تأنيب الضمير
البارحة قمت بعمل سيء جداً، لقد قمت بتصوير نفسي (يعني صدري) وأرسلته لشخص (أنا أكرهه)... أنا بصراحة لا أعلم لما فعلت هكذا، ولكن عندما رأى الصورة حذفتها، ومن بعدها بدأ يتحرش بي لفظيًّا، ولكني أحسست بتأنيب ضمير، وأصبحت أصلي وأذكر الله كثيرًا، ولكن قلبي أصبح يؤلمني جدًّا، وأصبحت لا آكل كثيرًا (يعني ليست لدي شهية للأكل).
الآن أنا نادمة على فعل هذا الأمر السيء... لا أعرف كيف أواجه حقيقة هذا الأمر، ولا أعرف حتى ما يجب عليَّ فعله...
يمكن المساعدة؟
20/12/2020
رد المستشار
أهلًا بك يا "ماريا" على موقع مجانين للصحة النفسية، وأهلًا بأهل المغرب.
قد تكونين تكرهين هذا الشخص، لكنه يبقى "شابًّا" لا تكرهين تلك الرغبة التي يُبديها بك.... فعلتِ ذلك يا "ماريا" لأنّك كنت تحبّين أن تشعري أنّك مرغوبة، وتشعري أيضًا بسيطرتك على ذلك "الرجل".
هذه الرغبة في الظهور والإظهار (كأنثى لها محاسن مختبئة) هي رغبة طبيعية تتكوّن في فترة المراهقة، وعيُك بها (دوافعك ورغباتك) مهمّ هنا بدَل محاولة إنكارها أو التنكُّر لها (لا أدري لماذا فعلتُ هذا) لأنّ الوعي بها سيجعلك تؤطِّرينها وتنتبهي لها وتُشبعينها بالطريقة السليمة التي لن تشعري بعدها بالخزي.
أول شيء ستفعلينه هو أن تكفي عن تأنيب ضميرك والشعور بالدونية، وإلَّا ستدخلين دوامة قلق واكتئاب، وقد دخلتها فعلًا بفقدانك للشهية والألم في قلبك!.
ردة فعلك بخصوص الصلاة وذكر الله كثيرًا (وركِّزي على كثيرًا) هي ردّة فعل مؤقّتة ووسواسية نوعًا ما تنغمس فيها فتاة ذات 14 عامًا مثل الراهبة بشكل يُنبئ بشعور كبير بالخزي والاتِّساخ وعدم الطهر!، بمعنى أنّك تُغذِّين إحساسك بالذنب والدونية بتلك الأذكار الكثيرة.
يكفي أنّك ندمت وأقلعت ولم تستمري، وصلِّ لأنك ترين الصلاة واجبة وقربًا من الله، واذكري الله باعتدال (فالذكر ليس واجبًا أصلًا)، والله عفوٌّ غفور.... أما ما يتبقى بعد ذلك فهو ردَّة فعل نفسية مبالغ فيها.
ثاني شيء ستفعلينه وهو تقبُّل فكرة أنّك تحبين أن تُظهِري محاسنك كبنت تكتشف جسدها وتريد أن تعرف ردّة فعل "الشباب" خصوصًا تجاه تلك المحاسن والمفاتن.... إن عرفت أنّ هذا أمر منك وفيك ستتقبَّلين نفسك أكثر، وستكون لك قدرة أكبر على التحكم ورفض هذا السلوك مستقبلًا، وستجدين طرقًا أخرى للشعور بالقيمة والشعور بالحب والاهتمام، وستُحوِّلين هذا الاهتمام المسموم (أي بجسدك وجنسانيتك) إلا اهتمام تفرضينه على الرجال والنساء دون أن تصيري أمَة وسجينة لنزوات عابرة.
كل التوفيق لك، وهوّني على نفسك، فكل إنسان مُعرَّض للخطأ وارتكاب ما هو جنسي في مرحلة من مراحل حياته، فلسنا ملائكة نمشي على الأرض.