وسواس خروج البول
السلام عليكم إخوتي، السلام عليك فضيلة الشيخ والأستاذ الكريم.
أنا شاب أبلغ 19 من عمري، عانيت من وسواس الطهارة لمدة سنتين، ولكن بفضل الله _عز وجل_ قد خفَّ عليَّ هذا المرض هاته الأيام.
أريد إجابتكم بسرعة وبالتفصيل لأنني تعبت نفسيًّا وأثَّرت عليَّ هاته الفكرة الوسواسية كثيرا وعلى عبادتي، تتمثل هاته الفكرة في:
في يوم من الأيام خلال نومي شعرت بضغط على مثانتي وذكري (كأن البول يريد الخروج)، يعني حركة قوية على مستوى المسالك البولية، وهذا على الرغم من قضائي لحاجتي قبل النوم وإفراغي لمثانتي، وعندما حدث لي هذا الشيء تجاهلته وأكملت النوم على أساس أنه لم يخرج شيء وأنه وهم ومجرد وسواس لا ألتفت له محاربةً للوسواس.
بعد الاستيقاظ فتَّشت في ملابسي وفراشي ووجدت كل شيء جاف ولا أثر للبول (لا بلل ولا رائحة)، وأكملت حياتي على أساس أني لم يخرج مني شيء (وهذا ما زاد الطين بلة).
بعد ثلاثة أيام عادت هاته الفكرة تراودني، بل أصبحت وسواسية وسبَّبت لي توترًا كبيرًا، ولم أستطع التغلب عليها لأني لا أعرف هل هذا وهم أم حقيقة، "تبولت على نفسي أم لا"، فأصبحت أفكر "هل صلاتي باطلة؟ هل فراشي نجس بالبول وأنا أتعمد تجاهل هذا؟".
لعلمكم هاته الفكرة لا تريد الذهاب من ذهني على الرغم من مرور ثلاثة أشهر، والمراد من هذا السؤال الذي يبدو غريبًا: هل تبولت على نفسي وأنا لا أعلم؟ ماذا يجب عليَّ فعله؟ هل هذا وهم فقط أم حقيقة؟ هل أغسل فراشي أم هو طاهر لأن هذا مجرد وهم؟ لنفرض أني تبوَّلت على نفسي وأنا لا أعلم، ماذا يحب عليَّ فعله؟
أطلب من فضيلتكم الجواب بسرعة لأن هاته الفكرة تضرُّني كثيرًا في حياتي...
وفقكم الله.
2/1/2021
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا ولدي، يبدو أن جوابي وصل سريعًا جدًا كما تريد!!!
استشارتك أرسلت إلي بتاريخ 21/1/2021، وإذ بي أتفاجأ بعد أن فتحتها أنك أرسلتها بتاريخ 2/1/2021 !!!
طبعًا لا يوجد في الشرع شيء اسمه (ماذا لو؟). كل شيء كان جافًا، وقررت حينها أنه لم يخرج البول، ما الداعي لأن تغير رأيك، ولأن تقول (ماذا لو؟)
عندما تقول (ماذا لو؟) يعني أنك تفترض أمرًا بغير دليل ثم تحكم على ذلك الأمر بغير دليل أيضًا وتتصرف على أساسه!! ما رأيك لو حصلت جريمة في منطقتكم، وقال المحققون: (ماذا لو كنت أنت الجاني؟)، ثم أحضروك، ولأن المحققين خطر في بالهم (ماذا لو كنت أنت؟) -رغم عدم وجود أي شبهة أو دليل- فإنهم سيحيلونك للقضاء ويحكمون عليك بالإعدام لأنك ضمن دائرة (ماذا لو؟)
ما رأيك؟ هل هذا منطقي؟ وهل ستقبله؟ وهل ستسكت؟ إنه عين الظلم، وكذلك وسواسك عين الظلم لنفسك....
احفر هذا في ذهنك: لا يوجد شيء اسمه (ماذا لو؟)، إما أن يوجد دليل واضح وضوح الشمس، وإما فالأصل عدم وجود شيء، وإلا فإنك كمن يحكم على بريء بالإعدام بتهمة (ماذا لو؟)
عافاك الله وصرف عنك السوء