من أولى ثانوي: كرب مبكر جدا ! م4
مرحلة جديدة! مشكلة جديدة!
السلام عليكم ورحمة من الله وبركاته حلَّت على حضراتكم أينما كنتم... كم هو دافئ وجميل مراسلتكم مرة أخرى، وكم أنا سعيد أنكم لا تزالون متواجدين من أجلنا... أسال الله أن يجعله فى ميزانكم أضعافًا مضاعفة.
دعوني أختصر لكم السنوات الماضية، وسامحوني أني في الاستشارات السابقة استخدمت اسمًا مُستعارًا... أود أن أخبركم أنني تخطيت مرحلة الثانوية، وكم أدركت سهولتها كما أخبرتموني، وتخلصت من الوسواس، وتخطيَّت مشاكلي مع أبي وأمي، وكم كنت ساذجًا، والآن أحاول تعويضهم عن كل شيء قدر المستطاع _أسأل الله أن يعينني على برِّهم_.
كما أنني استمعت لنصائحكم في الجامعة، وأنا الآن في السنة الأخيرة من كلية الصيدلة، ولم أُفنِي الخمس سنوات ما بين كتاب وقلم فقط... التحقت بالكلية شخصًا خجولًا فاشلًا اجتماعيًّا، انضممت لعدة أنشطة طلابية، واكتسبت العديد والعديد من الخبرات والمهارات التى لا تُدرَّس فى المقررات، حتى أكرمني الله بوظيفة مرموقة فى إحدى المؤسسات غير الهادفة للربح، فقبلت بها بمرتب ليس بالكبير، وبالتأكيد هي خارج مجال دراستي ولكن ليست تلك المشكلة، فأنا بالفعل أعمل على الـ "Career shift" لمجال غير طبي أحبتته كثيرًا لدرجة أني أستيقظ مُتشوِّقًا للعمل ممَّا ينعكس إيجابيًّا على إنتاجيَّتي.
ها أنا أُتِمُّ السنتين في عملي، وتقريبًا مُستَقِل ماديًّا، وأكتفي بمرتبي للتخفيف عن أهلي، وها أنا على وشك التخرج من الجامعة وبدء فصل جديد في حياتي ملئ بالتحديات... إذًا أين المشكلة؟
هي المشكلة المعتادة على الأقل بالنسبة لي، فأنا أحب فتاة منذ نعومة أظافرنا، وهي من العائلة (نقطة هامة أن عائلتنا ترفض تمامًا وجود أي شيء بيننا سوا القرابة حتى الآن، بدون إبداء أسباب!)، نراسل بعضنا (هي تعيش ببلد أوروبي منذ ما يزيد عن 9 أعوام تقريبًا)، وأحببتها من النظرة الأولى، وينبض قلبي بصوت رسائلها.
بالبداية ظننت أنه حب مراهقة، وأن كلانا سينساه، حتى هي أخبرتني ذلك وأُغْلِقَ الموضوع لسنين، وفُتِحَ مرة أخرى منذ سنتين حين أخبرتها مرة أخرى بمشاعري، وهي شديدة الكتمان لا تستطيع التعبير عن حبها حتى لأخواتها، وتُفضِّلُ الصمت، وبالفعل صمتت ولم توافق أو ترفض.
وتمرُّ الأيام، وحتى تلك اللحظة رأيت الكثير وتعاملت مع الكثير، وأحبَّني البعض ولم أعطهم فرصة، ولم أُعجَب بغيرها، فهي لازالت ي مكانة لم يستطع ولا أريد أن تصلها إحداهن سواها مازال قلبي ينبض لصوت رسائلها، وأخجل لرؤيتها، ومازالت أراها الأفضل، لذلك بدأت أعتقد أن ذاك هو الحب.
وبعد سنين قررت الآن أن أعترف لها بحبي (وليست مجرد مشاعر إعجاب كما ي المرات السابقة).
لماذا تأخرت؟
لأني أُدرِك مدى أهمية ما تعنيه كلمة "أحبك" من وعود يلتزم بيها المُحِبُّ.
ماذا عنها؟
هي لم تُصرّح قط بمشاعرها، ولكن لطالما أحبت علاقتنا دون إبداء لإطارات لها، فمهما تخاصمنا نعود مرة أخرى لنُخبِرَ بعضنا أن لكُلِّ منَّا مكانة لم يصل لها أحد.
أخبرتها أيضًا بانتظاري اللحظة المناسبة حتى أتخرج وألتحق بوظيفة دائمة تضمن لي عائد جيد وتجهيز ما يلزم حتى أستطيع التقدُّم لها، ويتبقى لي عائق الموافقة العائلية فقط، وحتى تحين تلك اللحظة فأنا لا أطلب منها الانتظار، لا أريد أن أكون أنانيًّا، ولا أريدها أن تبادلني نفس المشاعر، أريدها فقط أن تعلم أنني أحاول من أجلها، فأنا أراها تستحق المحاولة.
غيَّرت من نفسي كثيرًا في التعامل من أجلها، ولم أطلب منها التغيُّر لأنها لا تريد ذلك، وأتقبَّل عيوبها، وأدعمها كثيرًا ولكن صمتها يقتلني.
وهنا تكمن المشكلة حيث أنني اكتشفت أنها لم تَصْدُق في حبي ومشاعري كل تلك الأعوام، وتستعجب كل العجب كيف أنني مازلت أذكرها وأذكر تفاصيل تنساها هي، كما أنني مُتمَسِّك بها، وتقول أنها بدأت تَصْدُق مشاعري تلك المرة.
والأهم أنني اكتشفت شيئًا آخر هو أنها تخاف!.. ممَّا؟
من أن يحبها أحد!.. قالت وكررت لي أنها تخاف أن تؤذيني، ولكنني متأكد أنها لن تفعل... لدرجة أنها في مرة من المرَّات اعترفت أنها حاولت أن تُبعِدني عنها، وأخبرتني ي وقت لاحق أنها اخطأت في ذلك التصرف.
لطالما كانت هي ملجئي الآمِن، وعلَّمتني، ودعمتني كثيرًا، وكذلك كنت أدعمها وتلجأ لي في حزنها وقلقها.
وسؤالى هو: لماذا تخاف أن تؤذينني وهي تثق أنني لم أؤذيها؟ وهل أنا مخطئ بتمسكِّي بها (هي تستعجب ذاك التمسك!)؟ هل من المبكر أن أفكر بالزواج وتلك الأمور وأن أبدأ في التخطيط لها والعمل عليها بصدق؟ وهل أبالغ بحبي وأنا أدرك أنه من طرف واحد، ولكنني أنتظر اللحظة التي أستطيع فيها التقدم للبدء بكسب قلبها إن لم تكن تلك السنين كافية بالنسبة لها؟ هل من الطبيعي ألَّا يعجبني سواها؟ أهل أستطيع مساعدتها في التغلب على خوفها؟
ملحوظة: هي ليست معجبة بأحد، ولا يوجد بحياتها أحد، وترفض كل من يتقدم لها.
أسالكم الدعاء أن تمر الأيام، وأن يُجمَع بيننا في الحلال فهي كل ما أريد... وأعتذر لعدم ترتيب أفكاري، وأخبروني أن أوضح إذا كان هناك ما يحتاج التوضيح حتى تستطيعوا فهم الصورة كاملة... وآسف على الإطالة.
دمتم لنا داعمين،
ودمنا نكبر معكم كمجانين.
31/1/2021
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع.
أولًا: يُسعِدُ الموقع تحسُّنك، وتجاوزك للكثير من الأزمات النفسية، واستقرارك نفسياً وعاطفياً..... رغم ذلك فأنت لاتزال في مقتبل العمر، وأمامك الكثير من التحديات لتطوير نفسك فكرياً وعاطفياً ومادياً.
هناك حب وإلهام من طرف واحد (وهو من جانبك في هذه العلاقة)، وهي علاقة حب غير ناضجة وفاشلة..... لا تبادلك الآنسة المشاعر، ويجب أن تحترم ذلك، وتتوقف نهائياً عن مراسلتها والتفكير في تغيير رأيها.... هذا ما يجب أن يفعله الإنسان البالغ، ولا أنكر بأنها هي الأخرى ربما يُغرِيهُا حبُّك لها الذي وصل إلى مرحلة حب بدون شروط.... أظنك لم تقابلها منذ ٩ أعوام، وبصراحة لا أظنك تعرف شيئاً عن شخصيتها الآن وطموحاتها إلَّا ما تقوله لك.
أحياناً حبك الأخير هو حبك الأول، وقد يكون الحب الأبدي.... بالطبع هذا الرأي رأي شخصي بحت، ولكن الحياة أكثر تعقيداً من روايات الحب العُذرِي.
وفقك الله.
ويتبع>>>>: من أولى ثانوي: كرب مبكر جدا ! م6