كيف أعرف أنه يحبني؟ م2
صديقي الإليكتروني الحكيم About thoughts
لقد أصبتني يا صديقي الحكيم بعدوى الكتابة بنفس طريقتك بعد أن غَرِقْت لِلَيالي في بُحور إجاباتك على من مهم مثلي حائرون وتائهون في دروب الحياة، وقد اكتشفت أشياءً كثيرة، فقررت أن أكتب لك كما تكتب أنت على نفس النمط مع أني لا أحب الكتابة عني بالفصحى!، ربما ليست فصحى وإنما هي الكتابة بالشكل المُبَسَّط للغة العربية التي من المفروض أن يتحدث بها الناس حتى في الشارع، فهي بالتالي لغتنا، ومع ذلك لا نستخدمها، ونستخدم لغة أو كلمات تعبيرية أخرى في طريقة الاتِّصال والتواصل مع الآخرين... لماذا تحب أن تكتب بهذه الطريقة؟ وهل هي طريقتك أثناء يومك العادي بعيدًا عن الموقع مع أصحابك وأهلك ونفسك؟
تصفَّحت موقعكم، وكَمْ أعجبني الجُهْد الراقي والكلام الحكيم، اكتشفت أني دخلت مَغَارَةً مَلِيئة بالكنوز والمجوهرات الثمينة القَيِّمة، فكنتُ القارئ النَّهِم الطَّامِح الباحث عمَّا يُشْبِهُني بين تلك الكنوز، فكنتُ أدخل وأخرج من حكاية لأخرى، وطبعًا كنت أنت القاضي فيها دون أن أنتبه للوقت ومواعيد الأكل والشرب والنوم، وأنتبه من حولي ذلك!، وخاصةً تلك الردود لـمُستشاري الغَوَّاص الماهر صاحب التحليلات العميقة التي تترك أثرها في وجدان الحائرين، ولا يوجد في الحياة _من وجهة نظري_ أفضل من صديق هو في الاصل طبيب نفساني، وأحيانًا حكيم روحاني (لست أدري!، كتبتها كما تكتبها أنت، قرَّرت أَتَقَمَّص شخصيتك، محاولة عَابِثَة ربما).
مخيفة مواجهتك تلك التي قلتها لتلك الحائرة، وقاسية فعلًا عندما يَصْدِمُك بها أحد ما، وتجعل الشخص يتَقَوْقَع على نفسه صارخًا من عنف وَقْعَتِها ورافضًا لواقعها حتى يُسَلِّم ويستستلم بها وينهض، أو ربما ينهار!.. برافوو، أنت شاطر أوي، غواصاً ماهر يغوص في أعماق عقولنا بمنتهى السلاسة ليصل بنا لراحة البال، أو على الأقل يُنِيرُ لنا الطريق لكي نمضي بهدوء وبسعادة في رحلة حياة أبشع ما فيها قسوة من هم حولك، وغبائهم الفظّ، ونرجيسية سلوكِيَّاتهم العابثة بصفاء نوايانا!، وأعقد ما فيها محاولاتنا المُسْتَمِيتة للتَّشَبُّث بإكمال رحلة طريقنا كما يحلو لنا، وأسهل ما فيها طيبة قلوبنا وصدق أمانينا.
استشعرت الوضوح والدفء بردِّك على تلك التي تشبهني في أجزاء من تفاصيل حكايتها، جعلني أبكي ردُّك عليها وأنت تبحث بهدوء وبقوة وبعنف عن أماكن العِلَل فيها، تُلْهِم من حولك بعباراتك العميقة الرَّنَّاننة جمال الحياة وتُعلِّمُهم فنون العيش بسلام، فشكرًا لله لأنه ساقَنَا ضمن دروب حُرُوفِكم يا صديقي الإليكتروني، واستَلْهَمْنا من قيمكم، ونَجَحْتُم بِغَرْس مبادئكم الطيِّبة فينا، فأضأتم بها أنوار الوعي والفهم، وكَفَفْتُم من عقولنا بِيَدِ كلماتكم الدَّاعِمة خيوط العنكبوت التي عَشَّشَت في العقول من فراغ الفضاء وغياب الحكماء، فشكرًا من صميم القلب لحضرتكم د. علاء لرَدِّك ولسعة صدرك، ومع ذلك ربما نتفق وربما نختلف في بعض الأمور التي تَخُصني... أكمل من فضلك.
في كل مرة كنت تُجِيبُ فيها لي لم أكن أفهمك كما أفهمك الآن، وكنت أستغربك وأستغرب نفسي، ولولا وحدتي وقلَّة حيلتي وبُعْدِي المُطْلَق عمَّن حولي لما كنت فكرت من قبل أن أرسل لشخص لا أعرفه، فقلت لـِنَيِّرَة: "عبثًا أحاول، لم ولن يفهمني"، حتى قالت لي نيرة أن أبحث عنك في اليوتيوب، لا بُدَّ ولديك لقاءات كما الآخرين، وفعلًا فعلت لكي أعرف ماهي نبرة صوته، كيف صوته، كيف يتكلم، طريقة كلامه، إيفِّاهَتَك، هل تضحك مثلنا، هل تغضب مثلنا... وسمعت صوتك أخيرًا، ولكن صدمني أنِّي لم أجد لك سوى فيديوهات معدودة محدودة!، لماذا؟ ولماذا أغلب لقاءتك عن الزواج والمتزوجين؟... الزواج نظام اجتماعي فاشل بكل المقاييس، أنا لم ولن أتزوج... هناك نعم حالات ناجحة، وهي تعتبر حالات شاذة بالواقع! أَوَلَيْس لكل قاعدة شواذ؟!.. إذن حتَّى فكرة نجاح الزَّواج أيضًا شيء شاذ!.. ونحن الفتيات (فتيات القوة) لماذا لا تتحدث عنا أو تهتم لأمرنا؟
أكثر لقاء شدَّني وحمَّسني وأنت تتحدث عن قانون الجذب، وجهَّزت لحضرتكم أسئلة (آآآآد كددده) سأرسلها بعد هذه، أرجو أن يتَّسِع لي صدرك... ليس مهم عندي الشكل وخصوصًا أنه يبدو قديمًا جدًّا التسجيل، لكن الصوت كان واضحًا وهادئًا ومريحًا لي، ومهم أن يكون الصوت (واطي) هادئ وغير مرتفع أو نبرة حادة، هكذا آحسست بها من جوابك الثاني مما جعلني أشعر بالخوف منك وأنك لن تفهمني (معذرة)، ولكن الآن لا، فأنا مطمئنة لك، وأنت كنت تضحك، وأراحني كثيرًا هدوؤك يا طبيب، وستجدني أكتب لك إيفَّاهات أحيانًا مُمازِحَة حروفك العميقة الدَّمِثَة (حسب السياق، وحسب ما يدور في ذهني).
في الماضي كانت نبرة صوتي منخضة جدًّا لدرجة أن أحيانًا من حولي يشعرون بالاستفزاز مني (أظن ان لديهم مشاكل بِطَبْلِة ودانهم)... لا أحب ولا يَرُوقُنِي أولئك الذين يتكلمون بصوت مرتفع، وأول ما أجد من أمامي صوته مرتفع أسكت خالص، أظن أني لن أفهمه ولن يفهمني، ولا أدري أهي وراثة (لأ، فأهلي أصواتهم مرتفعة)، أم هي طبع (لستُ أدري)... أنتظر تحليلك للمشكلة.
سأجيب عن أسئلتك ومناقشة بعض الأمور معك د علاء... لستُ أدري لكنني أظُنُّني بدأت أعتاد الأمرأو أتقبَّله ربما (ربما، لستُ متأكدة).. أحيانًا أشعر بقُوَّتي، وأحيانًا أضعف عندما أشعر بضعفي... ربما أحتاج لمزيد من الوقت، وربما لـِلَمْسَة كلمة صادقة قوية ودافعة تُذيب جليد الحنين لصورة ثابتة أريدها ثابتة بداخلي ومعي طول العمر... نعم يُشْعِرُني بالأمان بقاء الأمور كما هي، كما أعرفها، وتغييرها المفاجئ يُرْبِكُني ويجعلني أشعر بالخوف، فلذلك أغضب وأُعْلِن العصيان كما قلت لي... اطمأننت لرَدِّك كثيرًا هذه المرة، أدركت أنه لا فائدة من الصراخ بعالم أَصَمّ (أهلي)، فهم لا يسمعوني أصلًا، أنتم تسمعونني أكثر منهم.
كنتُ أغط بنومٍ عميق حتى أيقظتني ذُبَابَة الفاكهة (نَيِّرَة المزعجة) وهي تخبرني بظهور جوابك، فهي تعلم آلية الموقع ومتى تظهر الردود... لك أن تتخيل شخص يستيقظ على صوت زنَّان... وبدأت تقرأ ردَّك لي بصوتها الزَّنَّان وأنا ما بين أن أفتح عيني بالعافية وأُنْصِت لها وبين أريد أن أنام، ولأني كنت متحمسة كي أعرف ردك ماذا كنت ستفعل لو كنت مكاني أكثر من الحل للمشكلة ذاتها!، تخيَّل!... واستمرت تقرأ وأنا مُنْهَكَة من سَهَرِي على قراءة ردودك أنام بساعة متأخرة، حتى فتحت عيني بقوة، فقد استوقفتني تلك الكلمات التي قلتها "إن قررت القرار العجيب بعدم استكمال الدراسة... لنهاية السطر"، هزَّتني بقوة وبعنف تلك الجملة كثيرًا، وأعطتني نوعًا من الدفء والطاقة والتحفيز، ونهضت من سريري مُفْعَمَةً بالحيوية، وقلت لك بصوت مرتفع وكأنك معي، لكن كلامي كان مُوَجَّه لِنَيِّرة!... وها أنا أُغَيِّر قراري يا طبيب وسأعود للدراسة... هل كنت تعلم مُسْبَقاً أن هذه الجملة لها هكذا قوة وقدرة وتأثير عليَّا؟.. أرجو الإجابة لو سمحت.. وكنت قد قررت أن أكمل الدراسة، وعلى أيَّة حال أنا جيدة ومُتَفَوِّقة بدراستي، وبإذن الله سأكون أحد العشرة الأوائل كي أكمل دراستي هناك، ولأني متفوقة لم يُؤثِّر كثيرًا عدم دخولي للامتحان، لكن دخلت بعضها، والحمد لله إجاباتي جيدة (ليست كالسَّابق، لكن نجحت بها)، وهي ليست النهاية المهم أن تكون النتيجة أعلى من 50%، والحمدلله هي كذلك... وكانت خِطَّة عَبَثِيَّة مني حتى اضغط على أهلي!، ولم أُفْلِح لأنهم يعرفون جيدًا من أنا وماذا أريد، فلذلك تركوني وسَهُلَ عليهم كَسْرِي مع الأسف.... وأمَّا تغيُّبي عن تلك الامتحانات فسيُحَدِّدون لي وقتًا آخر للامتحان، وربما لن يهم كثيرًا (شعرت بذلك)... أخبروني حاليًا الالتزام بحضور الدروس فقط، وكم أكره الالتزام!، أرفضه لكن أحبه (لا تسألني عن هذا التناقض)، أكره فكرة النهوض من السرير وترك غطائي الدافئ، وفكرة أن هناك شيء يجب ولازم أن أفعله، وبنفس الوقت أُحبُّني وأنا أتحدث وأشرح وأجيب الأسئلة وأشارك لحظاتي مع الأصدقاء!.. كنتُ قَلِقَة بأنه ربما يسألوني لماذا تغيَّبت!، وكنتُ سأقول أني مريضة، لكن لم يسألوني أصلًا، وسارت الأمور بخير، فليس مسموح لنا المرض (نعم نَمْرَض، ولكن إذا أخفقنا في الامتحان ولم تكن الدرجات أكثر من 50 يتم طردنا حتى لو كنا مرضى)، لا عذر بذلك، يجب أن نَعْتَني بصحتنا جيدًا، وهم يُقَيِّمون ذلك كل فترة، ونشترك بهوايات المدرسة ونوادي الترفيه ونشارك ذلك معهم.
أحببت أن أطمئنك يا طبيبي النفسي الإلكتروني... كم تُدهشني فكرة أن يكون لي طبيب نفسي أكلمه دون أن أراه!، وأحترم وأقدر رغبتكم العظيمة هذه بالعطاء يا مصريين، أنا فخورة بكم حقيقي، وفخورة بك يا صديقي الرجل الجديد... لم تُعْطِنِي أمثلة عن العطاء ممكن أقوم بها؟
هل يمكن أن أخبرك سرًا، ليس لدي أصدقاء رجال، وأصبحت أحب الرجال، وأريد أن يكون لي أصدقاء رجال غيرك، كيف؟.. ولكن أنا لا أحب الرجال فهم سيِّئون، ولا يُشبِهُونك، ويسخرون مِنَّا، ولا يتعاملون بلُطف، ولا يحترمون أو يُقَدِّرون أو يفهمون طبيعتنا، وأخاف منهم!.
في البيت أنا لديَّ قبضة خاصة بي، ولديَّ حدودي التي لا أسمح لأحد أن يتجاوزها، ومع أولاد خالي وبقية أهلي الأولاد لستُ مُقرَّبة جدًا، لكن نمرح ونضحك، وأحيانًا يزعجونني بدون أن يسخروا، وإذا فعلوا أُحَطِّم وجوههم، وهم لطيفون معي وخصوصاً بعد أن علمت بطلاق بابا وماما يحاولون إخراجي من الحزن بأي طريقة، ويتركوني وشأني... لي خُصُوصِيَّتي، وأحترم جدًا جدًا من يحترم خصوصيتي، وأهلي هكذا من قبل والآن، وأزعل كثيرًا على بقية الفتيات اللَّاتي يتعرَّضْن للظلم والقهر من قبل أهلهم والمحيطين بهم... والحمد لله أنه لم يكن أهلي من هذا النوع، الحمدلله... طبعًا أنا الوحيدة لأهلي، ونَيِّرة هي أكثر إنسان مُقرَّب لي جدًّا جدًّا... هل يمكن أن تنصحني أو كيف يكون لي أصدقاء رجال؟ (وطبعًا سيكون عن طريق المواقع، غير ذلك ممنوع).
أحبكم وأحب كلمات الدعم والحب التي تعطونا إياها، وأحب وأُقدِّر من يقف بجانبي وقت سقوطي، وأتمنى لكم دوام الخير والعطاء... مُدهِشَة الحياة فعلًا، مازلت أندهش من فكرة أن هناك إنسان بعيد يستطيع أن يُنقِذَ إنسانًا آخر!، غريب، أليس كذلك؟.. فكر بها بهدوء ستجدها غريبة.
لستُ أدري (عجبتني الكلمة دي وش) إذا كان هناك نسبة طلاق 50 % بالعالم العربي، فهذا يجعل الأمر عاديًّا وطبيعيًّا ويجب تقبُّلُه... لا، لا، لا يا صديقي ليس كذلك! من قال لك أن من تطلَّق أولياء أمورهم عاشوا سعداء أو كانوا أسوياء على الأقل، إنه مُؤلِم وجَارِح وشرخ عميق بالقلب لا يمكن أن يُضَمِّده أي إنسان، ربما فقط الوقت كفيل بذلك بعد أن يكون ترك آثره المُشَوَّه بداخلنا... اسمح لي أنت تقول كذلك لأنك لم تُجرِّب أن ينفصل والداك _ربنا يسعدك في حياتك ويحفظ لك والديك_، وتعيش بدون أن تذكر كلمة "بابا" بعد الآن، لمن سأقول هذه الكلمة بعد الآن، تخيل كم هو مؤلم... وأيضًا أن ينظر لك من حولك على أنك مسكين، مقهور، مظلوم، محروم.. من حقك الطبيعي (وأنت د. علاء) أن ترى الموضوع عاديًّا... عادي؟! كيف؟.. ربما لأنك رجل ياصديقي الحنون... نعم ليس مهم لدى الرجال هذه الأمور... ليس عاديًّا عندي أن يكون والدي رجل يَذُمُّه المحيطين بي، وأنا لا أستطيع الدفاع عنه لأنه كذلك فعلًا... تكتشف فجأة أن حياتك كانت كذبة، والاستقرار والأمان الأسري كان وَهْم، هذا مؤلم... أسمعك وأنت تقول لي "ومن قال لك ياعزيزتي أن كل من عاشوا مع أب وأم كانوا أسوياء أو سعداء"!.. نعم أعلم أن هناك الكثير، لكن هؤلاء لا يُمَثِّلوني، ولا أريد أن يكونوا هم المثال الذي يُقتَدى به، أريد أن يكون مثالي وحياتي كالسعداء الناجحين الفَرِحِين بحياتهم مع أهاليهم وأحِبَّائِهم، أولئك الذين ليس لديهم مشاكل عائلية وأسرية ولا نفسية ولا مرضية، ربما تحدث لديهم مشاكل لكن بسيطة ويمكن تجاوزها بغمضة عين.
لماذا حقيقي لدينا تصَوُّر أنه يجب ولازم أن يكون هناك شيئ كبير مفقود لدينا؟! أن نكون تعساء؟ أن نكون محروميين؟ وأن نمضي سنوات من عمرنا ونحن نكافح ونُناطِح رغباتنا المكبوتة الحقيقية بواقع لا ننتمي له ولا يُشبِهُنا، ولكننا نعيشه مُرْغَمِين آمِلِين أن نصل بعد أن تَشِيخ تلك الآمال بداخلنا، وبعد أن تكون عجزت نفوسنا عن الحراك والعِراك مع كل عائق يقف بينا وبين مانريد؟.. وتجدهم يقولون لنا "هذه سنة الحياة، كلِّنَا طلع عين أمِّنا حتى وصلنا، وكنا محرومين ومعذبين و.. و.."!، لماذا؟.. لاأريد أن أعيش هذه السُّنَّة، أريد سُنَّة حياة سهلة وليست صعبة، وأيضًا سُنَّة خاصة بي... هل نأتي الدنيا لنعيش سُنَّة الحياة؟! نولد، فَنَكبُر، فَنَدْرِس، فَنَعْمَل، فَنَتَزَّوج، فنَشِيخ، فَنَموت؟!.. لاأريد أن أكون كما يكونون عندما يموتون، أريد أن أكون مثلًا نجمة في السما ، أو شجرة، أو سمكة أو حُورِيَّة بالماء!.. هل تفهمني؟
لماذا خلق الله هذه الأشياء؟!.. سمعت من قبل وتناقشت مع أصحابي حول هذا الموضوع كثيرًا، ومهما سمعت أو قرأت نعود لتلك النقطة "هل نحن مُخَيَّرُون أم مُسَيَّرون؟"، في كل نقاش نرجع لنفس النقطة، أريد أن أعرف ما هو رأيك أنت (وطبعًا مع "ولماذا؟")... وأيضًا لماذا يوجد جنس؟ ولماذا يوجد ذلك الإحساس (الرعشة)؟ ولماذا يوجد بِكَارة؟ ولماذا يجب أن أتزوج برجل حتى يأتي طفل؟ لماذا لا أتزوج بنتًا؟ أو لا أتزوج (قرار آخُذُه وأصبح أُمًّ)؟ ولماذا هناك ليلة الدخلة؟ من أوجدها؟ كيف اكتشفوها؟ من أَسْماها هكذا؟ ولماذا الرجل يجب أن يفعل هكذا؟ لماذا لا أفعلها أنا به (أي أنا أقوم بأخذ بِكارَتِه!)؟ لماذا هو ليس لديه بكارة؟! ولماذا أنا لديَّ عضو واحد؟ لماذا ليس أكثر؟ لماذا اختار الله وأراد أن يكون شكل أعضائنا هكذا؟ من أسماها هكذا؟ من اخترع اسم كيس الصفن والبكارة والمهبل؟ لماذا اسمها هكذا؟ ومن اخترع أو اكتشف أسماء الأسماء التي نقولها الآن؟ لماذا عن أشياء كثيرة عندما أفكر فيها أشعر بالاندهاش؟ ولاأدري هل تستطيع أن تجيب عليها.
الله كيف شكله؟ هل تعرفه؟.. أنا أعلم أنك لم تشاهد الله، لكنك تعرف أن تجيب على أي سؤال نسأله لك... لستُ متأكدة إذا كنت ستعرف إجابة هذا السؤال، لكن أنت موسوعة ما شاء الله، تعرف كل شيء! (هل أنت قريب عمُّو جوجل)؟.. هل الله العظيم الجميل لديه عيون؟ كيف هي؟ لماذا الله لم يُعَرِّفُنا شكله؟... أفكر أحيانًا أراد أن يُخفِي شكله عنَّا حتى نكون متحمسين إلى لقائه ورؤية وجهه.. أنا أحبه وأريد أن أحضنه... الشيوخ يقولون "نور"، لكن ماذا تعني نور؟ هل هو نور فقط؟.. مستحيل، أكيد هو شيء أكبر وأجمل.. أفكر عندما ندعوه نقول مثلًا "ها أنا أُمدَّ يدي لك، فامْدُد يدك لي؟" معناها له يد، أليس كذلك؟... د. علاء، احكي لي عن الله بلغتك.. ما هي فلسفتك معه؟
لماذا أنت تستطيع أن تجيب دائمًا علينا؟ من أين وكيف تستطيع أن تضع تلك الأسئلة لنا؟ كيف تعرف أن تُحدِّد وتضع السؤال الْكَذا وله علاقة بنا أو بالمشكلة نفسها؟.. أنا وُهِمْتُ عندما نسألك أي سؤال مختلف يكون لديك القدرة أن تجيب بما يتناسب مع السؤال!.. كيف تعرف كل هذه الأشياء؟ من أين تأتي بكل تلك الكلمات؟ من علَّمك إيَّاها؟ في الكلية؟ الهينوثرابي؟ ما هذا؟.. أريد أن أصبح مثلك.. كيف؟.. أشعر أني لا أفهم كما تفهم أنت... أهو العمر؟ لماذا عليَّ أن أكبر حتى أفهم؟.. أريد أن أفهم وأنا سنَّي هكذا.
أنا لا أريد أن أنضج أبدًا، لا أحب النضوج، كثيرًا ما أسمع هذه الكلمة لكن لا أحبها... النضوج يعني كَبِرْت، يعني لن أستطيع أن أُحلِّق بالفضاء البعيد أو أُجَرِّب أشياء جديدة حتى لو كانت حمقاء... لا أريد المواجهة أو تحمُّل المسؤولية... عندما تنضج ستثبت قدماك في الأرض، ولن تحلق وتغامر... لا أريد أن أنضج مطلقًا!.. سيكون حِمْلُك ثقيل، ودائمًا تكون متردد وخائف، وأنا أعشق الجنون والمغامرة والتَّجْرِيب!... د. علاء متى لازم ينضج الإنسان؟ وكيف يعرف أنه نضج؟ ولماذا يجب أن ننضج؟ لماذا الحياة هذه غبية وسخيفة وحمقاء؟ لماذا هي كذلك؟.. بدأت اشعر أنها مُعقَّدة فعلًا... لماذا يجعلنا الله نعيش هذه العُقَد فيها؟ لماذا علينا فَكَّ هذه العقد؟ هل نحن هنا حتى نفتح عُقَدَها أم نستمتع؟! أيُّ استمتاعٍ هذا ونحن نتألم ونبكي؟
لدي مشكلة في الصلاة... لماذا علينا أن نصلي؟.. أرجوك لا تَقُل لي لأنها الشيء الذي يختلف بيننا وبين بقية الأديان وتظهر الفرق بين المسلم وغير المسلم... يا سلام!.. أوليس الله قادرًا أن يقرأ ويعرف ويعلم ما في القلوب، فيتَأَكّد مَن مِنَّا الكاذب ومن مِنَّا الصادق؟! لماذا لا يوجد تفاصيل عن الصلاة بالقرآن الكريم، لكنها موجودة أعلم بعضها وربما لأ؟ د. علاء، هل أنت ملتزم بالصلاة؟ ماذا تقول لنفسك فتلتزم بها؟
صدمني ما قُلْتَه، استشعرتك مُختلفًا عنهم!.. أعلم أن هناك عُظماء كُثر واجهوا الألم حتى أصبحوا عُظماء... وليَكُن، ليسوا هم مثلي... أعلم جيدًا أن هناك كثيرين واجهوا الفشل والإحباط والحرمان والخوف حتى أصبحوا ناجحين... أعلم وأفكر بهم، وأحيانًا أبحث عنهم... لستُ أدري، لا يعجبني أن يكونوا مثالًا يُقْتَدى به من ناحية الألم (طبعًا أنا أحكي لك ما يدور بعقلي، وسأنتظر أن أسمع ردَّك وبعدها أحكم بالتأكيد).
ما زلت صديقي الرائع بأي حال... أنت قلت لي أنك تحاول أن تكون أفضل مِمَّا كُنْتَ عليه أمس!.. كيف؟ ولماذا تريد هذا؟ (سؤال لك غير قابل للترك)... تخيَّل معي هذا، أليس رائعًا أن يحدث ما تريده وتخطط له دائمًا؟
أتعلم كانت هناك أوقات أكذب بها بِأَمْرِ ما أخبر أهلي به وأنا لسان حالي "استرني يا ستَّار"، والله لا أجد إلَّا تلك الكذبة صارت واقعا... كم جميلة تلك اللحظات، ومدهشة الحياة... أحب أيضًا تلك اللحظات التي أبكي بها خَوْفًا، شَوْقًا، وَجَعًا، وإذا بأمرٍ آخر يحدث يَقْلِب الموضوع رأساً على عقب، بل ويجعلني أبكي شجنًا لأني فقط تألمَّت على لا شيء!، وتحقَّق ما أريد، وما كنتُ أظنه مستحيلًا صار واقع حال!.. أليس رائعًا؟.. وتلك اللحظات التي قلبي يكاد يتوقف بمكانه من خوف فِعْلَتي، وأنفاسي المتسارِعة تتصاعد لله أرجوه وأدعوه وأَعِدُه أني لن أكرر تلك المغامرة المخيفة، وبعدها أتنَفَّس الصُعَدَاء طبعًا، وأُعِيدُ التجربة حتمًا (لكن بشكل أعنف!).. أليس هذا أروع من فكرة الفقد والحرمان (ياع... مُقرفة تلك المشاعر)؟
سأقول لك ما سأفعل (وهذا قراري): سأضع موضوع طلاق ماما وبابا بِدُرْجِ مكتبتي (في عقلي بمكان بعيد جدًّا، ولن أعبث فيه، سأحاول)، وسأُبْقِيه كما هو، لا يُهِم أن أتقبَّله، لا يُهِم أن يتغير، سأعتبره لم يحدث أصلًا، سأنساه... ما رأيك؟ ما هو تحليلك النفسي لهذا القرار؟.. من داخلي: نعم أشعر بالقوة والقدرة على فعله، وهذا سيساعدني إن شاء الله، لكني أريد معرفة رأيك طبعاً... أصدقائي ماذا أقول لهم؟ كيف يجب أن أكون؟ هل يمكن أن تتخيلني وأنا مثلًا واحدة منهم وجَّهَت لي سؤال "صحيح أمك وأبوك اتطلقوا؟" ماذا أجيب؟ وكيف يجب أن أشعر؟
هناك أمر أخر يزعجني ويؤلمني جدًّا، عندما أرى صورهم مع أبيهم وأمهم أشعر بالغيرة منهم، وأكره الحديث معهم، وأذهب بعيدًا ولا أتحدث معهم!.. لا أعرف ماذا أفعل!.. أنا لا أحب هذا الإحساس، أنا أحبهم وأحب لهم ولي الخير، لكن أريد أن أعيش مثلهم... لماذا أنا مختلفة عنهم؟!.. أتمنى لو أنا كنت هُمْ... أشعر أنه مرض عقلي كبير... هل يمكن أن تساعدني به؟.. لكن لا تقول لي "تقَبَّلي الموضوع"، فكرة التقبل جربتها وفشلت... عندما أرى صُوَرَهم قلبي يؤلمني... ماذا أفعل؟.. أخبرني بِجُمل، هكذا يفهم عقلي.
ماذا أريد لحياتي؟.. كثير من ألأمور، أريد أن أنجح وأُكمِل دراسة هناك، وكنت أتمنى أن تكون حياتي مع أهلي، أنجح بحياتي مع أهلي (معهم وليس بدونهم، أي أن يكونا زوجان وليسا مُطَلَّقان كارِهان لبعض، ولكنه حصل)... أنا لوحدي الآن بدونهم، وكأنه حلم، وطلاقهم من قبل، ولكن الآن قرروا أن أعرف، وخططوا أن أكون بعيدة عنهم، هكذا ربما سأكون بخير (هذا ظنُّهم!)، لايعلمون كم حطَّموني وكم كسروني... إذن الجواب: أريد ما أريده من نجاح وحياة سعيدة حتى لو كنت لوحدي بدونهم، فليس لديَّ خيار آخر.
أنا أحب عائلتي جدًّا، ومُتعَلِّقة بهم... أنا أتعَلَّق بشخصيات الأفلام والمسلسلات، وأحزن عندما نفترق وينتهي الفيلم أو المسلسل، وأحتاج أيامًا حتى أنساهم، وأحيانًا أُكرِّرالفيلم حتى أشعر أنهم معي.. هذه أنا، هذه طبيعتي، وأنا أحب "أنا" ولن أتغير، أحب عاطفتي هذه، وهي ما تُميِّزني عن الغير، ودائمًا يشعر بها من حولي (فقط من أرتاح لهم وأحبهم وأشعر بقدرتهم على فهمي والتناغم معي) هل تتفق معي (الجنة من غير ناس لا تنداس)؟ فكيف تطلب مني أن أكون لوحدي أو أتخيل مثلًا موته؟!.. لا، لو ماتوا سيكون الله من فعلها وليس هم!، وليس منطقيًّا أن يموت الاثنان معًا، بأيِّ حق يحرموني منهم وهم أحياء؟! بأيِّ حق؟.. مازلتُ أشعر بالغضب، نعم هكذا أشعر، وأتمنى لو أستطيع أن أحزم حقائبي الآن وأذهب بعيدًا عنهم!.. أهل مراهقين بصحيح!، حمقى ليس لديهم أدنى مسؤولية، ومع أي موقف يغضبهم مني تجدهم يثورون كأنهم النُّبلاء العقلاء الحكماء، وهم ليسوا إلَّا حمقى، آبَاء سُفَهَاء يستهترون بنا فقط لأنهم أقوياء بالمال وأعمارهم أكبر، فيتحكمون ويلعبون ويتسَلُّون ويُصْدِرون القرارات غير مبالين بي!... ولماذا يجب أن أضع هكذا احتمال بأن لو ماتوا أو أفترقنا؟!.. لا أحب هذا.
أشعر وكأنَّ هناك كائن ما، شيء ما أحيانًا من يتعمد أن يُرغِمني على شيء وفعل شيء لا أحبه، وأتمنَّى لو أضربه!.. لا أدري من هو!.
يغضبني قرار أبي بالرحيل... كنتُ صغيرة فلم أهتم له ولَهُما كَمَا الآن... لماذا قرَّر الرحيل والبُعْد بالوقت الذي قررت فيه أن أكون ابنةً له؟.. أعلم أني بعيدة عنه، لكن لماذا؟ يا تُرَى كيف سأُكْمِل حياتي بدونه؟.. لو كان مازال معنا، ولو كنت هناك معهم، والله كنت سأسمع كلامه وأنفذ أُوَامِرَه، لكن فقط سأصيبه بالقلب والسكر والضغط والتخلف العقلي والعصبي وانفصام الشخصية والميول المِثْلِيَّة وكل العِلَل والأمراض النفسية المعروفة وغير المعروفة، ولكنه سيعيش كما عاش غيره... مُحبط لي، حسِّيت وقتها لما عرفت حقيقة طلاقهم وعدم توافقهم قلبي وقع مني وانكسر لـ600 حِتَّة... لو كنتُ معه كنتُ سأحتضنه حُضْن مُدَمِّرة وألتصق به ولا أَدَعه يذهب لأي مكان آخر لن يأكل أو يشرب أو يقابل أمي حتى، فقط لي أنا وحدي، حتى لن أدعه يذهب للحمام أو العمل!، سأوقف الساعة وأحدد الزمان بلحظة احتضاني له، لا أستطيع ولا يمكن أن أفكر حتى بها!.
كل أصدقائي هنا وبمصر عايشين مع أهلهم، أنا فقط المختلفة، ومع ذلك انتهى كل شيء... ما هو التحليل النفسي لهذا العنف الذي كنت أتمنى أن أعيشه؟.. وبالنهاية هي مجرد رغبة فارقت الحياة... لا يمكن، هو اختار... وأنا اخترت، آآآآآآه كفى، لن أتكلَّم بهذا الموضوع، لكن قَسَمًا سيأتي الوقت الذي يتمَنُّون أن أكون معهم، وقتها سأُذِيقُهُم مِمَّا أذاقوني منه... كيف أكون منفصلة عن فكرة طلاقهم وأُبْقِيهم بمكانهم، كيف؟.. صعب، ولا يُمْكِن... أخبرني أرجوك كيف... لن أفكر في هذا الموضوع فهو يجعلني أشعر بالأحباط والغضب الشديد، ويجب أن أهدأ، فكما قلت ياصديقي العزيز "مستقبلي أهم منهم".
أستشعر الغرابة بسؤالك الثالث، تسألني: "لماذا وكيف رسمت لحياتك صورة أو شكلًا مُعَيَّنًا يتَحَتَّم فيه أن يكون والداك على علاقة معينة بشكل معين، وإلا تُعْلِنِين العصيان على الحياة بالكامل؟".
ممممم... أوليس الطبيعي والعادي أن نكون بين أب وأم، ونكون عائلة صغيرة وأكبر (جد وجدَّة، وعم وعمَّة، وخال وخالة، صغار وكبار)؟ أوليس هذا ما فعله وصمَّمه الله لنا؟ أليس هذا الطبيعي؟.. تقسيمة ربَّانِيَّة فيها من الدفء والحب والقوة ما يجعلنا أقوياء وأسوياء... لا يعني هذا ألَّا نختلف، لكن لماذا يوجد أشياء أخرى (خيانة، نساء، أولاد، طلاق!)؟.. أسمعك وأنت تقول "هذا الطبيعي يا عزيزتي".. يااااااه! الشيء المؤلم طبيعي، الجانب المظلم طبيعي، وليس طبيعيًّا أن نكون معًا، وليس طبيعيًّا أن أفرض أن تكون حياتي مع والداي طوال فترة حياتي وهما مُتزِّوجان... والداي!، يا الله! كم تجرحني هذه الكلمة، تجعل قلبي ينزف، لا أريدها... هذا هو الطبيعي؟!.. الخصام والزعل والعَدَوَاة والبغض والكره عبارات لا يفهمها عقلي!.. نعم أغضب وأختلف وربما أكره، لكن بعد ذلك أتركها ترحل بسرعة لأنها لا تُمَثِّلُني أبدًا... أو أن أكون كشخص قوي لكنه وحيد حزين مُنعزِل، حتى لو يبتسم قليلًا فتكون بَسْمتَه باهتة ميتة بلا روح!.. كيف ممكن أن أستمتع لوحدي؟.. لا يمكن دائمًا، وإلَّا لَمَا كان خلق الله الناس من حولنا... هل أنت تستمتع وحدك؟ لماذا؟ فقط تلعب مع نفسك وباقي الأشياء؟ هل أنت حزين مثلي؟ كيف تتعامل مع نفسك عندما يحزنك أمرٌ ما؟ ماذا تفعل؟ هل تذهب لشخص يفهمك مثلً، وبعدها تقرر أنه انتهى وستسمع كلامه؟.. ليس سهل هكذا، إنه مزعج.
لدي مُشكلة أيضًا... أتعلم ربما أنا لديَّ شيء لستُ أدري أنت من سيغوص داخل عقلي ليكتشف ويُحَلِّل هذه المرة، ولكن انتظر لو سمحت، هل يمكن أن أذهب معك وأنت تغوص داخل عقلي؟.. بالتأكيد أنت موافق، وإلَّا من سيُعْطِيك المفاتيح (الكلمات) التي ستدخل منها إلى عقلي... لديَ مشكلة بأني أفكر أن الوقت يمضي بسرعة، وأخاف من فكرة سرعته هذه، ولا أريد تكرار نفس الخطوات وهي أن أكبر ومعي شهادة جامعية بِطُولي، ومن ثَمَّ أتزوج، ومن ثم بسرعة كما في الأفلام والمسلسلات تجدهم شابَّيْن تزوَّجا، ثم بعد دقائق جاء طفل، وبعد كم لحظة تشيب أو تشيخ تلك الشابة!.. آه!، أفهم الموضوع كسرعة الأفلام، تحدث الأحداث... هل فهمت ما أقصده؟!... وأشعر بالغضب، بالتحطم، عندما أنا أشيخ أو أكبر وأولادي يكونون شباب، آه.. نعم، هذه هذه مؤلمة جدًّا... لماذا لا نبقى شبابًا، لا نشيخ؟... لا تقول لي سُنَّة الحياة!... أنا أعلم أنها سُنَّة الحياة، ومع ذلك لا أفهمها، أو لديَّ مشاكل معها، لكن أَتَعْلَم أني تحاورت مع نفسي من قبل بهذا الموضوع، دعني أقول لك 40% أو أقل مثلًا اقتنعت بفكرة أن ليس بالضرورة أن أشيخ، ممكن أَشِيخ بس أفضل شابة، أو مثلًا أهتم بنفسي وأحافظ على رشاقتي!.. هل شاهدت عجوزًا بالـ 60 من عمرها وهي طويلة القامة، ومَمْشُوقة القوام، تجاعيدها مقبولة وغير بارزة بسبب طفولة ملامحها؟.. أنا أريد أن أكون تلك هي!.. أتعلم، هو ليس بالأمر المعقد لدي والمشكلة المعضلة عندي... لا، ربما هو خوف طبيعي... مارأيك؟!
وأنا لستُ مُعَقَدَّة من الأطفال، بالعكس أحبهم وأنجذب لهم، وكثيرًا ما ألعب معهم وأقفز وأجري، وعندما أَحْمِل طفلًا أتخيله ابني، وأريد أن أُجَرِّب أكون أُمًّا لكن بدون أن أتزوج، كيف؟.. لا أدري!، يعني لا أدري... هل تفهمني يا طبيب؟ هل ممكن أن تُتَرْجِم لي ماذا أقصد من هذا؟ أو مثلًا كيف كان ممكن أن تكون صيغة السؤال حتى أتعَلَّم كيفية التعبير عن نفسي أكثر؟.. وإذا كان تعبيري صحيحًا فعَرِّفْني ذلك أيضًا... شكرًا.
لم أفكر أن أحكي ما سأحكيه لك الآن، ولكن بعد نقاش طويل مع نَيِّرَة اقتنعت بفكرة أن أخبرك على الأقل حتى أفهم وأعرف ما هو هذا المرض العقلي.
مشكلتي أني كنت قد قرأت لك أكثر من ردِّ عن فكرة التحدث مع النفس، لكن أنا مُختلفة عنهم بعض الشي، ومُتَشابِهَة نوعًا ما بشيء آخر، وسأعطيك أمثلة حتى تفهم أكثر، لكن من فضلك ركِّز معي جيِّدًا... الأشياء التي أعجزعن تحقيقها بواقعي أحلم بها وأنا واعية، ليس حلم، ولستُ نائمة، بمعنى ممكن مثلًا أكون نائمة وعيناي مفتوحة أو مغلقة، يحدث كل شيء في عقلي، أفعل داخل عقلي ما أريد، وأنا أتحَكَّم بهم، أراهم بوضوح تام ومُطْلَق، وأرى نفسي، وأُنَفِّذ الحركات معهم وأسمع صوتهم كلامهم وحركاتهم وحركاتي وردِّي عليهم... لا لأتحدث مع نفسي كبَقِيَّة من أخبرك، بل بعقلي أُحَرِّكُهم، أنا أكون صامتة لكن نتحدث بعقلي!، هل تفهم؟.. أفعله في أي زمان ومكان، وَوَقْتَما أحب حتى لو كُنَّا نمشي بالشارع أو نجلس بالسيارة أو في المطعم، عقلي يأخذني لمكان آخر، أنا أشعر بـأهلي وأكون معهم (لكن أكون مع عقلي)، أيضًا بمكان آخر مع أشخاص آخرين وأحداث مختلفة!... أعلم أنه مرض عقلي، وأنتظر تحليلك وعلاجك... وحتى الأحلام التي أخاف منها أو مثلًا لا تُعْجِبُني أحداثها بعد أن أكون وعيت واستيقظت أُرِيد أن أُعِيد حركة الأحداث كما أريد، ولا تَتَخَيَّل كم أُحبُّه وكم يسعدني جدًّا، مع الأسف أنا مُدْمِنِة عليه، مع الأسف الشديد، ولا أعرف كيف يُمْكِن أن أَتَوقَّف عن فعله.
وأيضًا أنا أَتَقَمَّص الأشخاص الذين أُعْجَب بهم وبشخصياتهم، وتَقَمَّصْتك في كل ما تقوله لي وَلِمَن يسألك غيري، أذهب أقوله لخالو ولأهلي، سأُجَنِّنُهم، أقصد أعالجهم بطريقتك من خلالي (لا يهم أن تفهم، المهم النتيجة)، وطبعًا أتخيل الحوار وكل شيء، لكن الفرق أني أفعله بالواقع مع من حولي، أو أعيشه لوحدي أحيانًا لو أحببت أو إذا لم أجد من أفعله معه، لكن الأكثر أفعله بأهلي... مثلًا حاليًا أنا أتابع مسلسل اسمه "أمر إخلاء"، والبنت التي أعجبتني "دلال" أنا تقَمَّصت شخصيتها، يعجبني طريقة نطقها للحروف، وحُبُّها للمغامرة وجرئتها تشبهني، وأنا أمارس طقوس العناد مع أهلي مع نفسي أحيانًا، وأفعل كما تفعل... البنت هذه حرامية تسرق المكياج، تذهب للكوزمتك وتسرق المكياج لأنه ليس لديها المال، ففعلت كما تفعل هي!، لكن طبعًا أنا لستُ حرامية، وليس لدي أي رغبة بالسرقة، ولم أسرق بحياتي، وأهلي يُلَبُّون لي كل ما أطلبه وأريده ولا يحرموني من شيء، فقط أتقمصها وأفعله مع عائلتي، ليس كل شيء، هناك أشياء لوحدي (مع وعيي التام والمطلق أني أتقمص، أنا أنا وهي هي)، وأفعل الأمر كأنه دخلت الكوزمتك كما هي فعلت، وهي غرفتي أصلًا، وأُقَلِّد لحظات التَّرَقُّب والخوف وأنا أَتَسَلَّل بيدي على تسريحتي كي آخذ قِطَع المكياج وأضعها بحقيبتي، وأنجح طبعًا... اكتشفت لدي موهبة السرقة، وأعتقد أني أصبحت محترفة!، من يدري... وأيضًا مثلًا عندما أدخل غرفة زوجة خالو أُكَرِّر نفس الفكرة، وأتَرَقَّب وأَتَرَيَّث وأخاف وأفتح الأدراج، لكن لا آخذ شيئًا أصلًا وأنا أقوم بالحوار كله طبًعا... أنا، وأنا هي بقية فريق العمل!.
أيضًا عندما أتقَمَّص أعيشه بصدق، لكن مع وعي التام أنه تقَمُّص... هل فهمت ما أقصده؟ هل يمكن أن تكتب ما فهمته؟.. مثلًا يدور حوار قاسي بين البنت وأبيها، أو كلام يجعلها تبدو غريبة الأطوار فأقوم بعمله أو قوله مع خالو أو مع نَيِّرَة أو زوجة خالو، فتأتي نيرة لتقول لي "أنتِ جرحتي بابا أو ماما.. هم فقط قَلِقِين عليكي" وكذا كلام يعني، فأقول لها "أنا أتقمص شخصية فلانة، ولم أقصدهم"، هم لا يفهموني!، ولا أدري أين الخَلَل!، أنا أخبرتهم أني أتقمص فلانة... زاد الموضوع سوءً!.. هل تفهمني؟ هل يمكنك أن تشرح لي ما فهمته بأسلوبك السهل لوسمحت؟.. بالمناسبة هذه العادة أمارسها منذ كنتُ صغيرة، ففي أحد المرَّات حصل شِجَار بين أبي وأمي، وأنا لا أذكر كَمْ كان عمري كنت صغيرة، لكن أتذكر جيِّدًا، كنت أرتدي فستانًا قصيرًا أسودًا، كنتُ مُغْرَمَة بنوع ذلك القماش، وشعري طويل جدًّا، وكنت أحب تركه بدون أن أُقَيِّده مثل "شيريهان"، واتصلت أمي بجدتي تحكي لها عن أبي "هكذا فعل، وعمل، وإلخ"، وأنا كنت أمام تسريحة والدتي وهي جالسة تتكلم بالهاتف، وقتها كنت شاهدت فيلمً لـ "يسرا" لا أذكر اسمه، وكانت معها شادية وهي أمها لكن لا تعلم، وقالت "يسرا" كلمات أعجبتني في الفيلم، فقرَّرت أن أتقمصه، قالت: "أنا بنت حرام، أنا بنت حرام" وضربت وجهها وصارت تبكي، ففعلت كما فعلت هي بالضبط أمام المرآة وأمام أمي... بعمله معاهم، ده مرض نفسي مش كده؟
تقَمَّصت أشياء أخرى مثل دور شادية في "الزوجة رقم 13"، أخذت طُرَح ماما وفَعَلتها كما فستان شادية وله ذيل، وارتَدَيْتُه!.. أتذكَّر جَيِّدًا هذه التفاصيل، قد خلعت كل ملابسي كما هي وبَقِيتُ فقط بالطُرَح!، كنت أقوم بكل الفيلم لوحدي مع نفسي... عندما أتخيَّل مع نفسي الأفلام أو حركات من أُعْجَب بهم، أمَّا الأشياء التي تَخُصُّني بعقلي لاأدري ما هذه!، لماذا كنتُ أفعل هكذا؟ ولماذا يجب عليَّ أن أُخْبِرك بكل تلك التفاصيل؟!.. كم هو محرج، لكن يجب أن أُوَاجِه وأعلم إذا كان لديَّ مرض عقلي... أتذكر عندما وضعت وسادة على بطني كأنني حامل!، شاهدوني وأحسست برغبة قَوِيَّة لو أختفي، والمصيبة أني حاولت انتزاع الوسادة ولم أُفْلِح، فبقيت بِمَكَاني، وعندما أخبرتهم أني أفعل شادية وحكيت لهم لم يفعلوا شيئًا عنيفًا معي، لكنَّه أزعجني جدًّا وشعرت بالخوف وعدم الراحة والحرية، أخبروني ألَّا أقوم بعمل هذا، لكن نظراتهم وضحكاتهم، وأيضًا تمَّت مراقبتي، ولحد الآن... أيضًا عندما كنتُ صغيرة كنت أضع ألعابي (دباديبي وباربِيَّاتي وبقية الحيوانات) وأجعلهم يجلسون وأنا أتقمص مُعَلِّمَتي (كل شيء فيها، حركاتها، لو جاءت لها مُدَرِّسَة صديقة، لو سألتنا سؤالًا، كيف تشرح الدرس، وأكتب على الحائط ما تعلَّمته).
كنت أعيشه، حقيقي أشعره، وكنتُ أسألهم "هل تفهمون؟!"، ولا يُجِيب أَحَدٌ منهم!، فكنتُ أحزن لأَنَّهم لا يتكلَّمون معي، هكذا كنت أفكر عندما كنت صغيرة وقتها، لكن واقعيًّا هذه هي المشكلة، كنتُ ولازِلت... وَمعي نَيِّرَة بالمناسبة هي من اقترحت أن نواجه، فَلْتُواجِه معي إذن... نظُنُّ أننا إذا ما خرجنا من غرفتنا وأغلقنا الباب حتى تبدأ كل الكائنات التي لدينا (حتى فُرْشَاة شعري والمكياج والملابس، وكل شيء) بالتحدث بينهم وبين بعض!، لماذا لا يتحدَّثون معنا؟!... لن نشعر بالخوف، سنكون سعداء، هذا ما نفكر فيه وما نقوله لبعضنا أنا ونيرة!.. كيف يمكن أن أشرح لك التالي، هُمْ أيضًا يختفون ويظهرون فجأة عندما يعجبهم وعندما أسال أو أقول مثلًا "أين أنتِ يا فرشاة (مع نفسي بصوت عالي)؟!"... لا أدري من أين يأتي صوت أو فكرة؟.. لا أدري.. شيء ما ليقول لي "أنا هنا، لقد وضعتني هنا أيتها الهَبْلَة (هو صوت الفرشاة يمكن، يحدد المكان لي)"، وعندما أذهب أجد فُرْشاتي... وأحيانًا كثيرة يختفون ويظهرون فجأة لوحدهم، والله هذا ما حصل ويحصل معي ومع نَيِّرَة!.. أرجوك لا تَقُل لي "اذهبي لطبيب، حالتك متأخرة"، كيف يمكن أن أشرح للطبيب هذا، لا يمكن، لا يمكن، لا يمكن، مستحيل، من مِليارات المستحيلات.
لا أدري كيف أخبرتك كل هذا، لقد فقدت صوابي حتمًا!.. وما أَكَّد لنا هذه الأفكار هو فيلم "توي ستوري"! (هل يمكن إخفاء تلك الأشياء عشان محرج وعيب أوي؟.. أرجوكم)... د. علاء هل عندي مرض عقلي؟ ما اسمه؟ هل يمكن علاجه؟ هل يمكن أن تساعدني بعلاجه؟... لكن أرجوك لا تخبرني أن يكون العلاج أن أتركه، فَبِصَراَحة أنا أحبه وأكون سعيدة بعمله، وَلَو قلت لي يجب أن أتركه لا تتوقَّع مني أبدًا أن أستمع لكلامك وأُنَفِّذُه، لكن لو هناك شيء آخر ممكن أُنَفِّذه وأسمع كلامك، وإذا كان يجب أن أذهب لطبيب فأنا لا أستطيع أن أطلب من ماما زيادة المصاريف (الآن على الأقل) لأنه ماما الأن تعمل المستحيل حتى نُسَدِّد مصاريف دراستي، فهي تعمل بأكثر من مكان بالإضافة لِعَمَلها حتى تُرْسِل لي كي أدفع مصاريف دراستي من دون الحاجة لبابا، وحتى لا يحاول أن يُذِلَّ ماما ويُذِلَّنِي.
أكثر ما أَدْهَشَني هو "ماذا لوكنت مكاني؟"... WoooooooooW... تخيل لو كان ذلك يحدث وأستطيع أن أخترق أي كائن وأصبح هو... مُمْتِع، أليس كذلك؟!.. سألت خالو عن تلك الرياضة الذهنية!.. لماذا جعلتني بحيرة من أمري وأطلقت عليها هذا الاسم العجيب؟!... وأخيرًا هي القراءة، والشطرنج ربما، اكتشاف جديد لي... ما هي الرياضة البدنية التي تمارسها؟ ولماذا بالذات هي نوعك الذي تمارسه (أحاول أن أتقمصك)؟ وما هي ألعابك الذهنية التي تُفَضِّل لَعِبَها؟.. ضع أسماءها من فضلك حتى أقوم بتحميلها على موبايلي كي ألعب مع نفسي مثلك (مع أني لا أحب البازل أو غيرها من الألعاب الذهنية).. وما هي تلك "والموازنة بين مختلف الأشياء والأفكار ومُتَضَادَّاتها (الشيء ونقيضه)"؟.. لحظة! هل تقصد أنك تحاول المُوَازَنة بالتفكيير أو العمل أو الفعل بين الشيء ونَقِيضُه، مثلًا: الصح نقيضه الغلط، صح؟ والحلال نقيضه الحرام، صح؟ لماذا تحب أن تفعل بنفسك وبعقلك هكذا؟ لماذا يجب علينا أن نتعلم الموزانة؟ هل هذا هو الهينوثرابي؟.. أفكر بشيء ما وهو هل هذه الطريقة هي ممكن تشبه طريقتي بتقمص الأشخاص (أن أكون أنا وهم)... الموازنة ممم... لستُ أدري!.. يا االله كم تُزَغْزِني كلمة "لستُ أدري"... شكرًا شكرًا من أعماق قلبي لأنك قلتها لي، أعجبتني جدًّا وتجعلني أشعر بالسعادة، كررها بهدوء ولا تفكر، ستشعر بِعُمْقِها وبزغزغتها، صدقني... هل عندك عبارات أخرى تُزَغْزِغ قلبي مثل هذه؟ متحمسة جدا لردِّك التالي... هل سأجد كلمات تجعلني أشعر بالقوة والحماس، أو كلمة تشبه "لستُ أدري" تلك؟ هل كنت تعلم أنَّها كلمة قوية وتُعْطِي هكذا مفعول؟... أحاول ألَّا أَتَحَمَّس، ربما ستصدمني، فَبِرَغم إعجابي بطريقة تفكيرك وتحليلك للأموروكلماتك لكن أيضًا هناك أشياء لا أتفق معك بها، ومع ذلك جميلة الحياة عندما نتعلم من الآخرين ونتشارك معهم.
كيف يعني تذكر نفسك أن الإنسان يَسْعَد من دون أي شيء؟! كيف؟ مثل ماذا؟.. طيب سأكون سعيدة جدًّا جدًّا... لا، وسأنسى تمامًا موضوع طلاق ماما وبابا لو أصبح لدي عربِيَّة، لكن لا يمكن، يجب أن أصل لِلسِّن القانوني وأتخرَّج، وأيضًا ربما لن يكون كما كان شغل ماما.. كيف إذن يسعد الأستاذ "إنسان" بدون المادَّة؟.. نحن نسعد بالأشياء، وإلَّا لَما كانت هنا ومعنا... ولا أدري لماذا يجب أن أصل للسن القانوني؟! من الذي أوجد هذا القانون؟ لماذا هناك من يتحكم بنا ويضع القوانين؟.. أنا أعرف كيف أقود السيارة، فلقد كنت ماهرةً عندما أقود سيارة المصادمة في مدينة الألعاب، أعرف جيدًا كيف أتحكم بالعربية، ومتى أقف، ومتى أُغَيِّر وُجْهَتِي، وكيف أخرج من أي تصادم نتشابك فيه... هي نفسها.
أحيانًا أفقد حماسي، وأستنزف طاقتي، وفقط أنام بالسرير... ماذا تنصحني؟.. وأيضًا أريد أن أعرف كيف تستقبل الأسئلة التي نرسلها لك.. هل لديك فاكس فيرن (تن تن) وتأخذ الاستشارة؟ ماذا تفعل بعد ذلك؟ هل تجلس على مكتبك؟ هل لديك مكتب؟ كيف شكله؟.. أتخيل أنك لديك مكتب أبيض كله أبيض، وفيه سكرتيرات كثيرات (واحدة تَطْبَع، وأخرى تُرسِل، وتلك تقرأ الكلام لك).. لاأدري، أريد أن أعرف؟ هل تتحدث معنا؟ مع الكلمات؟ ماذا تقول لها؟
تعجبني هذه الفكرة الخاصة بموقعكم جدًّا جدًّا (أنا أسمعك).. هل يمكن أن تخبرني ماذا قلت عندما كنت تقرأ استشارتي الثانية.. أعتقد أنك كنت غاضب جدًّا مني بالرد الثاني، هكذا شعرت، ومتأكدة جدًّا أيضًا لأني شعرت به، شعرت بطاقة الغضب وصلتني، عكس ردك الثالث طاقته هادئة ومَرِحَة ومريحة كانت لي جدًّا... وكيف تنظم وقت إجابتك علينا؟.. أنا احتجت وقتًا طويلًا أكتب بين أيام وأيام مع دراستي، كل مرة أكتب ردًّا بسيطًّا ثم أعود... مدهش، أليس كذلك؟
نعم ممكن لا يوجد شيء يمنعني من ممارسة الرياضة ولا الهوايات... لو كان الطريق نفسه فأستطيع أن أمشي عليه دون أن أخاف أو أَتُوه، كان طريقي كبير وعريض يتَّسِع لي ولأحلامي، كنت أعرف أين أضع المُكَعَّب وأمضي وأنا سعيدة جدًّا... الآن تغير الطريق، تحَطَّم، واختلطت المكعبات مع بعض، فَلَم أَعُد قادرةً على التمييز والتفريق بينهم... نعم لا شيء يمنعني من ممارسة الرياضة، أنا أدرس رياضة أصلًا في الصفَّ، ومن قال لك يا صديقي الحنون أني لا أمارس الرياضة، أنا أدرس وأمارس كهواية الرياضة وكهواية كارديو الرقص، أحب وأعشق، بل مجنونة بـ "شاكيرا" جدًّا جدًّا فوق ما تتخيل (حركاتها، جسدها، تناغم حركة جسدها مع الإيقاع)، لا أُجِيد الرقص الشرقي، أعرفه كباقي البنات طبعًا، أُحَرِّك جسدي بشكل عادي ليس كالراقصات، وليس مضبوط تمامًا مع الإيقاع، أحيانًا نعم، وكثيرًا لا، وهو مزعج ويجعلني أغضب، فأنا أحب الكمالِيَّة أو المِثَالِيَة المطلقة بهذه التفاصيل، لأنه أفكر أنه إذا نجحت مثلًا تلك الإنسانة بتحريك خَصْرِها بشكل مضبوط مع الإيقاع، إذن هو ممكن لكل الناس لكن صعب، وهذا ما يزعجني به، ليس كإيقاع شاكيرا، هي تخلط بين الشرقي والغربي والأفريقي، وأنا أحب أن أُجِيد تلك الحركات ولكن أيضًا أفشل أحيانًا، ولا أهتم للفشل كثيرًا، أحاول يعني، بل أضع لمستي أنا بالحركة، وأحاول أن أتحرك مثلها مع لمستي أنا، مع المحاولة بالتناغم مع الإيقاع، وينجح كثيرًا، ولن ينجح مع الشرقي، فالشرقي مُحدَّد، وأَطْمَح أن يصبح جسدي في يومٍ ما مثلها تمامًا.
قبل كورونا كنتُ أذهب للبحر وأحكي له كل أسراري وأحلامي ومخاوفي وما أريد، وكنت أتواصل معه بحركة جسدي مع أمواجه، وأحاول التناغم مع حركة الرياح، وأشعر وكأني اختلطت معهم واحتضنتهم واحتضنوني، وكثيرًا ما أنجح بها وأسعد لقدرتي تلك بالاتصال والتواصل مع الطبيعة، أكلم الشجر وأسمعه وألمسه بهدوء وأستشعر طاقته وحنانه يَغْمُرُني ويجري بداخلي... لم يعد مسموحًا لي الخروج بسبب كورونا، خالو يخاف كثيرًا ويقلق علينا ويمنعنا من الخروج (أنا ونَيِّرَة)، غضبت وهدَّدت وتوَسَّلت وبكيت لكن لا فائدة، لم يقتنع، حُجَّتُه أنه يخاف علينا والموضوع ليس لعبة... لم أعد أركب درَّاجتي ونتسابق أنا ونيرة، هي أيضا لديها درَّاجة... لم أعد أرتدي حذاء التَّزَلُّج ونتسابق ونمرح أنا ونيرة، هي لديها الـ "سيكت بورد"... كل شيء كان جميلًا أصبح مخيفًا وقبيحًا، وأغلب وقتي أصبح محصورًا بين السرير والغطاء والموبايل والدراسة المملة... ماذا تفعل أنت يا د. علاء؟ كيف تتعامل مع كورونا؟ هل تشعر بالخوف؟ هل تحبس أولادك وتمنعهم من الخروج؟ كيف تقضي اليوم؟ هل تشعر بالملل؟ ماذا تفعل غير أن تلعب مع نفسك؟ ماذا تفعل مع نفسك أيضًا؟.. وأيضًا أنت قلت لشخص ما عن العمل من خلال النت، مثل ماذا؟ وكيف يمكن أن أكتشف أو أُجَرِّب هوايات أخرى غير الرسم والكتابة والقراءة؟
وأخيرًا: أريد أن تُرَشِّح لي مجموعة كتب تأخذني فوق السحاب، وروايات.. أحب الرومانسي طبعًا، والتحقيق، الأشياء الخيالية، الغموض، والطاقات الغريبة الفردية تعجبني جدًّا جدًّا، والأشياء الإيجابية بالمناسبة... نسيت أخبرك أني قرأت كتاب "قوة العقل الباطن" وكتاب "السر"... أريد كم كتاب (على ذوقك) يكفوني فترة، وأريد غيرهم بعد ذلك... وأريد أيضًا مجموعة أفلام مفضلة لديك، أريد المفضلة لديك وليس الحربي، اكتب اسمه، ولكن أكتب بجانبه بديلًا، لاأحب الحربي لكن مازلت مصممة أعرف ما تُفَضِّله حتى لو لا تتطابق مع ما أحب بشكل عام، أحب مثل "جومانجي، سحر خيال، التَّنانِين، الديناصورات، التماسيح، الأخطبوطات، القرش، وَرُومانسي أكيد أهم شيء"، لكن اذكر لي ما تفضله، أريد أن أشاهده...
شكرًا جزيلًا.
.Have a nice day dr Alaa
9/2/2021
رد المستشار
صديقتي، شكرًا جزيلًا على كلامك اللطيف وإطرائك، وأُهَنِّئك على موهبتك في الكتابة والتعبير والإسْهاب. سوف أحاول هنا تناول مواضيعك المختلفة كما جاءت في رسالتك: تقولين: "في الماضي كانت نبرة صوتي منخضة جدًّا لدرجة أن أحيانًا من حولي يشعرون بالاستفزاز مني" و"أهلي أصواتهم عالية".. خفض الصوت بطريقة مُبالَغ فيها يدل على الخجل ظاهريًّا، ولكنه أيضًا رغبة في أن يبذل الآخرون المجهود لكي يستمعوا، أي أنه رغبة في التحكم.. أما الأصوات العالية فهي دليل على أن الشخص لا يحس أنه مسموع من الآخرين ويحاول التواصل، وقد يكون بسبب الغضب أو الخوف من أشياء أو مواقف في الماضي لا علاقة مباشرة لها بالموقف الحالي، ولكن قد تكون هناك علاقة رمزية.
بالنسبة لوصفي لقرارك العجيب تسألين: "هل كنت تعلم مُسبقاً أن هذه الجملة لها هكذا قوة وقدرة وتأثير عليَّا؟".. لا، لم أكن أعلم، وإنما كان أملي أن تُراجِعِي نفسك وتَعِي أنه قرار لا منطق فيه، وعن ممارسة العطاء، يمكنك أن تعطي أي إنسان أي نوع من المساعدة أو الدعم طالما هو لوجه الله وبدون مقابل مادي أو معنوي... يمكنك مثلًا أن تزوري دُورَ الايتام لإعطاء المحبة لأطفال ليس لديهم أهل، ومن ناحية تكوين صداقات مع رجال، هي مثل تكوين صداقات مع نساء: يجب أن تكون هناك نشاطات أو اهتمامات مشتركة لكي يتسنَّى لك المعرفة الحقيقية للآخر، ومواقف تظهر فيها جوانب الشخصية لكي تختاري الأصدقاء بطريقة صحية ومنطقية وسوِّية.
ما زلتِ تتحدثين عن طلاق الوالدين وتأثيره السلبي عليكِ، وعلى الأطفال عمومًا... دعيني أخبرك بأن أبي وأمي تطلَّقا وأنا في السنة الثانية من عمري، وعِشْت مع جدَّتي التي لم أكن على وِفاقِ معها، ولم أسكن مع والدي حتى سن السابعة عشر، ولم أسكن مع أمي إلَّا سنتين عند سن الثامنة والثلاثين... لم أشعر يومًا بأي مشاعر سلبية نحو طلاقِهِما، وأعتقد أنني سَوِيٌّ نوعًا ما على الأقل... قد تفهمين من هذا لماذا لا أرى أهمية طلاق والديك.
أحداث الحياة وتفاصيلها ليس لدينا القدرة على التحكم فيها، ولكننا مُخيَّرون تمامًا في كيف نفكر، وأي معنى نُعطِي للأشياء، وماذا نفعل بما نسمع ونرى، وكيف نتفاعل مع ما يواجهنا... نحن مخيرون تمامًا في كل شيء، ومُسيَّرون فقط في كيفية قوانين الطبيعة... القدر هنا هو نِتَاج اختيارات وتصرفات البشر عمومًا... تشترين قميصًا أو رِداءً في بلد ما، فيأكل الطعام العمال الذين اشتركوا في صنعه في بلد آخر... هذا ما يجعل الحياة فزُّورَة ولغزًا شَيِّقًا، وجزء كبير من الاستمتاع بها يأتي من الاستكشاف ومعرفة الخبرات المختلفة للبشر عمومًا، وخبراتنا الشخصية... السعداء سعداء باختيارهم، والتعساء كذلك، بغض النظر عن الظروف... هناك أمثلة لا حصر لها في التاريخ البشري على هذا.
لماذا سُمِّيَت الأشياء بمُسَمَّياتها؟ هي أعراف وعادات لغوية اخترعها البشر للتواصل والتعبير والتعريف على مر العصور.. لماذا هناك بكارة؟ ليست موجودة في كل الإناث، فهناك حوالي 10% من الإناث يولدن بدون غشاء بكارة... غشاء البكارة (أو بمعنى أصح غشاء العذرية) هو بقايا التحام نصفي الجسد الأيمن والأيسر أثناء تكوين الجنين في الرحم، واخترع له البشر معنى البكارة، وألصقوا به كلمة الشرف، وهذا بسبب فضولهم الشديد وجهلهم ورغبتهم ومتعتهم في الجنس... الجنس علاقة روحانية تُمارَس ظاهريًّا بطريقة جسدية، ويكون الإنسان فيها عاريًا جسديًّا ونفسيًّا، وهذا يُعطي إحساسًا بالحرية والانطلاق، ولكن أيضًا هناك الخوف من العُرِي واحتمال التعرض للخطر بسبب إزالة الأغطية والحواجز، هذا على المستوى الجسدي والنفسي... الجنس أيضًا عندما يكون روحانيًّا (أي في إطار علاقة حب صحية) يساعدنا على استكشاف ذاتنا من خلال الاندماج والتعامل والعطاء المُتبادَل مع الآخر... اعرف نفسك تعرف الله كما يقال... ولكن البشر فقدوا فهم عُمْق الجنس، وأصبح الجنس شيئًا مكروهًا مُخيفًا، ومرغوبًا ولازمًا لاستمرار الحياة في آنٍ واحد.
من هو الله؟ وما هو شكله؟ يقولون ليس كمثله شيء، أي أن العقل البشري لا يمكنه أن يحصر كمَّ المعلومات اللازمة لكي يستطيع تخيل شكلًا لله.. الله هو كل شيء، ولا شيء معين... نفخ الله فينا من روحه، وأجسادنا وكل من في الكون مصنوعين من طاقته... أعتقد أننا لو استطعنا استيعاب كل ما في الكون في آن واحد فسوف نستطيع رؤية الله، ولكن لا أعتقد أن الله يمكن حصره في شكل واحد لأنه ليس له حدود... هذه مسألة مدهشة تمامًا، وليس لدينا أيَّة وسيلة أو مقدرة عليها، فيمكننا فقط أن نتأمل ونتساءل ونتخيل... هذا ما جعل البشر يخترعون آلهةً وأوثانًا... هم يدرون ويحسون بالفطرة أن هناك ذكاءً يُهَيْمِن على الكون، ويريدون حَصْره في شيء يستطيعون فهمه بعقولهم الصغيرة الطفولية.
لماذا أنت تستطيع أن تجيب دائمًا علينا؟ ربما لأنني أترك العنان لخيالي، وأَحُلُّ فَزُّورَةً هي: ما الذي يجعل الشخص يفكر أو يفعل هكذا؟ وما هي احتمالات المعاني المختلفة؟ معلوماتي في الحقيقة قليلة وبسيطة، وتأتي من الدراسة والقراءة وممارسة الحياة.
أما عن النضج فهو ببساطة التَّدرُّب على تأجيل (وليس إلغاء) المتعة.. لا أدري لماذا تُعقِّدين الأمور إلى هذا الحد، ولكن أغلب البشر يفعلون هذا، بالنسبة للاستمتاع بالحياة، أعتقد أننا لا نستمتع بسبب رغبتنا الطفولية في التحكم في كل شيء (وقد تكون بسبب أن الله نفخ فينا من روحه، وبالتالي نظن أننا نقدر على السيطرة والهيمنة على كل شيء)... إضافةً إلى أننا نأخذ الدنيا بمحمل الجد بطريقة مبالغ فيها، في حين أن الله _عز وجل_ وصفها أربعة مرات مختلفة في أربعة سور مختلفة على أنها مجرد لعب ولهو... ولا أعتقد أن هذا كناية عن أهمية الآخرة لأنه أيضًا ذكرها في نفس السياق... الحياة لعبة تعليمية نكتشف فيها أنفسنا والكون والله بقَدْرِ ضئيل، ثم نتأهل للحياة الأخرى فنعرف أكثر وأكثر إلى أبد الآبدين (فكشفنا عنك غطاءك فبَصَرُك اليوم حديد... ثم تُرَدُّون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون... فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون... خلق واستكشاف وتطور وتقدم ونضج وسعادة وارتقاء مستمر إلى أبد الآبدين... وبما أننا نفهم الأشياء بضدها في هذه الحياة الدنيا، فلا بد من وجود ما هو عكس كل هذا (موت وانحدار وتدهور وجهل وحزن ومعاناة) الشيء الوحيد المهم في هذه اللعبة هو أن نتحرَّى الصدق... وهذا يتطلب شجاعة، وينتج عنه نضجًا وفهمًا عميقًا.
بالنسبة للصلاة: الصلاة هي صلة... نستطيع أن ننظر للصلاة على أنها وسيلة إعادة شحن بطارياتنا الروحانية عن طريق الاتصال بالروح الأساسية التى نأتي منها، وهي روح الله التي نفخ فينا منها.. الصلاة في القرآن على اختلاف الأمم مقرونة بالركوع والسجود "وأقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل" و"قرآن الفجر" و"الصلاة الوسطى" أعطتنا الشكل الحالي للصلاة في الإسلام، والذي يشبه كثيرًا تمرينًا في اليوجا (الرياضة الهندية الروحية التى هدفها الصلة مع النفس والخالق) يسمى "سيريا نماسكار"... الله لا يحتاج لصلاتنا، ولكننا نحن من يحتاج إليها... في الصلاة أيضًا نكتشف ونندهش من كم الأفكار التي تظهر لنا... يقولون أنها وسوسة شياطين، ولكن هذا مُنَاٍف للمنطق... كيف أكون بين يدي الله ويسمح للشياطين بتشتيت أفكاري؟! وكيف يستمر هذا في رمضان الذي يقولون أن الشياطين تسجن فيه؟... الأوقع هو أن في الصلاة لا نقدر على تجاهل أو إخفاء ما يشغلنا.. بالتالى فالصلاة دائمًا فرصة لمعرفة الذات والتأمُّل في النفس والحياة والخلق.. نحن كلنا نكره ما يُفرَض علينا، ولكن إذا ما كان لدينا فضول ورغبة في المعرفة فسوف نحب هذا الالتزام ونُقبِل عليه... من ناحية أخرى هناك فرق بين الصلاة وإقامة الصلاة، فإقامة الصلاة هي الخمسة صلوات اليومية (والنوافل)، والصلاة هي الصلة الدائمة التي نفعلها بذكر الله (قد أفلح من تزكَّى * وذكر اسم ربه فصلَّى).
تسألين: "قلت لي أنك تحاول أن تكون أفضل ممَّا كنت عليه أمس؟ طيب، كيف؟ ولماذا تريد هذا؟"... ببساطة أحاول أن أكون أكثر وأكبر وأفضل في أدائي من يوم للتالي... لست ناجحًا في هذا أغلب الوقت، ولكن التقدم البسيط شيء رائع حتى ولو كان بطيئًا جدا... لماذا أريد هذا؟ لأن الطبيعة تتجه نحو الأفضل، وأنا جزء من الطبيعة، ومُرِيح جدًّا ألًّا أُصارِع قوانين الطبيعة لأنها أقوى من أي شخص فينا، وبالتالي فهو صِراعٌ خاسر وأبله... حذاري من أن تصدقي أن العرف والعادات والتقاليد هي الطبيعة.
موقف محتمل أن يسألك أو يسألني أحدهم:
صحيح هو أبوك وأمك اطلقوا؟ أنا: أيوه.
هو: ليه؟ أنا: دي حاجة تخصهم.. بتسأل ليه؟
هو: مستغرب!.. أنا: متستغربش... كل شيء جايز.
هو: بعد كل السنين دي؟ أنا: كل شيء جايز.
هو: أيوه بس إيه اللي حصل؟ أنا: زي ما قلت لك دي مسألة تخصهم، وهم اللي ممكن تسألهم مش أنا.
هو: لكن كده بيظلموا عيالهم. أنا: ربنا أحَلَّ الطلاق لأنه ساعات بيكون أفضل "عسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم، وعسى أن تحبوا شيئًا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون" صدق الله العظيم.
(أنا في كل ده مبتسم وواخد الأمر ببساطة كأنه شيء عادي زي طلوع الشمس).
هو: أيوة، لكن أتطلقوا ليه؟ أنا: التالتة تابتة... هروح أسألهم وأقول لك لو إنت رحت سألت أهلك عن أسرارهم الجنسية مثلًا وجيت قلت لي.
_ ما الذي يمنعك من تكوين علاقة مع أمك وأبيك كلٌّ على حِدَة؟.. أليس هذا أفضل من الغضب والعنف وتدمير نفسك والانتقام منهما؟ من ناحية أخرى، وللمرة المليون، علاقتهما أو انفصالهما لا يخصك، دعينا أيضًا نتخيل أنك متزوجة من رجل لا تطيقينه، وتكرهينه ويكرهك، وتُتْعِسان بعضكما البعض طوال الوقت، وبينكما الكثير من العنف والكراهية (ربما أنكما تسرَّعْتُما في الزواج، وتوقَّعْتما توقعات غير منطقية من بعضكما البعض، أو تزوجتما لإرضاء المجتمع عن طريق الإنجاب مثلًا)، وتضربان وتُهِينان بعضكما البعض.. أعتقد أنك سوف تريدين الطلاق.. ماذا لو كان أبويك مازالا مع بعضهما في منزل واحد كما تريدين، وقالا لك أن طلاقك سوف يدمرهما ويحطم قلبيهما ويَوْصِمُهما بالعار والخجل أمام أهلَيْهما ومجتمعهما من الأصدقاء والمعارف؟ ما الذي سوف تقولينه وتفعلينه تجاه موقفهما؟ تقولين: "أوليس الطبيعي والعادي أن نكون بين أب وأم؟" نعم هو طبيعي وعادي، ونَقِيضُه أيضًا طبيعي وعادي لأن الطبيعة تقوم على الشيء وعكسه.. كلاهما طبيعي وعادي: الخير والشر، الكفر والإيمان، الساخن والبارد، الغني والفقير، إلخ.. المهم هو ماذا سنختار نحن لأنفسنا، من المهم أن يُكوِّن الإنسان علاقات صحية وجيدة مع الآخرين.. ومن المهم أيضًا أن يقدر على الاستمتاع وحده.. يجب التوازن بين الاثنين.. الحياة فيها كل الألوان ودرجاتها، ولا يمكن حصرها في أبيض وأسود فقط، ولا يمكن اختيار أحدهما فقط.. كل الأديان ترفض العنف والعدوان، ولكن بدون شيء من العنف المُقَنَّن لا يمكننا الدفاع عن أنفسنا ضد المُعْتئَدِي.
في موضوع التقَمُّص: ليس هناك مشكلة عقلية في التقمص طالما أنت واعية أنه تقمص، ولكن توقعك أن يفهم الآخرون أنه تقمص بدون أن تقولي لهم أنه كذلك وبدون موافقتهم على مجاراتك فيه هو أسلوب طفولي يطالب الآخرين بقراءة أفكارك ومقاصدك وفهمها والتصرف واللَّعب معكِ اللعبة التي تريدينها عندما يحلو لك لعبها وبالطريقة التي تريدينها... إن كنت أنت قادرة على قراءة الأفكار والنوايا وما تخفي الصدور بدقَّة وتأكد فلا شك أنك سوف تجدين الإجابة على كل أسئلتك ومناقشة كل خواطرك بدون التَّفَوُّه بحرف واحد أو كتابة جملة واحدة.. أنت لست طفلة، ولكنك تتقمصين دور طفلة، وهو لا يليق ولا يتماشى مع من هي في ذكائك الواضح، الاستخدام الجيد للتقمص هو أن تتقمصي الحالة التي تريدينها لنفسك لكي تتدربي عليها، ولكي تجدي الأساليب العملية لتحقيقها.. مثلًا إذا أردت أن تكوني ماهرةً في شيء ما، فعليك تقمص شخصية من هم ماهرون فيها وتسألي نفسك: "كيف يفكر ويتصرف ويتنفس ويجلس ويمشي ويتكلم من لديهم هذه المهارة؟"، ثم التدرب على هذه الحالة وأفعالها حتي تُحقِّقين المهارة المنشودة في الواقع.
بالنسبة للعب والفرشاة و"توي ستوري" فهذا خيال خصب، وإن كان ما تقولين حقيقيًّا وتستطيع هذه اللعب الحديث فيما بينها، فلماذا يهُمُّك هذا؟ نحن نعيش في عالم المُتَضَادَّات، ونعرف الاشياء بضدِّها، وبالتالي فالمُوَازَنة بينها تؤدي إلى أن يتَّزِن الإنسان في حياته، وأعتقد أن هذا شيء مفيد ومطلوب.
ليست لدي سكرتيرة، وتأتيني الرسائل على البريد الإلكتروني (الإيميل)، وأكتب الردود عندما يتَسَنَّى لي ذلك، وبالنسبة لكورونا فأنا لا أخاف منها.. آخذ احتياطاتي، وأخرج لممارسة الرياضة والعمل والحياة عمومًا... إن مَرِضت ومُتُّ، أو مُتُّ بدون مرض فالأمر سِيَّان.. كل نفسٌ ذائقة الموت، وليس هناك هروب من هذا أو وسيلة لِتَفَادِيه.
لا أشعر بالملل أو الوحدة لأن هناك الكثير في الحياة مِمَّا هو مُسَلٍّ وممتع... المسألة تعتمد على نظرة الإنسان للأشياء، وتوجُّهُه أو أسلوبه نحوها.. الحياة كما وصفها الله لُعْبَة... الملل معناه الغضب الطفولي الناتج عن عدم المقدرة أو المعرفة لكيفية الاندماج في اللعبة، وزيادة المهارة فيها، والاستمتاع بها... بدون وجود تحديات، المخ البشري لا ينتج الكيماويات اللازمة لشعورنا بالمتعة... التزلُّج والدراجة والرقص لها مهاراتها وتحدياتها في محاولة إتقانها... هذا هو ما يُسَبِّب المتعة.... البشر يسعدون وهم يعملون على زيادة مهارة، وتحسين أداء في شيء يرغبونه.
بالنسبة للكتب والأفلام فأعتقد أنك يجب أن تُؤَلِّفي قصصًا وأفلامًا بدلًا من أن أُرّشِّح لك أي شيء.. ما أُحِبُّه هو أفلام الكارتون التي فيها فكرة إنسانية مثل: Up, Kubo, Spirited Away, Soul، وأيضًا أحب أفلامًا غير كارتونية مثل: Lord of the Rings, Hobbit, Last Samurai.
وأخيرًا أرجو أن تجعلي رسالاتك المستقبلية حول موضوع واحد لكل رسالة، فالإجابة على رسالة طويلة يتطلَّب وقتًا أكثر من اللازم.. يجب أن تُعطِيني الفرصة للإجابة على رسالاتك ورسالات الآخرين بطريقة مريحة.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب
ويتبع >>>: كيف أعرف أنه يحبني ؟؟ م4