تناقض
السلام عليكم... أنا بنت عمري 21 سنة، أني كثير مرِّيت بحياتي بمرض الوسواس بكل أنواع الأشياء، ودمَّر سنين من حياتي، وتعالجت مرة واحدة فقط، وبعدا رجعلي مرة بس ما عالجته، فقط تغلَّبت عليه... أريد أعرف هل يعتبر الشيء اللي أُمُرِّ بيه وسواس أيضًا؟
الصراحة بحياتي تعرَّفت على هواي أشخاص، وتقدَّمُوا لي ورفضتهم لأسباب هواي... والعام تعرَّفت على شخص وحبِّيته كثير حتى قررنا نخطب... في بداية علاقتنا كنت كثير معجبة ومتعلقة بيه لدرجة ما توقعتها من نفسي لأني نادرًا ما أتعَّلق بشخص هيك، وأعطيته كل مشاعري، ومرِّينا بهواي مشاكل وظروف، وعرفت شخصيته عصبية وساخرة، وطبعًا أغلب مشاكلنا كانت لها السببين، ومع هذا كُنَّا نتعارك فترة ونرجع وطبيعي مثل أي علاقة، لكن مرَّة كنت محتاجة له، وتعاركنا بوقتها... الموضوع يمكن ما يِسْوَى كان، بس أنا كثير حساسة شخصيتي، وفكرت كثير بيومها، وحسِّيت قلبي يوجعني بوقتها من كثر القهرة وإني أعطيته مشاعر كثيرة وما كان لازم أسوي هيج، وقلت إني تعبت وخلاص بتركه لأنه ما عاد أتحمَّل كثرة المشاكل خاصة جات فترة حضر، والكل نفسيته تعبانة.
من بعدها تغيَّر إحساسي تجاهه رغم أننا رجعنا تصالحنا، بس من وقتها وأنا إحساسي تغيَّر كثيرًا عنَّه، وبكل مرة نتعارك ورا ها المرَّة أحاول أبعد عنه وأنساه وأَكَرِّه نفسي فيه وأدوِّر بعيوبه، لكن هو يرجعلي ويعتذرلي... لحد آخر مره تعاركنا وانفصلنا شهر، أنا الصراحة كثير أشتاقله كل مرَّة أبعد عنه، وأتمنَّى أرجعله، وأقول راح أحاول أكثر ها المرَّة عشانه، ويرجع يرضيني لأنه يحبني كثير الصراحة، وأنا أرضى، لكن ما تطول كم يوم ويجيني ها الشعور اللي يخلِّيني ماني طايقته وأريد أبعد عنه وإنه ما يناسبني وإني راح ألقى اللي يناسبني من بعده، وها الشيء يقهرني أكثر إني بفكر هيج، وأفكاري حيل متناقضة تجاهه، صارت يعني فترة أفكر هيج وأحس، وفترة أرجع أحس طبيعي إني أحبه ومستحيل أبعد عنه وأفرح وأرجع طبيعية، لكن ما بطول ويرجع الإحساس الثاني... بحس بتناقض مو طبيعي بداخلي، سبق وصارحته بها المشاعر وقلتله الأسباب اللي تضوجني منه فيه، وهو تقبَّلها وأعطاني وقت أرجع نفس ما كنت، وغيَّر من نفسه كثير عشاني، وتغيَّر فعلًا وما صارت أفعاله تضايقني، بالعكس صار مثل ما كنت متمنيته يصير، بس ما أقدر أرجع أحس تجاهه نفس الإحساس، وأفكاري تغيَّرت، ويوحد تناقض بداخلي كبير، وويه ها الأفكار أحس بقهر واكتئاب، وبحس بخنقة لازمة بلعومي.
أنا كثير متعذبة من ها المشاعر المتناقضة اللي بداخلي، بتمنى أرجع طبيعية ونفس قبل، وبحبه لأن الحين أنا كثير ظالمته، وما أعرف وش أسوِّي، أخاف أتركه لأني ممكن ما ألقى حد يحبني مثله لأنه كثير يهتملي ويسمعلي وقطعنا شوط طويل سوى... أنا ما أريد أخسره، أريد أعرف سبب ها التناقض اللي فيني، هل هو مرض؟.. وأريد حل لها المشاعر... تعبت كثير، والله أنا صارلي 6 أشهر عايشة بها التناقض، يوم أريده وأحبه و يوم كارهته وما طايقته وخايفة أحبه مثل قبل، وبنفس الوقت ما أريد أخسره...
أحس بخنقة كبيرة من ها الشيء، وأبكي كثيرًا، وأغلب الوقت أتمنَّى أعرف الشيء اللي أريده بوضوح، أريد تكف مشاعري عن التناقض...
تعبت بجد، أريد ترجع حياتي الطبيعية، ماني قادرة أتحمَّل أكثر، وما أريد أظلم خطيبي ويايه.
10/2/2021
رد المستشار
بسم الله الرحمن الرحيم
الإبنة الكريمة "شيماء" حفظها الله، السلام عليكم ورحمة الله وبعد،،،
مرحبا بك في موقع (مجانين) وشكرا لثقتك الغالية، وأعتذر عن التأخرفي الإجابة بسبب كثرة المشاغل والارتباطات.
ابنتي الكريمة : وأنا أقرأ مشكلتك حقيقةً كنت أبتسم، فهذه ليستْ مشكلةً يا بُنيتي، وإنما هي مشاعرُ طبيعية مؤقتة تحصُل مع أغلب الفتيات في البداية، التقلب في المشاعر في مرحلة الخطوبة أمر طبيعي للغاية، ففي لحظات تشعرين أن خطيبك هو فارس الأحلام المنتظر، وفي أحيان أخرى تشعرين أنك في ورطة..!! نصيحتي لك في هذه الحال أن لا تتعجلي في اتخاذ القرار، وأعط لنفسك الفرصة لتشعري شعورا حقيقيا، وبعدها تقررين الاستمرار أم الانفصال لا سمح الله إن لم تشعري بالراحة. وأقول لك إن لكل شخص عيبا ولا يوجد إنسان كامل، عليك أن تركزي على الإيجابيات الموجودة فيه مثل الاحترام والثقة وعدم ارتكاب محرمات، بار بوالديه، يعرف كيفية تقدير المرأة واحترامها، الأمانة الصدق والاجتهاد في العمل والمكسب المشروع الحلال، هذه أمور هامة وما تبقى أنت تعتادين عليه وتتعاملين معه وتغيرينه وتطورينه، فكري بعقلك وتذكري أن لا أحد يجبرك على الزواج وأن القبول حقك وشرط من شروط الزواج.
ولو كنت مكانك لقمت بالآتي:
أولاً: سأبدأ من جديد بطرح السؤال الأهم: هل هذا هو الشاب الذي أرضاه لنفسي؟ هل يحقق الشروط التي تناسبني... نريد إجابة واضحة ومنطقية ونهائية حتى نقفل هذا الموضوع ولا نفتحه مرة أخرى إلا إذا طرأ أمر كبير قد يغير حكمنا على هذا الشاب.
ثانياً: إذا كانت النتيجة إيجابية وكنت راضية عن هذا الشاب فقد حان الوقت لضخ المشاعر الإيجابية وصنع اللحظات الجميلة وإحياء الحب في قلوبنا بعد أن بدأ يذبل. واعلمي أن الحب ليس شعوراً كما يريد البعض إقناعنا، الحب فعل، أن تحب يعني أن تصغي وأنت تساند وتستمع، أن تحب يعني أن تعطي وأنت سعيد، وهناك عشرات الأمور التي تنتظرك لفعلها حتى تعود الحياة لعلاقتكما، لذا أقول لك: إذا كانت النتيجة في صالح خطيبك فتَمَسَّكي به وعضي عليه بالنواجذ، فلا يوجد رجل يفعلُ ما ذكرتِ إلا قليلًا، فلا تهتمي لهذه المشاعر في البداية؛ إذ لا نستطيع الحُكم مِن خلالها على شيءٍ، ولا تتعجَّلي في اتخاذ القرار، فقد تندمين.
واعلمي –يا ابنتي– أن العيش مع رجل لا تحبينه أهونُ من العيش مع آخر لا يُحبك، والمرأةُ -بطبعها- حاجتُها لأن تُحَب أشدُّ مِن حاجتها لأن تُحِب، هذا على أسوأ تقدير، وإلا فإنَّ معاشَرة الكرام وأصحاب الخصال النبيلة تُحتم علينا محبتهم؛ ألم تسمعي بمَن تعلَّقَتْ بشخصٍ وأحبَّتْه، ثم بعد أن تزوَّجتْه كرِهَتْهُ بسبب سوء العِشرة؟! إذًا فالعكسُ أيضًا يَحدُث، وستُدركين ما أقول ولكن بعد حينٍ.
ثالثاً: يجب التسريع بالزواج ففي مثل حالتك وبعد الانتهاء من الخطوتين السابقتين يجب أن تعلني وتسعي إلى إقامة الزواج في أقرب فرصة ممكنة.
ختاماً: احسمي أمرك تجاه هذا الشاب ثم امتلكي العزيمة والإصرار على التخلص من وساوس الشيطان التي تحيرك، وانطلقي في سبيل بناء بيت مسلم ترفرف فيه السعادة والحب والفضيلة واجعلي منه المكان المثالي لتربية أطفال رائعين. هذه هي بهجة الحياة الدنيا وطريق الفلاح في الآخرة فلا تضيعيهما. فوِّضي أمرك لله، وامضي قدُمًا.
وفَّقك الله، وشرَح صدرك، ويَسَّر أمرَك.