أمي وكُرهُهَا للناس
الاستشارة بخصوص والدتي _عافاها الله وأطال في عمرها_... مشكلة والدتي أنها تُنهِي أي شيء بطريقة خاطئة، مثل العلاقات والتربية وحتى النقاش... والدتي تكره أغلب الناس المحاطين بها مثل والدتها وإخوانها وأقرباءها وحتى زوجها وأولادها، وعندما تتعرف على أحد ما غالبًا ما ينتهي هذا التعارف أو الصداقة بالكُره والكلام السيء عن هذه الشخصية، وهذا ما جعل أغلب الناس بما فيهم أقرباءها يبتعدون عنها، ممَّا جعلها في حالة اكتئاب دائم بسبب الوحدة.
وهي تحب أن تعيش في ظل أنها مظلومة وأغلب الناس قد ظلموها (وبالخصوص أقرباءُها)، ولا تحب أن تعيش الفرحة أبدًا، فهي تحب أن يكون تسعون في المئة من وقتها في التفكير والاكتئاب والصمت، فإذا لم تجد تلفازًا تشاهده أو هاتفًا تتصفَّح عليه تذهب بتفكيرها إلى الحزن والاكتئاب، ولقد زوَّجت اثنين من أولادها حتى الآن ولم تذهب إلى عُرسِ أيٍّ منهم لأسباب لا أجدها مُقنِعَة.
هي الآن تسكن مع ابنها بعد وفاة زوجها، وبالرغم أن الأمور مستقرة إلَّاأانها لا تحب هذا وتفتعل المشاكل معه، وهي لا تفكر بالمنطق وبالمعطيات، ولكن تفكر بما تظن وما يُملِيهِ عليها خيالها فقط، وهي أيضًا تنسى الذكريات السعيدة، وعندما تتكلم وتتذكر الماضي تحكي فقط الذكريات المؤلمة والتعيسة، ولا تتذكر أي لحظات سعيدة بتاتًا، وحتى إذا قلت لها مئة كلمة طيبة حسنة وكلمة واحدة سيئة أو بطريقة خاطئة تنسى الكلام الطيب وتتذكر فقط الكلمة السيئة إلى الأبد.
وبهذه الطريقة في التفكر وفي التعامل تُدَمِّر نفسها داخليًّا، ممَّا أثَّر عليها خارجيًّا فأصبح لديها القلب والضغط والسكر، ولديها مياه زرقاء على العين من كثرة البكاء،
وخسرت كثيرًا جدًا من وزنها حتى أصبحت نحيفة بشكل خطير.
28/1/2021
رد المستشار
صديقي
للأسف ليس هناك ما يمكن فعله لوالدتك غير عرضها على طبيب أو معالج نفساني...... هي تختار دور الضحية بطريقة لا واعية لأنها في طفولتها ربطت بين هذا الدور وبين أن يكون لها قيمة وأهمية ("يا بخت من بات مظلوم ولا باتش ظالم" أو "طوبى لمن بات مظلوما وليس ظالما")
من المهم أن تساعدها على العلاج النفساني أنت ومن يتعامل معها عن طريق إهمالها عندما تلعب دور الضحية وعدم إعارتها اهتماما وتشجيعها والاحتفاء بها عندما تكون إيجابية ولو 1%.
في سورة الإسراء 36 "ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا".... نحن مسؤلون عن ما سوف نفعل بما نسمعه ونراه وكيف نفكر ونختار المعاني التي تنتج عنها المشاعر.... نحن مسؤلون عن اختيارنا لطريقة التفكير والأفعال والمواقف.
وفي سورة النساء 135 "يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين"..... وحدة والدتك التي تعاني منها هي من فعلها هي ويجب عليها أن تعي ذلك بالكامل ولكن تدريجيا.... الموضوع يحتاج حنكة وصبرا.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب
واقرأ أيضًا:
أمي: أكرهها وأكره صوتها ومن يشبهها
أمي مريضة وبيتنا في حال كارثي !
أمي تعرقل حياتي : الأم النرجسية
مشاكلي مع أمي ..ماذا أفعل ؟
أمي امرأة متسلطة !
أمي أحبها أكرهها
أمي سبب بلائي وشقائي
أمي أكرهها أنا والجميع م