أفكر جديًّا في الطلاق
السلام عليكم... أرجو أن يتسع صدركم لي حتى وإن طال حديثي فالقلب ممتلئ، واسمحوا لي أن أتكلم بالعامية وأُقسِّم الكلام لفقرات حتى يكون عندكم إلمام تام بالموضوع.
اتجوزت من 3 سنين من واحد اتعرفت عليه عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، كُنَّا أصحاب، في الأول كانت صداقة قوية جدًّا والمفروض إنها تحولت لحب، وهو صمِّم إني أحكي لأهلي عنه، وكان كلام أهلي "إذا عاوز يتقدم يتفضل"، وبالفعل تزوجنا، بس أنا اللي بدأت الكلام والتعارف عليه وليس هو، ومكنش عاوز يخلف لأنه كان خايف من المسؤولية، وأنا كمان كنت خايفة من آلام الولادة والموت.
أول يوم زواج كنت خايفة جدًّا، ولم تتم العلاقة إلَّا بعد شهرين بسبب رعبي الشديد... طبعًا حملت وربنا رزقني بتوأم، ومكنش زوجي سعيد لأنه حس بمسؤولية شديدة، لكن لما كمِّلوا سنه حبهم.
زوجي ابتديت ألاحظ عليع تغيرات شديدة، فمثلًا بعدما كان بيساعدني في ترتيب المنزل وجعله نظيف أصبح سايبلي كل الحمل فوق رأسي... المهم حصل بيننا خلاف كبير جدًّا وشد في الكلام لدرجة وصل الحال إنه زقِّني جامد، وأنا اتنرفزت ودعيت عليه دعوة شديدة، وطلعت البلكونة رميت عليه رز وعلى سيارته بيض لأنه مد إيده عليَّا وزقِّني بقسوة، وهو من وقتها حس بإهانه شديدة جدًّا وطلب ننفصل، لكن أنا قعدت أبكي بكاء هستيري لدرجة إني جالي حالة اختناق ومكنتش قادرة أتنفس، وتوسَّلت له يسامحني، وبعد عناء شديد وأيام قال إنه سامح لكن مش قادر ينسى وندمان إنه سامح، مع إني وعدته إنِّي هتغيَّر عشانه.
أنا حاسَّة إنه بيزلِّني، يوم يكون معايا كويس، يوم يكون معايا سيء، بيطلب مني طلبات تعجيزية، لو هو نايم وأولادنا اللي عندهم سنة بيلعبوا وعاملين إزعاج بيؤمرني أسكِّتهم، طب إزاي أتحكم في طفل عنده سنة؟!، وطالب مني البيت طول الوقت نظيف مع إني موظفة وعندي طفلين ومسؤولة عن الطبخ والغسيل وكل شيء.
أنا بفكَّر جدِّيًّا أطلب منه الطلاق لأن كل اللي في بالي إن اللي بيحب بيسامح، وهو مش قادر يسامح يبقا محبنيش... كمان قبل كده رمالي جملة بهزار وقالي "أنا محبتكيش، أنا اتجوزتك عشان إنتي اللي حبِّتيني"... ولما باجي أبوسه في فمه للأسف الشديد بيقفل بوقه زي ما يكون قرفان، مع إنِّي ببقا غاسلة بوقِّي، معرفش إيه سبب الحركة دي!.
أنا نفسيًّا متدمرة بسببه، للأسف هو مش عارف قيمتي ولا مقدر الحب ده، وسألته "إنت ليه زعلان ومكتئب؟" قال لي "مش عارف" قلت له "لو واحدة غيري أنت متجوزها ومعاك دلوقتي كنت هتبقا كده؟" قال لي "مش عارف"...
أرشدروني أعمل إيه لأني يوميًّا بموت.
19/12/2020
رد المستشار
صديقتي
طريقتك في سرد الأحداث توحي بأن ردود فعلك مندفعة وعنيفة بعض الشيء.... لا مانع عندك من أن تصعدي الأمور بدرجة كبيرة وعندما يكون رد فعل زوجك على غير ما تتقبلين فأنت تصعدين الأمور مرة أخرى ثم تقولين أنه إن كان يحبك في الأصل لكان قد غفر لك.... هل غفرت له أنت؟ ولماذا إختفت المحبة بينكما؟
من ناحية مساعدته لك في المنزل، فعليك أن تجربي أن تتعاملي مع هذا عن طريق طلب المساعدة بدلا من افتراض أنه واجب عليه... مثلا: هل يمكنك مساعدتي في كذا؟ هل يمكنني أن أطلب منك كذا لو سمحت؟.... لا يجب أن تطلبي منه ما يجب فعله الآن في التو واللحظة... أطلبي بشيء من الدلع وعاتبي بدلع ودلال بدلا من الصدام... وعندما يوافق على المساعدة فعليك أن تشكريه قبل أن يفعل أي شيء وبعد أن يفعل أي شيء لمساعدتك... التشجيع واللطف أكثر فاعلية من الأوامر والافتراضات.... هذه الطريقة يجب أيضا اتباعها في تربية وإرشاد الأطفال.
لقد كان يفعل ما يساعدك به غالبا لأنه كان سعيدا معك وكنت لطيفة معه.... بعد ذلك ظهرت بعض الأمور التي جعلته يعاقبك
عن طريق الإهمال والطلبات المستحيلة... كلاهما علامة على الغضب.... من ناحية القبلة، ربما عليك ألا تصري على نوعية قبلة معينة وإنما قبلي خده ورأسه وأظهري حنانك وامتنانك للمساته وقبلاته... لا تنتظري مقابلا في التو واللحظة... مرة أخرى، الامتنان سوف يشجعه والهجوم عليه سوف ينفره ويجعل غضبه يمنعه من تقبيلك.
هذا ليس تحاملا عليك وإنما هو المنهج الذي يتبعه الناجحين في الحياة وهو سؤال: كيف اشتركت أنا في وجود المشكلة؟ أو كيف ساهمت في استمرارها؟
عندما سألته عن اكتئابه وقال لا أعلم، عليك محاولة مساعدته بدلا من التحقيق معه.... عليك أن تطلبي بدلا من أن تطالبي أو تأمري أو تتذمري أو تدمري نفسيتك لأنه لا يفعل أو يقول ما تريدين.
ربما كنت تعاملينه مثل فارس أحلامك في بادئ الأمر ثم بدأت في معالمته على أنه الشخص الذي لا يرقى إلى مستوى توقعاتك... أو ربما تتحدثين معه بتذمر أو بصيغة المحقق الذي يحاول تصيد الأخطاء للإيقاع بالمجرم... إن أنكرت هذا فدعيني أسألك: ما الذي تفعلينه (وتقولينه) لكي تظهري سعادتك بوجوده في حياتك؟
ماذا تريدين من الطلاق؟ ولماذا تريدينه؟ هل هناك شيء لا يمكن إصلاحه؟
أنصحك بمراجعة معالج نفساني أو مدرب حياة أو مستشار علاقات زوجية لمناقشة التفاصيل
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب