ما هذا الذي أعانيه؟
أنا تقربت من الله كثيرًا، ولكني أعاني من صوت داخلي يُخجِلُني من الله، إذا تجاهلته يذهب، وإذا ردِّيت عليه وجدتني أقصد الله به، وهذا يجعلني في حيرة وقلق وخوف من أني لا أستطيع التوبة.
في البداية أتاني الصوت بالسب والتحدي في أي عمل أقوم به، وأبعده عنِّي ولكني بعض الأحيان أخاف فأسترسل معه وأرى هل أقصد الله به، وهذا يجعلني أخاف أكثر لأن قلبي وفكري يقصدون الله، فأُبعِد الفكرة، وبعدها أخاف فأفكر مجددًا في الخاطرة.
وأحيانًا تأتيني خاطرة أن الله عادل، وأسترسل معها، وأقول عكسها إذا كانت سوف تنكر الصفة، وفي النهاية أنهزم وأشعر بالشك في صدري، ولكني غير راضية عنه... وبعض الأحيان أبتعد عن الوسوسة، ولكن يُهيَّئ لي الوسواس أو الأفكار أن أي عمل ليس له علاقة بالدين (يعني تحدِّي _والعياذ بالله_)، وأبعد الفكرة عني، وتأتي بسرعة وتقصد الله فيها، وأقع خائفة من أن كل شيء انتهى، وأحاول قول عكسها فأجد قلبي خائفًا، وأتذكر المشاعر لأعرف ما معناها فأجدها ضدي، أتخلص من الفكرة فتأتي فكرة أخرى، أتخلص من التحدي فأتذكر الفكرة الأخرى التي ربما جعلتني كافرة، وأشعر أحيانًا أنها النهاية، وأنني لا أستطيع التوبة.
وأحيانًا إذا جعلت الصوت الذي بداخلي يتكلم يقول كلام مخيف ضد خالقي... وأنا أحيانًا لا أعلم هل يميل قلبي وأتكبر أم فقط أجعله يقول الكلام وأتجاهله، كلما خفت من الموضوع كلما فكَّرت فيه أكثر كلما وسوست أكثر، وتيجي الوساوس والأفكار وكل شيء ضدي فلا أستطيع فعل شيء، ولا أعرف كيف أتوب... وأيضًا تأتي وتستهزئُ بالدين أو بالله، وتذهب وقلبي أسمع به صوت الاستهزاء، وبعدها أفكر في الموضوع فأخاف وأكرر الموضوع فأتذكر كل شيء وأخاف أكثر لأني كرَّرت الخواطر السيئة والمشاعر والوساوس بإرادتي، وتأتي نفس المشاعر.
وأحيانًا _أنا أعلم أن الله على كل شيء قدير_ تأتي الوسوسة والخاطرة وتوسوس وتشكك إلى أن تجعل الشك في قلبي... بالطبع أنا غير راضية عن الشك، ولكني لا أستطيع إثبات ذلك إلا إذا ابتعدت عن الأفكار الشيطانية، ولكن المشكلة أني أخاف أنني كفرت أو انتهى كل شيء لأني أسترسل مع الوساوس وأقول عكسها، وعندما تأتيني أخاف أن أقصد الله بها فأجدني أقصده، وأحيانًا لا شعوريًّا أقصده فأظل أكرر الوسوسة وأقصده مجددًّا ومجدًّا ومجددًّا، وهذا يخيفني أكثر ولا أستطيع النوم من الخوف فأتذكر الوساوس وأُخبِر نفسي "ربما لم أكفر، ربما لم يمل قلبي" فأُكرِّرُها ويتكرر الشعور السيء، بعدها أجدني أحيانًا أسمع صوت غير صوتي من كثرة الوسوسة والخواطر، ولكني فقط أقول عكسه من كثرة التعب، أو قد يغلبني اليأس أحيانًا من مواجهة الصوت السيء فأقول عكس الكلام ولا أواجه، وقلبي يميل وكل شيء، ولا أبعد الفكرة (فقط أقول عكسها)، وأشعر بالمشاعر السيئة.
حتى إذا سألت أحد الشيوخ فلا أحد يعرف حالتي،
ولا يعرفون أنني أستجلب الوساوس لنفسي في بعض الأحيان من كثرة الخوف أو لكي أثبت لنفسي أنني بخير وأنها خاطرة لا تؤدي لكره الله لي.
27/12/2020
وفي رسالة أخرى أرسلت تقول:
هل الوسوسة?
هل الوسوسة مثلًا أن أتكلم في شيء عادي، وبعدها مباشرة ينقلب الشعور والنبرة في الصوت، وقلبي تنقلب مشاعره من كلمة؟... وأنا أُكلِّم الله مثلًا، بعدها تنقلب أحوالي من كلمة أتخيل فيها نبرة مختلفة، وقلبي تختلف مشاعره، وأحس أنني أتكلم مع الله بطريقة غير محترمة، فهل هذه وساوس؟
27/12/2020
وأرسلت في اليوم التالي تقول:
أتكلم مع الله بنبرة، وفجأة تختلف النبرة بشكل مخيف، وبعدها قلبي أيضًا يميل مع النبرة، بعدها أخاف فأُكرِّر النبرة، وبعدها أُقنِع نفسي أنها وساوس... فهل هي حقًّا وساوس؟
28/12/2020
وأرسلت بعد 10 أيام تقول:
ممكن تتجاهلون كل الرسائل وتقرون دي الرسالة?
إني بدأت عندي الوساوس من فترة التحدي ووساوس سب الذات ووساوس غريبة تتكلم مع الله بأسلوب كلش ما أحب أذكره المهم أنني تخلصت منها بفضل الله وبعدها أخذت تراودني بعض الوساوس فأخذت أدقق على كل كلمة تأتي في بالي وبعدها أسجلها لأعرف هل كفرت أو لا ؟؟
وازدادت الوساوس أكثر من قبل أي شيء أقوم به تأتيني وساوس وصوت كريه في داخلي عن السب والتحدي والعياذ بالله وأحاول إبعاده ومجاراته وأشعر بأنه يغلبني فأقول فقط أنني لست راضية أو أقول عكس الكلام ولكن المشكلة أحيانا أتكلم مع الله وفجأة تتغير نبرة صوتي في داخلي طبعا ولا أعرف كيف أصف?
وساوس مخيفة جدا أقول عكسها وأحيانا أشعر بأني أريد قولها ولكني أرفض وأستمر بقول عكسها وأحيانا أشعر بأني نطقت بها وأحيانًا صوت يتكلم بداخلي إلى الله باستحقار بالطبع أنا لا أريده وإذا تجاهلته ذهب ولكن هل هذه أنا من تتكلم؟ أكرر الكلام أو أتكلم أحيانًا فتأتيني نبرة غريبة ومخيفة تكبر وكل شيء أصوات بها نبرات غريبة ومشاعر غريبة وأنا من يقولها؟! أقول عكسها فقط وأخاف بعدها
أنا من المستحيل أن أتحدى الله ووساوس التحدي والعياذ بالله في صدري
وأي شيء أقوم به تأتيني الوسوسة َبعدها أشعر بالمشاعر وكأني أنا راضية عنها وأنا غير راضية
R03;7/1/2021
رد المستشار
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة "تويكس" حفظها الله، السلام ورحمة الله وبركاته وبعد،، أهلا وسهلا ومرحبًا بك في موقعك، نسأل الله لنا ولك الهداية والتوفيق، والسداد والتيسير.
الأخت الفاضلة: مشكلتك نفسية في المقام الأول، فأنت تعانين من ما يسمى باضطراب الوسواس القهري، ويتركز موضوع وسواسك حسبما ذكرت في وساوس الكفر وسبَّ الذات الإلهية والعياذ بالله
وعليه، فإن ذهابك للطبيب –يا عزيزتي– أمر لابد منه، لأن وسواسك شديد كما يبدو، ولابدّ أنك قرأت بعضًا مما كتب على الموقع، وعلمت أن دواء الوسواس يتكون من شقين: الأول: دوائي. والثاني: معرفي سلوكي. تصحح فيه الأفكار تجاه وساوسك، ويتم التعرض فيها لمثيرات الوسوسة مع عدم التدريب على عدم الاستجابة لها.
وأريد أن أطمئنك أن هذا التطاول طالما أنه في ذهنك فقط ولم يمتد إلى الفعل، فلا مؤاخذة عليه ولا عقاب، لقوله صلى الله عليه وسلم: "إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها، ما لم تعمل أو تتكلم"، ولقوله عليه الصلاة والسلام: "رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلاَثَةٍ: عَنِ الْمَجْنُونِ الْمَغْلُوبِ عَلَى عَقْلِهِ حَتَّى يُفِيقَ، وَعَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَعَنِ الصَّبِيِّ حَتَّى يَحْتَلِمَ"، فالوسواس أمر خارج عن الإرادة والوسع، ولا يكلف الله نفسًا إلا وسعها.
وللأسف فقد استطاع الشيطان أن يقنعك بأن وساوسك مكفرة، وأن يقنطك من رحمة الله تعالى، فاقتحمت ما هو أشد من الوسوسة، فتلفظت بالسب –والعياذ بالله–. فإن فعلت فانسَي الماضي، واعتبريه شيئًا لم يكن، ولا يخدعنك الشيطان بعد هذا، فمجرد الوسوسة لا تخرجك عن دائرة الإيمان، فإذا أحسست بالوسوسة فاستعيذي بالله من الشيطان الرجيم، ودعي التفكير في تفاصيل ما يجري في ذهنك، واشغلي نفسك بأي عمل آخر، وستتحسنين تدريجيًا بإذن الله تعالى، ولكن أؤكد عليك ضرورة الذهاب للطبيب النفساني ليصف لك أحد أدوية مضادات القلق والوسواس الحديثة، وستشعرين بعد استخدامها والانتظام عليها بالتحسن بدرجة كبيرة بإذن الله تعالى.
عافاك الله وشفاك من كل سوء.
ويتبع >>>>>>>: وسواس الكفرية : وهم استجلاب الوساوس ! م