وسواس النجاسة: الثياب والعرق!!
الشك في الطهارة والصلاة
الأمر بدأ منذ أكثر من سنتين، وكان خفيفًا، وسرعان ما تحولت حياتي لشيء يصعب تحمُّله، أصبح تركيزى قليل، ولم أعد أهدُف لتحقيق أي شيء بسبب الوسواس.
أنا شاب أكثر من يحزنني ويقلقني ألَّا يتقَّبل الله _عز وجل_ أعمالي وأن تكون باطلة، والشكوك كثيرة سوف أفسرها لكم:
1- بعد التبول _أعزكم الله_ وعند الخروج من الحمام اكتشفت أنه عند الجلوس تخرج نقطة بول (وهذه حقيقة، وليس بوهم) فأصبحت أجلس في كل مرة أدخل فيها الحمام أكثر من ربع ساعة لأستبرئ من البول عن طريق النتر والقيام والجلوس والانتظار والتنحنح، وبعد هذا وعند الخروج أحس بخروج قطرات، وعندما أقرأ فتوى على الإنترنت بأن صلاتي باطلة تزداد المشكلة أكثر وأكثر، ووصلت لمشاكل نفسية عميقة قد تصل لنتيجة وخيمة.
2- النية عند الوضوء والصلاة والغسل أصبحت أمرًا مُرهِقًا جدًّا، فأنا لا أتلفظ بها وأحاول أن أقولها بداخلي، و هذا أمر صعب جدًّا رغم سهولته.
3- تغيُّر لون السروال عند منطقة الشرج، ولكني قمت بالفحص عند الطبيب وقال لي "ليس بك شيء، وهذا مجرد عرق"، ولكني أخشى أن تكون نجاسة.
يقولون لي: "ضع قماشة وتحفَّظ"، وهذا يصعب عليَّ جدًّا خاصةً أني عندي وسواس آخر في انتقال النجاسة، فلو وضعت قماشة سوف أغيرها بعد وقت قليل، ودوَّامة لن تنتهي، ولن أُركِّز في أي شيء آخر.
4- عند دخولي الحمام أي ماء أستنجي به أو عندما أقوم بغسل يدي المُتَنَجِّسة من البول فإن أي ماء يتطاير على جسمي أعتبره نجس، فأصبحت أغسل نصفي الأسفل عند كل قضاء حاجة... وعندما أبحث عن فتوى يقولون لي "إذا تغيَّر الماء بالنجاسة أصبح نجسًا، وإذا لم يتغيَّر أصبح طاهرًا"، وأنا كيف أعرف أنه تغيَّر أم لا فالبول يشبه الماء ويصعب تقدير هذا الأمر!.
5- أنا مصاب باضطرابات القولون العصبي بسبب حالتي النفسية السيئة، فعندما أبدأ في الوضوء للصلاة أخاف وأتوتر من خروج الريح، وهذا التوتر هو ما يأتي بالريح والضغط، فأصبحت أعيد الصلاة.
أصبحت أنام وأنا في شك، وأستيقظ وأنا في شك، ولا أرتاح من التفكير إلا وأنا نائم، حياتي متوقفة لا تتحرك... كتبت فتاوى كثيرة لدار الإفتاء ومواقع دينية ولم يقولوا لي الحل، يقولون لي "ابعد عن الوسوسة" وفي نفس الوقت يقولون "إذا تيَّقنت من خروج شيء وجب عليك غسل الموضع من الثوب، وإذا لم تعلمه فاغسل الثوب كله"... أصبحت أُغيِّر الملابس كل يوم، وبعد أن أُغيِّرها أشك أنها تنجست.
أريد أن أبكي وأنا أكتب هذه الاستشارة، وأنتظر الرد وأنا أعلم أن ما أعانى منه بسبب الشيطان يريد أن يدمرني ويبعدني عن لقاء الله _عز وجل_، ولكن في نفس الوقت لا أريد أن أُقصِّر في طهارتي ولا في صلاتي... أعتذر عن الإطالة، وأنتظر الرد بالتفصيل إذا أمكن، وشكرًا لكم.
23/12/2020
وأرسل بعد 5 أيام يقول:
وسواس الشك في الطهارة والصلاة
السلام عليكم... أولًا أحب أشكركم على هذا الموقع المتميز... ثانيًا أحب أن أعلمكم أني قمت بالتَّوجُّه لأكثر من موقع استشارات وفتاوى، ولم أرتح من معاناتي بعد.
المعاناة بدأت منذ أكثر من 3 أعوام... أنا شاب في العشرين من عمري، ومحافظ على صلاتي _ولله الحمد_ لكن الوسواس بدأ معي عندما شعرت بخروج بول مني في الصلاة فلم أنتبه للأمر، ولكن في مرَّة غلبني الشك فقمت بالتفتيش، فوجدت نقطة بول على العضو، ومنذ هذا اليوم أنا في شكوك لا يعلمها إلَّا الله _عز وجل_ منها: الشك في انتقاض الوضوء، والشك في خروج الريح، والشك في الاغتسال.
بعدما عرضت الأمر على شيخ نصحني بطريقة أتخلص بها من نقاط البول المتبقية، وبعدما فعلتها لم أجد شيئًا مرَّة أخرى، ولكن أنا عندما أستنتجي أستخدم كثيرًا من الماء، فدائمًا الملابس مُبلَّلة لدرجة أني قد أستغرق نصف ساعة بعد التبوُّل أنظر إلى العضو لكي أعرف هل يخرج بول أم لا، وقمت بوضع المناديل لأتأكد، ولكن الوسوسة تزداد، وقد لا أجد شيئًا في المناديل وأتخيل وجود الشيء، ومعاناتي ازدادات بعدما قرأت فتوى بأن "الماء الذى يغسل النجاسة إذا أصاب جزءً آخر من بدنك تنجَّس بذلك، ويجب غسله" فأصبحت أجلس طويلًا يى الحمام ممَّا أثَّر على مستوى الدراسة ومستوى الحياة بشكل عام.
فكرة التحفُّظ بشيء تشُقُّ عليَّ جدًّا خاصةً أني موسوس، فلو وضعت شيئًا سوف أُغيِّره كل مرة أدخل فيها الحمام، وسوف أشك في تنجُّس الملابس، وسوف أُغيِّرها، وأصبح أدور في حلقة مُفرَّغة... وكل شيخ من شيوخنا الأفاضل يقول "لا توسوس، وتجاهل الشك"، وفي نفس الوقت يقولون "يجب أن تضع شيئًا إذا تيقَّنت أنه يخرج منك البول"، فكيف لي أن أتيقن وأنا موسوس؟! وكيف أضع المناديل؟! هل ألصقها بلاصق؟ أم ماذا أفعل؟...
رجاءً رجاءً رجاءً رجاءً الإجابة سريعًا على استشارتي
فأنا لم أعد أستطيع أن أتحمَّل هذا.
28/12/2020
رد المستشار
أهلًا وسهلًا بك يا "عامر" على موقعك مجانين مرة أخرى
ازداد خجلي كثيرًا هذه الأيام من تأخري المستمر على أصحاب الاستشارات، ومهما حاولت العجلة تبقى الإجابات معسرة، فسامحني
1- تتكلم في البداية عن الاستبراء ومعاناتك، ثم تعود فتذكر أن شيخًا علمك طريقة لم تعد ترى نقاط البول بعدها أبدًا، ولكن تتخيل ذلك. إذن لم يبقَ عليك إلا العلاج السلوكي بمقاومة الاستجابة للوسواس وعدم إعادة الوضوء أو تغيير الملابس. على أنك تستطيع تقليد المذهب المالكي بأنه من كان ينزل منه البول في كل يوم ولو مرة لا يطالب بتغيير ثوبه. عدا عن أن لديهم قولًا صحيحًا بسنية الطهارة للصلاة، ودائمًا ننصح الموسوس باتباع هذا القول للتخلص من وسواسه. وبهذا نكون قد انتهينا من مشكلة الاستبراء وصحة الصلاة، لأنه يكفي أن تصح الصلاة في مذهب واحد، وصلاتك صحيحة عند المالكية حتى إن كنت غارقًا في النجاسة.
2- نكرر كثيرًا أن مجرد توجهك إلى المغسلة للوضوء يعتبر نية فلا داعي لأن تعصر ذهنك، ولا لأن تحاول قول النية بقلبك ولا بلسانك
3- مشكلة التعرق على السروال انتهينا منها في الاستشارة السابقة فلا داعي للتكرار، لست بحاجة للتحفظ ولا لغيره، أنت بحاجة للتجاهل فقط
4- نقطة البول التي على المخرج، ويدك التي تعتبرها متنجسة مع أنها طهرت مع المخرج عند استنجائك، النجاسة على المخرج واليد، قليلة لا تغير الماء الذي يجري عليها ويبقى الماء طاهرًا. لأنه إذا جرى قليل ماء على نجاسة وأزالها، ولم يتغيّر يبقى طاهرًا. وعند المالكية يبقى طاهرًا إن لم يتغير حتى إن لم تزل النجاسة عن محلها. هذه الأمور التي تقلقك لا تخرب الدنيا، فلكل شيء مخرج وسيقبل الله عملك بفضله وكرمه
5- القولون العصبي يحتاج إلى علاج عند طبيب، ولا أستطيع إفادتك شرعًا إلا بأنه إذا لازمك الريح عند كل صلاة بحيث لا ينفك أبدًا أبدًا ولا فائدة من الإعادة، فأنت في حكم من معه سلس ريح، ولا ينتقض وضوؤك حتى لو خرج الريح منك أثناء الصلاة، وتصح صلاتك.
أخيرًا لا مفرَّ لك من الذهاب إلى الطبيب، إما أن تذهب وإما أن تبقى في عذاب، وابحث عن طبيب على دراية بالعلاج السلوكي المعرفي، فإن لم تجد فاقرأ مقالات العلاج الذاتي من الوسواس على هذا الموقع، فإنها ستفيدك كثيرًا
أعانك الله وعافاك.
ويتبع >>>>: وسواس النجاسة: الثياب والعرق!! م1