مساعدة عاجلة بخصوص حالة أخي، وأرجو عدم نشرها لأنه يدخل لهذا الموقع وأخشى أن يكتشف أن أمي تخبرنا بوساوسه الخاصة
السلام عليكم دكتور وائل أبو هندي، أشكرك على كل ما تقدمه أنت والإخوة الأطباء والمستشارين من مساعدة لجميع المرضى، جزاكم الله كل خير... أريد أن أستشيرك بخصوص شيء عاجل وهو مرض أخي الصغير الذي يبلغ من العمر 21 سنة، فهو قد عانى من وساوس قهرية منذ سن 14 تقريبا مثل: وسواس التفكير بالذات الإلهية، ووساوس وجودية، والوضوء والصلاة، ومراقبة التنفس، والتأكد من إغلاق الأبواب والغاز، إلى آخره من الوساوس.
ما أثار قلقنا هو أنه في هذه السنة منذ 3 أشهر عانى من وسواس تكرار غسل اليدين بالصابون بطريقة مَهُولة (يغسل ويغسل ويغسل) حتى تشققت يداه... ذهب لطبيب نفسي لأول مرة في حياته، ووصف له "سيبرالكس" و"زاناكس"، تحسن قليلًا فقط ثم رجع إلى الطبيب ووصف له "زاناكس" و"سيرترالين" أعتقد جرعة 50 مجم، ولكنه لم يتحسن.
ويا ليته بَقِيَ فقط مجبورا على غسل اليدين، فقد حدث شيء مخيف وهو أنه أخبر أمي أن هناك وساوس أنه سيؤذي عينه بإصبعه (ليست هلاوس وأصوات) فيجيبها أنه لن يقوم بذلك وأن هذا خاطئ، فتتحداه الوساوس وتُلِحُّ عليه، فكان يقاومها ويقاومها، ولكن فجأة بدأ يُطِّبقها، وبدأ فعلًا يضرب عينه بإصبعه لكي يرتاح من إلحاحها، وهذا ما جعله يتدهور ويبكي لأنه فقد السيطرة وأصبح يطبق الوساوس... ووسواس آخر يقول له أن يضرب رأسه، فيضربه في الحائط عندما تشتد عليه الوساوس، ويقول أنه لن يُشفًى لأنه لا يرى حلًّا لوساوسه خصوصًا بعدما بدأ يُطبِّقُها ويضرب عينه، هنا فقد الثقة في أن الوساوس يمكن تطبيقها أحيانًا، وهنا أتحدث عن هذه الوساوس العنيفة.
ومرة أخبره الوسواس في الحمام _أكرمكم الله_ أنه سيمسك برازه ويضعه في وجهه، فكان يقاوم الفكرة ويقول لها في عقله "لا، لن أفعل ذلك، هذا مستحيل، أنت مجرد فكرة وسواسية سخيفة" ثم يُلِح عليه ويقول "بل ستفعل"، وفي الأخير من شدة إلحاحها يستسلم، وقد فعل ذلك وفعلًا وضع قليًلا من برازه في وجهه!، وهنا أحس بالانهيار والهزيمة، وأخبر أمي بذلك وكان يبكي.
أصبحنا نراقبه كثيرًا خوفًا من أن يؤذي عينه فهو مازال يضربها، ونلاحظ أنها أصبحت حمراء، وأيضًا أصبح يقول لأمي أن تُبعِد عنه كل السكاكين والآلات الحادة لأنه يخاف منها ويخاف أن يؤذي نفسه بها لأنه فقد الثقة بنفسه خصوصًا عندما طبَّق وسواس ضرب عينه والعبث في البراز.
في هذا الأسبوع أصبح يقضي يومه فقط في غسل يديه مرارًا وتكرارًا، وأحيانًا يشتد عليه الوسواس ويطبقه بضرب عينه بإصبعه كي يرتاح من وسواس ضرب العين.
ما أريد أن أعرفه يا دكتور: هل الوساوس القهرية عندما يتم تطبيقها قد تحولت إلى فصام؟ هل هذا فصام _لا سمح الله_؟.. نحن خائفون جدًّا عليه، وأصبحنا نراقبه 24 ساعة، ونحاول إسعاده ومواساته والتخفيف عنه، ولكن عندما يشتد عليه الوسواس يتغير وجهه ويقلق وينهض ويجلس ويذهب لغرفته إلى فوق لكي يُطبِّق إما وسواس غسل الأيدي أو وسواس ضرب عينه وإيذائها... لا أدري هل هذا وسواس فقط أم عندما يُطبَّق يُسمَّى فصامًا؟
من أسبوعين غيَّر له الدكتور الدواء إلى "أنفرانيل 25 مجم" وتناوله لمدة أسبوعين فقط بهذه الجرعة الصغيرة، ولكن عندما لاحظ أخي أنه يضرب عينه بشدة خِفنا عليه كثيرًا أن يؤذيها أكثر أو يضربها بالسكين أو يؤذي نفسه بالسكين خصوصًا أننا نعتقد أن الوساوس تخبره أنه من الممكن أن يؤذي نفسه بالسكين أيضًا، وإلا فَلِما أخبر أمي أن تخبئ السكاكين والآلات الحادة؟!.. لأنه يخاف منها، ويخاف أن يُطبِّق الوساوس المُلِحًّة التي تُخبِرُه بإيذاء نفسه... علمًا أنه لا يسمع أصواتًا ولا هلاوس، ولكن فقط أفكار في رأسه ووساوس شديدة.
أخذه أخي لطبيب آخر، وقال له أوقف "أنفرانيل" وتناول "سيرترالين" مرة أخرى ولكن بجرعة 100 مجم... لا أدري صراحة هل الوسواس القهري يصل لهذه الدرجة؟ أم أن هذا فصام؟ وما الحل يا دكتور؟
أمي خائفة جدًّا وحزينة لحاله الذي تحوَّل إليه خصوصًا أنه مجتهد في دراسته، فهي تبكي كثيرًا وتقول: "كيف تحوَّل ابني هكذا؟ ولماذا أصابه هذا الشيء المخيف؟".. وأبي أيضًا وكل الاسرة، فنحن أول مرة نعيش هذا الشيء العجيب والمؤلم.
هل الأدوية التي أخذها لحد الآن هي التي ولَّدَت لديه وساوس إيذاء النفس وتطبيقها، ولمس البراز أو وضعه في وجهه، لأنه كان يعاني فقط من وساوس عادية كالنظافة ومراقبة التنفس وأفكار عن الدين وتكرار الوضوء، إلى آخره؟ ولِمَ تحول إلى تطبيق أفكار العنف وإيذاء نفسه لكي يُسكِت الوساوس ويُهدِّئ القلق؟
هو لديه استبصار بحالته، ولكني عندما قرأت أن الوسواس يمكن أن يتحول إلى فصام أو أن هناك وسواس يُسمَّى "وسواس فصامي" خفت كثيرًا... وهو قد أخبر فقط أمي بهذين الوسواسين المُخجِلَين والخطيرين، فهو يخجل من ذكر هذا أمامنا، ويخبرنا أنه فقط تعب من الوساوس، أما هذه الأمور المخجلة والعنيفة عندما تشتد عليه يخبر أمي وأخي الكبير فقط الذي اصطحبه للدكتور.
30/12/2020
رد المستشار
شكرا على مراسلتك الموقع.
ما هو واضح من المعلومات التي في الاستشارة أنه يعاني من وسواس قهري مزمن شديد، وهذا ليس بغير المألوف في الذكور مع بداية الأعراض في النصف الأول من عقد المراهقة.
هذا النوع من الوسواس القهري مساره ليس بالحميد بدون علاج بالعقاقير، وبجرع عالية... الاحتمال الأكبر أنه بحاجة إلى مراجعة الطبيب النفساني الذي يُشرِف على علاجه لمعايرة جرعة مضاد الاكتئاب إلى الأعلى، وإضافة عقار مضاد للذهان... لا يمكن الدخول في علاج نفساني في هذه المرحلة، والاستجابة الكاملة للعلاج قد تتأخر لفترة ثلاثة أشهر بعد الوصول إلى الجرعة التي يتحملها... هناك الحاجة إلى الاستمرار على العلاج لفترة لا تقل عن عامين، وربما إلى أجل غير مسمى.
لا يوجد في محتوى الرسالة ما يشير إلى أعراض الفصام، ولكن الاستشاري في الطب النفساني الذي يُشرِف عليه سيدرس حالته العقلية ويقرر إن كانت هناك أعراض فصامية أو أن الوسواس القهري وصل إلى مرحلة حرجة تحتاج إلى علاج مكثف.
بعد استقرار حالته النفسية قد يقرر الطبيب دخوله في علاج نفسي منتظم، وربما هناك الحاجة أيضاً أن تطلبي من طبيبك مراقبته بصورة منتظمة من قبل ممرض نفسي في المجتمع.
وفقك الله.