وسواس قهري الشبهات : قلق أم وسواس ؟ م7
لا أستطيع التحديد
فمثلا على سبيل المثال، فكرت اليوم بـ"وسواس الخوف من عدم النوم" وكيف بدأ معي الأمر والقلق الذي ساورني في البداية.وقلت لنفسي أنني عمليا لم أعد أشعر بالقلق بشكل حقيقي ولم أعد أخاف من عدم النوم مثل السابق بل الذي بقي لدي هو الأفكار الوسواسية عن النوم، ولكن مباشرة قفزت فكرة برأسي محتواها أنه "لماذا لم تعودي تشعرين بالقلق وأنت لديك وساوس الخوف من عدم النوم؟، وكل شخص لديه هذه الوساوس يشعر بهذا الخوف والقلق...... وبدأت أفكر ماذا لو عاد الخوف والقلق هذا في المستقبل؟ ولماذا أصلا بما أنني أعاني من وسواس الخوف من عدم النوم، لماذا لم أعد أقلق مثل السابق، وهل يجب علي فعلا القلق والخوف من عدم النوم؟"
وأنا أعلم تماما أن الأمر سخيف، وأنني تخلصت نوعا ما من ذلك القلق الذي كان يراودني من عدم النوم، وربما إن عاد هذا القلق سيعود بشكل نادر ومتقطع بين فترات طويلة ولكن الأمر الذي دفعني لعدم النجاح بتجاهل هذه الفكرة هو أنني لا أستطيع تحديد إن كانت هذه المحادثة، هي قلق من عودة الخوف من عدم النوم، أي لها علاقة باضطراب القلق، وحينها لا يجب علي تجاهلها لأن كبتها يؤدي إلى مشاكل وخيمة، أم هي فكرة وسواسية يجب علي تجاهلها.
وهنالك العديد من الأفكار التي تأتيني، التي أتحير ولا أستطيع تحديد ما إن كانت قلق، أم وسواس يجب تجاهله، فماذا أفعل؟
إن أخبرتموني ما هو نوع هذه الأفكار سيكون الأمر سهلا علي
23/2/2021
رد المستشار
الابنة الفاضلة "رحيق" أهلا وسهلا بك على موقعك مجانين وشكرا على ثقتك، ومتابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.
سبحان الله قلت في متابعتي السابقة معك (أتخيل أنك لو لم تجدي ما تقلقين وتحملين الهم بشأنه فستقلقين من عدم وجود أي شيء يقلق....... لا يوجد أي داعي لهذا التوجس والتخوف من انتظار 3 شهور ليبدأ العلاج) وكان ذلك من حوالي أسبوع.... فإذاك تقولين أو أقرأ أنا ما قلته أنت خلال أيام من ردي الذي لم يصلك، فإذاك توسوسين (لماذا لم تعودي تشعرين بالقلق وأنت لديك وساوس الخوف من عدم النوم) وتوسوسين (لماذا لم أعد أقلق مثل السابق؟؟).... أي يقلقك أنك لا تقلقين!!!.... وتسألين (وهل يجب علي فعلا القلق والخوف من عدم النوم؟) وهذا = هل يجب علي الانصياع للفكرة الوسواسية؟.... يعني كأنك تسألين هكذا سؤال.... وظني أنك تعرفين الرد.... ما يجب عليك هو إهمال وتجاهل الأسئلة الوسواسية التي تستعبدك.
وأما موضوع القلق وكبت القلق الذي تظنينه عفريتا أو متحولا سيلتهم حياتك فإنه بصراحة أمر مستفز أن أراك تعتبرين عملية يقوم بها الإنسان العادي عدة مرات على الأقل يوميا وهي "كبت القلق" تعتبرينها أنت مأساة مروعة وفاجعة مزلزلة..... حين تقولين (لا أستطيع تحديد إن كانت هذه المحادثة، هي قلق من عودة الخوف من عدم النوم، أي لها علاقة باضطراب القلق، وحينها لا يجب علي تجاهلها لأن كبتها يؤدي إلى مشاكل وخيمة، أم هي فكرة وسواسية يجب علي تجاهلها) فمن أين جئت بأكذوبة المشاكل الوخيمة التي تحدث لو أهملنا القلق!!؟؟!! لا حول ولا قوة بالله... إن ملايين البشر يعيشون مع القلق سنوات ولا تحدث لهم أي مشاكل وخيمة.
وأما تفريق فكرة وسواسية من فكرة قلقية فرغم أنه عملية يتقنها كل متمرس في الطب أو العلاج النفساني إلا أن الأمر ليس سهلا بالنسبة لكل الناس فضلا عن الموسوسين فالوسواس هو حدث عقلي أو فكرة مزعجة تسبب القلق (وربما مشاعر أخرى معه) وغالبا تدفع الشخص لقهر ما لتخفيفه... والفكرة المقلقة هي فكرة مزعجة تسبب القلق وتوصف بالوسواسية أحيانا لأنها غالبا ما تدفع إلى طلب الطمأنة وهو يشبه القهر(وإن لم يكن قهريا في حالة القلق المتعمم أو حمل الهم) كما في اضطراب الوسواس القهري...
البنوتة الحلوة التي تريد أن تلتفت لحالها ودروسها تلتقط خيط التجاهل وتعتبره سلاحا في وجه الوسواس والقلق..... يعني يا يا بنتي تجاهلي كل ما يرد إلى ذهنك من أفكار حول موضوع وسواسك بما في ذلك القلق من عودة الخوف من عدم النوم... فهذا بالأساس تنويعات من الوسواس لا أكثر.... وحتى لو كانت الفكرة مرتبطة بالقلق لا بالوسواس فلا يضيرك تجاهلها، ولا أظنك أحسنت قراءة مقال : نحو فهم للقلق المتعمم والتفاهم معه.... فكرري قراءته... ولا تقلقي من فترة الانتظار حتى تحصلي على التقييم والعلاج النفساني.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.
ويتبع>>>>>>>>> : وسواس قهري الشبهات : قلق أم وسواس ؟ م9