلا عن تكرار محاولات الفحص والتحقق من الملابس والأماكن بحثا عن علامات النجاسة.
يضاف إلى ذلك (وهو على كثرته وشدته متعلق بالحالة التي يقع فيها الموسوس بالنجاسة عند التعرض للنجاسات) يضاف ما هو متعلق بالسمة أي بالصفات الدائمة للشخص وهو فرط الحساسية للذنوب وصعوبة النفاذ إلى الحالات الداخلية ومشاعر اللااكتمال أو عدم الصحة أو الكفاية..... كل هذه مشكلات تتفاعل لتظهر لنا الصورة التي يعاني منها مريض الوسواس القهري.
ما ذكرته أعلاه لا يجيب على تساؤلاتك بقدر ما يشرح أسباب مشكلاتك وسبب ذلك أن ما قدمناه في ردنا الأول هو كل ما نستطيع والرد الوحيد على تساؤلاتك الحالية هو أنه تجب عليك المسارعة بطلب العلاج النفساني العقّاري والسلوكي المعرفي ولن يفيدك الرد الإليكتروني ولو على ألف استشارة فكفاك تضييع الوقت وبادر بطلب العلاج.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.