الوسواس القهري
السلام عليكم... مشكلتي مع الوسواس القهري بدأت منذ 9 سنوات، وخلال هذه المدة استطعت التغلب على الكثير من الأفكار القهرية، لكن بما أن الوسواس لديَّ يخص العبادات فإنني أجد حرجًا كبيرًا في التخلص من باقي الأفكار، فمثلًا البارحة طرأ عليَّ شك أنني عندما كنت أشك في الاغتسال بعد الانتهاء منه (ربما كان هناك مرات كنت على يقين من نسيان عضو من أعضاء الغسل، والنسيان لا يعذر صاحبه لذا يتوجب عليَّ إعادة الصلوات التي صليتها بالغسل الناقص).
الأمر لن يُشكِّل مشقة لشخص طبيعي اكتشف أن عليه قضاء صلاة أو صلاتين أو حتى يوم بأكمله، لكنني لا أستطيع إحصاء ما يتوجب عليَّ قضاؤه في حالة كانت بعض المرات التي شككت فيها يقينية، ولو وجدت من العلماء من يقول بعدم وجوب القضاء حتى مع ترك عضو بدون غسل لأخذت برأيه، لكن المسالة مسألة إجماع لدى العلماء.
ثم أنني كنت عندما أشك في غسل موضع ما ويطرأ عليَّ هذا الشك مثلًا أانا في الفراش ليلًاأاؤجل غسله إلى الغد عملًا بقول من يرى بعدم وجوب الموالاة في الغسل، لكني قرأت مؤخرًا قولًا للمالكية أنه يجي تدارك العضو وغسله فور تذكره، وإلا بطل الغسل ووجبت إعادته... الأمر لن يكون مشكلة في حالة الشك، لكن ماذا عن الحالات اليقينية؟ ماذا لو أخَّرت غسل عضو أعلم تمامًا أنني لم أغسله فهل يجب إعادة الغسل كاملًا حسب قول من يرون عدم وجوب الموالاة؟
والله إني في كرب شديد من هذه الوساوس، أرجو فقط أن أعيش بدون وساوس وأعبد الله بطمأنينة وسلام...
بارك الله فيكم، وأعتذر عن الإطالة.
16/12/2020
ومن خارج تطبيق عبر "اتصل بنا" أرسلت تقول:
الوسواس القهري
السلام عليكم... مشكلتي مع الوسواس القهري بدأت منذ 9 سنوات، وخلال هذه المدة استطعت التغلب على الكثير من الأفكار القهرية، لكن بما أن الوسواس لديَّ يخص العبادات فإنني أجد حرجًا كبيرًا في التخلص من باقي الأفكار، فمثلًا البارحة طرأ عليَّ شك أنني عندما كنت أشك في الاغتسال بعد الانتهاء منه (ربما كان هناك مرات كنت على يقين من نسيان عضو من أعضاء الغسل، والنسيان لا يعذر صاحبه لذا يتوجب عليَّ إعادة الصلوات التي صليتها بالغسل الناقص).
الأمر لن يُشكِّل مشقة لشخص طبيعي اكتشف أن عليه قضاء صلاة أو صلاتين أو حتى يوم بأكمله، لكنني لا أستطيع إحصاء ما يتوجب عليَّ قضاؤه في حالة كانت بعض المرات التي شككت فيها يقينية، ولو وجدت من العلماء من يقول بعدم وجوب القضاء حتى مع ترك عضو بدون غسل لأخذت برأيه، لكن المسالة مسألة إجماع لدى العلماء.
ثم أنني كنت عندما أشك في غسل موضع ما ويطرأ عليَّ هذا الشك مثلًا أانا في الفراش ليلًاأاؤجل غسله إلى الغد عملًا بقول من يرى بعدم وجوب الموالاة في الغسل، لكني قرأت مؤخرًا قولًا للمالكية أنه يجي تدارك العضو وغسله فور تذكره، وإلا بطل الغسل ووجبت إعادته... الأمر لن يكون مشكلة في حالة الشك، لكن ماذا عن الحالات اليقينية؟ ماذا لو أخَّرت غسل عضو أعلم تمامًا أنني لم أغسله فهل يجب إعادة الغسل كاملًا حسب قول من يرون عدم وجوب الموالاة؟
والله إني في كرب شديد من هذه الوساوس، أرجو فقط أن أعيش بدون وساوس وأعبد الله بطمأنينة وسلام...
بارك الله فيكم، وأعتذر عن الإطالة.
16/12/2020
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "مريم"، وأهلًا بك وسهلًا على موقعك مجانين
اعلمي أن الشك في غسل عضو من الأعضاء بعد انتهاء الغسل أو الوضوء لا يؤثر على صحتهما، لأن الأصل انتهاء الفعل على الصحة. بل إنه في الوضوء إذا شك بإتمام غسل وجهه مثلًا بعد أن بدأ بغسل يديه، نقول إن غسل وجهه صحيح ولا يعيده، الشك لا قيمة له، الذي يعنينا هو اليقين 100% بترك موضع من غير غسل. ولا علينا –في الشك بعد الانتهاء- هل كان الشخص قد نسي شيئًا في الواقع أم لا؟ لأن الغسل هكذا مقبول شرعًا، والصلاة صحيحة.
هذا الكلام عامٌ لجميع الناس، الموسوسين وغيرهم. ويختص الموسوس بأمر آخر: وهو أنه إن أتاه الشك أثناء الاغتسال أو أثناء الوضوء، فغسله ووضوؤه صحيحان ولا يعيدهما. إذن الموسوس لا يؤثر شكه نهائيًا على صحة غسله ووضوئه، سواء جاءه الشك أثناء التطهر أو بعد الفراغ منه، أما غير الموسوس فيؤثر شكه أثناء تطهير موضع، ولا يؤثر بعده. طبعًا غير الموسوس قد لا يشك في السنة مرة أو مرتين، ولنفرض أنه يشك في الأسبوع مرة، فأنت لا يمكن أن تكوني مثله في الحكم بحال من الأحوال.
إذن لا تفكري بشيء اسمه (غسلي غير صحيح) و(علي أن أعيد صلاتي) لأن غسلك صحيح ولا إعادة عليك
أما تأخيرك لغسل موضع تيقنت تركه، فهو صحيح عند من لم يشترط الموالاة، فلماذا تضيقين على نفسك؟ أكثر المسلمين على مذهب أبي حنيفة والشافعي، ويأخذون بالقول بعدم وجوب الموالاة، أتراهم كلهم غسلهم باطل وصلاتهم باطلة؟!!! هم صلاتهم صحيحة، ويصح أن تقلدي مذهبهم، وانتهى الموضوع! ونعيد كثيرًا ونكرر: قال الفقهاء إن الأولى للموسوس أن يأخذ بالرخص حتى ينتهي من وسواسه. وإذا كان الوسواس يعود بعد ترك الرخصة فليبقَ مترخصًا إلى آخر عمره، خير من أن يترك دينه وعباداته.
تعاملي مع وساوسك كلها بالتجاهل والإهمال مهما بدت لك معقولة ومنطقية، وستكون عاقبتك خيرًا بإذن الله.