أحبه لا لا أحبه أنا أنفر منه ! م1
أُحِبِّه؟ لا لا أحبه، أنا أحبها!
قد أرسلت لكم من قبل وكان بعد فضل الله فضلكم في التحسن الذي حدث لي بعد قراءة ردكم، أشكركم للاهتمام برسالتي.
أنا في حالة تحسن ولكن ما زالت الأعراض تأتي في بعض الأوقات بشكل قوي يجعلني أختنق سواء في موضوع الشذوذ أو موضوع حبي للولد، ولكن موضوع الشذوذ عندما أتذكر استشارتكم يهدأ الأمر كثيرًا، فعندما أشعر بذلك وأبدأ في التفكير في الأمر أتقزَّز جدًّا وأُصاب بألم في معدتي وشعور بالغثيان، ومن ثَمَّ أتذكر كلامكم، ولكن أنا أتمنى بحق أن تذهب هذه الحاله مطلقًا عني لأنني أكره نفسي عندما أشعر بذلك، وقد وصل بي الأمر ذات مرة أنني أوشكت على الانتحار بسبب كل ما يحدث، ولكن عدت عن ذلك لأنه حرام.
وبالنسبة لحبي للولد فإحساس النفور قلَّ لفترة طويلة وأصبح قليلًا جدًّا، ولكن يعود بقوة عند حدوث مشكلة بيني وبينه، وهذا يجعلني أفكر مرة أخرى "هل أنا أُحبِّه؟" وأجيب "نعم أنا أحبه جدًّا وأغار عليه" وأدخل في نفس دائرة الشك حتى أنني من الممكن أن أخبط نفسي في شئ صلب من كثرة التفكير والشعور بالاختناق الشديد، مع زيادة شعور الألم في كتفي وذراعي، فهل يوجد حل لهذه المشكلة؟ هل هذا سينتهي؟ أم سأعيش باقي حياتي في هذا العذاب الذي يزيد ويقل، ولكن لا يذهب مُطلقًا؟
أنا راضية بما وصلت له، ولكن عند زيادة التفكير والوسواس أكره نفسي وحياتي... وقد حاولت الذهاب إلى مستشار نفسي في عيادته الخاصة، ولكن الحالة المادية لم تسمح للأسف، فهل من حل؟.. أنا كل ما أريده أن أشعر بالراحة التي كانت قبل حدوث العادة بإجبار نفسي، فمن بعد ذلك قد نسيت معنى الراحة النفسية... وآسفة على الإطالة.
18/12/2020
رد المستشار
أهلا بك يا "وسام" على موقع مجانين للصحة النفسية
قرأت إفادتك السابقة وهاته وأعتقد أنّ مشكلتك الحقيقية هي عدم المرور إلى شيء آخر، بقيت عالقة بسبب الألم والحيرة، لم تستطيعي تجاوز ذلك الألم ولا تقبله. لماذا لا تجربين تقبل أنّك أخطأت ببساطة، وفعلت شيئا سيئا وكل الناس تفعله ثم تمرين لشيء آخر، لماذا لا تحاولي "تجاهل" ذلك الشخص وتجاهل كونك أخطأت معه واعتبريها كتجربة سيئة يمر بها كل إنسان بشكل أو آخر؟!
جرّبي هذا وانظري كيف تكون النتيجة
فأنت تريدين الحسم في الموضوع بأن تخرجي "سعيدة ومرتاحة" وهذا خطأ في نظري، سعيك المحموم نحو راحة نفسية مثالية هو الذي يجعلك تتوترين وتتيهين في الحزن ويسبب غياب الراحة نفسها (ينقلب السحر على الساحر) وأيضا هناك جانب مهم جدا بخصوص جسدك ومحافظتك، أعتقد أنك صُدمت في نفسك وتكسّرت صورتك الذاتية بشكل قاسٍ جعلك تكرهين نفسك وتجلدينها ولم تتخيلي نفسك تصلين لهذا "المستوى" يوما ما" وهذا ما لم تتقبليه نفسيا.. ودخلت دوامة من التساؤل عن الحب والكره، وتساؤلات عقيمة في الحقيقة لها علاقة بحساسيتك ومثاليتك وليس بالوضع نفسه.
إن تقبلت خطأ وبشريّتك وتجاهلت العلاقة التي تضرك فلا أظن هذا الحب حتى لو كان حقيقيا وصادقا سيثمر بشيء مع هذا الشاب، ربما يكون هذا كلاما قاسيا وتريدين أن تسمعي غيره، لكن هذا حال الشباب اليوم....
لذا لملمي نفسك واشغليها بالمفيد وكلما أتتك الوساوس تجاهليها فقط، وتجاهلي ألمك النفسي ولا تحاولي استرجاع توازنك النفسي بزعزعة نفسيتك فهذا لا يفيد في شيء
وتذكري أن مشكلة الموسوسين الكبرى هي محاولة إقامة حوارات "جادة ومقنعة" (عبثية في الحقيقة) مع أفكارهم... تجاهلي فقط، التجاهل سرّ عظيم للموسوسين وسيتكفل الوقت بالباقي.
ويتبع >>>> : أحبه لا لا أحبه أنا أنفر منه ! م3