اضطراب وجداني رديد : الثناقطبي
استشارة عن ثنائي القطب
السلام عليكم، أود الاستفسار عن استشارة أرسلتها بتوتر ولأني جديدة على الموقع فلا أعلم هل سوف يتم الرد عليها فظننت أنها ألغيت، وأردت إرسالها مرة أخرى، أعتذر على الإزعاج
لا أريد أن أقارن نفسي بالآخرين بعد الآن، ولكن في نفس الوقت لدي مشكلة في حياتي مثل العقدة لأ أعلم ما حلها، وتبدو غريبة جدا ومظلمة وكأنها لا تتعلق بأحد إلا بي، وأحس كأن حياتي لا يكفيها من العذاب أن تصيبني بالذي أعاني منه، ومن أصعب ما مررت به هو دوامة التفكير التي لا تصدق، وكأن أشخاصا من عائلتي يريدون لي السجن داخل هذه الدوامة للأبد، ما فهمته من الحياة أني أستحق الألم، ويعتبر شيئا خاطئا ما كنت أفعله من التقليد الأعمى، وحبي ومدافعتي "لأصدقاء السوء" واختلال "في مستواي الديني" على حسب معايير عائلتي التي تدعو إلى فهم الحياة بطريقة درامية أحيانا، المهم إليكم الاستشارة، أخاف أن أترك بلا حيلة،
ليس لدي قدر كافي من الحماس لكنني تعبت جدا من الاحتيار في مشاكلي، دائما ما أقول لنفسي أني لا أصدق أنني لدي أي شاهد أو دليل على كلامي، وأحس أنني أحاول لفت الانتباه لي عبثا، لأنني ليس لدي أصدقاء كثيرون وكل عائلتي تكرهني وتحاول إعاقتي في الحياة، لن أقول أنني لست ممتنة أو شاكرة لأني موجودة معهم لأنهم السبب في توفير الاحتياجات المادية ولكنهم لا يدرون أنهم أيضا لا يتوقفون عن صرفي إلى دوامة من التفكير والاكتئاب لا يتحملها أحد، أبي كان كثير الحب للعمل ومتشددا ولا يحب الخير لنا من ناحية أن يكون لدي راحة وأصدقاء وأمي أيضا أحس أنها تحسدني وتحاول أن تجعلني ضحية لها ولكني لا أقول لهم كل شيء لأنني لا أريد هما فوق همي، ولأنني واثقة أني أفعل الشيء الصحيح بإخفاء نقطة ضعفي، وأن لا أحد يستطيع فهمي تماما في الحياة إلا نفسي.
أنا في الجامعة الآن، أحس بالإحراج لأنني الآن أفضح نفسي ولا أجد أي حل آخر، وأحس بالفضيحة لكل شيء تسببت به وأكره كل الناس ومن عرفتهم من الأصدقاء والعائلة والأقارب، لأن أملي عدم من كثرة طعنهم لي بالغيبة والانغماس في الكلام الجارح وتصديقهم لأمي وأبي وأصنفهم الآن من النرجسيين لأنني أحيل للأمر بطريقتي إلى الطبيعة فلا أدور في الدوامة التي تقتلني من الهم ولوم نفسي والإحساس بأن الجميع يتربص بي في كل مكان وزمان.
كفاني من كرهي لنفسي عدم اهتمام أهلي بي لدرجة أني لا أقوم بالأشياء الطبيعية إلا تمثيلا وادعاءً لوجود قناعة تقنعني بأني أعيش، أحس أني فقدت القوة والتعبير، مع أني لم يكن عندي أي قدر منه بسبب عائلتي التي ربتني على الكتمان والتحمل وعدم اهتمامي بالمشاعر والأحاسيس ويقيسون كل شيء بالمظاهر، مع كل ما قلته الآن أحس أنني أخرجه من نفسي إخراجا وهو مؤلم جدا قوله وأنا بقناعة أنه لن يفيدني معرفة ما يخفيه الناس أم لا فسوف تكون نهايتي وحياتي مؤلمة بسبب ما أعتبره حياة مزيفة.
قبل أربع سنوات أصبت والله أعلم بحالة اكتئاب حادة لم تتوفر لي الظروف الصحيحة حتى أعطيه أي اهتمام، ولكني أصبح أحاول وأحاول بجد أن أوقف جميع أفكاري التي كانت تشجعني، وقبل ما حدث لي الاكتئاب لم أكن أدري أصلا ما هو وأحسست أنني أحلم وقت استيقاظي، في مراهقتي المبكرة، كان لدي فقط القليل من الأصدقاء، دائما ما كنت الفتاة الخجولة، التي تحب الهدوء ولا تتكلم أبدا وتستحي، ولكني لم أكن كالتي تتبادل الآراء، فقد كان كل ما يقال عني من ناحية أمي وأبي والناس يتماشى معي وأتركه يمر ولا يؤثر في، فأنا لم أكن أعرف حتى كيف أتوقف عن العزلة لأنني كنت أعاني من رهاب اجتماعي، ووضعي في البيت لم يساعد، فكالعادة كنت مهملة من ناحية ما تحبه البنات والأطفال وكلما رأيت ناسا لديهم عائلة تتمتع بالعاطفة العالية والحب كنت أحس بالغيرة والحسد والقهر العظيم ما كنت أتوقعه والله حسيبي أنه لن يفارقني وأنه مصمم لي خصيصا كألم يعيش معي إلى أن أموت وأبعث عليه.
على كل حال، كل ما قلته أثر علي فعلا ولكن طبعا كنت طفلة ولا أزال مقتنعة أني بنفس الحال فقط حالفني الحظ وكنت ممتازة في الدراسة وكثيرا ما يمدحني الجميع على تفوقي واجتهادي وطبعت على أن الهادئين دائما ما يحبهم الناس ولكم الحقيقة، فإنهم يتعبون ويفقدون الأمل لأن الناس لا يعطونهم أي حق في شيء أصلا فلم يروهم أهلا للكلام، فقط تعال وافعل ما تشاء، وأصابني الكلام عن طفولتي بالدوار ولكنني أحاول أن أحصل حقيقة على استشارة وتشخيص طال انتظاري وتعبي عليه من دون جدوى.
سنا سوف أتابع، أعلم أن فترة المراهقة فترة تغيرات وتعلم وهرمونات، ولكنني كشخص لم ير نفسه في موقف الشجاعة والجرأة والحياة السعيدة والصداقات والناس قط، لم أجد ما يساعدني، فلجئت لكتب تطوير النفس وحاولت بكل ما استطعت أن أقرأ وأطبق، إلا أن عائلتي كانت دائما تحثني على التنظيف والخروج معهم، وفعل كل أنواع الأشياء التي إن فعلتها لم يتوقف الإحساس بالقهر لأنني أريد عائلة تحبني وتهتم لما أريد، ولا تعنفني أو تجعلني أتمنى حياة طبيعية، فكل الكلام الإيجابي أصبح عادة صعبة، ولكني ظللت عليها وكنت أصلي وأدعو الله وأحسست أن الوقت قد يتوقف ويأتي يوم القيامة فجأة ولم يكن هناك وقت للتوبة، وكنت أزيد من ألمي بكل الطرق لأنني لم أتوقف من الخوف ورؤية نفسي كالناجين من الفتنة، الأفضل من الغير، وأن عزل عائلتي لي عن العالم هو خير الدنيا والآخرة، لكني توقفت عن كل ما كنت أفعله من رياضات وعزل نفسي وعصبية وأفكار منهكة ومتعبة للعقل واعتقادات لا آخر لها.
عندما بلغت السادسة عشرة من العمر، كانت أول رحلة لي إلى تركيا، حيث تهت قليلا في التفكير وكانت العطلة الصيفية عبارة عن وقت خرجت فيه شيئا فشيئا من جلد الماضي ولم أكن أعرف إلى أين ولم أعد أعرف معنى الحياة، انفتح أفق تفكيري، ربما لم يكن لها معنى محدد أو لم يكن هناك داع لكل ما فعلته في السابق، أستطيع أن أعيش وأكون كمن أريد، ولكن لم يكن كل ما قلت حقيقيا بالكفاية، فقد كنت أحس بأنني أصبحت مقصرة في الدين، أتكلم وأغتاب وأفعل أي شيء أريد بدافع عدم السماح لأن يكون التوتر والخوف دستور حياتي مرة أخرى.
كان عقلي كأنه ارتخى وأخرج كل ما فيه، وامتلأ بالكثير من الأفكار التي كلما تكلمت عنها اتهموني بالسلبية، والتي أصبحت عنوان حياتي في تلك السنة، ولا أدري ما أقول، فدرجاتي في الدراسة سائت، مظهري لم يعد يهم، لم أعد أقول لنفس أنهم سوف يعلمون أنك من عائلة متشددة، فقط كنت أقول فليعلموا، نعم أريد أن أقنع نفسي أني مقرفة وأن لا أحب يحبني، أصلا لا أريد أن يحبني أحد ولا أحتاج أحدا حتى أحس بالسعادة وكان مساري في تلك الناحية وأتمنى أن الصورة وضحت قليلا عن لم كنت أحس بالشك في نفسي، لم أعرف من أنا وما سعة قدراتي، كان مخيفا جدا أول يوم حصلت فيه كل الأشياء التي قلتها لأنها أول مرة أحس بالاكتئاب والفرح في نفس الوقت، وكنت أكره نفسي بشدة لبعض الأشياء ولكني أجد الراحة فيه، والتعب والأفكار المنهكة ومحاولة السلوك في سلوك الإيجابية كان بالنسبة لي كفكرة سيئة حتى أني كتبت لنفسي عهدا بأنه لا إيجابية أو تطويرًا لنفسي بعد اليوم.
قلت كل ما قلت لأختي وأنه قرار أكثر من صواب، لكن بطريقة لا يفهمها إلا العظماء، ملء كل شيء وكل تفكيري لدرجة أني عندما أرى صوري في تلك الأيام أرى أني كنت لا أهتم بمظهري ولا أدري أبدا لم كنت أقول أني سعيدة مع أن كل ما كان يحصل لم يؤشر إلى تغيير أصلا في حياتي، فمن كان يكرهني ويتنمر علي بالعكس، أصبح يزيد عدوانيته وعائلتي ظلت كما هي، فقط كنت مقتنعة بشيء لا أدري ما هو، ثم بعد كل ما حصل لمدة لست متأكدة منها، كانت أطول سنة ونصف في حياتي ولا أظن أنني سأنسى كم عانيت لأظل في تلك الصورة "الشجاعة" لنفسي وأن أقاتل الآخرين بها، فمنها أصبحت عندي قناعات وآراء قوية لم يتوقعها مني أحد حتى لدرجة أن بعض التنمريين ظنوا أني بالفعل قوية ولا أعطيهم بالا، وبعد السنة تلك قررت أن أتوقف عن كل ما "أصبت نفسي به من الاكتئاب"، توقفت وفكرت، لم لا أغير حياتي، ووجدت نفسي في مشاعر أكره كل السلبيه فيه، أقرأ كتبا عن الإيجابية،كنت أستيقظ وأقول لنفسي كلاما إيجابيا، أطبق كل شيء أقرأه، أكلم الناس بنية أن يصبح لدي أصدقاء، أحاول جاهدة أن أصبح عادية، أحاول أن ألبس ملابس كالآخرين لأظهر منهم، كنت فعلا أريد كل شيء عندهم وقلت لنفسي لم لا أفعل ذلك ما الصعب، عقلي كان يؤلمني من كثرة التفكير، وكنت مشتتة من كثرة الأفكار، كنت أخاف منها لأنها تجرفني وأقول لنفسي سوف أصبح من أريد أن أكون بالفعل!
كانت أول مرة وصلت فيها لتلك الدرجة من الوعي الذاتي ولا أدري كيف ولكنها خطط تحمست لفعلها من كثرة القهر، لا أدري هل كان الآخرون يجدونني مزيفة، ولكنني كنت خائفة من الفشل والتوقف والأفكار، كانت كبيرة جدا لعمري، وتحسن مزاجي بعد شهور تقريبا ولكن تفكيري وتوتري عاد يخيفني من الماضي، أنا الآن محتارة، كيف فعلت كل هذا بدون مساعدة، كم كنت أكلم أختي ليل نهار لأنني لم يكن لدي أصدقاء عن "الإيجابية عموما" وكنت كثيرة النصح والتوبيخ لها عندما تعطي والدي أي اهتمام عندما يحاولون صرف انتباهنا عنه، ظللت على هذه الحال لسنة تقريبا، كانت "محاولة جريئة ومخيفة جدا بالنسبه لي"، أردت أن تتوقف هذه الأحداث، أحسست أنها مجهدة ومتعبة، أحسست وكأنها عذاب، لم أعد أعرف ما المتعة التي كنت أجدها في التطوير والأحلام، أصبحت ككوابيس اليقظة، حتى لدرجة أنني كنت أخاف أن أصادق من الناس أشخاصا أظنهم يحبونني فأجد أني أعذب نفسي بنفسي من كثرة الكذب الذي أصدقه، كنت متعبة وكان أبواي يظنان أني أفعل الرياضة من أجل أنهم قالوا لي أنها مهمة، ولكني فقط كنت داخليا أفكر في الاستقرار في نفسي، السفر، القراءة، الإيجابية، وأنه لا أحد يستطيع إيقافي عنها.
الآن أحس بأنني لا أريد كل هذه الأفكار، بعد عام وعطلة صيفية مجهدة عند أقاربي، قررت أن أفقد الأمل في المحاولة، شيء ما في داخلي كان يقول لي أن هذه محاولة ولكن سوف أكتئب لأرتاح ثم في العام التالي سوف أرفع معنوياتي أفضل، أنا فقط أحتاج للسنة أن تمر بسرعة، وما حدث أني لم أوفق بسبب كورونا، خططي كلها هدمت، وأنا عالقة محتارة.
يحزنني أنني سمحت لهذة السنة 2020 بأن توقف تلك الإيجابية التي دامت من السنة التي قبلها، وكل الأحداث متسلسلة حسب استطاعتي، وحسبي الله،
أدعو أن يرشدني ثم أتمنى مساعدتكم وشكرا
3/2/2021
رد المستشار
الابنة الفاضلة "Nora Mohammad" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واختيارك خدمة استشارات مجانين بالموقع.
من الواضح أنك كررت إرسال الاستشارة كما أرسلتها أول مرة وأجابك أ.د سداد جواد التميمي وبالتالي فإن ما هو واضح في الاستشارة هو الاكتئاب الرديد وليست هناك إشارة لأعراض هوسية..... هناك برود في العلاقات العائلية ولديك أزمة مزمنة مع الجميع وتبدو راجعة لتفكيرك الزوراني (أي الذي يشكك دائما في نوايا الآخرين تجاهك) أكثر من أن تكون راجعة لأسباب واقعية.
لا شك إذن أنك بحاجة إلى مراجعة مستمرة مع طبيب نفساني وعليك الالتزام بما يصفه لك من عقاقير.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.