السلام عليكم...
أتمنى أن تجيبوني على تساؤلاتي لأني سأُجَن. فأنا منذ مدة طويلة أعاني من مختلف الوساوس... ومؤخَّرًا جاءني وسواس الدعاء على الناس، وأخاف أن أكون السبب في موتهم أو إصابتهم بمكروه... واليوم عندما أَفَقتُ على وسواس (ولا أدري إن كان وسواسًا) وهو أني أصبت العديد من الناس بالعين سابقًا بسبب عدم قولي "ما شاء الله".
أنا جَدُّ خائفة ولا أعرف ما العمل لأنني عندما أفكر لا أتوَصَّل إلى ما يُفَنِّد ما أفكر فيه.
مؤخرًا التقيت مع امرأة، وكانت تتحدث عن زوجها وعلاقتها معه، وقلت في نفسي "انظري إلى طريقة تعامل زوجها وعلاقتهما"، ولا أدري إن كنت قلت "ما شاء الله" أم لا، وبعدها بأيام مرض زوجها بالكورونا وتُوُفِّي.
بارك الله فيكم أجيبوني
فعقلي مُشتَّت ولا أقدر على ترتيب الأفكار.
21/1/2021
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته، وأهلًا وسهلًا بك أختي على موقعك
إن الإجابة العقلية على وسوستك موجودة، لكن المشكلة أن المنطق بمفرده لا يذهب الوسوسة، وإنما على الموسوس أن يتجاهل مستندًا إلى الرد العقلي المنطقي، وأن يصبر على القلق، وتشتيت الأفكار، إلى أن تزول الوساوس.
هل أنت فعلًا تقومين بالدعاء على الناس؟!!! لنفرض أن الوسواس قهرك إلى درجة أكرهك فيها على النطق بالدعاء، فهذا ليس بدعاء أصلًا، وإنما حركات لسان لا إرادية، فكيف سيستجاب؟
ولنفرض أن إنسانًا غير موسوس، دعا على شخص بإرادته فالدعاء غير مؤكد الإجابة في الدنيا 100%، وما يدريك أن المصيبة التي أصابت فلانًا من الناس كانت بسبب دعائك لا لسبب آخر؟!!! الأصل أن الإنسان بريء الذمة حتى يثبت ما يدينه، سواء عند العباد أو عند الله تعالى. ونفس القاعدة تنطبق على خوفك من الإصابة بالعين.
ثم إن الدعاء على الآخرين ليس جريمة، ولم يرد لا في القرآن ولا في السنة ولا في أي من قوانين الأرض أن من دعا على شخص آخر فهو مؤاخذ إن أصيب الآخر بضرر!! إما أن يكون من دُعي عليه ظالمًا، فالدعاء عليه مشروع، وإما أن يكون مظلومًا فالله لن يستجيب الدعاء وستنقلب الدعوة على من دعاها!
وسواسك هذا مغرق في الغرابة! لدرجة أن البرهنة على بطلانه أقرب إلى البرهنة على البديهيات، ولهذا لم تتوصلي إلى شيء تفندينه فيه. أنت كمن يشك أن 1+1=2 .
مجرد ورود فكرة على الذهن، لا يعني نهائيًا أنها تحققت، هذا من أجلى البديهيات المنطقية، ولهذا أنا التي أطالبك ببرهان على صحة وسواسك، وأتحداك أن تحضري دليلًا منطقيًا واحدًا.
إن كان كلامك صحيحًا، فأنا أترجاك أن تقومي بالدعاء على نتنياهو وأمثاله أن يخسف الله بهم الأرض، وأن تصيبيهم بالعين على هذه المخططات الماكرة التي يبتكرونها ويستطيعون تنفيذها، فتكون القاضية وننتهي من شرهم. إن استطعت أن تنفذي هذا فسأستسلم وأقل لك إنك على حق!!
لا سبيل لخلاصك إلا تجاهل هذه السخافات، سواء شعرت بالطمأنينة بعد كلامي هذا أم لا. ولا تبحثي عن حل آخر.
أعانكِ الله وشفاكِ