لعب جنسي؟ أم فضول؟ أم استغلال؟
قصتي بدأت بِتَعَرُّضي للتحرش من قِبَل إنسان بالغ (وهو بالمناسبة ابن عمتي)، كان عمره حوالي 28 سنة، وكان عمري تقريبًا 10 سنوات أو 9 أو قريب من 11 لا أتذكر بالضبط، ولكن ما أذكره أنَّه في منزلهم، وطلب مِنِّي نَزْع سروالي وأن أَدَعَه يلمس رجلي ويتَحَسَّسه وأنا لا أعلم ماذا يحدث بالضبط... بعد محاولات وخوفي أن أدعه فعل ذلك، وسمحت له بذلك، ولكن الحمد لله تجسَّد له أحدٌ يراقبه حتى توقف عن فِعْلَته، واستغليت ذلك وهربت، ونسيت ذلك ولم أُعِر اهتمامي بما حدث... وبعد عامين أعاد معي نفس الشيء، ولكن وأنا نائم حتَّى استيقظت، وفعل نفسه كأنَّه لم يفعل شيء، المهم لم أُعِر أيَّ شيء بما حدث لي.
حتَّى بلغت من العمر 19 سنة وتذَّكرت ذلك فجاءتني الصدمة أنني تَمَّ التحرش بي واستغلالي جنسيًّا، وصُدِمْتُ بعدما تذكرت ذلك، وعانيت من "اضطراب ما بعد الصدمة"، وعانيت من تأنيب ضمير بأنني سمحت له بذلك، وكرهته لِمَا فعله بي لأنه خدعني وفعله بقصد وهو واعي، وفوق ذلك أنه إنسان مُتَدَيِّن ظاهِرِيًّا، وعرفت أن لِحْيَتَه ومَظْهَرَه وسيلة لِيَخدع الأطفال ويتحرَّش بهم، ولن أسامحه على ذلك، ومنعته أن يقترب من بيتنا مرة ثانية للحفاظ على إخوتي الصغار منه، وحفاظًا على نَفْسِيَّتِي أيضًا، ولكن ليس هذا المشكل الذي أوَدُّ أن أطرحه عليكم.
مشكلتي أنِّي بعدما تخلَّصْتُ من الاكتئاب الناتج من هذه الصدمة وبدأت التعافي منها أنني تذكرت حادثة أخرى هي أنَّني أنا تحرَّشْتُ وفعلت هذا الفعل المُشِين عندما كان عمري حوالي 14 أو 13 ونصف، حيث طلب مني طفل كان عمره حوالي في ذلك الوقت 16 سنة أو 17 أن ألمس ابنة عمي، وقال لي "هذا شيء عادي، افعله لأنك صغير، استغل الفرصة"، وللأسف أخذت بكلامه ولَمَسْتُها، ولكن لم أُكْمِل لمسها الحمد لله، جربت فقط وبمجرد وضعي ليدي أبعدتها، وعلمت أن هذا شيء خطأ، وكان عمرها نفس عمري... وعندما ذهبت لمعالجة نفسية قالت لي أن هذا لا يُسَمَّى بتحرش، وأن هذا كان نتيجة فقط لفضول ليس إلَّا... عانيت كثيرًا من تأنيب ضمير، وشعرت بالخزي مِمَّا فعلته، وأحسست بأني ظلمتها، ولكن مع الوقت بدأت أتعافى من هذا بفضل ما قالته لي الطبيبة.
لكن تذكرت حادثة أخرى لا أعرف بالضبط متى (ولكن كان عمري حوالي 13 ونصف أو 14، لا أعلم، ممكن حتى قبل 13)، وكانت أنني رأيت ابن عمتي نفسه الذي تحرش بي حاول عِنَاق أختي الصغيرة ولمسها ولكن لم يُفْلِح في ذلك، وأنا لم أفهم ما جرى وما يريد أن يَصِل إليه، ولكن أذكر في تلك الأيام نفسها الَّتي كان عمري بها حوالي 13 سنة كنت ألعب مع أختي الصغيرة التي أَكْبُرها بثمانية سنوات أني عانَقْتُها وقَبَّلْتُها مثلما كان يحاول ابن عمتي أن يفعل، ولكن أنا فعلت ذلك، وعندما لمستها من الخلف وأنا أعانقها شعرت أنني فعلت شيئًا سيئًا جدًّا، وأبعدت يدي، وفي نفس اللحظة من العناق نزل مني السائل نتيجة لِعِنَاقِها (يعني أنني بالغ حينها، عمري 13 ونصف)، ثم عند تقبيلي لها شعرت بتأنيب ضمير عندها، وطلبت منها السماح لأنني لمستها من غير عمد، وارْتَعَبْت عندها ولم أَعُد لذلك...
وعندما حكيت هذا للطبيبة قالت لي "هذا أيضًا يعتبر لَعِبًا جنسيًّا لا تَحَرُّشًا"، وأنا أَتَوَسْوس تجاه رأيها لأن اللعب الجنسي يتم بين أطفال الفارِق لا يجب أن يكون 5 سنوات، ولقد قرأت هذا في الكثير من المقالات أنه عندما يكون الفارق أكبر من ذلك يكون هذا استغلالًا، وأنا أَكْبُرُها بـ 8 سنوات، هل هذا يعني أنني صِرْتُ مُتَحَرِّشًا واستغللت أختي؟ أم أن هذا كان لَعِبًا وغير مقصود؟ لا أدري لماذا فعلت ذلك!.. هل كان نتيجة لتَعَرُّضي للتحرش أم فضولًا؟ لماذا نتألم لتعرُّضنا للتحرش، وفي نفس الوقت نُقَلِّد تلك الأشياء ونتحمل مسؤولِيَّتها لِيَصِير الألم ضِعْفَين؟!
لقد فقدت الثقة في نفسي وفي الحياة، ولا أعلم كيف أُخْرِج نفسي من هذا الشيء، وأحيانًا أشعر بأني مجرم لاقترافي هذا الشيء، لا أعلم أين مصيري، إلى أين، هل سَأُجَن من حالتي أم سيحدث لي شيء آخر؟
أنا أدرس، ولكن لم أستطع أن أكمل نتيجة لاكتئابي والوسواس الذي أعاني منه... أرجو أن تَرُدُّوا على أسئلتي بأن تصارحوني بأن تلك الأفعال كانت ناتجة عن اضطراب مني أم أن هذا شيء وارد حصوله ولا يُعْتَبر مشكلة، أم يعتبر تَحَرُّشًا واستغلالًا بالرَّغم أنني لم أَعُد لفعل ذلك الشيء، وبعدها كانت معاملتي مع أختي طبيعية، وكنت أُقَبِّلُها وأُعَانِقُها على أساس الأُخُوَّة وليس لغرض ما، حتى إذا أحسست بشيء من المتعة أبتعد ولا أُقْحِمُ نفسي في هذا...
ساعدوني أرجوكم...
ماذا أفعل لأتخَلَّص من هذا الوسواس وتأنيب الضمير القاتل، وأُكْمِل حياتي كما كانت؟
21/2/2021
وفي اليوم التالي أرسل يقول:
لعب جنسي؟ أم فضول? أم استغلال؟
هل إذا تم تفاعل جنسي بين طفل عمره 13 سنة وطفل أصغر منه بـ 8 سنوات يُعْتَبَر تَحَرُّشًا أم فُضُولًا ولَعِبًا؟.. مع العلم أنه كان غير متكرر، ولم يتمادى في فعل ذلك، يعني عند اللَّمْس لم يُكْمِل في فعله وشَعَر بالذنب أنه لم يكن يعلم أنا هذا يُثِيرُه أو كانت هناك مشكلة وانحراف في السلوك.
أرجوكم أفيدوني...
أنا أنتظر رَدَّكُم.
22/2/2021
رد المستشار
صديقي
كل ما ذكرته عن الماضي يجب أن تعتبره من قبيل الفضول والجيد في الموضوع أن لديك ضميرا يؤرقك ويجعلك تشعر أن مثل تلك الأفعال هي أشياء قبيحة ومريضة ومذمومة عندما تصدر من شخص أكبر أو في موضع المسؤولية نحو شخص أصغر ليس لديه المعلومات أو الوعي الكافي لكي يشترك في الفعل بمحض إرادته ورضاه.... ولكن ليس هناك داع للاستمرار في تأنيب نفسك على الماضي.... عليك أن تفهم ما تعلمته من أحاسيسك ومشاعرك وقراءاتك وبناء عليها تقرر اتجاهك وتمضي إلى ما هو أفضل.
تتساءل لماذا نقلد ما تألمنا منه مثل التحرش أو العنف أو أي شيء آخر.... الأمر يرجع إلى الفضول ورغبة الإنسان في اختبار الأشياء من عدة زوايا ومواقف: موقف الضحية وموقف الجاني وموقف القاضي وموقف المنقذ.... تركيزك على أي شيء بمقدار كبير من المشاعر (سواء سلبية أو إيجابية) يجعلك تتجه نحو هذا الشيء أكثر فأكثر..
نحن نتجه نحو ما نركز عليه وخصوصا إن صاحب هذا التركيز مشاعر قوية.. مثلا من قال أن النحافة هي عنوان الجمال وأصبحنا نكره أن يكون في أجسامنا أي نوع من الشحم أو السمنة أو الوزن الزائد.. ننظر في المرآة ونكره ما نراه عيبا فينا فيزداد وعينا به ونضخم حجمه في أذهاننا ونحس به أكثر مما يحس به الآخرون.. ومن ناحية الوزن بالذات، فالتركيز على الوزن الزائد بكراهية خلق صناعة الحمية أو الدايت وجعل بعض الناس مهووسين بإنقاص الوزن ويصارعون فيه بدون جدوى..
ما نعتقده في داخلنا سوف نتجه إليه ونحققه لا محالة.. وما نكرهه داخلنا سوف نتجه إليه ونواجهه لا محالة لو ركزنا عليه أو على الصراع معه.. الحل هو أن نتجه نحو ما نريد بدلا من أن نصارع ما لا نريد.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب
ويتبع>>>>> : لعب جنسي ! أم تحرش ؟! الشعور بالذنب م