مساء الخير
دائمًا ما يتَّهِمُني الناس بأني جريئة مع الرجال، خصوصًا بعد طلاقي منذ 19 سنة... قد يكونون على صواب لأني أحسست بفراغ كبير، رغم أن زوجي كان كُلَّما دخل البيت وجده مُنَظَّمًا ومُرَتَّبًا ونظيفًا، والحمد لله على ذلك، وكنت أُوَجِّهُ الخادمة، ولولا توجيهي لها وأمر ي لأصبح البيت فَوضَيًّ.
أما جرأتي مع الرجال فكانت بسبب الفراغ العاطفي وعدم وجود الأمان والمَحَبَّة الأسرية في البيت...
وعندما توفيت أمي شعرت بفراغ أكبر، وزادت نفسيتي سوءً، وأصبح عندي تَسَخُّط من كل شيء.
31/1/2021
رد المستشار
أهلا مدام "ناهد"
عظم الله أجرك وأحسن عزائك في والدتك، رحمها الله وجزاها وجميع الأمهات خير الجزاء في الدنيا والآخرة. يبدو أنك تقفين لحظة مراجعة مع نفسك بعد وفاة والدتك ومع وقوفك على أبواب الأربعين، لحظات ليست سهلة لكنها مهمة وملهمة في الحياة.
ألم الفقد هو أقصى ألم نفسي يستطيع الإنسان تحمله رغم أن. الفقد سنة من سنن الكون، يعتمد تعاملنا معه على مدى صلابتنا النفسية وأسلوبنا الذي طورناه عبر السنين في التعامل مع صنوف أبسط من الفقد مثل تعود الفطام وفراق الأصدقاء، نعم بنظرة عميقة ستجدين أنك قد عانيت الفقد بأشكال مختلفة في حياتك سابقا وإن لم يكن بهذه الدرجة من الألم أو العمق أو الأهمية ربما، لكن نعم عشت الفقد سابقا. عودي عزيزتي وانظري كيف توافقت وتعايشت مع حالات الفقد السابقة، فإن وجدت أن طرقك السابقة لم تحقق لك الراحة عليك بالبحث عن طرق جديدة.
شعورك بالسخط تعبير انفعالي عن مجموعة من الأفكار لديك تحتاجين لمراجعتها، وهي غالبا أفكار سلبية غير منطقية ولهذا تسبب لك الألم فاعملي على التخلص منها.. في حالتك فقدان والدتك قد يكون فقدان لمصدر الدعم أو الرفقة، حددي ما الذي فقدته بفقدان والدتك واعملي على إيجاد مصادر بديلة له, نعم تقدم الأمهات نوعا من الحب غير المشروط لكن في الحياة هناك مصادر أخرى للحب قد يكون حب الزوج أحدها ولكن بالتأكيد ليس الوحيد. بعد حب الأمهات يأتي حب الذات كمصدر للدعم النفسي، أحبي نفسك كما هي وعدلي منها ما يزعجك. لا تلتفتي لكلام الناس كثيرا بل طبقي قيمك الدينية والأخلاقية في سلوكك كي تشعري بالراحة النفسية. السخط لن يفيدك ولكن التفكير العقلاني العميق وما يتبعه من قرارات حكيمة سيفعل بالتأكيد.