ضياع ومشاعر سلبية
السلام عليكم... شكرًا لوقت حضرتكم في الرد على الاستشارات.
أعاني منذ الولادة من "هطول في جفن العين"، وخلَّف عنه تنمر بالمدرسة وبالبيت وكل مكان، لدرجة ما أتحمل أحد يسألني عن الموضوع... ومنذ الطفولة أحس إنو أهلي ما يحبوني، وأمي تُفضِّل كل إخواني وتعاملها سيِّء وياية، دائمًا أحس إنو تخجل من شكلي، هالشيء استمر لحد ما طلعت مُعدَّل وصرت طالبة طب، بدأت تغيِّر تعاملها وتحب تتفاخر بيَّا بكل مكان، لكن هالشيء أبدًا ماكان حب، ولحد الآن إذا طلبت شيء وما وافقت عليه أو إذا أحد إخوتي صارت عندي مشكلة ويَّاهم تأخذ لصفهم وتهملني.
أما والدي فمُنشّغِلٌ بالعمل، لكن علاقتي به جيدة إلى حد ما... وإخواني علاقتي بيهم جيدة ما عدا أختي الكبيرة كانت تخجل مني وما تحب تتعامل وياية قدام أحد، بس هسة بدأت تثير مشاكل بيني وبين والدتي وتضوج مني.
هالأشياء كلها خلَّتني من أني طفلة دائمًا حزينة وأفكر بالانتحار أكثر من مرة، لأني كنت كثيرة البكاء، لكن ورا فترة بدأت أدرس وأركز أكثر بالكتب ودراستي، فتحسَّنت على الرغم من شعور الوحدة اللي ينتابني، لكن عالأقل شعور النقص والألم والذنب اللي ما أعرف سببه قلّ.
بعدما دخلت كلية حاولت أنفتح على العالم لأن قبلها كنت شخصية انطوائية وخجولة، لكن نتيجة تعاملي وية العالم خلفت مشاكل كثيرة وعدم قابلية على التكيُّف، ولحد الآن أكثر الناس تتعامل وياية بكره أو مصلحة، ما حد يحبني لكوني أنا، وما حد يحب يتعامل وياية إذا ما يريد يستفاد مني، وعندي قلق دائم، وأفكر وأنفعل على أبسط الأمور لدرجة المحيطين ينزعجون مني، ومرات النوم يقل أو يتأثر سلبًا بسبب قلقي، وكوابيس تجيني بكثرة.
لكن هالمشاعر كلها تحسنت من بدأت أحب شخص، حسيت إنو العالم تحسن وإنو أكو فرصة إليه على الرغم من كون حبي من طرفي فقط، وما اعترفت به إلَّا السنة الماضية، اعترفت للشخص هذا ورفضني، حاولت أتواصل ويَّاه أكثر من مرة وما رد عليًّ، آخرها قبل يومين، ومن وقت اعترافي قلّ تواصلي مع زميلاتي وعائلتي.
بدأت تصير عندي هلاوس بصرية وسمعية لدرجة أخاف أبقى وحدي بمكان، وأخاف من الظلام، وأحس دائمًا أكو شئ قريب مني، لكن تحسنت الهلاوس من بدأت أواجها، وبدأت أدعي بصلاتي، وتحسَّنت بفضل ربي، ولكن وراها بدأت تتشتت أفكاري، ما أقدر أركز أو أدرس، وما أقدر أسوِّي شيء، وعندي شعور بالذنب لكون اعترافي خطأ بحق ربي وأهلي، وبنفس الوقت شعور بالحزن لرفضه لي، هالشيء زاد عندي شعور النقص وحسيت بكوني شخص ما يستحق السعادة، كأنما انخلقت داكون تعيسة، بالإضافة لمشاعري تجاهه اللي ما أقدر أتعامل ويَّاها لأن أول تجربة بحياتي.
حاليًا أني مرحلة أخيرة، ودراستي صعبة، فقررت أركز بيها وأنسى كل شيء، لكن ما أقدر، كلما أحاول أعيش عادي يزيد حزني وضياعي وخوفي ليضيع مستقبلي وأفشل بحياتي لأن عندي إحساس إذا فشلت العالم كله هيكرهني وماكو أحد يقبل يتعامل وياية، ووصلت لدرجة بدأت أحس إن العالم كله سعيد ما عداي، وهالمشاعر جربتها من كنت موضع تنمر، والعزلة رجعت نفسها من جديد،
وحاليًا أفكار الانتحار تجي بقوة لدرجة 24 ساعة أقول لنفسي ماكو حل غير الانتحار داخلص من هالألم والحزن، لكن اللي يمنعني خوفي من ربي لأن الانتحار حرام، فما أعرف شسوي...
أتمنى تساعدونني... أريد أكون إنسانة سعيدة طبيعية.
6/1/2021
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع، وتمنياتي لك بالنجاح.
في بادئ الأمر لا بد من القول بأنه لا يوجد دليل مقنع على إصابتك باضطراب نفسي، ولكن في ذات الوقت هناك الحديث عن هلاوس بصرية وسمعية بدون تفاصيل تُذكَر... يستحسن أن تكتبي عن هذه الهلاوس بتفاصيل أكثر مثل بدايتها ومدتها ومحتواها.
ثانياً: هناك أزمة عاطفية حادة... تشيرين بصراحة إلى أن حبك لزميلك هو من طرفك أنت، ورغم ذلك أقدمت على التصريح له بمشاعر الحب ولم تحصلي منه على رد فعل إيجابي... لا حرجً في ذلك، وكما أن الرجل يُصرِّح حبه للمرأة ويستقبل رد فعل سلبي، كذلك الحال مع المرأة التي تُصرِّح حبها لرجل... لا يوجد مبرر للشعور بالخجل من ذلك، ولكن التجربة بحد ذاتها أكثر مرارة في قضيتك لشعورك المتواصل بالنبذ منذ الطفولة... هذه التجربة _وهي مجرد تجربة لا أكثر_ ستنتهي مرارتها خلال أسابيع... عبرت عن صدق مشاعرك لرجل، ولو كان ناضجاً لتحدث معك بصراحة بأن الصداقة بينه وبينك لم تصل إلى عتبة الحب، والعلاقة بحد ذاتها لا موقع لها في خطة مستقبله.
هناك تأزم واضح في علاقتك مع الأهل ومع الآخرين، وشعور بالنبذ والنق، رغم ذلك أنت على مقدرة عالية من الكفاءة الذهنية، ونجحت في تحويل طاقة رفض ونبذ الآخرين إلى زَخَم معرفي دفعك نحو النجاح والتألق.
لا تحتاجين إلى تقييم ذاتك بأحداث وذكريات الماضي ولا آراء الآخرين، وإنما برُقِيِّ حاضرك التعليمي وأحلام المستقبل... مع ذلك كله سيتم تلبية احتياجاتك العاطفية.
وفقك الله.