مشاكلي النفسية سجن ! والمفتاح معك !
تجسيد الشخصيات والوسواس
أنا مراهق أبلغ من العمر 15 عامًا، أعاني من بعض المشاكل النفسية التي صارت تُشَكِّل عليَّ حملا ثقيلا... أنا متفوق جدًّا، وأحب الله جدًّا وأتمسك به كثيرًا، وأهتم بكل جوانب حياتي خصوصًا: التعليم، الرشاقة، والجمال، والدين.
منذ صغري كان أبي رحمه الله يكرهني _والله أعلم_، لا أريد أن أظلمه ولكن كل تصرفاته كانت تدل على ذلك، كان يضربني ويظل يرفع صوته عليَّ، وبالفعل كرهت أبي وتمنيت أن يموت، حتى مات وأنا في التاسعة من عمري أو أقل.
وقبل موت أبي (من حوالي سبع سنوات) بدأت باختراع شخصيتين لأخرج من حالة الخوف ولأشعر أن هناك أحدًا يحبني، كان اسمهما "ندي وسارة"، وهما بمثابة حياتي كلها، فمعظم الوقت أتكلم معهما وأشاركهما كل شيء، ومع الوقت صرت أُشكِّل لهما حياة حقيقية فعلًا (أسماء، أصدقاء لهما، صفاتهما الجسمانية والنفسية، كلياتهما الدراسية، طريقة ارتدائهم للملابس، والكثير)، ولا أعرف لماذا أتعلَّقُ بهما!، قد أبدو مجنونًا عندما أتكلم مع نفسي، على أني أتكلم معهما حرفيًّا، لكني متفوق ودائمًا ما أحقق أعلى الدرجات والحمد لله، أقصد أن حالتي العقلية جيدة، فما تفسير هذا؟!
ثانيًا: بعدما بلغت من العمر 14 عامًا صرت أهتم بالجمال والرشاقة، وبالفعل ضغطت على نفسي وفقدت 50 كيلو جرامًا في 6 شهور _ولله الحمد_، وصرت أهتم ببشرتي وشعري وملابسي (بالجمال عمومًا)، وبالفعل أنا جميل وجذاب _ولله الحمد_، ولكن وبكل صراحة _أسأل الله أن يغفر لي خطيئتي_ السبب الحقيقي في فقداني لوزني ليس الإرادة أو اقتناعي بالتخلص من السمنة لمخاطرها الصحية مثلًا، بل إن السبب الحقيقي هو حقدي على كل من يتمتع بالجمال أو الرشاقة، مع العلم أنه ليس حسدًا، فأنا أتمنى للجميع الخير، وعندما أرى شخصًا جميلًا أقول "بسم الله، تبارك الرحمن، ربي يحفظك"، ولكن أجتهد وأضغط على نفسي لأكون جذابًا بقدره، لذا فقمت باستغلال هذا في سبيل فقداني لوزني وغيره لكي أُصبِح وسيمًا، فهل هذا وسواس؟... وللعلم أيضًا فأنا دائمًا ما أنظر في المرآة للتأكد من مظهري، وأيضًا أحمل معي في حقيبتي مِشطًا ومرآة.
ثالثًا: مع الوقت يزداد كرهي وحقدي على زملائي أيضًا لأنهم يتنمرون عليَّ كثيرًا، وهذا لأنني "دَحِّيح" أو متفوق جدًّا، ويقولون أنني لا أفهم إلَّا الموجود في الكتب، أحيانا يقولون أنني غبي وأعتمد على حفظي وذاكرتي القوية فقط، وكلام كثير تعودت أن أسمعه، وكلما سمعته كلما زاد كرهي، وزاد تعلقي بـ "ندي" و"سارة"، وزادت وحدتي... وللعلم أنا أحاول أن أجعلهم يعاملونني باحترام ولكن بلا فائدة، وأخاف أن أتشاجر معهم لأن هذا قد يُشَوِّه صورتي أمام أمي أو مُعَلِّمِينِي، وخصوصًا أنني التلميذ المثالي ولا يحق لي أن أكون غير هذا، فهل كُرهِي مرض؟ أم أنه لأسباب منطقية (بمعنى أنه كُرهٌ مُبرَّر)؟ وهل سيحاسبني الله عليه ما لم أنطق به؟
رابعًا: في الأوقات الأخيرة بدأت أشعر بالضيق من أمي لأنها أصبحت صعبة المزاج وكثيرة الصراخ عليَّ (تمامًا كما كان يفعل أبي)... الصراحة أمي طيبة وأحبها منذ صغري، لكن صرت أكره كثيرًا صوتها العالي في أغلب الأوقات، كما صرت أخاف وأرتعش كلما تفعل هذا أو كلما تُوَجِّه لي الكلام، أنا لا أكرهها شخصيًّا، فأنا أُقدِّر وجودها في حياتي، وبارٌّ بها _ولله الحمد_، ولكن أكره تصرفاتها وصوتها العالي وتكرارها للكلام كثيرًا، وقلت لها لكن بل فائدة، فهل أنا المخطئ؟ أم أنها يجب أن تُعَدِّل من نفسها؟
للعلم، في الماضي كنت أبكي كثيرًا في غرفتي المظلمة، وكلما زرفت الدموع كلما كرهت أبي، ولكن الآن أنا أرتعش وأخاف، بل وأشعر بالرعب الشديد وحالة من العصبية (أسيطر عليها غالبًا)، ويزداد حقدي على الكل من حولي، والمشكلة أيضا أنني أخاف الله _رب العالمين_ لأن الاعتراف بالكره حرام، لذا أصمت وأخاف أن أُفسِدَ علاقتي بالله _عز وجل_ أو أن أغتاب أحدًا أو أن أظلم أحدًا،
وأسأل الله _العليَّ العظيم_ أن يعفو عنَّا وأن يغفر لنا وأن يتغمدنا بواسع رحمته
وأن يوفقنا لما هو خيرٌ لنا.
26/1/2021
رد المستشار
شكراً على متابعتك الموقع.
منتصف أعوام المراهقة مرحلة حَرِجة يصاحبها الكثير من التغيرات التي يمكن إيجازها كالآتي:
١_ تغيرات بيولوجية تتميز بتدفق الهرمونات المختلفة، وتأثيرها بصورة مباشرة وغير مباشرة على مشاعر الإنسان وسلوكه وأدائه.
٢_ تغيرات معرفية تتعلق بتقييم الإنسان لماضيه وحاضره وعلاقته بمختلف الكائنات حوله من أهل وأصدقاء.
٣_ تغيرات سلوكية تدفع المراهق نحو مرحلة تغيير وانتقال من الطفولة إلى البلوغ.
٤_ ضميره ومبادئه وتغيرات عاطفية تتميز بصراع الإنسان مع مبادئه وقيمه الأخلاقية وشعوره بالذنب.
5_ تغيرات عصبية في الدماغ نفسه، والتي تستهدف وصول الإنسان إلى مرحلة نضج معرفي وعاطفي.
لا يستطيع الموقع القول بأنك تعاني من اضطراب نفسي، واهتمامك بمظهرك وفقدان الوزن ليس بغير المعروف في هذه المرحلة.
تأزم علاقتك مع أصدقائك، وتقييمك للعلاقة بالوالدين نتيجة جميع هذه التغيرات أعلاه، بالإضافة إلى فقدان والدك في عمر مُبَكِّر وتأَزُّمِك معه.
ما عليك أن تفعله هو الحرص على تنظيم جدول فعاليَّاتك اليومية والأسبوعية، الانتباه إلى لياقتك البدنية وطعامك... يضاف إلى ذلك أنك عليك التوجه إلى أقرب الناس إليك والحديث معه حول مشاعرك وأزماتك، وإذا كان ذلك ليس كافيًا فتحدث مع أقرب الناس إليك من الطاقم التعليمي.
لا يستطيع الموقع نصيحتك في هذه المرحلة بالتوجه صوب استشاري في الطب النفسي لليافعين، ولكن من ستتحدث معه قد يرشدك إلى ذلك.
وفقك الله.