وسواس قهري أو حديث نفس لا حساب!
الوسواس القهري
السلام عليكم... أنا شخص مصاب بالوسواس القهري، عندما أقوم بالاستمناء (في لحظات القذف) أحيانًا تأتيني أفكار بسب الله _عز وجل_، ولكن أنا أعلم أنها من الوسواس، ولكن الذي حصل لي أمس أنَّنِي قلت في نفسي "حتى ولو لم تكن من الوسواس، فأنا مَعْذُورٌ لأن الشهوة أذهبت عقلي"، والكارثة الكبرى أنَّه في نفس اللحظة وفي قمة الشهوة اعدت الفكرة للمرة الثانية على أساس أنني مَعْذُور بسبب الشهوة، أي أنني أَعَدْتُها للمرة الثانية بحكم أنني غير مُؤَاخذ بها بسبب الشهوة، فسَبَبْت الله في نفسي، ولكن هذه المرة عن قصد لأنني قلت أنَّ هذا بسبب الشهوة وليس بسبب الوسواس، ولكني في نفس الوقت أَحِسُّ أن الوسواس هو من ضغط عليَّ لأُجَرِّب هذه الفكرة وأنها ليست مني.
وأنا الآن أكاد أُجَنَّ، فأنا كَارِهٌ لنفسي ولا أعلم هل كنت أنا أم الوسواس القهري... وهل عليَّ شيء؟..
أعلم أن الاستمناء حرام، ولكني أريد معرفة حكم تكرار هذه الفكرة. فأنا أَكْرَه جدًّا هذه الأفكار، ولا أعلم هل الفكرة الثانية مِنِّي أم من الوسواس.
23/2/2021
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته، ولا أدري هل أُرَحِّب بلمياء الأنثى، أم بشخصٍ آخر ذَكَر كتب الرسالة كلها بصيغة المُذَكَّر!.
ما علينا، المهم أن ما تشكو منه هو الوسواس، وفقط الوسواس، سواء الفكرة الأولى أو المُكَرَّرَة، ولهما الحكم ذاته: "لا مُؤَاخَذَة عليهما لأنهما وسواس".
ثم أَسْتَطْرِدُ وأُنَبِّه على قاعدة فقهية وهي: "الرُخَص لا تُنَاطُ بالمعاصي"، أي التَّخْفِيفَات والتَّرْخِيصات لا تتعَلَّق بفعل المعصية، فلو فَرَضنا جدلًا أن الشهوة قد تكون عُذرًا في شيء ما، إلَّا أنها لا تكون كذلك عندما تستدعيها بطريق حرام (أي بواسطة الاستمناء)، لأن الحرام لا يكون سببًا للتخفيف...... مثل من شرب مُسْكِرًا عن طريق الخطأ فذهب عقله، تسقط عنه الصلاة لأنه غير عاصٍ بذهاب عقله، أمَّا من شرب مُسْكِرًا عَمْدًا فذهب عقله، لا تسقط الصلاة عنه، ونُطَالِبُه بالقضاء، لأنه عاصٍ بإذهاب عقله، والرخص لا تُنَاطُ بالمعاصي.
وفقك الله.