وسواس المرض، واستشارة طبِّيَّة
السلام عليكم... أنا شاب عمري 25 سنة، بدأ معي موضوع الوسواس المرضي منذ خمسة أشهر حيث عند ممارستي لرياضة الجري بدأت أشعر بألم في ظهري بين لوح الكتف والعمود الفقري، وبدأ الوسواس منذ تلك اللحظة بسبب أن الألم استمر إلى أكثر من شهرين، حيث بدأت أقول أنِّي مُصاب بشيء في الرئة، وبدأت أُفكِّر كثيرًا في الموضوع.
ذهبت للطبيب وصمَّمت أمامه أن أعمل أشعه للصدر حيث أني كنت خائفًا جدًّا من النتيجة، وبعدها لم يجد شيئًا، وأخبرني أن كل شيء سليم _ولله الحمد_ وأن لديَّ شد في العضلات فقط... وعملت فحص فيتامين "د" وطلع ناقص، وفيتامين "B 12" وكان في مستوى جيد.
ثم بعد ذلك بدأت أراقب دقَّات قلبي أثناء الراحة في الساعة التي أرتديها، ووجدتها تنزل إلى الخمسينات، وأصابني الرعب حيث كنت في تلك الفترة أعمل رياضة الجري بشكل شبه يومي... وبدأ معي وسواس القلب والخوف من الموت أثناء ممارسة الرياضة، وكلَّما أسمع أن شخصًا صغيرًا تُوُفِّيَ فجأة يزداد خوفي ورعبي أكثر، لدرجة أني توقَّفت عن الرياضة من شدة الخوف، وظهرت لدي نبضة غريبة في هذه الأثناء، وازداد الرعب أكثر فأكثر.
وفي يوم ذهبت إلى صلاة الفجر وأنا أوسوس وأفكِّر كثيرًا في قلبي ونبضه، وفي ذلك اليوم ازدادت نبضات قلبي عند المشي، وأُصِبتُ بنوبة هلع، وجلست في وسط الشارع والطريق خالي ولا يوجد به أحد وأنا خائف وأرجف ونبضي يرتفع.
ذهبت إلى الطوارئ في ذلك اليوم، وتم عمل تخطيط قلب لديَّ، ووجدوا أن نبضي مرتفع، وكنت في لحظتها خائفَا... الأطباء فَهِمُوا حالتي وجعلوني أرتاح، وعملوا لي جميع تحاليل الدم ووظائف الكلى والكبد والسكر والغدة الدرقية وفحص البول، وثُمَّ عملوا تخطيط مرة أخرى بعد أن ارتحت في المستشفى، ووجدو أن التخطيط سليم، وأخبروني أن كل شيء سليم وأني أحتاج إلى طبيب نفسي، وفعلًا حضرت الطبيبة النفسية _بارك الله لها_ وأعطتني نصائح، وارتحت من كلامها، وأخبرتني أني سليم ولا أحتاج إلى شيء، ووصفت لي دواء مضاد اكتئاب، وقالت أن أستخدمه لمدة أسبوع فقط حبة في اليوم، اسم الدواء "سيروكسات 25 mg"، واستخدمت الدواء وجلست فترة.
أصبحت أشعر بنبضة غريبة تأتيني بعض الأحيان، فعاد لي الوسواس والخوف من توقف القلب، فذهبت إلى طبيب قلب متخصص، وأجريت فحوصات القلب "إيكو" و"هولتر 24 ساعة" ولم يجد شيئًا، وقال لي كل شيء سليم، وأخبرته عن هذه النبضة، وقال لي "لا تخف، هذه لاشي،ء ولا تفكر بها"، وقلت له قصتي، فقال "قلبك سليم، ولا يوجد به شيء"، ولله الحمد ارتحت لفترة، لكن رجع لديَّ الوساس خاصةً عندما أسمع أن شخصًا تُوُفِّي وهو صغير دون سبب، فأصبح هذا التفكير مستمر لدي.
ومنذ شهر ذهبت لممارسة الجري، وقبل أن أبدأ الجري (وأنا أمشي) شعرت بالدوخة، ومن وقتها حتى اليوم وأنا أشعر بدوخة مستمرة تختفي أسبوع وترجع... والآن بدأت أفكر أنه يُوجَد شيء في الدماغ وأني أحتاج إلى أشعة، ولم أذهب إلى طبيب إلى الآن، وأنا خائف من الأشعة، كما أني للأسف الشديد توقَّفت عن الرياضة بسبب خوفي من تلك النبضة الغريبة.
سؤالي: هل يُمكِن لكل تلك التراكمات من الوساوس أن تُسببِّ لي دوخة؟ وهل مضاد الاكتئاب الذي أستخدمته منذ شهر ونصف تقريبًا يؤثر عليَّ ويجعلني أشعر بالدوخة إلى اليوم (علمًا أنه كان لمدة أسبوع فقط)؟ وهل هذه الدوخة لها علاقة بشيء يُسمَّى "كيمياء الدماغ"؟
تعبت وأريد أن أرجع أمارس حياتي بشكل طبيعي، والدوخة تمنعني، والبحث عن أسبابها جعلني في خوف وقلق...
أرجو منكم إرشادي... وبارك الله لكم ووفقكم للخير.
15/1/2021
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع.
ما تعاني منه هو "اضطراب القلق، وقلق الصحة" أو "سواس المرض"... لا يوجد تشخيص آخر، ولا أنت بحاجة إلى عمل أي فحوص طبية.... لا توجد نهاية للفحوص الطبية، وبعد أن تنتهي من فحص الدماغ ستعود ثانية لفحص هذا الجهاز وغيره.
لا تفكر بكيمياء الدماغ غير ذلك، فهذا المفهوم لا أهمية له في علاجك... اضطرابك نفسي بحت، وربما له علاقة بضغوط بيئية لم تتحدث عنها في الرسالة.... جميع أعراضك هي أعراض قلق، ومنها تفاعلك النفسي للعقار.
تتوجه صوب طبيب نفساني، والذي سيشرف على علاجك، ولا تراجع أي طبيب آخر.... قد يوصي الطبيب بعلاج نفساني فردي أو جمعي، وعقاقير.
اضطراب القلق يتحسن خلال ستة أشهر، وإن طال أمره أصبح مزمناً، فلذلك لا يوجد أمامك سوى المراجعة الطبنفسية.
وفقك الله.