هل ده وسواس ولَّا اضطراب هوية؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... مش عارف أبدأ منين ولا منين، فاعذرني يا دكتور لو الاستشارة طوِّلِت معايا أو قُلْتُ أفكاري من غير ترتيب.
أنا شاب عندي 19 سنة، كنت عايش حياة طبيعية جدًّا من أول ما اتولدت لحد اليوم ده (19 أكتوبر 2018)، اليوم اللي جالي فيه الوسواس ده، واللي لحد دلوقتي مش عارف هل هو وسواس ولا أنا عندي مشكلة بجد.
وأنا دلوقتي يا دكتور هقسِّم فترة حياتي إلى ثلاث فترات:
مرحلة الطفولة لحد البلوغ: أنا عِشت طفولة طبيعية، كنت بحس بكوني ولد، وبلعب ألعاب الولاد، وبحب السيارات والكورة، وهوِّيتي سليمة، باستثناء أن حصل لعب جنسي بيني وبين قريبي اللي قدِّي في السن، وده كان قبل البلوغ ولم يستمر بعدها.
مرحلة ما بعد البلوغ لحد الوسواس: الفترة دي كانت طبيعية جدًّا، كنت بهتم بجسمي ولبسي ومظهري علشان أبقى جذَّاب، وكنت بمارس العادة السرية باستمرار (يمكن 3 مرات في اليوم على الأقل)، وكان انجذابي الكامل للنساء رغم أني كنت خجولًا جدًّا ومبعرفش أتكلِّم مع الجنس الآخر، بس كان نفسي أتواصل مع بنت حبِّيتها وأنا في سن الـ15 سنة، وكان حلم حياتي إني أتجوِّزها ويبقى عندي أولاد وأكون أب وأعيش حياة سعيدة في المستقبل.
مرحلة الوسواس: في يوم 19 أكتوبر 2018 حياتي أصبحت كابوسًا بعد ما كنت بقلِّب على فيسبوك لقيت منشور عن شاذ سالب، وفي اللحظة دي جالي وسواس رهيب ومكنتش عارف أعمل إيه... الموضوع فِضل مستمر معايا لشهور، ولكنُّه كان بيقلِّ تدريجيًّا بعدما روحت لدكاترة كتير، لحد ما بقيت أحس إني تحسنت شوية، لحد بعد كده ما يجيلي الوسواس تاني بس عن الهوية الجنسية.
الوسواس ده تاعبني بقالي 3 سنين، ومش عارف أتخلّص منه، والمشكلة إني لحد دلوقتي مش عارف أقنع نفسي هل ده وسواس ولا أنا في مشكلة عندي بسبب قوة الأفكار، يعني مثلًا ببىي قاعد عادي يجيلي أفكار إن أنا من الجنس الآخر، فأحتاج أثبت لنفسي عكس كده بأني أروح أُبُص لنفسي في المِرَاية أو أتكلِّم علشان أبيِّن صوتي الرجولي، وساعات أسأل نفسي علشان أختبر نفسي "هل أنا أنفع أكون راجل ولَّا امرأة؟ وهل أنا أحب أكون راجل ولَّا امرأة؟"، وساعات بلاقي دماغي متقبِّلَة الفكرة عادي، ووقتها بيجيلي جنون وتعب، وبحس بدوخة... وأحيانًا بحس إني راجل طبيعي مفيش مشكلة، مثلًا ببقى ماشي في الشارع بقول لنفسي "هل أنا ماشي زي الرجل ولا المرأة؟" وأسئلة كتير زي كده، وساعات بحط نفسي في المكان المرأة مثلًا (في مُخَيِّلَتِي) علشان بس أتأكَّد هل أنا طبيعي ولَّا لاء.
أنا تعبت من ده كلُّه، بس اللي تعبني أكتر ميولي الجنسية، وبقيت بحس بأحاسيس غريبة، يعني مثلًا وأنا بشاهد أفلام إباحية أو بمارس العادة السرية لما بشوف صدر المرأة بحس بإثارة عادي، بس المشكلة بيجيلي شعور غريب عند صدري (أنا بحس إن الصدر ده عندي!)، وعلشان أقاوم الإحساس ده بنشِّف صدري علشان أحس إني راجل... أو مثلًا الممثلة وهي بتلمس مؤخرتها بحس إني بلمس مؤخرتي!، وبرضو أنا بنشِّف مؤخرتي علشان أحس إني مش شبهها... وساعات بحس إني مكان المرأة مش مكان الرجل، وبحس بقلق شديد وأنا بعمل العادة، فبطلع ومش بكمِّل من شدة الخوف... الحاجات دي مكانتش بتحصل قبل الوساوس، كنت بشوف الأفلام عادي من غير أي مشكلة، ولا حاجة من الحاجات دي كانت بتحصل.
أنا عاوز أعرف دلوقتي هل اللي بيحصلي ده طبيعي علشان أنا تعبت، بقالي 3 سنين في الحال ده، عاوز أعرف هل ممكن الإنسان يجيله اضطراب في الهوية في السن ده؟!
أنا خايف، وساعات بحس إن اللِّي عندي ده زي اللي عند مرضى اضطراب الهوية، خايف أكون زيُّهم... المشكلة إني الفترة الأخيرة بقيت أحس أني لا أُبالِي، يعني بتجيلي الأحاسيس والأفكار ومبقِتش أُصُدَّها وأختبر نفسي زي الأول... هل أنا كده خلاص سلِّمت نفسي؟
أنا عاوز حضرتك تجاوبني على الأسئلة دي وتقولِّي هل أنا طبيعي ود مجرد وسواس ولا لا...
وشكرًا، وآسف على الإطالة يا دكتور.
11/2/2021
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله
أهم ما يميز الأفكار الطبيعية عن الوساوس أن الأفكار الطبيعية غالبا ما يكون الإنسان راضيا عنها وراغبا في التفكير فيها، أي أن الشخص المصاب باضطراب الهوية الجنسية يكون لديه رغبة حقيقية في أن يكون من الجنس الآخر وليس مجرد الخوف من أن تكون لديه هذه الرغبة، أما إلحاح الفكرة على ذهنك وخوفك منها فلا يمثل في الحقيقة اضطرابا في الهوية الجنسية وإنما يمثل وسواسا جنسيا ملحا، مثله في ذلك مثل وساوس العقيدة أو العبادة أو النظافة أو الطهارة أو العد والترتيب إلى آخر أنواع الوساوس، والحل المبدأي للوساوس هو إهمالها وعدم تضييع الوقت في محاولة إثبات خطأها، فأنت رجل بالهوية البيولوجية والاجتماعية وليس هناك ما يدعو أصلا للشك في رجولتك حتى تحاول إثبات خطأ هذا الشك، كما ننصح الشاب بالإقلاع عن مشاهدة الأفلام الإباحية لأنها سوف تساهم في انشغال ذهنه بهذا الوسواس حيث ستفسح المجال للمقارنات التي يعقدها الوساوس بين الشاب وبين ما يراه من الخصائص الجنسية للذكور والإناث المصورين في هذه الأفلام وعليه أن يشغل وقته بما يفيد فإن لم يستطع التغلب على الوساوس فعليه اللجوء للطبيب المختص لوصف العلاج الدوائي والسلوكي اللازم للتغلب على الوسواس
والله المستعان
ويتبع>>>> : وسواس قهري أم اضطراب هوية ؟! م