اضطراب نفسجنسي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... سأقول لكم مشكلتي مباشرةً. أنا عمري الآن 15 سنة... بدأت ممارسة العادة السرية تقريبًا في سن الـ 12 - 11 (لا أعرف بالتحديد متى بدأت ممارستها)... بدأت أيضًا بمشاهدة الأفلام الإباحية، وشاهدت أكثر من نوع، وأحببتها كثيرًا، ويخفق قلبي بسرعة عندما أفكر فيها وأتخيلها.
أول شيء: أن أكون تحت أمر امرأة، وأن تَذِلَّنِي وتُعَذِّبَنِي، وأيضًا أن تنكحني، وأن أكون في غاية الإذلال... وكنت أشاهد فيديوهات إباحية على نفس هذا النمط، وأيضًا كنت أتخيَّلُه وأفرز المَنِي وأمارس العادة السرية عليه.
ثاني شيء: أن أكون أنا المرأة، وأن أُنْكَح من رجل ضخم وقوي، وأن أكون مثل الطفلة المُدَلَّلة له وتحت حمايته، وأن ينكحني بعنف ويضربني وهو ينكحني، وأمارس العادة السرية عليها وأُفْرِزَ المَنِي.
ثالث شيء: وأيضًا كنت أتخيل وأشاهد فيديوهاتٍ أتخيَّل فيها نفسي وأنا أُنْكَح من أكثر من رجل، وأمارس العادة السرية عليها وأفرز المَنِي.
يعني كانت هذه الأشياء تُثِيرُني جدًّا أكثر مما أتخيل نفسي فيها رجلًا أو أضع نفسي مكان رجل ينكح امرأة، ولكني أُثار من مشاهد أو وَضْعِيَّات معينة بالفيديوهات الإباحية (هذا شيء طبيعي).
لا أعرف الشيء الذي بدأ أولًا (هل الحالة الأولى أم الثانية أم الثالثة)، ولكن الحالة الأولى اختفت ولم أَعُد أُثارُ منها ولا أفكر فيها، ولكن الحالة الثانية والثالثة كنت أيضًا من شدة تفكيري بها أحلم بها وأنا نائم، ولازلت إلى الآن أُثار منها.
وأنا الآن أُجْبِرُ نفسي على تخيل نفسي أن أكون الرجل الفَحْلَ القوي، ولكن عندما أتخيل نفسي هكذا أُثارُ قليلًا، ومارست العاده السرية على أن أتخيل نفسي الرجل بدون مشاهدة الإباحية، واستغرقت وقتًا طويلًا حتى قذفت، وأصبحت أتألم من القضيب بمنطقة المُقَدِّمَة.
ولا يوجد أي مشاكل في جسدي فهو، مليء بالشعر، ولا يوجد تَشَوُّهات في أعضائي التناسلية، وصحتي ممتازة، ولست مُدْمِنًا على المخدرات أو أي شيء كهذا، ولكني لم أحظى بالاهتمام والتربية من عائلتي، ولم أَعِش طفولتي ولا مراهقتي، وكذلك حياتي الاجتماعية مُنْعَدِمَة، ولا يوجد عندي ثقة في نفسي، وليس لدي أصدقاء.
وأيضًا وأنا صغير كنت الولد الضعيف في المدرسة، فكنت أتعرَّض للكثير من المشاكل والاكتئاب، وبالطبع كانت أخلاق الطلاب بالحضيض، فبالرغم من أعمارنا الصغيرة (تقريبًا 10 سنوات) كُنَّا نتلامس جسديًّا (لمسات بالأيادي فقط على منطقة القضيب والمؤخرة التي من المفترض أن نخجل ونحن نتكلم عنها).... وأصدقائي كانوا قلائل جدًّا ونادر وجودهم، أي أني لم أجد أي اهتمام من أي شخص منذ أن خُلِقُتُ.
وقد مارست الجنس الفموي مرة واحدة، وأنا نادم ندمًا شديدًا على هذا الشيء، وأندم على هذا كله، وأُصِبْتُ بحالات اكتئاب شديدة وبكاء، حتى أني أصبت بالتهاب العصب السابع من الاكتئاب والندم عندما وَعِيتُ وعرفت أني واقع بهذه المشكلة (أني أتخيَّل نفسي فتاة وغيرها).
وأيضًا أنا أعاني من الخجل بسبب قلة اختلاطي مع الناس، ووساوس بسيط وقِلَّة الجرأة بالحديث مع الناس... إلخ.
هذه كل قصتي، فهل أنا مريض؟ وكيف أعالج نفسي بنفسي لأنه لا يمكنني الذهاب لطبيب؟
وشكرًا لكم.
31/1/2021
رد المستشار
صديقي، تعرُّضك للمُدَاعَبات واللَّمس الجنسي في سن صغيرة قبل المراهقة مع افتقادك للحنان من أهلك، زائد إحساسك بالذنب هو ما أدَّى إلى كل هذه الانحرافات.... إحساس الذنب هو ما يُتَرْجَم في خيالك كإثارة عند تخيل السيطرة عليك والعنف ضدك.... افتقادك لحنان الأب أو علاقة ذات معنى معه هو السبب في إثارتك عند تخيل أنك تلعب دور المرأة في خيالاتك الجنسية.
الجنس علاقة روحانية ونفسية قبل أن تكون جسدية، بالتالي فالإثارة والمتعة مرتبطة بالحب وليست الشهوة الحيوانية فحسب.... تريد أن تشعر بحُبِّ والدك، ولكنك لا تعرف كيف، وتريد أن تستمتع ولا تعرف كيف.... الحل هو أن تُوَطِّد علاقتك بوالدك وبأهلك عمومًا بأن تتقرب إليهم بدون شروط أو انتظار لنتائج معينة.
يجب أيضًا أن تُثَقِّف نفسك عن الجنس، وألَّا تكون معلوماتك الجنسية ومصادر إثارتك هي الأفلام الإباحية لأنها تُعْطِي صورة مُشَوَّهة لشيء جميل.... إذا كنت سوف تشاهد، فلا تشاهد فقط للإثارة والعادة السرية والقذف، شاهد وتأَمَّل في جسد المرأة وكيف أتقن الله صُنْعَه.... افهم أن اللَّذَّة الجنسية ليست أحاسيس جسدية فقط، فهذا يفقد طعمه ومعناه سريعًا متى مارست الجنس، وإنما اللذة الحقيقية تأتي من اندماج روحين تستمتعان بالعطاء وإمتاع الآخر... الأفلام الإباحية لا تستعرض هذا، وإنما تُرَكِّز على الشهوة الجسدية فقط، وتُبالِغ في إظهار المتعة والأداء الجنسي... حياتك ليست جنس فقط.
ما الذي يمنعك من تكوين صداقات؟... قد تكون خجولًا، ولكن هذا لا يعني أن تكون مُنعَزِلًا ومُنْطَوِيًا ووَحِيدًا.... ما هو الاهتمام الذي تريده من الآخرين؟ ولماذا لا تعطيه أنت أولًا لكي يُبادِلُك بعضهم (أكيد ليس كلهم) العطاء؟.... لكن العطاء يجب أن يكون بدون مقابل أولًا، وبِنِيَّة صادقة.... عندما تُظْهِر الحب بغرض أن يحبوك فهذا ليس بحب، ولكنه استغلال مُسْتَتِر... يجب أن تجد ما تحبه في الآخرين وفي نفسك قبل أن تتوقع أن يحبك الآخرون.
عليك أيضًا أن تمارس هوايات متعددة، وأن تكون لديك مصادر متعددة من المتعة في أشياء تحب ممارستها غير الجنس والاستنماء.... إن لم تكن لديك هوايات فابدأ في تكوين هوايات عن طريق تجربة عدة نشاطات لاستكشاف ما يعجبك منها.
وفَّقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب.