وسواس طهارة
السلام عليكم ورحمة الله... سأختصر بقدر الإمكان، ولن أدخل في التفاصيل.
أعاني منذ فترة من وسواس في كل أمور الدين، والحمد لله على ما أراد الله... أحارب ومازلت أحارب، ولكن أخشى أنَّ قِوَاي قد بدأت تخور.
عانيت من الوسواس في الوضوء، الصلاة، تكبيرة الإحرام، انتقال النجاسة، ستر العورة، الاغتسال، الاحتلام، الإفرازت، الاستنجاء... والله إني فقدت لذَّة الحياة، ابتعدت عن أحلامي وأهدافي ودراستي واهتمامي بنفسي، أصبحت لا أعتني بنفسي مثل الفتيات، لا أستعمل كريمات الجسم (خوفًا من أنَّها عازلة للوضوء) حتى يُؤلِمُني جسمي من كثرة التشقُّق، أخاف من الزيوت بأنواعها خوفًا على الوضوء، والكثير والكثير، أصبح تفكيري كله منذ الاستيقاظ إلى أن أنام يتمحور حول أن أكون طاهرة، وأصلِّي صلواتي الخمسة ولا اهتمام لشيءِ آخر.
آخر هذه التطورات هو وسواس الاستنجاء الذي عذَّبني وأرهقني ودَّمرني لأنه أمر أتعرَّض له كل يوم مرات عديدة، أنهكني حيث أصبحت أدعك بالصابون حتى أصابني الالتهاب وألم في مهبلي، وأصبحت لا أعرف من أين أبدأ وكيف أنتهي وكأنِّي طفلة صغيرة، وصل بي الأمر إلى أداء الصلوات وأنا أحبس البول، ويُصِيبني ألم شديد في مثانتي ولكن أتجاهل وأتحمل حتى أصلي، أخاف شرب الماء والسوائل حتى أنِّي خصَّصتُ لنفسي مقدارًا مُعيَّنًا من الماء لشربه مع أني في السابق كنت أشرب الماء وبكثرة وأحب شرب الماء، ولكن الحمد لله على كل حال.
لا أعلم أين يُصِيبُني البول حتى أنظفه، أصابني في فخذي عدة مرات، ومن هنا بدأ خوفي وهلعي من التبَّول ماذا لو أصابني؟ كيف سأتصرف؟ كيف أتبول؟، وكأنَّ البول أسمنت ولن يزول من جسدي، ووصل بي الحال إلى غسل الجزء السفلي بالكامل من السُّرَّة، وأحيانًا الاستحمام مع إخراجي لجلبابي من أسفل حتى لا يُصيب البول شعري ووجهي، وفي مرَّات أضطرُّ إلى تمزيق الجلباب حتى أستطيع إنزاله من الأسفل إذا كان ضيقًا!.
تَعِبُت وتألَّمت وبكيت كثيرًا، حتَّى حدثت معي الأسبوع الماضي حادثة هزَّت كياني حيث دخلت لأتبوَّل مع كافة التحضيرات طبعًا لتنظيف كرسي الحمام فأغسل وأُنظِّف كل نقطة بُنِّيَّة وكل براز، ثُمَّ أجلس... المهم أني أحسست بشيءِ سال في فخذي فهلعت بالمعنى الحرفي لهذه الكلمة، وتوترت وبرد جسمي وكنت أريد البكاء!... لم أعرف كيف أتعامل مع الموقف، دارت في ذهني أفكار كثيرة وأحسست أن رأسي سينفجر (كيف أتصرف؟.. لا أريد الاستحمام)، استحممت بالظهر، ولكن تعبت وخارت قواي وتدمرت نفسيتي... في تلك اللحظة غسلت فتحة البول _أعزكم الله_ وغسلت قدماي، وخرجت وأنا مُحطَّمة وُمنهارَة، وذهبت لأختي أبكي أنني لم أستنجي جيِّدًا (بربكم أي ذُلِّ وهوانِ هذا... فتاة في العشرين من عمرها تخرج من الحمام باكيةً لا تعرف كيف تستنجي!)، جلست على سريري بكل ثقل العالم في قلبي، أصابني التبلُّد التام، أظلَمَت الدنيا في عيني، لم أستنجي جيِّدًا، لم أعرف كيف أتعامل مع الموقف.
الآن جلبابي وسريري وغطائي وكل شيء مَلئ بالبول، كيف سأصلي؟.. جلست في سريري أتأمل (خلاص هذه نهاية العالم)، والله الذي لا إله إلَّا هو أني تعبت، ولكن في تلك اللحظة لم أهتم... أنا مُنهَكَة، رأسي سينفجر، لا طاقة لي لإنقاذ هذا الموقف... أذَّن المغرب، وفكرت في ترك الصلاة نهائِيًّا لأنها لن تكون مقبولة على أي حال، ولكن قمت _لا أعلم كيف!_ مع يقيني التام أنه لن تُقبَل ذهبت إلى المغسلة وأنا جسد بلا روح (وعاء فارغ) وتوضأت وصليت، ورجعت إلى سريري كجُثَّة هامدة لا رغبة لها في الحياة ولا في أي شيء.
استمرَّيت في الصلاة من بعد تلك الحادثة وأنا لا حول لي ولا قوَّة، لا أستطيع فعل شيء لتصحيح ما فعلت (كيف سأغسل المنزل الذي نجَّسته بالكامل من بولي؟ من أين سأبدأ؟ وكيف سأنتهي؟) فأُجبِرتُ مُرغَمَةً على تقبُّل هذا الوضع... كنت أبكي بحرقة وألم إلى الله "أنا آسفة يا رب، أرجوك تقبَّلني ببولي ونجاستي وتفريطي في طهارتي، هذا الشيء الوحيد الذي استطعت فعله" ولكن من ذلك اليوم شيء بداخلي انكسر، هناك الكثير من التفاصيل المُؤلِمَة لو ذكرتها لاتَّهمتُوني بالجنون... بعدها رأيت في موقعكم سُنِّيَّة إزالة النجاسة، والحمد لله ارتاح قلبي قليلًا، ولكن مازالت مشكلتي قائمة في قضاء الحاجة، وازداد خوفي بشكل كبير منذ تلك الحادثة!.
وقبل يومين كنت أتوضأ _كالمجنونة طبعًا_، وكان أخي بجانبي وضحك ثم قال "هذا استحمام وليس وضوء! كيف ستعيشين حياتك؟!"، والله نزلت كالصاعقة عليَّ، تفكرت فيها قليلًا (حقًّا كيف سأعيش حياتي بهذا الوضوء، بذلك الاغتسال، بذلك الاستنجاء، أُخَصِّص لنفسي مرات لدخول الحمام، أقضي حاجتي وكأني ذاهبة لمعركة (وأنا التي كنت أتبول في الجامعة بملابسي وبقارورة ماء ولا تأخد العملية مني خمسة دقائق)، والآن ومنذ وسوستي لا أقضي حاجتي إلَّا في المنزل مع وجود الصابون وفي حمام إفرنجي، وعندما أكون خارج المنزل لا أُفكِّر حتى في الأمر من شدة خوفي رغم أني أشعر أن مثانتي ستنفجر من شدة حاجتي للتبول ولكن أصبر، ذل ما بعده ذل، هوان ما بعده هوان... هل من الممكن أن يعيش المسلم (أشرف خلق الله) في هذا الرعب والخوف من النجاسة؟.. أجيبوني فقط.
بالأمس _وأنا في أشد حالات قرفي من نفسي، واشمئزازي من ضعفي، وإحساسي بأني أقل من كل الناس_ دخلت إلى الحمام العربي بعد غياب قرابة 4 شهور من حتى مجرد التفكير بالتبول فيه، ورَشَشتُ نفسي بالماء (أفخاذي وعانتي وقدماي وبطني)، فعلت فعلتي هذه حتى لا أعرف مكان البول، ثم رفعت رأسي إلى السيراميك وتعمَّدتُ عدم النظر، تبولت ثم نظرت إلى نفسي فوجدت أني كلي ماء، وقلت "أين البول؟.. لا أعلم، كل هذا ماء وطاهر"، فغسلت فتحة البول ثم خرجت، وأحسست بلذَّة الانتصار والفخر، قسماً بالله وكأنَّ الحياة عادت إلى ضلوعي، العملية لم تستغرق سوى خمس دقائق، أحسست بفرحة عارمة وكأنَّ الكون لا يسعني.. كررت فعلتي للمغرب، ثم للعشاء، لأول مرَّة منذ وقت طويل أذهب إلى الصلاة وأنا مرتاحة ومثانتي ليست مَلِيئَة، وأقضي حاجتي عندما أريد ذلك... الآن سؤالي: ما حكم فعلتي هذه في ميزان الشرع؟ هل أنا آثمة لتعمُّدي التَّغَابي ورشِّ نفسي بالماء مع العلم يقينًا أن الماء يصل الأفخاذ أو إلى الأقدام؟.. وأرجوكم لا تقولوا أنَّ هذه وسوسة فهو حقًّا يصل (حتى لو أحيانًا) ويتطاير، ولكن تعمدت التجاهل والتغابي، فما حكم صلواتي بهذا الاستنجاء؟.
وأنا صراحةً ارتاح قلبي لهذه الطريقة، وأحببتها حُبًّاً جمًّاً لأنها سهَّلت عليَّ وأراحتني (مع علمي بأنها ليست صحيحة)، بل عزمت على أن أعتمدها حتى يشفيني الله، وعزمت على إجبار نفسي على دخول الحمام العربي حتى أستجمع قواي وأرجع كما كنت في سابق عهدي، وفي الحقيقة أدركت أنه أريح بالنسبة لي لأن الإفرنجي كنت أغسله وأُنَظِّف البُقَع البُنِّيَّه والبراز ثم أجلس، أمَّا هنا لا نظافة ولا شيء وإنَّما أجلس فقط ثم خمس دقائق وأخرج... ما حكمي الآن؟ هل أنا مُفرِّطَة لاختياري راحة نفسي وتعمُّدِي التبول بهذه الطريقة وعدم تتظيفي لنفسي جيدًا (مع العلم أنَّه يتطاير البول، ولكن أنا أرشُّ نفسي حتى لا أعلم وأغسل مكان البول فقط)؟ وإذا حقًّا كان هناك بول وأعلم مكانه ولم أغسله، فما حكمي؟ وهل تنصحونني باعتماد هذه الطريقة؟ وإذا لا، أفيدوني بطريقة أعتمدها بحذافيرها حتى لا أهلع وتتدمر نفسيتي مرة أخرى.
وعذرًا على الإطالة وعلى أن كلامي غير مفهوم، ولكن أردت أن أفضفض وأشكي لكم حالي، وأرجوكم أرجوكم ألَّا تحكموا عليَّ بالتفريط لأني والله رأيت ألوانًا من العذاب، وغفلت عن الكثير والكثير من التفاصيل ولم أذكرها في رسالتي... عسى الله أن يتغمدني وإياكم برحمته إنه على كل شيءِ قدير، وشكرًا.
28/12/2020
وأضافت في رسالة أخرى
وسواس طهارة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... كنت قد ذكرت في استشارتي الأولى كيف أعاني من الكثير من الوساوس الدينية مثل: وسواس في الوضوء، الاغتسال، الإفرازات، نزول المني، تكبيرة الإحرام، ستر العورة.. إلخ.
وأنا الآن في خوف شديد أن تزيد عليَّ والحمدلله على كل حال... وآخر هذه وسبب الاستشارة والذي وكنت أريد أن أستفسر منه في الاستشارة الأولى هو التطورالمؤلم جدًّا لوسواس الاستنجاء، والتوتر، والخوف الكبير الذي يصيبني، وعدم معرفتي من أين أبدأ وكيف أنتهي، وصولًا إلى الحبس المؤلم جدًّا للبول الذي يحرقني بشدة من أجل الصلاة.
والآن أريد أن أستشيركم، وأرجوكم أجيبوني إذ أن هذا سبَّب الكثير من أَلَمِي ومعاناتي لأنه شيء لا بد منه أن أدخل إلى الحمام وأتبوَّل يوميًّا، وسؤالي هو: هل يجب عليَّ تنظيف الكرسي الإفرنجي عند كل دخول؟ لأن هذا ما أفعله فنحن أسرة كبيرة، ولدينا حمام إفرنجي واحد داخل المنزل، وكلنا نستعمله، ودائمًا ما يكون الكرسي به قاذورات كثيرة، إذًا كيف أتصرف؟
أنا تعبت من التنظيف كل يوم، أنا أعلم أن الأصل الطهارة، والأصل في الكرسي أنه طاهر، ولكن هذا في حالة عدم ظهور شيء عليه، ولكن هنا الكرسي حقًّا عليه وسخ (هذه ليست وسوسة، بل يكون فيه براز ونقط بُنِّيَّة مكان الجلوس، وأحيانًا البول يزول بالنضح ولكن البقع الصفراء والبنية تحتاج إلى فرك وجهد _أعزكم الله_) إذًا كيف هو طاهر؟، وإذا كان الوسخ بالأسفل ليس عند حفرة المرحاض أو العين من الداخل (أقصد الذي فوق العين بين مكان الجلوس بالأعلى والحفرة) أي في المنتصف، ويكون هناك براز مُلتَصِق ومُنتَشر في المقعد، وأحيانًا يكون جاف وملتصق جدًّا، وأحيانًا لا، فهل هذه البقع إذا أصابها ماء الاغتسال من الشطاف ستنتقل إلى مؤخرتي، علمًا أنها تكون قريبة جدًّا من مؤخرتي (أقرب من ماء الحفرة)؟ وهل الماء المرتد من هذه البقع سيكون مُلوَّثًا؟ أرجو أن تكونوا فهمتم قصدي... وأيضًا ما حكم الماء داخل الحفرة إذا أصابني _وهو كثيرًا ما يصيبني عند التبرز_؟
أرجو أن تجيبوني إجابة شافية حتى أكون على بيِّنَة من أمري وأحارب السواس حتى النهاية باقتناع تام... أريد أن أكون كالناس الطبيعيين وأتعلم كيف أتصرف مع الحمام داخل المنزل وخارجه، إذ أني أستطيع التنظيف داخل المنزل، ولكن في الخارج ماذا أفعل وخصوصًا في الحمامات العامة حيث يكون الكرسي أصفر جدًّا وملئ بالبراز في كل مكان، وحتى في مكان الجلوس فوق يكون فيه بقع، إذًا كيف يكون الأصل في مثل هذا الطهارة وأنا أرى النجاسة بأم عيني؟! وهذا تساؤلي من البداية: هل أجلس على هذه المراحيض بوسخها هذا داخل المنزل وخارجه ويقينًا سيصبني من النجاسات والبراز وغيره؟.. وأُكرِّر أن هذه ليست وسوسة فالمرحاض فعلًا يكون وسخًا، وأحيانًا وَسِخ جدًّا، وأنا لا أستطيع التنظيف في كل مرة... وإذا استسلمت وجلست عليها بهذه البقع والوسخ هل سأكون نجسة وأنقل النجاسة إلى كل المنزل (فهذا أكثر ما يُخِيفُني ويتعبني)؟ وما هو الفعل الصحيح؟ وكيف أتصرف؟ أم هل في داخل المنزل أُجبِر نفسي وألتزم بالتنظيف، وفي الخارج أجلس فيها هكذا لأني مضطرة؟.. أجيبوني جزاكم الله خيرً، وأزيلوا حيرتي، وفُكُّوا كُربتي.
استفساري الثاني: أنتم قلتم أن الإفرازات طاهرة ويجوز معها الوضوء والصلاة دون تنظيف للمحل، وأنا كثيرة الإفرازات لأني أعاني من التهابات في المهبل، وأستنجي منها لكل صلاة حتى لو نافلة حيث أدخل وأغسل المحل منها، ثم أذهب لأصلي، وهذا الفعل مُؤخرًا أيضا أتعبني وأصابني بالفتور، وأيضًا أوسوس فيه جدًّا، وحلم حياتي أن أُصلِّي من دون استنجاء ولو مرة واحدة فقط، أنا أقوم لأتوضأ ثم أصلي، ولكن إذا تبعت كلامكم وصلَّيتُ دون استنجاء إذن كيف سأعرف إذا نزل جزء من هذه الإفرازات أثناء الصلاة ونقض لي وضوئي وأنا لم أستنجي منها بالأساس؟! وإذا قلت أنها من الإفرازات التي أصلًا كانت نازلة فربما لا تكون كذلك ويكون غير صحيح وتبطل صلاتي... أرجو ان تكونوا فهمتم قصدي، وماذا تنصحوني أن أفعل؟ وكيف أتصرف؟
وآسفة مرة أخرى على الإطالة والكلام الغير مفهوم،
وشكرًا.
29/12/2020
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "ريانة"، وأهلًا وسهلًا بك في موقعك
أعانك الله على هذه المعاناة، وأعان كل الموسوسين.... حالتك هذه وصلت إلى حد لابد معه من استشارة ومعونة طبية نفسية، خاصة مع بدايات الاكتئاب الذي سببه الوسواس لك.
وسأحاول الرد على أسئلتك بالترتيب:
1- جميع أنواع الزيوت والكريمات ليست عازلة للماء، حتى لو تبعثر الماء بعد نزوله عليها، إلا أن يشكل الدهن أو الكريم كتلة على الجلد (مثل الكتلة التي تأخذينها من العلبة قبل دهنها على الجسم) فهذه بديهي أنها تمنع الماء، لأنها جرم ظاهر، فإذا دهنتها زالت المشكلة وأصبحت لا تمنع وصول الماء إلى الجلد.
2- التجاهل، أو التغابي، أو ما أسميه أنا "التعمية" أمر له أصل شرعي، مثل نضح الماء على الثوب والفرج بعد التبول حتى إذا أحس الرجل برطوبة بعد انتهائه من قضاء حاجته، قال: هذه الرطوبة هي رطوبة الماء، ولم يخرج مني البول، ويصلي على هذه الحال، لا تتنجس ثيابه ولا ينتقض وضوؤه، مع أنك لو فكرت في الأمر لوجدت أنه من الممكن أن يكون البول قد خرج ولم يعلم به الرجل، ومع هذا فالحكم في حقه أنه صحيح الوضوء طاهر الثياب باعتباره لم يعلم أن شيئًا خرج منه!!
كذلك لو أن المرأة شكت بنزول شيء من المفرزات، ولم تتيقن، فهي غير مكلفة بالبحث والتأكد هل نزل منها شيء أم لا؟ وتصلي لأنها لم تتيقن انتقاض وضوئها. مع أنك –كذلك- لو فكرت لوجدت أن احتمال كون وضوئها قد انتقض وارد جدًا.
ومن أراد الصلاة، فلا يكلف أن يسأل عن طهارة المكان الذي سيصلي فيه، ولا أن يفتش، فالأصل أن الأمكنة كلها طاهرة ما لم نعرف نجاستها بيقين، رغم أنه من الوارد جدًا أن يكون واقفًا على مكان متنجس. وهكذا....
فعل ما تقطعين به الوسوسة لا يسمى تفريطًا، بل هو أمر مطلوب. وما تفعلينه أفضل بكثير من حالك مع الوسوسة في دخول المرحاض، ومع هذا أحاول التفكير، هل هناك طريقة تعمية أفضل؟ لأنك ما زلت ترشين نصفك الأسفل تقريبًا، أرجو أن يفيدنا د. وائل برأيه، بحيث نجد طريقة مجدية علاجيًا وبدون رش كل هذه المساحة!
4- أرأيت هذا الرش الذي قمتِ به في دقيقة؟ لو فعلتِه نفسَه على مكان إصابة النجاسة لطهرت، ولا تحتاج أكثر من ذلك. وهناك ناحية: مجرد إحساسك برشاش البول على جسمك لا يستوجب التطهير، لابد من كون البول قابلًا للرؤية على جسمك حتى يجب عليك تطهيره. نحن نريد أن تتعلمي كيفية التطهير الصحيحة التي لا تتطلب أكثر من حفنة ماء، وليس فقط ألا تشعري بوجود النجاسة، لأن النجاسة ستقابلك في مواقف أخرى، فما أنت فاعلة؟
5- أنا لا أستطيع أن أقول لك إن النجاسة الظاهرة على مقعد المرحاض خاصة المرحاض العام، لا أستطيع أن أقول إنها ليست بنجاسة، ولكن عندما تضطرين لمخالطة النجاسة، فإما أن تتبعي مذهب الحنفية في أن الطاهر الرطب إذا لاقى نجاسة جافة لا يتنجس إلا إذا ظهرت آثار النجاسة عليه. وإذا صعب هذا عليك فالقول الذي عند المالكية بسنية تطهير النجاسة للصلاة، هو خير ملاذ لكل مبتلى بالنجاسات، موسوسًا كان أم غير موسوس. فليس باليد حيلة، وليس في الإمكان أفضل مما كان، والمشقة تجلب التيسير، ولا يكلف الله نفسًا إلا وسعها
6- يمكنك الاكتفاء بالمسح بمنديل حتى ينقى المكان من المفرزات، ويمكنك الوضوء بدون استنجاء، وإذا لم تتيقني نزول شيء بعد وضوئك فهو لم ينتقض، ولا يهمنا ما كان موجودًا من قبل.
أرجو أن أكون أفدتك في هذا، وأسأل الله تعالى أن يشفيك، ولا تنسي طلب المساعدة من طبيب
ويضيف د. وائل أبو هندي الابنة الفاضلة "ريانة" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، طلبت د. رفيف أن أدلي برأيي في مسألة رش الماء على نصف الجسد السفلي اتقاء للوسواس وما سأقوله هو ما أنصح به مرضاي الموسوسين وهو ألا يهتموا إلا بغسل مخرج البول وما حوله فقط لا غير وألا يهتموا بغير ذلك.... فإذا سألني المريض/ة : حتى ولو كانت هناك قطرات نجاسة لم يصبها الماء؟؟ أقول حتى لو كانت هناك قطرات نجاسة لم يصبها الماء.... وهذا بالطبع استنادا إلى مذهب المالكية أي باعتبار تحري النجاسات لا يجب على الموسوس، والنصيحة دائما هي التطنيش + عدم التفتيش.