الشذوذ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... لن أُطوِّل عليكم، وسأدخل بالموضوع.
أنا شاب _والحمد لله_ ملتزم نوعًا ما، ولكن يوراودني شعور بأني شاذ من أربع سنين تقريبًا لا أدري ما سببه، علما أني لم أتعرَّض لتحرش أو شيء من هذا القبيل، ولكن أقسم لكم بالله أني خلال هذي الأربع السنين كنت كل يوم أموت وأحيا.. لم أعُد أعرف من أنا، وكأنني شخصيَّتين: شخصية مُتدَيِّنَة وتميل للنساء وتريد الزواج والعفة، وشخصية أخرى مُصابَة بوساوس الدين والشذوذ.
وبعد مدة بحث شفت أن كل أعرض وسواس الشذوذ مُنطبقَة عليَّ، فهل أنا شاذ أم ماذا؟.. علمًا أني لا أقدر أن أذهب للدكتور للظروف، ولكني جربت أن أُعَاِلجَ نفسي بالسلوك المعرفي، ونجحت فترة ثم عدت من جديد لهذه الوساوس، ولكني في فترة العلاج أحسست نفسي رجلًا.
أعتقد في السنة الثالثة من معاناتي له والله ثم والله أني لا أعلم كيف حتى مارستها مرة، والله إنها لذَّة دقائق ثم ندم وضيق، والله لو أن الانتحار حلالًا لكنت انتحرت، والله إنها مرة واحدة فقط ثم تبت إلى الله... يا دكتور بالله عليك انصحني بأي شيء، أهم شيء أن أعالج نفسي وأكون مستورًا.
أحب الله، وأحب ديني وفطرتي كرجل، ولي أهداف، ولكن هذا يُمسِكُني.. ماذا أفعل غير ذهابي للدكتور؟..
علمًا أن الأفكار أحيانًا تقوى، وأحيانًا تكون ضعيفة وتختفي بسرعة... وآسف على الإطالة.
9/1/2021
رد المستشار
أهلًا وسهلًا بك يا "عمار" على موقعنا للصحة النفسية.
لماذا دائمًا يربط الناس المثلِيَّة بالتعرض للتحرش الجنسية وكأنها علاقة سببية فيزيائية!.. ليس هناك سببية حتمية في هذا الباب.... أمَّا عن أعراض الوسواس الديني والشذوذ، فليس هناك سؤال بعد هذا.. ما دام عندك وساوس دينية ومتعلقة بالجنس فهذا يعني أنك موسوس وفقط.
ما حصل معك أنك تُضخِّم هذه الأفكار، وربما لم تتجاهلها لتتلاشى، فخير علاج للشذوذ هو التجاهل، وكلما فكَّرت وحلَّلت وأردت الرد بمنطقية أو تفكيك الفكرة لإضعافها وقعت في فخِّها وصارت أكثر سطوة وقوة وإنهاكًا لك، وتكاد تصدّقها.
أما عن التجربة الجنسية التي وقعتَ بها فهذا سلوك للتأكُّد من هل أنّك مثليّ فعلًا أو لا (تدخل في سلوكات التحقق القهرية)... جرّبت وعرفت الجواب، فلا داعي لقتل نفسك ندَمًا.
وأقول لك شيئًا لا يعرفه الكثيرون من أصحاب هذه الاستشارات وهو أنّ المثليّ الحقيقي لا يشعر بهذا الضيق، ولا يريد أن ينتحر، ولا يعيش هذه الثنائية بين رجل حقيق وبين رجل مثليّ.
وتمنِّياتي لك بالشفاء، ولا تنسى التجاهل.
واقرأ أيضًا:
وسواس الشذوذ الجنسي، طرق للعلاج الذاتي
هل الاعتداء الجنسي في الطفولة يسبب الشذوذ؟