أنا محتارة
السلام عليكم دكاترتي الأفاضل... لا أدري من أين أبدأ وبماذا أنتهي.
أنا فتاة هادئة، يُقَال عني "اجتماعية"، وأنا الأخت الكبرى لأسره بسيطة، قدَّر الله وانفصل والديَّ وأنا بعمر 12 عامًا، فكان لذلك تأثير عليَّ (وإن لم يكن ظاهرًا) لعدة سنوات، كنت طالبة مجتهدة ومتفوقة طوال دراستي والحمدلله.
أعاني من مشاكل التأتأة منذ الصغر، ولا أدري ما السبب... قبل 3 سنوات تدهورت حالتي النفسية بشكل كبير حيث انهرت تمامًا ولم أستطع النوم لفترة (من أسبوع لعشرة أيام)، فبدأت عندي هلاوس سمعية وبصرية، ووساوس، وخوف، وقلق رهيب على أفراد أسرتي، وحركات لاإرادية مثل الاستمرار في الوقوف والمشي لمدة طويلة بدون تعب، ولم أرغب بالذهاب للجامعة من الخوف.
حينها تم إسعافي لطبيب نفسي، وشرحوا له حالتي كما يروني، حيث لم أكن أستطع الحديث ولا البكاء ولا القيام بأي ردَّة فعل، وتم وصف أدويه مُنَوِّمَة ومُهَدِّئة حيث لم أكن أستطيع تقبُّل فكرة أني أصبحت مريضة فعلًا، وكنت أُصدِّق تصديقًا كاملًا بأن كل ما أراه وأسمعه كان حقيقة، ثمَّ اتَّضح لي عكس ذلك.
بعد فترة من العلاج تحسنت حالتي تدريجيًا، وعدت لحالتي الطبيعية في الدراسة والبيت والحمد لله، لكن لم يتم إخبارنا بتشخيص حالتي، ولم يخبرنا بالمرض.
وأنا الآن أستخدم: citadip 20 mg _ Ariprazole 15 mg _ Inderal 10 mg _ Kemadren _ Valtec cr 200 mg... حيث أني مادمت أنني أستخدم الأدوية تكون حالتي طبيعية، وإذا أوقفتها تتدهور حالتي وأشعر بالضيق والبكاء.
من أمنياتي التبرع بالدم كون فصيلتي "O negative"، هل يمكنني التبرع أم لا؟
هناك موضوع آخر: أهلي يرفضون إخبار خطيبي بمرضي، مع إصراري على ذلك لنكون على صراحة ومصداقية من البداية، ويقولون لكل حادث حديث، حيث أني لا أستطيع إخفاء هذا الشيء عنه كوني أستخدم الأدوية بشكل متواصل.
من ناحية خطوبتي فهي قبل 3 أو 4 سنوات، ويزعجني أمر تأخر الزواج حيث أخشى على نفسي، ولا أستطيع إخبار أهلي بذلك بسبب عاداتنا وتقاليدنا.
أرجو الرد بأسرع وقت ممكن كوني لا أستطيع النوم من التفكير...
وشكرًا.
22/1/2021
رد المستشار
عزيزتي، لا تحتاري فيما أنت فيه، ليكن سحابة صيف مرَّت، ولكن عليك الالتزام وأخذ العلاج الذي وُصِفَ لك.
رغم أنك لم تذكري المدة لهذه الأعراض "فبدأت عندي هلاوس سمعية وبصرية، ووساوس، وخوف، وقلق رهيب على أفراد أسرتي، وحركات لاإرادية مثل الاستمرار في الوقوف والمشي لمدة طويلة بدون تعب" التي أَلَمَّت بكِ، فإن كانت في حدود شهر أو أقل تعرف حالتك بـ "الذهان الحاد"، وإن كانت الأعراض بين شهر وأقل من ستة أشهر تعرف الحالة بـ "شبه الفصام"، أم إذا كانت الأعراض لأكثر من ستة أشهر فتعرف الحالة بـ "الفصام".
المهم في هذا الأمر أنك الآن مُدرِكَة لطبيعة الحالة التى مررت بها، وأنك أيضا على يقين بأن الأعراض ما هي إلا أوهام وهلاوس لا تمت للواقع بشيء "وكنت أُصدِّق تصديقًا كاملًا بأن كل ما أراه وأسمعه كان حقيقة، ثم اتضح لي عكس ذلك.... بعد فترة من العلاج تحسنت حالتي تدريجيًا، وعدت لحالتي الطبيعية"، أي أن تناول العلاج بشكل منتظم والاستمرار فيه مع مراجعة الطبيب سوف يساعدك كثيرًا للرجوع لحالتك الطبيعية..... احذري أن تتوقفي عن تناوله إلا بمعرفة الطبيب.
أما بخصوص التبرع بالدم "هل يمكنني التبرع؟"... نعم، يمكن ذلك.
وما يخص الحال بخصوص حالتك مع خطيبك، فالجانب الأخلاقي يُحَتِّم عليك مصارحة خطيبك، فهذا أفضل، ولا خوف من مواجهة أهلك بهذا الأمر "أهلي يرفضون إخبار خطيبي بمرضي مع إصراري على ذلك لنكون على صراحة ومصداقية من البداية"... لتكون الأمور على بيِّنَة للجميع.
بالتوفيق.