20سنة وسواس قهري وسمات قسرية !
متابعة تشكيلة وساوس
السلام عليكم ورحمة الله، إلى الدكتور وائل أبو هندي، أنا صاحبة الاستشارة أعلاه، أود إخبارك أنني تواصلت مع الدكتور يوسف مسلم منذ حوالي شهر، وذلك لأنني عاودتني الوساوس والقلق والسبب حصول تحديات كبيرة لدي في حياتي وهي أنني حامل بدون تخطيط في الشهر السابع الآن وذلك يتطلب مني جهدا عاليا بالنسبة لوضعي الأسري. والخوف من عودة الوساوس والأرق مع الطفل الجديد.
ابنتي اكتشفت أن لديها صعوبات تعلم وتحتاج لعلاج فوري قبل فوات الأوان وهذا زاد قلقي وزاد من شعوري بالحزن والذنب على أشياء كثيرة وأضافت عبئا ماديا علي وقلقا على نفسيتها هي وقلقة إن كانت المعلمة جيدة أم لا .. واحتمال أن تكون غير مناسبة ...لأنني عندما سمعت آراء متضاربة حول الموضوع ودخلت في دوامة ما هو التخصص الملائم للتعامل مع هذه الحالات...ولكن هذا ما استطعت إيجاده وأنا في حالة الانتكاسة.
تغيير جذري في وظيفتي مما يتطلب مني القيام بأمور لست على كفاءة للقيام بها واكتشفت أن طريقتي في العمل سابقا كانت خاطئة، وحاولت أن أتعلم الأشياء الجديدة ولكن من شدة قلقي لا أستطيع الفهم, كما أن القراءة كثيرة جدا جدا وتحتاج لذهن صافي وقدرة على ربط الأمور.. فليست مجرد مادة للقراءة.
والسبب الأهم هو رجوع بعض الوساوس الدينية الكثيرة حيث كنت كلما قرأت شيئا أو تفوهت بشىء يخص الله أو فيه تعدي وسوء أدب مع الله يأتيني شك هل ما زلت مؤمنة بالله وبالإسلام ؟ ..فأكتب هذا السؤال على ورق وكل فترة أجمع الأسئلة وأناقشها مع مفتي ويريحني..عند دخولي في الشهر الخامس تعرضت لضغط العمل وزادت مخاوفي لأنني يجب أن أدرب الطلاب على شيء أنا لا أعرفه مما سيعرضني للإحراج والشعور بالذنب إن كان راتبي حلالا أم حرام إذا دربتهم بطريقتي السابقة...في نفس الوقت كانت بعض الوساوس الدينية قد بدأت تظهر وذلك لمراجعتي لبعض التسجيلات التي كنت أسجلها للمفتي وشعرت أنه لم يفهم كلامي جيدا في التسجيل أو أن هناك خطأ ما فكنت على وشك كتابة الأسئلة التي تخيفني.
فأصبت بنوبة خوف لأنني شعرت بأنني لا أستطيع مراجعة المفتي لأن الأسئلة لا أستطيع جمعها والتأكد من أنني حصرتها, كذلك فإن الأسئلة السابقة المكتوبة التي أجابني عليها عن طريق الواتس بدأت أشك أنها مبعثرة بين هاتفي وإيميلي ولدي في البيت أوراق كثيرة كنت أكتب عليها وساوسي في العقيدة وغيرها.. وبالصدفة قرأت على قصاصة سؤال مخيف جعلني أريد السؤال للمفتي عنه وهو (كثرة الخوف تؤدي إلى اليأس واليأس كفر...قالها النابلسي) وكنت ناسية تماما لوجود هذا السؤال وكان زوجي أثناءها يريد إلقاء مجموعة الأوراق في القمامة..فرجوته ألا يفعل ذلك .. واكتشفت وجود سؤال على هاتفي لشخص يسأل أحد الشيوخ عن عدم اقتناعه بشىء يخص القدر وشعرت من جواب المفتي له بأنه يقول له لا يجوز وشعرت من كلام الشاب أنه يشبهني في شعوري ....فدخلت في حالة قلق شديدة جدا....فأنا لا أستطيع الآن الرجوع لطريقتي القديمة في التخلص من الوسواس وهي ايقاف التفكير وتناول الأدوية خصوصا زانكس وأنتظر لأهدأ ثم أذهب للمفتي وأرتب أفكاري ونتناقش ويريحني.لأنني لا أستطيع حصر الأسئلة.
فوجود المفتي صديقي كان دائما مصدر أمان وحماية من الوسواس أن أي فكرة تأتيني سأسأله عنها .. وكنت أفرغ أفكاري فيه وكثير من الأحيان أخاف من ذلك. إذا مات ماذا سأفعل؟ هل غيره من المفتين من لا يعرف طبيعة وسواسي سيجيبني؟ أم سيورطني بإجابة قد تنسفني.
وأيضا أشك هل يوجد أسئلة أخرى كالتي قرأتها بالصدفة وتحتاج لجواب ؟ لا أتخيل أن أحصي الأسئلة وأتأكد من الأوراق فهذه العملية مقلقة جدا لي وفيها وسوسة وأوراقي مبعثرة وفيها فوضى. معظم الأسئلة تدور حول ..هل الجملة في الكتاب التالي أو الاستشارة أو الفتوى الفلانية تدل أنني غير مؤمنة؟ هل الجملة المتفق عليها بيني وبين المفتي وهي (العبادات دليل كافي على الإيمان بالله والإسلام) تبطل ما ذكر في هذه الفتوى ؟ مثلا أحد المشايخ قال التعاطف والترحم على محمد شحرور ينافي عقيدة الولاء والبراء..فأفزع وأقول للمفتي أنا أتعاطف مع المسيحيين ولا أرضى أن يوضعوا بالنار...هل هذا ينافي عقيدة الولاء والبراء لدي ؟ هل الجملة المتفق عليها بيننا تنفي عني الخروج من العقيدة ؟ أنا لا أستطيع التمييز هل أنا متعاطفة مع المسيحيين إنسانيا فقط أم أنا ليس لدي عقيدة الولاء والبراء ..هل شعوري من الوسواس أم من نفسي ؟ وطبعا كل هذا مكتوب ومدون لدي إما في ورق أو على الهاتف والكمبيونر وتسجيلات لأجوبة المفتي.
وهكذا كانت طريقتي في وساوس الطهارة وكمية النجاسة والتدقيق في التطهير والتشكك طاهر أم لا....إلى أن خف بدرجة كبيرة بعد السؤال عن الفتاوى بدرجة تفصيلية معه. مع العلم أنني طوال عمري منذ عشرين سنة كانت لدي وساوس كثيرة غير الطهارة والعقيدة ولكنها خفت ومنها من تلاشت.
قررت وقتها الذهاب لدكتور يوسف وكنت وما زلت في حالة قلق شديد وضعف تركيز لدرجة أنني أنسى إذا تناولت دوائي صباحا أم لا. وكنت أنوي سابقا الذهاب إليه بعد ولادتي وكنت معتقدة أن أموري جيدة ولكن أحتاج منه أن يصلح لدي بعض الرتوش فقط .
طلب مني قراءة جزء من كتاب عن الوسواس القهري وتعبئة تقاييم... رفضت لأنني كنت غير مركزة على الإطلاق..وقراءة الكتاب كانت مرور الكرام ولم أقرأ كل ما طلب مني وأيضا وترتني أكثر لأنني قرأت أن زيادة التحقق من شيء تزيد الشك فخفت لأنني كنت أفعل ذلك.
وما زاد الطين بلة هو أنني قرأت استشارات لك على الموقع تتحدث فيها للسائلين أن الوسواس القهري لا يذهب مهما حاولت وإنما عليك الاقتناع أنه وسواس..فكيف سأعرف أنني اقتنعت أم لا ...هل عملية توقف التفكير في الوسواس التي أخبرني بها طبيبي كانت خاطئة. وهل ستعود وساوسي السابقة, خصوصا وسواس الخوف من عدم النوم؟ ووساوس العقيدة..كيف سأقتنع أنها وسواس وهي أشعر أنها مقنعة ومنطقية؟
ذهبت إليه ثلاث مرات وكانت الجلسة مكلفة جدا علي ...وشرحت له وضعي أنني قلقة جدا من أمور العمل وابنتي ..وقدرتي على تحمل مسؤولية طفل جديد.وقال لي تحتاجين سنة من العلاج حتى تتحسني بنسبة 70 بالمئة..وعملية العلاج قد تحمل معها تعب أكثر وربما اكتئاب.. وتحتاجين وقتا كثيرا حتى تبدئي بالتحسن ..فخفت كثيرا وقلت له لست مستعدة لذلك. أريد تخفيف الوضع لأنني لدي مسؤوليات لا ينفع أن أكون متعبة معها.
أتناول سيرترالين 50 حبتين وكلوميبرامين 50 وزانكس عند النوم 1 مغ... لي أكثر من شهرين متوترة جدا طول النهار وأحاول أداء عملي والقراءة ولكنني من شدة تعبي وقلقي لا أستوعب شيئا فتقوم زميلاتي بالعمل عني في الوقت الحالي ومطلوب مني بعد فترة وجيزة أن أبدأ العمل الجديد ولا أستطيع أخذ إجازة من العمل فأنا أحتاج النقود لابنتيّ كأقساط للمدرسة والتعليم الخاص لابنتي وتدبير أمور أخرى وراتب زوجي لا يكفي أبدا.
طبيبي النفسي لا يؤمن بالعلاج المعرفي السلوكي وأنا أتابع لديه منذ 11 سنة ولا أستطيع تغييره خوفا من الدخول في قلق أكبر. أنا في دوامة...كيف أتعامل مع الوضع؟ القلق مستمر وأتعب ذهني وجسدي كثيرا وذاكرتي ضعيفة جدا.
خائفة من تناول زانكس لهذه الفترة الطويلة وأستاذ يوسف قال لي ستحتاجينه فترة طويلة وأنا أريد التخلص منه حتى لا يؤثر على ذاكرتي لأنني سأصبح متوسوسة من قدرتي على التذكر والعمل وربما يفتح وسواس جديد.
زوجي كره الدكتور يوسف وقال لي كيف يقول لك قد تصابين باكتئاب وهو يراك في هذه الحالة من القلق؟ هذا نصاب ولن أجعلك تذهبين إليه لأنك ستضيعين.
كيف أتعامل مع الوساوس في الوقت الحالي وبماذا تنصحني. ما ذكرته لك من وساوس العقيدة غيض من فيض من الأسئلة.
زوجي يهددني ...وأنا من شدة خوفي من الوسواس وتبعاته على حياتي كأم وعاملة لا أستطيع أن أهدأ وأشعر أنني سأجن. هل ستعود وساوسي القديمة؟ كيف أتخلص من وسواس التأكد من سلامة العقيدة؟.
بدأت تظهر وساوس جديدة لدي مع كورونا بخصوص خلعي للكمامة واختلاطي بالناس أو عند لبس كمامة لي مستعملة أنني قد أكون مصابة وليس لدي أعراض ونقلت الفيروس لشخص كبير في السن أو لأحد أقاربه فينتقل له ويموت وأكون أنا السبب ولكني أتجاهله الآن.
خائفة جدا من الوسواس ..حتى أنني لا أستطيع الدعاء وأقوم بعباداتي بدون خشوع لأنني عندما أدعو الله ومنذ مدة طويلة كانت تأتيني وساوس ومشاعر لا أريد الخوض فيها ولكن النتيجة أنه ليس لدي حسن ظن بالله ولا أستشعر الرحمة.
زوجي يقول لي فقط تجاهلي الأفكار.. أقول له كيف أتجاهلها والدكتور وائل يقول بأنها تبقى موجودة ؟ وخائفة من ظهورها مرة أخرى كيف أعرف ما هو الحد الطبيعي للتحقق من حكم شيء... لدي وقت قصير يجب أن أتحسن فيه وإلا خسرت نفسي وعائلتي.أنا على وشك الانهيار
أرجوك لا تجبني باختصار وأسهب في الإجابة
ملاحظة ..من ضعف تركيزي الرسالة غير متسلسلة وربما نسيت تفاصيل مهمة.
6/1/2021
رد المستشار
الأخت الفاضلة "أم ريم" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واختيارك خدمة استشارات مجانين بالموقع.
أعانك الله في مشوار التعليم الخاص بذوي صعوبات التعلم الذي تحتاجه ابنتك مثلما تحتاج أما أقل عذابا وخوفا ومعاناة لتتمكني من دعمها واستيعابها بشكل يعظم فرصة تجاوزها كل الصعوبات إن شاء الله.
التجاهل هو ما أنصح به ولا شيء غيره، ولا أفهم كيف تقولين ردا على زوجك عندما قال لك فقط تجاهلي الأفكار (كيف أتجاهلها والدكتور وائل يقول بأنها تبقى موجودة ؟ رغم أن التجاهل يا "أم ريم" لا يكون إلا لموجود!! يعني إذا الوسواس غير موجود ماذا نتجاهل؟..!! طيب والتجاهل هل يؤدي إلى اختفاء الوسواس ؟ نعم ولكن ليس قبل فترة قد تطول من التدرب على تجاهله... وهو ما يبدو قولك عن الأفكار الوسواسية (وخائفة من ظهورها مرة أخرى) محبطا بشدة لأنك إذا بقيت خائفة من ظهورها فستبقين كما أنت مع الأسف !! إذ لابد من تتفيه الفكرة الوسواسية أولا ثم التدرب على التجاهل واقرئي : الوسواس القهري معنى التجاهل!! وأيضًا : وسواس الكفرية : هل يصح التجاهل ؟ بل يجب !
تسألين بعد ذلك (كيف أعرف ما هو الحد الطبيعي للتحقق من حكم شيء)... هذا سلوك الموسوس بالتعمق في الأسئلة الفقهية والغيبية الخلافية... وهو سلوك مذموم شرعا ولا يورث صاحبه إلا العذاب... لكن لا يكفر صاحب هذا السلوك أحدا من أصحابه الموسوسين... إنما هو دليل على مأساة مرضى وسواس الذنب التعمق القهري "و.ذ.ت.ق" وهو أحد عروض الوسواس القهري الإكلينيكية الأربعة، جوهر معاناة الشخص هنا هي فرط الحساسية للذنوب بما يؤدي إلى نزوع للشعور بالذنب وفرط المسؤولية، مع تقييم مبالغ فيه للأثر الديني للخطايا مع تقليل أثر التوبة، ومع الإفراط في محاولة تنقية الإيمان والمال، وأخيرا رفض الأخذ بالرخص الدينية!! إضافة إلى ذلك نجد مفهوما خاطئا عن الله عز وجل، مثل الميل إلى اعتبار أو توقع "الله" سبحانه كقاض قاس مدقق وليس كوالد رحيم!!، والمفاهيم والواجبات الدينية اليسيرة كمهام شاقة صعبة الأداء وفوق كل هذا تعذبه الكمالية والرغبة في الوصول إلى الإحسان 100٪ في الأداء الديني، مع عدم تحمل عدم التيقن أو لا تحمل الشك "ل.ت.ش"..... وما أبلغ قولك (وأيضا أشك هل يوجد أسئلة أخرى كالتي قرأتها بالصدفة وتحتاج لجواب؟)... الطبيعي في حياة وذهن كل إنسان أن توجد أسئلة تحتاج إلى جواب لكن ستبقى دائما أسئلة بلا جواب فهل هذا الوضع مرفوض بالنسبة لك ؟ أي لابد أن تكون لديك أجوبة لكل الأسئلة... إذا أردت رفض الواقع الطبيعي الذي يوجد الشك فيه بالنسبة للناس كلها في كل أحوالهم ويعيشون معه فأنت بلا شك مذنبة في حق نفسك... وبالتالي أسرتك.....
قاعدة (العبادات دليل كافي على الإيمان بالله والإسلام) تبطل ما ذكر في تلك الفتوى وغيرها فيما يتعلق بأن الإنسان يحاسب على سلوكه الذي يعنيه، ولكن من يصاب بوسواس الكفرية مرة لا يحتاج بعدها أبدا لإثبات إيمانه لأن الموسوس بالكفر لا يكفر ولو ظن أن أراد !!... يعني حتى لو أرداه الوسواس إلى ترك عباداته لا يكفر!!.... بل يبقى على وضعه الإيماني الذي كان عليه قبل بداية الوسواس.... ولا ينصح بأن يفتش بين الحين والآخر عن مستوى إيمانه وعن نقاء دواخله لأن التفتيش في الدواخل : آفة الموسوس !!
موضوع وسواس العقيدة هو شكل من أشكال وسواس الكفرية وله حيل عديدة تشكك المريض في كل شيء وتضحك عليه وتخدعه بشكل صار مشهورا على مجانين واقرئي : أشعر أنها مني : وسواس الكفرية
والمطلوب منك إذن هو أن تتجاهلي بدون أي استثناءات... وإن لم تكوني لتحصلي على الع.س.م اللازم أظن زيادة الجرعة من الكلوميبرامين أو السيرترالين ستلزم حسب رأي معالجك.... وأعانك الله.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.
ويتبع >>>>>>>>> 20سنة وسواس قهري وسمات قسرية ! م1