حيرة في الخطوبة: مثالية؟ شعور باستحقاق زائد؟
السلام عليكم... أود أولًا أن أشكركم على إعطائكم من وقتكم، وفتح قلوبكم لمشاكل الآخرين... أرجو من الأستاذ د. أحمد عبد الله أن يعطيني من وقته، وأن يُجِيبَني فأنا في حيرة كبيرة لم أمر بها طوال حياتي.
أنا شاب ملتزم _والحمد لله منذ مراهقتي_، نشأت في أسرة محافظة، أنا الابن الأكبر، علاقتي بإخوتي جيدة رغم وجود بعض المنافسة مع أخي الأصغر مني، علاقتي بوالداي أيضًا طيبة رغم أنهم كانوا لا يُعبِّرون لنا عن مشاعر الحب خاصةً والدتي... العلاقة بين أبي وأمي مضطربة خاصةً بعدما فقد أبي وظيفته، بعدها عشنا ظروف اقتصادية صعبة دائمًا ما ترى أمي أن سببها أبي، هذا الأخير الذي أصبح دائمًا مُتوترًا ومنفعًلا ويرفع صوته كثيرًا ولا يقبل نصائح الوالدة.
كنت خجولًا ومؤدبا ونادرًا ما أتشاجر، لكن إذا ظُلِمت لا أسكت عن حقي... أيضًا كنت في بعض الفترات أُفضِّل الوحدة، حتى أن بعض المُقرَّبِين كان دائمًا يسألني عندها إن كنت حزينًا... لا أعبر عن مشاعري، وتظهر أكثر عند فقدان أو توديع شخص مُقرَّب حيث لا أستطيع تَمالُك نفسي وتنهمر دموعي لساعات... كان لدي طموح وخيال كبيرين، ودائمًا مجتهدا في دراستي... والتزمت دينيًّا في بداية المراهقة، ولم أُقِم أي علاقة مع الفتيات بالرغم من وسامتي لأنني كنت أرى أنها محرمة، لكن أُعجِبت ببعضهن دون أن يتطور الأمر، وبالرغم من رغبتي الكبيرة في الجنس الآخر لم أنجرف.
كنت قنوعًا بظروفنا الاقتصادية الصعبة ومتفائلًا، لكن في الجامعة بدأت أحس بفترات من الاكتئاب أُحبُّ فيها الخلوة وأتجنب الكلام، لكن دون أن أفقد الرغبة في الحياة... استطعت أن أُقَلِّل من خجلي، لكن ظهر لي مشكلة أكبر وهي التردد في القرارات (حتى في أبسطها)، ربما يعود هذا لرغبتي في أن تكون الأمور مثالية وألَّا أخسر شيئًا من وراء القرار، ولاحظ المقربون من هذا، وحذَّرني أحدهم مازحًا بأن الأمر قد يصل إلى اختيار شريكة الحياة (إن كانت أعجبتني أم لا)، ضحكت يومها وقلت بأن الامر واضح لا يمكن التردد فيه، لكن للأسف هذا ماوقعت فيه.
بعدما بدأت العمل أمسكتني رغبة عارمة في الزواج حيث أنني كنت من رُوَّاد الزواج المُبكِّر، ولم أتأخر عنه إلا لظروف قاهرة، وشاهدت الكثير من الفيديوهات والمقالات عن الزواج واختيار شريك الحياة، ووضَّحت صورة ما أبحث عنه في رأسي، ورجعت للواقع أبحث، وجدت الأمر صعبًا وخاصًة أنني كنت مُتَطَلِّبًا في أمر الجمال والدين، إلى أن نُصِحتُ بإحداهن، لم أستطع رؤيتها جيدًا خارج بيتها لكنني اعتمدت على وصف من وصفها وعلى مشاهدة سابقة غير مضبوطة، ولكن حسبما وُصِفَت لي فَفِيها معظم الصفات الأخرى المناسبة من حيث الدين والخلق والمستوى العلمي والمنبت الحسن.
في تلك الأيام قُلتُ أنني يجب عليَّ أن أحارب مثاليَّتِي لأنني إن استمريت هكذا لن أجد أبدًا ما أبحث عنه... قبل الذهاب للرؤية الشرعية استطعت أن أُنقِص من مثاليتي، وتنازلت عن بعض الصفات الجمالية، وقلت الأهم هو الدين والخلق وليس المطلوب أن أتزوج أجمل امرأة، المهم أن أتقبَّلها... بالفعل عندما رأيتها أول مرة لم أشعر بذلك الانبهار الذي كنت أتوقعه فيما مضى، لكنني وجدت جمالها أكثر من المتوسط، فقَبِلتُه ولم أطلب رؤية ثانية (لا أدري إن كان حَرَجًا من أهلها أم ضغطًا على نفسي ومثاليتها)، وبعد الاستخارة اتصلت بأهلها بقبولي، وبعدها بأيام رأيتها مرة أخرى ولم أحس بالراحة كثيرًا، لكن لظروف الحجر الصحي لم نستطع أن نلتقي أكثر، قررنا أن نقوم بالخطبة ومعها عقد شرعي حتى نتمكن من معرفة بعض أكثر بأريحية... بعد الاستخارة لم أحس بالراحة، لكنني قرأت كلاماً للعلماء أن عدم الإحساس بالراحة ليس من علامات الاستخارة.
المشكلة الأكبر أنني لما رأيتها دون حجاب رأيتها مُتغيِّرة جدًّا لدرجة أنني بكيت عندما اختليت!، وتضرَّعت لله في اليوم الموالي، ولولا أنني استخرت وعقدت، ولولا فرحة والداي لطلبت أن أفسخ الخطبة، وقلت ربما لم يعرفو تزيينها، وطلبت منها أن ترسل لي صورًا طبيعية وقد كانت أحسن فاطمئن قلبي، لكنني في الحقيقة لم أجد ذلك الجمال الذي يُبهِرُني، حتى أن التقييم الذي أعطيتها في أول لقاء انخفض... في إحدى المرات أرسلت لي صورة بدت لي فيها مُنفِّرَة!، والمُحيِّر في الأمر أنني بعدها لم ألتقي بها لمدة بعد الخطبة لعدة أسباب... وذات مناسبة ذهبت لبيتهم ورأيتها اول مرة دون حجاب ودون مكياج، أعجتني أفضل من الصور، أعجبتني بصفة عامة، لكنني لم أجد شكل العينين والحواجب والتفاصيل المُبهِرَة.
يبدو أن بحثي عن المثالية قد طغى من جديد خاصةً بعدما وجدت توفر فيها الشروط الأخرى من دين وخلق، وللأسف أنه في العمل أجد في بعض الأحيان من لديهن هذه المواصفات، وكذلك حتى في "فايسبوك" تقع عيني على صور بروفايل هكذا (ولو لمُحجَّبات) مما يجعلني أفكر في أن المواصفات التي أبحث عنها ليست خيالية بل موجودة، وبما أنني أرى نفسي وسيمًا أقول "أنا أستحق امرأة جميلة"، حتى أهلي أخبروني أنني أجمل منها.
أمضيت أشهرًا من الحيرة والتخوُّف أثناء التعرُّف عليها، لدرجة أنني فقدت الشهية، واهتمامي بشكلي قلَّ، لكن بعدها ذهب التخوُّف من شخصيتها بعدما عرفتها أكثر، وبَقِيَ التردد في جمالها... أنا أشعر بانجداب إليها لكونها لطيفة ومرحة، لكن في أكثر من مرة أشعر بالضيق عندما أتأمَّل في وجهِها وهي بالحجاب… أنا لا أشعر بأنني مُتعلق بها كثيرًا، هي تبدو أكثر تعلُّقًا (لم تعبر عن ذلك فهي خجولة)، وربما سأجرحها إن أوقفت العلاقة الآن... بالإضافة إلى ذلك أخشى أن أندم ولا أجد من هي في دينها وخُلُقِها وأكون غير مقدرة للنعمة، وما يدريني انني سأجد أجمل منها ومُتخَلِّقة ومتدينة... شيء آخر أخاف منه وهو الشعور بالفشل، والشعور بأنني أصبحت وحيدًا مرة أخرى وعليَّ البحث عن شريك حياة (وقد كان ذلك شعورًا سيئًا مررت به)... كما أخشى أن أشعر بفقدانها فأنا حسَّاس للفقد... أخيرًا حتى عائلتي وعائلتها سيكون خبرًا سيئًا لهما ومُفاجئًا لكليهما... في نفس الوقت أخشى إن أتممنا الزواج أن يبقى هذا الشعور بأنها دون المستوى وبأنني أستحق أفضل، وأبقى أتطلَّع لأخريات وأظلمها، فإمَّا أنفر منها أو أتزوج أخرى وعندها تطلب الطلاق.
منذ أشهر وأنا محتار دون أن أُشعِرها لأنها تمُرُّ بصغوطات نفسية صعبة، فلا أريد أن أزيد من مشاكلها حاليًا... ماذا أفعل؟.. أفتوني في أمري حسب خبرتكم.. هل أحاول أن أُعوِّد نفسي عليها وأقبلها كأمر واقع؟ أم الأفضل أن أُنهِي الأمر؟ أم أحتاج لعلاج أو مساعدة أخرى؟!
30/12/2020
وأضاف بعد 4 أيام يقول:
اسمحولي أن أُضيف على استشارتي السابقة معلومات قد تفيدكم.
أنا أتوتر كثيرًا، وعند توتري ألجأ للصمت، وأكثر فترة أكون فيها متوترًا هي الصباح، ليس لدي اضطرابات في النوم، لكن أنهض متوترًا وأتحسن بعدها في معظم الأيام (دون رؤية كوابيس)... لا أحب الفراغ، ومعظم الوقت لا أصل إلى فرحة كبيرة عند تحقيق إنجازات كنت أريدها.
بخصوص الفتاة التي خطبتها فهي تصغرني بحوالي خمس سنوات، ويشكر فيها الجميع، وتقدم إليها الكثير من الخُطَّاب... ربما هذا ما شجَّعني أكثر على التقدم إليها والتنازل عن بعض المواصفات عسى أن أُعجَب بشخصيتها وأشياء أخرى فيها، لكن المشكلة رغم كل الصفات التي فيها فأنا أرى أنها عادية... عند محادثتها أحس بالارتياح، لكن لم أنجدب كثيرًا... وعند رؤيتها تعود لي الحيرة، لا أدري إن كان مجرد تركيز على الأشياء الناقصة ونسيان الإجابية!.
أفتوني في أمري _رحمكم الله_...
وحتى إن استطعت أن أقرر الانفصال فهل أواجِهُها مباشرةً أم أنسحب بالتدريج؟
3/1/2021
رد المستشار
أهلا وسهلا بك يا "أمين" على موقع مجانين للصحة النفسية.
يبدو أن شخصيتك الكمالية تفسّر الكثير من التوجهاتك وتوجّساتك، سمة الكمالية قد تختلط مع عسر المزاج dysthymie أو قد تكون هي نفسُها سببا في ذلك، لأن الكمالية تجعل كلّ ما تقوم به أدنى من توقعاتك عن نفسك وعن إنجازاتك كما قلتَ. والأسوء فيها أنّها قائمة على مبادئ ذهنية مرتبطة مع الصورة الذاتي التي نكوّنها عن أنفسنا، فحتى لو بقيت تقنع نفسك أنّك تُنجز وأن عملك مُتقن، دائما ستشعر بالنّقص. واختيار الشريك هو سلسلة أخرى من الإحساس بالنقص والحذر من الخطأ والانزعاج من "عدم الاكتمال". لاحظ أنّ الشعور بعدم الاكتمال متعلّق بك أنت أولا، فصورتك عن نفسك، ربما ببعض تفاصيل جسدك أو صوتك أو ما شابه، وإنجازاتك، ومسار حياتك، وطبعا رغباتك وما تريد أن تتملّكه سواء كان إنسانا كما هي حالة الزواج أو كان شيئا من المقتنيات.
نأتي الآن بالنسبة لهذا الاختيار. الاستخارة لا ترفع حيرة وهذا معروف، ثم لا فائدة أبدا من استخارة ونت خاضع لدينامية معينة على المستوى النفسي، فالاستخارة يغلب عليها الانطباعات كثيرة، لذلك لن تُسعفَك في نظري. خصوصا أن المُشكل ليس هو الرفض الحاسم، بل هو التردّد. وهو نابع من كونك تضغط على نفسك لتقبّل فتاة تراها ذات خلق ودين وشخصية جميلة، فكونك لا تريد أن ترفضها لأنها ذات جانب أخلاقي جيد هذه مثالية !! ومن جهة أنت (كعادة الكماليين) تتعامل بعقلانية مع أمر القبول الأمر الذي لن يكون لصالحك ولن يُوصلك لبرّ اليقين كما تعتقد. فأنت تنظر للتفاصيل الدقيقة جدا في ملامحها وبشرتها لتتأكد من شعورك اتجاهها، تتأمل شعرها وجسدها وتناسقها.... وتفعل ذلك مرارا وتكرارا في شيء شبيه من وسواس التحقق: هل كان حكمي السابق دقيقا وصحيحا؟ تعالَ لأتأكدّ مرّة أخرى...
تقلّبك في قبولها والنفور منها ينبع من اختلافات بسيطة في إضاءة وجهها، لون بشرتها أو الأبعاد التي تتأثر بالهاتف وطريقة أخذ الصورة.... فأنت تعقلن "قبولها على المستوى النفسي" وتحللها وكأنها آلة ذات أجزاء وتريد أن تعرف هل ستعمل أم لا ؟. ثم تضغط على نفسك للتخلّي عن بعض المعايير الجمالية، لمعرفتك أنّك متطلّب، ولا تدري هل هذا التنازل صحيح وفي محله أو سيبقى شبحا يطاردك مدا الحياة وندما تتجرّعه ولا تستطيع الفرار منه.
فإليك نظرتي للوضع، سعيك لعقلنة التقبل شيء سيء، وهذا في الأول فما بالك عند ذبول النفس وتسرّب الملل كيف ستبدو لك ! القبول يجب أن يكون تلقائيا، ولا أقصد هن االانبهار بكل التفاصيل، بل أقصد ألا تمارس جهدا معرفيا وتدقيقيا لتقبل المرأة، يعني مباشرة بعد أن تسقط عينيك عليها تشعر بأنك معجب وتريدها، قبل أن تمارس أي عقلنة وأي تحليل وتدقيق. وأيضا لو رأيت البنت من أول لحظة وبالانطباع العفويّ ولم تتقبلها واضطريّت لتمارس بعض العقلنة ووضع موازنات أخلاقية وملأ الثغرات "الجمالية" بالمميزات الأخلاقية، فهذا يعني أنك لم تتقبلها كفاية. ويوم يكون نزاع وتوتر في العلاقة ستشعر بغياب الجانب الأخلاقي ولم تُثمّنه، ليبقى الجانب الجماليّ الناقص عندك ابتداء غير موجود ولا يضع موازنة وقت الصراع، وغياب الجانب الأخلاقي ولو مؤقتا (بسبب شعورك بالخصومة معها) سيجعلك تنفر منها لأنه لم يبقَ إلا ذلك الجانب الجمالي الذي لا تتقبله كليّة.
ربما ستتساءل : وهل سأجد هذه التي سأقبلها لحظيا وعفويّا؟ سأقول لك نعم ستجدها إن خفّفت المعايير الأخلاقية والدينية وغيرت نظرتك المثالية عن "الحياة الجميلة لن تكون إلا مع متديّنة" فالأمر أكثر تعقيدا من هذا.... فالزواج كيمياء دقيقة ومعقدة، ولا يكفي وجود بضعة عقائد وسنن لخلق التوافق، ثم المرأة يجب أن تسدّ حاجيات زوجها النفسية والجنسية، ولا تتخيل الوضع حوارات عميقة أو عشقا لها لكونها متدينة ومتسنّنة ببعض السنن مثلا.... تعارض سمة شخصية فيها مع سمة شخصية فيك كفيل بهدم ذلك كلّه.
لذا في رأيي، من الأفضل أن تنهي العقد مع البنت قبل أن تظلمها أكثر، فهي لا تملك أدنى فكرة عن شعورك وتردد إزاءها ولو عرفت ذلك لصُدمت تماما، لأنها لا تتخيل مستوى التدقيق الذي تصل أنت له !! وطبعا لا تخبرها بهذا لكي لا تحطّم ثقتها بنفسها واختلق أعذارا. الاستمرار في نظري أسوء من خوفك الآن من مواجهتها ومواجهة أهلك وأهلها. ألم ساعة خير من ألم سنين.... أما معايير البحث، يجب أن ترتكز على الجمال المقبول بالنسبة لك دون فلسفة أو تمنطق، فلن تستطيع أن تدافع شعورك بالنفور كل مرة بتمنطق متعب، وفي الأخير سيغلب الانبطاع التلقائي.
اخفض معايير الجمال فان تجد كاملة، إلا وفيها شيء ناقص !! لكن لا تتنازل عن الأشياء المهمّة جدا بالنسبة لك، أنت أدرى بها، تلك الأشياء التي إن لم تكن في زوجتك ستشقى بإرادة تملّكها في غيرها، ستعرف ذلك إن قارنت ما تشتهيه وترغب فيه عند النساء، تخيّل نفسك إن أنت ظفرتَ بصفة جمالية/جسدية "أ" كيف ستكون ردة فعلك اتجاه الصفة "ب"، إن وجدتَ أنك رغم تملّكك لصفة ما، فأنت ترغب في الأخرى فهذا يعني أنها ليست هي الصفة الأهمّ، أما لو وجدت نفسك تملك صفة "ب" مثلا ولا ترغب بالصفة "أ" لأن في "ب" ما في ألف وزيادة، ستعرف أنّك الصفة "ب" هي المهمة عندك وهي ما تريد حقّا بغض النظر عن الاحتمالات المتعددة على مستوى الجمال والجسد.
بالتوازي اخفض المعايير الأخلاقية وركّز على الأسس بالنسبة لك، على الركائز، وغض الطرف عن أمور أخرى، مثلا لن ينفعك أن تكون وقورة جدا ومحافظة جدا لو لم تكن تحترمك وتقدّرك، أو لم تكن معك حنونة عطوفة. ضع الصفات التي لا يمكنك أن تتجاوزها وتقبل بغيرها، وضع الأمور التي يمكن أن تتنازل عنها شيئا ما. وهنا تحتاج لعمل جبار حتى تخرج من معايير "ذكورية" قاسية فُرضت عليك في غفلة منك، تارة تدخل مع التدين الصحيح "والغيرة الشرعيّة" التي تختلط مع الشك ونزعة "النقاء الخارقة"، وتارة تدخل في العرف وضغط المجتمع، لكن فيما بعد لن تشعر إلا بنفسك وسط علاقة بعيدا عن أحكام المجتمع أو بعض المبالغات في نمط التديّن، فإن كانت العلاقة جيّدة سترتاح، وإن كانت سيئة فلن يغني نمط التدّين والمعايير الصارمة بخصوص المرأة المتدينة والنقية الصافية شيئا !
ودعك من "جاء فيها خطاب كثيرون" هذا شيء خاص بك أنت فقط، والخطاب الآخرون ليسوا مثلك. ثم كونها مخطوبة بكثرة لا يعنيها أنها مناسبة، فكثرة الخطاب متعلق بمعارف العائلة أو الإخوة وسمعة الأسرة (التي لا تبيّن شيئا من شخصية أفرادها فالكل متفرّد بشخصيته!) وأيضا لها علاقة بظهورها وشهرتها في حيّها، لذا لا تكن مثل من يشتري فاكهة إن وجد جماعة تلتف على البائع ظن أنّه الفاكهة بالضرورة جيدة ومناسبة، كما ظنّ ذلك الثاني بعد أن رأى واحدا يقف عنده حتى صاروا شعرة !! والكل يبني على انطباع متبادل من الثقة. أنا لا أقصد أنها سيئة ولا تستحق الخير، لكني أنبّه على أن هذا المعيار واهم فقط قد يتوافق مع الخيرية أو قد لا يتوافق، والأهم من هذا كله ليس هو الخيرية، بل التوافق وتكون مناسبة لك أنت بالذات.
تمنياتي لك بأحسن القرارات.
واقرأ أيضًا:
فن اختيار شريك الحياة (1-5)
نفسي عائلي: اختيار شريك الحياة Spouse Choice
ويتبع >>>>: أمين واختيار شريك الحياة ! م