خوف شديد من البعث وأهوال يوم القيامة
تكملة خوف البعث والقيامة
سلام عليكم... للآن لا أدري كيف كتبت تلك الاستشارة بهذهِ التفاصيل، كنت بوضع سيء وأحاول أن أبحث عن الخلل ههههه... أعانكم الله.
أشكرك جزيل الشكر دكتور نبيل... أنا الحمد لله الآن تحسنت كثيراً بفضل الله، لكن للآن لا أستطيع التصافي مع فكرة الموت أبدا.
دكتور منذ سنين كنت أشعر بتشتت بالأفكار، وأتكلم داخلي كثيراً، لكن فقط يأتيني أثناء الدراسة أو ما قبل النوم فقط... أما الآن فطوال وقتي أتكلم كثيراً بداخلي، وشعوري يؤلمني، وكأنه يوجد داخلي شخصان، شخص يأتي بفكرة ويُعزِّزُها، والآخر ينفيها ويبتعد عنها، وأتنقَّل من فكرة لفكرة كل عدة أيام، ولا أنام جيدًا لأني أسمع عقلي وهو في نقاش ويسأل أسئلة ويجاوب... وإلخ.
المشكلة أنها كلها تتعلق بالدين وهذا ما يؤرقني، فأعيد صلاتي كثيرًا لكي أُركِّز، وقراءتي للقرآن يتخللها حديث لا منطقي، فلم أعد أميِّز ما إذا كانت من نفسي أم من الشيطان، وأشعر كثيرًا أنها من نفسي فأدخل بدوامة اللوم والذنب.
أحيانًا أشعر أني مستعدة للموت وراضية، لكن يعتريني خوف أو تغرُّب عن ذاتي أو فراغ،لا أدري ما هو، فهذا الشعور ذاته يقلقني، وحضرتك قلت أن هذا ليس ضعف إيمان، فكيف لشخص مؤمن أن يشعر بهذا الشعور وهو مع الله؟! ولماذا أخاف؟... فهذا يدل على أنني على ضلال ويوجد خلل لا أعرفه أين، وبسبب هذا أن غير مستعدة أبداً لِلِقاء الله بهذا الشعور السيء.
أصبحت شاردة الذهن ولا أتفوه بكلمة، وأشعر كأنني أستمع لداخلي، وكثيرًا ما أسمع صوت قلبي وحركته، وأشعر أنه روحي ستخرج بأي لحظة، وتأتيني أحيانًا طاقة ورضا وسكون وأستطيع فعل أي شيء لكنه لحظي، وبعدها أشعر بتعب وألم بجسدي، ولا أستطيع غسل وجهي حتى.
نفوري تجاه الحياة زاد كثيرًا، لكن أخاف من الآخرة كثيرً،ا وعندما أريد أن أشغل نفسي أرى بأنه لا جدوى منه... وطبعًا ذهبت إلى الطب النفسي، وأتكلم لرجال دين لأني أشك بشعوري كثيرًا فأرتاح لحديثهم، لكن عندما ننتهي أعود كما أنا... ماذا أفعل؟ وهل سيذهب مع الوقت فأنا لا أريد أن أموت وأنا بهذه الشعور؟... أريد الذهاب وأنا مطمئنة.
ومجددًا شكرًا لك على كلماتك الطيبة، واعذروني على الإطالة،
وجزاكم الله خير الجزاء.
8/12/2020
رد المستشار
آنستي... هذا هو الوسواس... من فكرة إلى أخرى... وكل فكرة تختلف عن أختها... وهكذا تظل الأفكار في حالة دوران، إن لم تكن كل فكرة تتولد عنها أخرى... هذا ما أنت عليه...
ما ورد في تعقيبك الآتي: "وحضرتك قلت أن هذا ليس ضعف إيمان، فكيف لشخص مؤمن يشعر بهذا الشعور وهو مع الله ولماذا أخاف؟"
أولا : لماذا أخاف..؟ السبب واضح لأن الفكرة التى تدور في رأسك أنك ضعيفة الإيمان... فكرة استحوذت عليك بل تسلطت وبالتالي كنت عبدة لهذه الفكرة التافهة التي لم تستطعي أن تنفكي أو تتحرري منها وبالتالي تظلين حبيسة لهذا الفكرة... هنا سبب الخوف... أقولها لك كطبيب... أني أخشى أن تتحول هذه الفكرة المتسلطة حول أنك ضعيفة الإيمان، أخشى أن تتحول إلى اعتقاد، أي وهم يسيطر على عقلك ومن ثم يتحول هذا الاعتقاد إلى إيمان بصحة الفكرة الوسواسية... أي أن قليلا من حالات الوسواس (الوسواس القهري) تنتهي أو يؤول حالها إلى حالات ذهانية.
ثانيا : أنت لست على ضلالة... بل هو حكم لا منطقي تطلقينه على نفسك المنفعلة... بل هو إحساس بل شعور زائف نتج من طبيعة الفكرة الوسواسية، التي تعملين أنت على بلورتها في عقلك أو بالأصح تمحيصها... وهنا أرثى لك (لأنك فريسة لهذه الفكرة)، وعليك (لأنك تعتقدين بذلك الإحساس أو الشعور الزائف للفكرة نفسها)..
ثالثا: ينطبق هذا الأمر على فكرة الموت والعذاب وأهوال القيامة وغيرها من الأفكار الدينية...
هذا مما حدا بك إلى القول في رسالتك الحالية والسابقة: "إنني على ضلال أو بسبب هذا غير مستعدة أبدا للقاء الله بهذا الشعور السيء أو خوفي من أهوال يوم القيامة وضيقة القبر" ومع الأسف امتد فكري إلى أن "بدأت أفكر بوجود الله وإلخ"...
أكرر لك مرة أخرى ما قلته سابقا.... فأنت على طهر نفسك ونقاء سريرتك ونبل أخلاقك وما تتمتعين به من قيم وسلوكيات طيبة تجاه ذاتك. وأضيف كلمة أنك ذات نقاء وضمير حي.... حاولي أن لا تستسلمي ما لم يمكن أن تطلبي مساعدة طبيب.... لك احترامي