القاهرة
أنا بحب واحد من سنِّي، وهو كمان بيحبِّني من أيام المدرسة، وإحنا دلوقتي عندنا 20 سنة... ارتبطنا واتكلمنا مع بعض لمدة أربع سنين، وهو بيخاف عليَّا جدًّا، ومش بيرضي إني أروح في أي مكان لوحدي أو أي مكان مع أهلي بس بعيد يعني.
وإحنا خلال الأربع سنين دول سِبنا بعض في الفترة اللي قبل دخولي الكلية، وأنا ساعتها دخلت كلية برَّا محافظتي وبدأت دراستي، وبعدين بعدها بكام شهر رجعنا لبعض، وهو كان متضايق جدًّا من إني بسافر وبرجع لوحدي أو مع صحابي، وكان بيتعب جدًّا لدرجة إنه كان بيسافر معايا من بعيد، وأحيانًا لما أنا كنت ببَيِّت في المدينة الجامعية كان هو بِيْبَات في الشارع ومش بيرَوَّح بيته، ومش قادر يتقبل فكرة إني أسافر وآجي لوحدي خالص، وبدأ يتعب جامد، والتعب بان على جسمه، وكمان فكَّر في الانتحار، وأنا حاولت أحل المشكلة وأطمِّنه أو أهوِّن عليه، بس منفعش، وهو مش قابل أي حل غير يا إمَّا مسافرش يا إمَّا يسافر معايا، والاتنين مش نافع إنهم يحصلو دلوقتي.
واقترحت إنه يروح لدكتور نفسي، بس الموضوع منفعش... وكمان أنا عشان خُفت عليه أوي قرَّرت أبعد عنه عشان ينساني ويكون كويس ويركز في حياته ودراسته، بس لمَّا عملت كده زعل مني جدًّا وقال إنه كده هيتعب أضعاف تعبه، وإن أنا بأذيه.
أنا دلوقتي مش عارفة أعمل إيه، وبحبه جدًّا وعايزاه يكون كويس...
كمان هو بيحبني أوي، وأنا عنده بالحياة، ومجرد إن الكلية بعيدة أو بتاخدني منه شوية بيتعب أوي.
5/2/2021
رد المستشار
صديقتي، هذا الشاب ليس سويًّا نفسيًّا... معنى أسلوبه لا يَمُتُّ للحب بصلة، وإنَّما معناه الاستحواذ والسيطرة... من يحب يريد الخير لأحبابه... أين الخير في إبقائك رهينة غير قادرة على الحركة والدراسة والتعامل مع مستقبلك وزملائك؟
عندما ارتبطتما ببعضكما البعض كان سِنُّكُما حوالي السادسة عشر... لستُمَا بالنضج العاطفي والنفسي الكافي لإقامة علاقة حب حقيقي... إذا ما قدَّرنا أن الإنسان ينام ثلث اليوم، فعُمْرُكُما الواعي عند الارتباط كان حوالى عشرة سنوات، وهو مازال يتصرف بطريقة طفل في العاشرة من عمره يؤذي نفسه إن لم يقدر على التحكم... أهذا هو الأسلوب الذي تريدين أن تُعاشِرِيه وأن تتزوجيه؟
الخوف عليك نوع من الاهتمام، ولكن الخوف المبالغ فيه هكذا هو تحكُّم ورغبة في الامتلاك... سفرك مع أهلك مرفوض منه... سفرك للدراسة مرفوض منه... مَبِيتُك في المدينة الجامعية مرفوض منه... لا شكَّ أن هذا الهَوَس يُرضِي غرورك لأنك محور حياته، ولكن هذا ليس بحب وليس بالشيء البَنَّاء أو الصحي أو السوي... إذا كان لا يركز في حياته ودراسته، فماذا لديه لكي يصنع معكِ حياة جيدة؟ فقط الالتصاق بك؟ كيف يكون هذا شيئًا مفيدًا لكما؟!
أنصحك بأن تكوني صارِمَة معه، ولا تعبَئِي بالنتائج لمصلحتك ومصلحته... يجب أن تُصِرِّي على أن تنتبها لمستقبلكما، وأن تَبْنِيان في أنفسكما القوة والقدرة على التعامل مع ظروف الحياة من عمل ودراسة وسفر وحركة... إذا سمحت له بهذه المخاوف فسوف يحميك من أن تعيشي، وسوف تُدمَّرين إذا ما تعوَّدتِ على الاعتماد عليه والانصياع لمخاوفه ثم سافر أو مَرِضَ أو غيَّر رأيه أو مات أو اختفى... الحب الحقيقي يزيد من قُوَّتِنا وقدرتنا... الحب الحقيقي عكس الخوف.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب.