وسواس قهري يمنعني من الصلاة! وسواس الرياء
لا أجد حلًّا لحالتي: الوسواس القهري
السلام عليكم... دكتور من فضلك حاول أن تسمعني وأن تفهمني لأني إن لم أجد ردًّ كافيًا يُرِيحُني هذه المرَّة فإنني أعهد نفسي أنني لن أُعالَجُ نفسيًّا ولو عشت خمسين سنة، لأني تعبت من كل كلام الشيوخ والدكاترة اللي كنت فاكرهم أكِفَّاء وعلى دراية بالحالة، لكن كل واحد يقول نصيحة بسيطة أو يسمع ويديني دواء في الآخر وأمشي عليه، وأنا والله أكثر من خمس سنين ماشي بالدواء (هنا وفي الإمارات)، لكن كل الأدوية النفسية كالاكتئاب والتوتر والقلق والخوف، حتى الذهان والانفصام، وكمان الصرع اللي آخر مرة أخدت الدواء من دكتور مخ وأعصاب وطب نفسي أو مدير مستشفى في الإسكندرية، وأخدت أدوية جديدة وصحيت الصبح لقيت أذني لا تسمع جيدًا، واستغربت واندهشت، فقرأت عن الأدوية، وفي دواء لا أذكر اسمه ولكنه يعالج به حالات الصرع، وأخدته وأصابني بمشكلة في الأذن، فتوقَّفت عنه فورًا، ومن يومها وأنا كرهت التعامل مع الدكاترة، ولكن مجيئي للتحدث معكم هو أني ربما أجد حلًّا وربما لا، وساعتها لن أسامح نفسي طوال حياتي، ولو جاءت لي فرصة أتغيَّر فلن أتغير.. ومن فضلك لا أقصد أي إهانة أو مضايقة، غير أني أريد أن أجد طريقًا (ولو نقطة أول السطر).
أرسلت استشارة لكم، وتحدثت أني أعاني من وسواس قهري في كل شيء (وبالذات الصلاة والدين)، وهركِّز على صلاتي أولًا لأني إن لم أُشفَى من هذا الوسواس فلن أعود كما كنت مهما عشت، لأني أربع سنين بحاول ولم أنجح أبدًا.
أعاني من وسواس الرياء والشرك وأني أصلي من أجل أن أحدًا أعرفه، أصلي لكي أُرائي أمامه (حتى أبي وأمي وإخوتي وزوجتي وابنتي)... وحاولت كثيرًا أن أُعالِج هذه المشكلة لكن فشلت، مع أني أصلًا لم أعاني في حياتي أبدا من الرياء في الصلاة، وكنت أصلي أمام ناس كبار، ولم أَغتَرَّ يومًا أني أرائي أمام أحد مهما كان، ولكن قبل أن أُكمِل كلامي دعني أُحدِّثُك عن السبب في انتكاستي من أربع سنين بعد أن شُفِيت من مَرضِي (الوسواس القهري)، وتحمَّلت الصعاب ولكن انتصرت، ولكن في الآخر أخسر بهذه الطريقة المُذلَّة.
تحدثت مع دكتور في الموقع، وقال أنه ليس له علاقة بالشرك أو الرياء بتاتًا، ولكن سأذكر حادثتي مرة أخرى، ولو تبيَّن أنه ليس لي ذنب فلن أُسَامِح نفسي لأني أصلحت هذا الخطأ قبل أن يحدث النكسة الكبرى أو قبل أوانه بفترة بسيطة جدًّا، أو انشرخت، ولكن هذا الذنب لا يُغفًر ولا يريد أن يذهب أبدًا من عقلي وروحي وكل جزء مني، أو يغفر الله لي حتى بعدما أصلحته، يعني زي ما ربنا ما قال "وكنتم على شفا حُفرَةِ من النار فأنقذكم منها" أنا كنت هقع ومسكت نفسي وصلَّحت الغلط، ولكن في وقت مفاجئ انتكست، وكأن الذي فعلته ليس له معنى.
الخطأ هو أني تحدثت مع فتاة، وأنا كنت أعمل، فكانت تطلب مني أشياء في العمل، وأنا كنت معجبًا بها فقط، وأنا كنت خاطبًا وقتها، ولكن لم يحصل أي كلام زي الغزل أو الإعجاب أو النظرات أبدًا، كانت زبونة عندي وأنا كنت معجب بكلامها لدرجة أنه اقشَعَرَّ بدني (يمكن تشوفني ببالغ، لكن ده اللي حصل معايا)، وأنا والله لم أفعل شيء يغضب أو خيانة أو شيء يدمر حياتي.
لما أحسست أني جسمي بيقشعر، وأنا عندي فكرة أو وسواس أنه ربنا قال "تَقشَعِرُّ جلودهم من خشية الله" فأنا فهمت أنه المدح الزائد أو الإعجاب الزائد بالكلام إنك شخص كويس وإنك هتقدر تساعدني، أو أنا حسيت الكلام ده يعني أنا كبير أكبر من ربنا، لمس وجداني... مع أني عندي مشكلة في ظهري إنه بيسَقَّع لما بخاف أوي أو بسمع كلام حلو من حد (ولو مش بنت، يعني صديق أو قريب)، يعني بحس إنه فيه تلج بيجري في جسمي.
وأنا حاليًا باخد دواء اسمه "روتاسي"، يعني أنا عايز أوقَّف الإحساس ده أو البرد ده أو القشعريرة دي إني باكل في نفسي أو أتنطًّط (يعني أضرب رجلي في الأرض) عشان البرد ده ميمسكش فيَّا... كلام يعني على الأقل واحد لو لم يعاني بمرض وسواس قهري، أو على الأقل لن يحس أن الكلام فيه لبث أو إغراء.
فأنا الآية دي حسستني بعدما خلصت الحديث معاها، وهو اشتغل من تحت لتحت إنه هيبوَّظ صلاتي من غير ما أحس، يعني رحت أصلي في المسجد لقيت مرة واحدة قوتي المعهودة اختفت للأبد وكأن الروح لما تطلع من الجسد بتطلع منك، أو زي المياه اللي اتملت ثقب منه اتسرب منه، بطريقة فظيعة انشرخ... ووقتها اتكسرت، ولم أصدق أبدًا أنه حصلِّي كذا، ورغم أني انكسرت تبقى مني شيء يمكن ألحق بيه نفسي، يعني بصلِّي بس مهمش، لحد ما جاءت البنت دي تاني وتعاملت مع الموضوع بعقلانية شوية، ومسكت نفسي وأصلحت الغلط ده أو الشرك يعني بشكل خاص أو كفر بالله.... وأنا لا أكذب أبدًا من يومها، أصلًا لم أفكر بها أو حتى لمحة عنها، ليس لأني خاطب ولكن لأني أصلي إنسان عارف نفسي لن أقع في مشكلة تسبب سمعتي... هذا هو الخطأ أو الشرك.
أما سبب انتكاستي حتى الآن إنه الشرخ موجود، وكنت بروح أصلي لقيت مرة واحدة أو هالة كبيرة نكست صلاتي، وأنا من ساعتها خوفت ولم أعد أصلي كما كنت في السابق، وخسرت.
ده اللي حصل معايا من أربع سنين، ومن يوميها وأنا أعالج نفسي من الدكتور ومن العلاج السلوكي مع نفسي إمن خلال إني أعرَّض نفسي للمشكلة مع منع الاستجابة، ولكن كل يوم بين نجاح أو فشل، أو أتقدم خطوة وأرجع مليون خطوة لورا، وتركت الصلاة أكثر من مرة، ولكن كل مرة أحاول أن أعود، ولكن الذنب لا يُغفَر، أو الله لا يريد أن يغفر ذنبي، يعني حتى أصلًا المشكلة مش موجودة، فليه بقى أعيش حياتي كده على ذنب خلاص وانتهى واختفى؟!
من فضلك يا دكتور لو أنا حسِّيت إنه الكلام لم يُشعِرني بالطمأنينة على الأقل فلن أتحدث مع دكتور طوال حياتي... لا أستطيع الذهاب إلى دكتور آخر بسبب ظروفي المالية... وأنا قلت لك أني لا أقصد التقليل من شأنك، ولكني لست على استعداد أن أسمع كلامًا ليس ملموسًا بالوجدان، لأني لسه كنت مكلِّم شيخ تبع الإفتاء وقال لي كلام يعني ليس واحد يعرف يعني إيه وسواس قهري أصلًا، غير أنه قال "توب أو قَوِّي صِلَتك بالله، واذكره" بس ده الكلام الذي قاله، وكأني أذنبت فعلًا، مع أني لم أفعله أصلًا (إلا أنَّ عقلي لا يفهم).
11/1/2021
رد المستشار
الابن الفاضل "مصطفى" أهلا وهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك ومتابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.
لا أدري ما إن كنت استوعبت رد الدكتوة رفيف الصباغ على استشارتك الأولى أم لا ؟ لكن من الواضح أنك لم يكفك ما قرأت!!.... دكتورة رفيف هي دكتور في أصول الفقه الإسلامي وقد تفضلت بشرح معنى الكفر والشرك والرياء وهي أقدر مني على ذلك وبالتالي لن أكرر عليك ما قالته بارك الله فيها، وأما ما أراه مهما أن أضيفه لك فهو التفسير العلمي الحيوي لما حدث لك فظاهرة القشعريرة الجسدية كثيرة الملاحظة في مرضى اضطرابات القلق.... وهي في حالتك تشي بدرجة من القلق الاجتماعي الخاص بالإناث.... يعني هي رد فعل عصبي المسؤول عنه هو الجهاز العصبي اللاإادي.... وليس معنى ذلك أنك مريض رهاب اجتماعي وإنما لديك درجة ما من درجاته قد تكون أقل من المستوى المرضي المعيق.... والواضح أن الوسواس استغل ذلك بأن ألقى لك فكرة الربط بين هذا الإحساس وفكرة أن جلدك اقشعر لغير الله........ والواقع أن لا علاقة بين الحالتين على الإطلاق.... فالذين "تَقشَعِرُّ جلودهم من خشية الله" يشعرون بذلك في خضم الشعور بالخوف والرهبة من المولى عز وجل...... وليس بالغبطة والإحراج من مديح أحد لهم...... وهذه الأخيرة تحدث كثيرا لأصحاب القلق الاجتماعي عندما يتلقون مديحا من شخص يعجبون به...... وما أضيف في حالتك هو الربط الوسواسي بين ما شعرت به وما تشير إليه تلك العبارة القرآنية...... أي أن العلاقة الوحيدة ترجع للوسواس القهري الذي يستغل ارتباك مفاهيمك وفرط حساسيتك للذنب.
وهذه هي النقطة الأخرى المهمة في حالتك وهي إحساسك المتضخم بالذنب جراء حدوث ذلك مع البنت المشار إليها، والحقيقة أن هذا ذنب بسيط بالنسبة لأي شخص...... أعجبته امرأة أجنبية عنه حتى أنه شعر بإثارة انفعالية عالية لكنه لم يتعد حدود الأدب معها...... يكفي في مثل هذا أن تستغفر الله تعالى مرة واحدة!!........ تخيل !! وفي هذا أنصحك بقراءة رد د. رفيف الصباغ فرط الخوف من الذنب يضيع فضل الاستغفار، وأما الشيخ الذي تولى الرد عليك من دار الإفتاء فيبدو أنه متدرب ما يزال لأن رده عليك يشي بأنه لم يفقه أنك موسوس لا مذنب وتلك نقيصة كبيرة مع الأسف.
لا جدال في حاجتك للعلاج العقَّاري والنفساني السلوكي المعرفي، ويمكنك الحصول عليه من العيادة الخارجية لقسم الطب النفسي بجامعة الإسكندرية، وأهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بأخبارك الطيبة.
ويتبع >>>>>>: وسواس قهري يمنعني من الصلاة ! وسواس الرياء م1