ابنتي
ابنتي شكَّت أنها أدخلت شيئًا في مِهْبَلِها، ولكن لم أتأكد، حيث أنها بعد دخولها للحمام غَسَّلت لها وتركتها بالمنشفة، وكان في يدها قدَّاحة تلعب بها، وعندما أتيت بملابسها لأُلْبِسَها وجدت المنشفة في الأرض، ولم أسمعها تتألَّم، وعندما ألبستها ملابسها تبوَّلت على نفسها، وغسَّلت لها ولم تتألم، ولم أعرف هل كان هناك دم أم لا... كيف أتأكد؟..
مع العلم أنني أعاني من الوسواس القهري، وأخذت ابنتي عدة مرات للطبيبة...
وهل هناك علامات مثل الألم؟
1/2/2021
رد المستشار
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الكريمة "مينوشة" حفظها الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واختيارك لخدمة استشارات مجانين بالموقع، وإنه لمن دواعي سرورنا أن تبحثي معنا عن حل لمشكلة تواجهك؛ فمرحبا بك على موقعك.
أرجو أن تقرئي معي النقاط التالية:
ليس من السهل فض غشاء البكارة، لا عن طريق التفكير، ولا عن طريق الاستثارة، ولا بغيرها من الوسائل الظاهرية؛ وابنتك لم تتألم، ولم يخرج منها دم، ولا يوجد دلائل تشير إلى حدوث أذى لغشاء البكارة، فكوني مطمئنة.
أودُّ أن أسأل: هل تشعرين بضغط هذه الأفكار عليك، أي: أفكارك حول غشاء البكارة لابنتك؟
بمعنى آخر: هل تحاولين جاهدةً طرد هذه الأفكار، وإقناع نفسك بكل الحجج، ومع هذا تبقى ملحَّةً عليك، وتعاودك مرةً بعد أخرى؟ هل تشعرين بصعوبة في مقاومة التفكير في هذا الأمر؟ إذا كانت الإجابة: نعم؛ فنحن هنا نتحدث عن صورة من صور الوسواس القهري، والمعروفة باسم وسواس البكارة، وهو أحد الأشكال الشائعة في ثقافتنا، وتختلف كثيرا الأسباب المتخيلة لحدوث أذى لغشاء البكارة ما بين التعرض للتحرش في الصغر، أو ممارسة الاسترجاز (العادة السرية في البنات)، أو كثرة الحك أو الهرش في المنطقة التناسلية لأي سبب من الأسباب، أو التعرض لتيار ماء قوي أثناء الاستنجاء، أو إدخال الإصبع في فتحة المهبل لمعرفة نزول الطمث أو انقطاعه والتأكد من ذلك، أو الشك في دخول جسم غريب قد يتسبب في حدوث أذى للغشاء. وتختلف أيضا ردود أفعال الأمهات حيال هذا الموضوع كثيرا، فمنهن من تكتفي بسؤال الطبيبة، وتطمئن لردها وينتهي الأمر، ومنهن من يصبح الأمر بالنسبة لها وسواسا قهريا بحق.... ورغم أن الفكرة التسلطية واحدة هي ربما تعرض غشاء البكارة للأذى إلا أن الفعل القهري يختلف كثيرا ما بين قهر التفحص والذي يعني التأكد وتكرار التأكد بالفحص، وقهر طلب الطمأنة، وقهر التحاشي...... الخ
السؤال الثاني: هل تشعرين بأن هذه الأفكار بدأت تؤثِّر في حياتك؟ بمعنى: أنك تشعرين بالتعب منها، وتمضين وقتاً طويلاً في التفكير فيها على الرغم من محاولتك لإبعادها عن ذهنك؟ إذا كان الأمر كذلك؛ فيجب أن تزوري أحد الأطباء النفسانيين لمساعدتك، وإعطائك العلاج المناسب
الأخت الكريمة : عليك أن تطمئني؛ فلا شيء يدعو للقلق في هذا الموضوع لأن الغشاء لا يتمزق إلا بالجنس الاختراقي أي أن يدخل شيء ذو كتلة متماسكة عبرالمهبل ضاغطا لاختراقه، وعليك أيضا أن تتوقفي تماما عن القلق والتساؤل وإجراء الفحص المتكرر لابنتك سواء ذاتيا أو عن طريق الطبيبة، وأن تطلبي عون الله أولا ثم عون الطبيب النفساني ثانيا لحل مشكلتك، وأن تهتمي بحلها، فالتي تشك بعد الكشف على الغشاء والطمأنة من الطبيبة هي دائما مريضة وسواس قهري، وحالتك بالأساس حالة اضطراب وسواس قهري وليست مشكلة قلق على عذرية ابنتك.
وفَّقك الله إلى كل خير، ولك كل التقدير.
ويضيف د. وائل أبو هندي الأخت الفاضلة "مينوشة" أهلا وسهلا بك على مجانين، وشكرا على ثقتك، ليست لدي إضافة بعد الإجابة الرائعة للمستشارة د. رشا حسني علي، سوى أن أشير إلى أنك لم تذكري كم سن ابنتك؟ لكن فهمنا من السياق أنها ما تزال دارجة تعتمد عليك في لبس ملابسها، ويجب في هذه الحالة أن تنتبهي إلى كم الإيذاء النفسي للبنت الصغيرة عند توقيع الكشف عليها للاطمئنان على الغشاء سواء قمت به أنت أو طبيب/ة هذا فضلا عن تأثير خوفك المتنامي وتوجسك اللامحدود عليها، فإن لم تكوني أحسنت العلاج من الوسواس القهري لأجل نفسك فاعلمي أن أذاه الآن يمس ابنتك بشكل مباشر.... تحركي إذن في طلب العلاج وتابعينا بأـخبار طيبة.