أعمل إيه؟
سلام عليكم... لو سمحتم أنا أتمنى حد يساعدنى.
أنا حاليًا فاقدة الأمل في كل شيء، يعني هو أنا أصلًا إيه لازمته؟، ولو أنا مصيري النار _والعياذ بالله_ أو الخلود فيها، فأنا أعيش إزاي؟ يعني أصلًا أعيش ليه؟ يعني إزاي أصلًا أجد أي شكل من أشكال السعادة الدنيوية وأنا في بأس عظيم وانتظار مستقبل بشع زي كده؟!
المفروض أني مسلمة، بس أنا لا أُصنِّف نفسي كده... التزمت تقريبًا سنتين في حياتي بعمر17 لـ19، وبعدين جت وساوس سيئة، وبعدين جاهدت، وبعدين تحولت وساوس شركِيَّة، وبعدين سِبْت الصلاة خالص الحقيقة، وكرهت الدين وكرهت نفسي وكرهت عيشتي وكرهت ظلمي وكرهت الدنيا وكرهت الآخرة وكل كل حاجة، أنا بَكْرَه إني جيت وبكره إنِّي هموت وبكره ذنوبي و بكره عِنْدِى وبكره نفسي وبكره قسوة قلبي وتَكَبُّري.
أنا من الآخر أرى نفسي إبليس، والله أنا أحسب نفسي عند الله شيطان عنيد حقير... وعارفة إن ربنا بيكرهني، وإنه أَزَاغ قلبي نتيجة لِشَرِّي... بحاول أستغفره حاليًا وأنا 30 سنة، وأدعوه أن يُزِيح عني الشرك والكفر، بس أنا فاقدة الأمل، وفي نفس الوقت مش عايزة أدخل النار، أو على الأقل أَخْلُد فيها!.
أعمل إيه بقى؟..
زهقت وتعبت.
13/2/2021
رد المستشار
للسائلة نقول: هَوِّني على نفسك فالأمر أبسط من ذلك، وليس هناك أحد يمكن أن يحكم عليكِ بالتَّعَاسة إذا كنتِ أنتِ قررتِ أن تكوني سعيدة في الدنيا والآخرة.
من الواضح أن هناك أفكار وسواسية واكتئابية مُسَيْطِرَة عليك، وتُوقِعُك في وهم اليأس والتَّعاسة، بينما الواقع مختلف عن ذلك... الواقع يقول أنه لا أحد يعرف مصيره وقَدَرَه على وجه اليقين، ومن العَبَث وتَضْيِيع الوقت أن يحاول الإنسان التنبؤ بما سيكون عليه أمره في المستقبل سواء في الدنيا أو في الآخرة لأن الإنسان ببساطة ليس لديه القدرة على التنبؤ بالمستقبل، ولأَنَّ في ذلك مضيعة للوقت في شيء لا جدوى منه، والأولى من ذلك أن نستغل فرصة الوجود والحياة التي أُتِيحَت لنا في محاولة أن نعيشها بشكل جيد، وأن نعمل فيها أعمالًا جيدة تنفعنا تنفع غيرنا، فإذا قمنا بذلك فنحن على الطريق الصحيح الذي يُوصِلُنا للسعادة في الدنيا وفي الآخرة كذلك.
ومن المهم جدًّا أن نعرف أننا لسنا مسؤولين بشكل كامل عن كل ما يدور في ذهننا من أفكار، خاصَّةً الوساوس التي تُقْحِم نفسها في أذهاننا دون رغبة مِنَّا، ومن أَشْهَرِها الوساوس الدينية والعقائدية التي تُلِحُّ علينا بسب الذات الإلهية وغير ذلك من الأفكار.
يجب أن نعرف أن هذه الوساوس لا تجعل مِنَّا كفَّارًا، ولن يحاسبنا الله عليها لأننا ببساطة لا نملك السيطرة عليها، و هناك نصوص دينية تؤكد ذلك وأن الإنسان لن يحاسب على ما دار في ذهنه من أفكار، وإنما يُحاسَب على أعماله الجيدة أو السيئة فقط.
فإذا كانت المشكلة الأساسية هي تلك الأفكار فلتتجاهليها تمامًا، ولتعيشي حياتك على الدين الذي اخترته، ولا أحد يطالبك بشيء أكثر من أن تفعلي الخير ولا تؤذي أحدًا، وأن تُؤدِّي الفرائض الأساسية في الديانة التي اخترتيها وهي أشياء بسيطة وميسورة... فلتَطْرُدي الأفكار السلبية من رأسك، ولتبدأئي حياةً جديدة دون توقُّعَات وتَكَهُّنات، إنما بخطوة نحو الاتجاه الصحيح تتلوها خطوات، فإن لم تقدري فاستعيني بالطبيب المختص ليصف لك الأدوية المناسبة التي تُعِيد التوازن إلى الحالة الكيميائية للمخ بما يساعد في طرد الوساوس والأفكار السلبية والاكتئابية، وكذلك العلاج المعرفي السلوكي الذي يساعدك في تصحيح أفكارك واستبدالها بأفكار إيجابية.
والله المستعان.
ويتبع <<<<<: وسواس الكفرية: إعفاء من المسؤولية! م