الوسوسة
السلام عليكم ورحمة الله... لا أعلم من أين أبدأ وكيف أنتهي تمامًا كما هي حالتي... سبب وسواسي هو الجهل بأحكام الدين، منذ اليوم الذي اكتشفت فيه أن غُسْلِي كان خاطئًا ولا أغسل ما بين الإِلْيَتَيْن ولا أذني ولا ظاهر أو باطن الفرج، بل لم أَكُن أَفْقَه عنهم شيئًا، ولم يخطر على بالي قط أن أسأل نفسي من أين تتبَوَّل الفتاة أصلًا!، وكنت أصلِّي وأتنَفَّل وأخشع في صلاتي، وأحب الصلاة (ومازلت)، ولكن منذ أن اكتشفت بأنِّي كنت على خطأ تدَمَّرت نفسيَّتِي وانهرت فعلًا من أن كلُّ ما أفعله خاطئًا وما حكم صلواتي تلك وماذا سأفعل... ودخل علَيَّ الشيطان من هذا الباب، واستحْكَمَنِي الوسواس... مَرَرْتُ بألوان من العذاب، بل العذاب أهون... أيام أتوَضَّأ حتَّى يُؤْلِمُني ظهري وساقِي، استنجاء مُؤلِم حتى أصابني المرض.
لن يفهم أحد ما مَرَرْتُ به، يا ليتني وجدت في تلك اللحظة من هَمَس لي ورَبَّت على كَتَفِي بأنَّ الإنسان لا يُحاسَب بِجَهْلِه، وأن صلاتك مقبولة، وقال لي كيف أن الاستنجاء أَمْرُه أيسر من اليُسْرِ، وأن الرُّخَص فيه مُتَلَوِّنَة... لَيْتَنِي عَلِمْتُ بسُنِّيِّة إزالة النجاسة... لن يتخيل أحد ما مررت به مع البول، ساعات من الحبس المؤلم للبول، لا تبوُّل خارج المنزل مَهما وصلَ بي الحال... أخرج إلى الجامعة في الصباح وأعود في الظهر وأحيانا العصر والمغرب، ثم أَرْأَف بنفسي وأتبوَّل، ولولا أن مَثَانَتِي ستنفجر لَمَا تبَوَّلْت خوفًا من النجاسة، وكانت النهاية التهاب مُؤْلِم جدًّا في البول ومَسْلَكُه... وأحمد الله وأُثْنِي عليه أن انتَشَلَنِي بسنية إزاله النجاسة، وإلَّا كنت سأخرج بأمراض أعنف وسأفقد وظائف كليتي... هذا بالنسبة للبول، مع تفاصيل أنتم في غنى عنها من تقليل شرب الماء والسوائل، وأحيانًا بعد التبوُّل استحمام كامل، ثم أصبح غسيلًا للجزء التحتي بأكمله، وإلخ.
وأمَّا الشِّقُّ الثاني الذي أرهق مَضْجَعِي فكانت الإفرازات، غسيل مؤلم أيضًا وفَرْك بالصابون لكل صلاة من الصلوات الخمس، لكل صلاة أستنجي حتى لو لم أقضي حاجتي، وكانت النهاية آلام مُبْرِحَة جدًّا في مِهْبَلِي، وفطريات وبكتيريا أتعالج منها بالأدويه الآن... يصيبني الرعب كلَّما أتفكَّر في ماذا كان سيحدث لأعضائي هذه لولا الرُّخَص!.. أدركت أنِّي غير سَوِيَّة... استخرت الله (وفي تردُّد، تعلمون أني موسوسة) وأخذت بقول أبي حنيفة بطهارة هذه الإفرازات وعدم نَقْضِها للوضوء لِمَا عانيت من مَشَقَّة وخوفًا على نفسي، وقبلها بسُنِّيِّة إزالة النجاسة... وجدت بعض الراحة والحمد لله.
ثم معاناة كبرى مع التكبير، الوسوسة في الصلاة، النيَّة، الغَسْلِ الطويل والمؤلم، وسواس الرِّيح، ونزول المني، وعَوَازِل الماء، ثم الوضوء، ومازال يعذبني فكرة إيصال الماء إلى كل الأعضاء، يؤَرِّقُني إسراف كبير جدًّا في الماء مع تبليل كامل للثياب، ولا أعرف لي مخرجًا.
أنا في كَرْبِ عظيم، ثَقُلَت على قلبي الحياة، فقدت الكثير والكثير من وزني حتى أنَّ الذي يراني لا يعرفني، أتمنى الموت دائمًا، وأدعو الله أن يأخذ الأمانة قبل أن يغضب عليَّ أكثر، فقدت اهتمامي بكل شيء وأي شيء (حتى نفسي، شكل شعري، أو نظافتي أو استعمال الكريمات)، لم أعد أشبه الفتيات، أصبحت مُشَتَّتَة جدًّا، لم يَعُد لي أدنى حلم أو اهتمام أو شغف... كنت متفوقة في دراستي الجامعية، وكانت لي أحلام كثيرة، أمَّا الآن أنا لا أشعر بشيء، ولا رغبه لي فيما يرغب به الناس... أسأل الله أن يتولَّاني برحمته رغم إسرافي على نفسي وتعذيبي لِجسدي، عذَّبْتُه معي كثيرًا وحمَّلْتُه فوق طاقته تفاصيل كثيرة لم أذكرها... أتمنى أن يسامحني يوم القيامة... هل لي من مَخْرَج يا أستاذة رفيف؟، أنا حقًّا مُتْعَبَة جدًّا، لا أرى سوى الظلام يُحِيطُ بي من كل اتجاه... الجميع يتنمَّر عليَّ ويُعَايِرُني، لا أرى سوى نظرات الاستغراب والتقزُّز من أعينهم... هل سيقبلني الله؟ صلوات كثيرة لا أعلم صحَّتها، هل سيغفرها الله لي؟ هل سأكون إنسانة سَوِيَّة يومًا؟.. أنا أصبحت أشعر أني مخلوق قبيح وبَشِع، ولن يقبل بي وبِمَا أفعله أي إنسان... أريد أن أعيش مثل صديقاتي وأخواتي وباقي الناس، أريد أن أستمتع بشبابي، وأن أُؤَدِّي ما يجب عليَّ فقط وليس أكثر.
أحاول أن أبدأ من جديد، أستاذة رفيف أستحلفك بالله أن تُجِيبِي على كل نقطة سأسال عنها، وألَّا تُهْمِلِي فيها أدنى شيء، لا مَخْرَج لي سواكِ، لا تتركيني للشيطان... أنا أعلم أن الأسئلة كثيرة، ولكن أريد لها أجوبة... أنا لا أعرف فقيهًا مُعْتَمَدًا هنا في بلدي، فنحن جُدُد إذ وُلِدْنَا وتَرَعْرَعنا خارج السودان... أذكر هذه التفاصيل حتَّى تعلموا أنَّه لا جِهَة لي بعد الله سِوَاكُم... أنا عذَّبَنِي الشيطان بسببي جهلي في الدين، أريد أنا أتعلَّم العِلْم الصحيح... والله أنَّ الإسلام بَرِئ منِّي ومِمَّا أفعله... علِّمِيني يا أستاذة رفيف، يا ليتك أختي أجلس معك وأتعلَّم لما كنت وصلت إلى هذا المكان... لا أُطِيل عليكم أكثر من هذ أنا، والله كنت بحاجة إلى أن أُفَضْفِض.
1- أرجو أن تُرَكِّزي في مسألتي هذه... أنا لم أكن أعرف شيئًا عن باطن وظاهر الفرج أبدًا أو مخرج البول أو غيره، لا علم لي حقًّا، فكنت في الاغتسال أغسل فَرْجِي فقط ولا أعلم ما يجب غُسْلُه تفصيلًا، لذا لا أعلم هل غسلت هذه المناطق أم لا، والحمد لله لن أَقُع مُجددًا في نفس الخطأ لأني أعلم أن الله لن يُحَاسِبُني بجهلي هذا ولا يجب عليَّ إعادة شيء، ولكن الذي حَدَث أنِّي في شهر 1 قرأت بالصدفة عن واحدة تسأل عن خروج ماء الاستنجاء من باطن الفرج، ولم أهتم بهذه المسألة ثم جاء شهر 2، وبدأت أقرأ عن ظاهر وباطن الفرج في الاستنجاء من موقعكم بعد أن رأيت كلام تلك الفتاة وأن الظاهر هو المطلوب غسله، ومن هنا عرفت ما هو الظاهر والباطن وفقط... ثم بعد أسبوعين تبادَرَ في ذهني وركَّزْتُ هل أن الماء قد وصل إلى هذه المناطق في غسلي، فتجاهلت الأمر 4 أيام تقريبًا، وبعدها أعدت الغُسْلَ إبراءً للذِّمَّة، الآن هل الواجب عليَّ إعاده صلوت شهر 1 و 2 التي قرأت فيها عن باطن الفرج وظاهره؟.. نعم تعلَّمت عنهم، لكن لم يتبادر إلى ذهني أبدًا إذا كنت غسلتهم في الغسل أم لا (إلَّا في تلك الأربعة أيام)، أم أُعِيد صلوات الأربعة أيام فقط التي تبادر فيها إلى ذهني إذا كنت غسلتهم في الغسل أم لا، وتجاهلت لأني قلت أنها وسوسة... أرجو أن تفهمي السؤال.
2- سبب عذابي الأكبر حاليًا والذي يريد أن يَجُرَّنِي إلى الوسوسة مرة أخرى بعد أن ارتحت من الإفرازات بقول أبي حنيفة ولم أعُد أهتم بخروجها لا في صلاة أو وضوء أو غيره لطَهَارَتِها عِشْتُ حياةً سعيدة... أمَّا الآن أصبح يخرج مِنِّي إفرازت من مَسْلَك البول أحيانًا بسبب ما أصابني من التهابات في المَسْلَك، والحمد لله على ما أراد الله، وعرفتها لأنِّي في مرة أحسست بوَخْزٍ غريب في المسلك وأنا جالسة، وتفَقَّدْتُ ورأيت إفرازت بعيني تخرج من هناك، والآن لا أعلم كيف أتعامل مع هذا الأمر... أتوسل إليك يا أستاذة رفيف ألَّا تتركيني للواسوس مرة أخرى، لا أريد أن أرجع إلى تلك الأيام أبدًا... هل يجب عليَّ إذا أحسست بخروج شيء في الفرج أن أُفَتِّش عنها، علمًا أن هناك احتمالان في سبب تلك الحركة:
1) الأول أن الحركة من ماء الاستنجاء الذي أتركه عليه حتى لا أوسوس، فهو يتحرك كما تعلمين.
2) أنه من الممكن أن تكون من الإفرازات الطاهرة من المِهْبَل... إذًا كيف أتعامل مع الأمر؟ هل بتنشيف كامل المنطقة بعد التبول حتى أعلم إذا خرج شيء من هناك وأُفَتِّش؟
وأيضًا هناك صلوات صلَّيْتُها دون تفتيش بعد إحساسي بحركة لأني قلت أن هذا ماء الاستنجاء، ومرَّات كنت أفتش وأجد إفرازت، وأقول أنها من المهبل الطاهر، ولا أُعيد، فما حكم هذه الصلوات؟ وهل إذا وجدت إفرازات لا أعلم مصدرها يجوز لي أن أبني بطهارتها رغم أن الإفرازت تكون في كل مكان (أي حتى عند مسلك المَبَال وما يحيط به لقرب المهبل وفتحة المبال)؟ هل يجوز لي أنا أتبوَّل وأغسل المكان جيدًا، وإذا خرج شيء أقول هذه إفرازات طاهرة وكفى؟ وإذا شككت وكان الشك قويًّا جدًّا ماذا أفعل؟... أعطيني مَنْجَهًا أتعامل به مع هذا الأمر أرجوك.
3- فتحة المهبل الواجب غسلها في الغسل ما هي؟ هل المكان المُلتَصِق مع الشفرات (أي تلك الأطراف)؟.. أنا أُدخل إصبعي إلى الداخل حتى أصل إلى اللَّحم وأغسله.. ما هو هذا اللحم؟ وهل هكذا أدَّيت ما عليَّ؟ أو ما مِقْدار إدخال الإصبع الواجب عليَّ للغُسْل الصحيح؟.. ركِّزي في هذه المسألة واشرحيها لي... أرجوكم الغسل أساس كل العبادات، وكان هو سبب وسوستي، وذكرياتي معه قاسية وتجعلني أكتئب... علِّمُوني يا إخوان، دُلُّوني... تعبت، أنا لا أفقه شيئًا، رأيت صورًا كثيرة ولم أتعلَّم، ومازلت لا أعرف مِهْبَلي كيف أغسله.
4- يا أستاذة رفيف من أين ينزل منيِّ المرأة؟ من المهبل أم فتحة البول؟.. أنا خجولة جدًّا جدًّا جدًّا، وإذا اضطررت إلى مُخَالَطِة الرجال أحيانًا أشعر بأن قلبي يخفق وأتوتر في الحديث وأشعر بأَلَم في بطني قليلَا، هل هذا الشعور الخجل والخوف والتوتر يُنْزِل المني برأيك؟ وإذا خُطِبْت مثلًا وخجلت وتوترت من خطيبي لأني أصلًا خجولة، هل هذا يُنْزِل المني؟.. كنت في الجامعة أتجاهل وأقول أن هذا توتر فقط ولا أغتسل، وما أعرفه وتعلَّمته من "إسلام ويب" و "الإسلام سؤال وجواب" أنه ينزل من المهبل، وأنه أصفر لا جُرْمَ له، وأنتم قلتم في موقعكم أنه من مخرج البول، واكتشفت هذا القول قبل أيام... والذي كنت أفعله عندما أحتَلِم... وأحيانًا أشعر بالرَّعشة وأنِّي أريد ممارسة العادة (وهذا في الحلم فقط طبعًا)، والذي تعلَّمته منهم أن هذا كله غير مهم، حتى اللَّذة والاغتسال يكون إذا رأت المرأة الماء فقط، وهذا المقياس كما في حديث سيد الخلق، لذا كنت أستيقظ وأفتِّش مهبلي كما تعلمته منهم، فإذا رأيت إفرازات صفراء أغتسل، وإذا كانت بيضاء أو شفافة أو لون آخر لا أغتسل... ما حكم ما كنت أفعله، وعدم اغتسالي رغم الرَّعشة وتلك الأحساسيس؟ وماذا أفعل في المستقبل إذا احتلمت أو أحسست برعشة في النوم؟ كيف أتصرَّف؟ وأغتسل بناءً على ماذا؟ وأين أفَتِّش؟.. خذوا وسوسة الشيطان بالاعتبار.
5- غسل الوجه في الوضوء هو ما يُعَذِّبني كثيرًا جدًّا، أنا أغسله 3 مرات، ثم آخذ كَفًّا أغسل به الجبهة لوحدها، ثم كَفًّا للبَيَاض في الجوانب (كلًّا على حدة)، ثم كّفًّا للشفايف... هل إذا أخذت كفَّ الماء ومرَّرت على كامل وجهي بعد أن صببته، وأَعَدْت ذلك 3 مرات يكفي وسيصل الماء إلى كل مكان حتى إذا مسحت على جوانب العينين (أي مكان الإفرازات والجهة المقابلة) بعد ذلك الصب؟ أم يلزمهما كفٌّ جديد لوحدهما؟.. أنا في الوضوء أحيانًا كنت بعد أن أنتقل إلى العضو الذي بعده مثلًا إلى اليد الثانية، وأبدأها أقول أني لم أغسل بين أصابع يدي في الأولى، ولكن كنت أتجاهل وأُكْمِل... ما حكم ذلك الوضوء؟
6- النيَّة أقف لاستحضارها كثيرًا قبل الوضوء... كيف أتعامل مع هذا الأمر؟ هل أتوضأ مباشرةً ولا أنتظر شيئًا (كذلك في الغسل أغتسل رغم كل الشكوك مهما بدَت قوية ومقنعة)؟ وإذا فعلت وتوضَّأت وأنا تُسَاوِرُني الشكوك في نِيَّتي وأكون أشعر بتردد فيها، هل عملي صحيح ومقبول؟ كل العلماء يقولون أن النية هي العَزْم، إذًا ما حكم التردُّد الذي أشعر به قبل العمل؟
7- تكبيرة الإحرام عندما أنطق بها أشعر أني لا أنطق الرَّاء (أي لا أسمعها)، ما هذا الشعور الغريب لأني أضطر أن أشَدِّد على الراء وهذا يُتْعِبُني؟ هل أنطقها عادية وأكتفي؟ وهل يجب عليَّ أن أَمُدَّ لفظ الله في التكبيرة أم يُجْزِئُني أن أنطقها لفظًا عاديًّا كما أقول "يا الله" في الدعاء؟.. أنا آسفه على ما تَرِينَهُ من مرض وأشياء غريبة.
8- قرأت قبل فترة أن الأئِمَّة اتفقوا على أن للفاتحة 14 شدَّة، والذي يُسْقِطُ شدَّةً منها تَبْطُل قراءته، فأصحبت أقف على كل حرف وأُشَدِّدُه وأَعِيد وأَزِيد في القراءة، وقالو أنه يجب إظهار شدَّة "إيَّاك" لأن "إيَاك (دون شدة)" اسم من أسماء الشمس... وهل يجب إظهار الراء في "الرحمن الرحيم"؟ أم النطق العادي يجزئ كما في تكبيرة الإحرام؟.. الفاتحة حبيبة قلبي كانت الشيء الوحيد الذي كنت لا أوسوس فيه، لا أعلم هل أضحك أم أبكي!، عاشت معي أيامًا كثيرة مظلمة، كنت أقرأها على نفسي مرارًا وتكرارًا وأُصَبِّر نفسي بها... هل أرجع إلى القراءة الطبيعة قبل عِلْمِي بهذا الكلام؟ وهل مع القراءة العادية من دون تَكَلُّف أكون أتيت بالأحكام كما يُقَال؟
9- مسح الرأس في الوضوء: شعري قصير (أي لا ينزل إلى كتفي ولا ظهري) فوق رقبتي، وأتركه دائمًا مفتوحًا، وأمسح ليس من بداية الراس من الخلف قليلًا قبل المنتصف إلى نهاية شعري من الأسفل، هل مَسْحِي صحيح؟.. أتجنَّب مُقَدِّمَة الرأس لأني أخاف لمس الجبهة لأني أعتقد أنِّي إذا لمست جبهتي سيَبْطُل مسحي لأنها ليست ضمن الواجب مسحه، فهل إذا لَمَسَت أصابعي بعضها البعض اثناء المسح، أو إذا بدأت من قبل مَنَابِت شعري قليلًاتكون هناك مشكلة؟ وهل مسحي الذي ذكرته مجزئ؟
10- الجلد حول أصابع اليدين، والجلد الذي يكون مُتَدَلِّي وواقف للأعلى ويسهل إزالته، أحيانًا أنا لا أُزِيلُه وأتوضَّأ... هل هو عازل للماء ويجب إزالته؟ والجلد الخشن في كعب القدمين هل يجب إزالته؟.. وهناك جلد أسود تحت إصبع يدي الكبير لا أعلم لونه الأسود هذا من الوسخ الذي يجب علي إزالته أم لون الجلد نفسه؟.. إفرارزت العين هل أزيلها؟ وإذا أَزَلْتُها مثلًا في صلاة الظهر وجاء وقت العصر، هل أحكم على أنها غير موجودة دون تفتيش لإزالتي لها في الظهر؟.. وَسَخ الأنف المُتَحَجِّر قليلًا في حَلَقَة الأنف، هل يجب أن أُزِيلَه؟.. وإذا اجتمعت كل هذه العوازال ولم أُزِلها بحكم أنها يسيره وفيها مَشَقَّة لي، هل يؤثر على طهارتي؟.. اسألي لي أرجوك... وما حكم مُخَاط الأنف السائل الذي ينزل على وجهي أحيانًا وأنا أغسله؟ هل هو عازل للماء؟
11- أعطني طريقة سهلة لغسل الأذن في الاغتسال... وهل يكفي توجيه الرَّشَّاش مع دَعْك كل مكان فيها؟ وهل دخول الماء إلى باطنها يُفْطِر؟ وهل غَلَبَةُ الظن في كل عضو على حدة جائزة؟ أم المقصود بِغَلَبَة الظن في الغسل بالكامل؟.. يعني أنا مثلًا أثناء الغسل أغسل شعرى حتى أقول "يكفي، وصل الماء" وأمنع نفسي من الزيادة، وأتوقف وأنتقل إلى الأكتاف، وأغسل حتى أقول "هذا يكفي، وصل الماء" أيضًا، وهكذا في كل عضو (أي يَغْلُب على ظَنِّي أن الماء وصل هذا العضو)، فأقول في نفسي "هذا يكفي" وأمنع نفسي بقوة، ثم أنتقل إلى العضو الذي بعده، ويكون ذلك عضوًا عضوًا... وإذا نسيت دَلْكَ مكان معين من جسمي، هل يجب عليَّ الذهاب ودَلْك ذلك المكان (يعني الذي يجعلني أذهب لغسله أني لم أُدَلِّكُه)؟
12- في رمضان الدَّعك العادي لفتحة الشَّرَج حوالي 5 مرات، هل سيدخل الماء إلى الباطن؟ وهل دَعْك فتحة البول والغُدَّة التي بجانبه من البول والإفرازات سيُفْطِرُني (ودون أن أَلْمِس المهبل أو أَتَعَرَّض له بأي شكل حتى لا يقول لي الشيطان أَنَّك لمستي المهبل وأفطرتي ويجب عليك قضاء رمضان وأُدْخِل نفسي في شكوك وأوهام أنا أعرف أني مهما مَنَعْت نفسي سأدخل في الشكوك)؟.. لن أُنَظِّف المهبل من الإفرازات، وسآخذ بقول أبي حنيفة وأُصَلِّي حتى لو نزلت عليَّ، فالله خلق الاختلاف بين الأئمة رحمةً لعباده المسلمين، علم أنه سيكون هناك مرضى وموسوسين أمثالي سيعذبون أنفسهم، لذا أريد أن آخذ بهذه الرخصة التي أراحني بها الله في رمضان كله بإذنه تعالى، فهل إذا أخذت إنسانة غير موسوسة بقول أبي حنيفه تأثم؟ ومتى يجب عليَّ أن أتوقف عن الأخذ به؟ وإذا كان ما سأفعله في رمضان خطأ دُلِّيني أرجوك.
لقد شقَقَت عليك ياأستاذتي بكثرة الأسئلة، أرجوك لا تَمَلِّي منِّي وأجيبيها بالتفصيل، فأنا ليس لي أحد سواك... أسال الله أن تكون سببًا لدخولك الجنة ووالديك... أرجوك ارفعي كَفَّكِ إلى الله وادعي لي بالشفاء العاجل، وأن يتقبل الله مني، ويغفر لي ما تقدَّم من ذنبي وما تأخَّر، وأن يتجاوز عنِّي ويتَغَمَّدني برحمته.
1/3/2021
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا بُنَيَّتِي، وشكرًا على صَبْرِك على تأَخُّر الإجابة... أعانك الله وخَفَّف عنك وعافاك.
قبل أن أبدأ الإجابة أُكَرِّر ما أُنَبِّهُ عليه أمثالك دائمًا: رجاءً ثم رجاءً لا تَسْتَحْلِفُونَنِي بالله أن أُجِيبَ على كل شيء، لأنني إن لم أستطع ذلك، فقد أَوْجَبتم على أنفسكم كفَّارة يمين، وأنا لست مُلْزَمَةً بإِبْرَار القسم على كل حال.
وإليك الأَجْوِبَة:
1- طالما كنت تغسلين الفرج بالماء، فالظاهر أن الماء وصل إلى المكان كله، ولا التفات إلى الشك الذي يحصل بعد انتهاء الغسل.... لا داعي لإعادة شيء مِمَّا مضى، ولا داعي للوسوسة فيما يأتي.
2- المنهج في التعامل مع ما تشعرين به من حركات في الفرج دون معرفة حقيقتها (أي من المحتمل أن تكون من الماء، أو التَّعَرُّق، أو إفرازات مِهْبَلِيَّة) هو عدم التأكد والتَّفْتِيش، والعمل على أساس أن الوضوء لم يُنْتَقَض وأنه لم يخرج شيء، لأن الأصل أنك مُتَوَضِّئَة وطاهرة ما لم تَتَيَقَّنِي 100% من نَقْضِ الوضوء ومن النجاسة. وإذا لم تتيقني 100% أن المُفْرَزَات من المَبَال فالأصل أنها من المهبل، على أنِّي أتَحَفَّظ على قولك أنك رأيت الإفرازات تخرج بأُمِّ عينك من المبال، أرجو أن تتأكدي من الطبيب من هذا الأمر، ومن عدم نُدْرَتِه، فلَعَلَّه خرج مرة واحدة ولم يتكرر.
3- أظن أن الاستشارة التي أجاب عليها د. وائل والتي كانت بعنوان "وسواس الاستنجاء: تفريق الظاهر من الباطن!" كافية جدًا في تعليمك ما تسألين عنه، لكنِّي أتَحَفَّظ على ما كتبه في الإجابة 4، لأنه إذا كان ما بين الشَّفْرَيْنِ من الظاهر الذي يجب إيصال الماء إليه، وكان الماء لا يصل إلا بالتَّبْعِيد بين الشفرين، فلا شك أن التَّبْعِيد واجب!، بغض النظر عن تَعَمُّق المُوَسْوِس ومبالغته في إيصال الماء والإضرار بنفسه في سبيل ذلك.
4- أنا الذي أعرفه أيضًا أن المَنِيَّ يخرج من المهبل، والعلامة الأكيدة التي تعرفين بها المني من غيره هي فُتُور الشهوة الكبرى بعد الرَّعْشَة، فإن لم تَسْكُن وتهدأ فلا تعتبر المفرزات التي ترينها مَنِيًّا. أما الصُّفْرَة والرائحة وغيرها فقد تتخَلَّف عند كثير من النساء فلا يُعْتَمَد عليها 100%، يعني بالمختصر: إذا هدأت الشهوة فالمفرزات التي تخرج عند ذلك تعد مَنِيًّا، وإلَّا فهي مفرزات عادية، وضَعِي تحت كلمة "عند" خطًّا أَحمرًا.
5- إذا كان الاعتناء الزائد بجانبي الوجه مفهومًا لديَّ، فأنا لم أفهم لماذا غسل الشِّفَّتَيْن بِكَفٍّ على حِدَة!.... أنت تأخذين الماء فتبدئين الغسل من أعلى وجهك، ولا داعي لإعادة غسل الأعلى، والماء يَمُرُّ على الشِّفَاه والعينين والأنف، فلماذا الإعادة؟!
أقترح عليك أمرًا تفعلينه مرة واحدة لا أكثر، اغسلي وجهك كله بمرة واحدة ومرِّري يديك عليه كاملًا، ثم اسألي أحدًا إذا كان الماء قد وصل إلى الجانبين وسائر الأماكن التي تُؤَرِّقُكِ، فإن كانت الإجابة: "نعم قد وصل" فما قُمْتِ به كافٍ لصحة الوضوء، وعليك الاكتفاء بذلك فيما بعد دون تكرار ووسوسة، ودون إعادة سؤال وتفتيش .
وأما تجاهلك للشك في غسل ما بين الأصابع فهو المطلوب شرعًا وطِبًّا، والوضوء صحيح 100%.
6- شعور التردد هو الوسواس بِعَيْنِه، أنت في الحقيقة غير مترددة، لكن الوسواس يعطيك معلومات خاطئة. على كل حال لا تَهْتَمِّي، فعند الحنفية لو غسلت أعضاء الوضوء بنية التنظيف، ودون ترتيب، طهرت الأعضاء ويمكنك الصلاة بهذا الوضوء.
7- انطقي الراء في كلمة "أكبر" بشكل عادي، فالمطلوب هي كلمة "أكبر" المعتادة، وتجاهلي شعورك بعدم سماع الراء، ولا داعي لِمَدِّ لفظ الجلالة.
8- اقرئي الفاتحة بطريقة عادية ودون تَكَلُّف، فهو الذي يُطْلَب منك، لأنك لو قرأت البَسْمَلَة مثلًا دون تشديد فستكون هكذا: "بسم لَاهِ رَحمن رَحيم"، فهل أنت تلفظينها هكذا؟.. طبعًا لا!.. ولو كانت الكتابة تُوفِي بالغرض لكتبت لك الفاتحة كلها بلا تشديدات كي تعلمي أنه يَنْدُر أن يقرأها أحد ويُنْقِص شدَّةً!، فلا تشغلي بالك في تحقيق الأحرف كثيرًا لأننا تعلمنا أن ننطقها بشكل مقبول في الصلاة.
9- أنت تتكَلَّمِين عن المسح على مذهب المالكية، وأنا لا أعلم الدقائق والتفاصيل، وعند الشافعية يَصِحُّ مَسْح بعض شعرة، فلا تهتمي كثيرًا، وكذلك الذي أعلمه أن لَمْس مقدِّمَة الجبهة عند الشافعية لا يؤثر على صحة مسح الرأس..... المهم اتَّبِعِي رُخَصَ المذاهب وكفاك عذابًا ومعاناةً.
10- الجلد حول أصابع اليدين، وكذلك المُتَدَلِّي لا تجب إزالته، ولم يَرِد ذلك عن أحد من الصحابة والتابعين.
- الجلد الخشن في الكعبين لا تجب إزالته كذلك.
- الجلد الأسود تحت إبهامك طبيعي عند أصحاب البشرة الداكنة، هو بالتأكيد ليس وَسَخًا، لأنه موجود معك دائمًا.
- تجب إزالة إفرازات العين اليابسة من ظاهر الوجه الذي يجب غسله، وظاهر الوجه هو الذي يبدو إذا أغمضت عينيك، فما كان داخل الجفن لا تجب إزالته، وما كان عند المَوْءِ أو أسفل الرمش السفلي ينبغي تَعَهُّدُه وإزالته بغير تَعَمُّق.
- لا تجب إزالة المُخَاط المُتَحَجِّر داخل حلقة الأنف لأنها ليست من ظاهر الوجه.
- العوازل هذه لا أظن أنها تجتمع معًا، وإنما كلها وسوسة في وسوسة، وعليك إهمال التفكير بها، وعليك متابعة الوضوء حتى لو شعرت أن هناك عازِلًا ما، وأن وضوءُك غير صحيح، وصَلِّي بهذا الوضوء مهما بَلَغ بكِ الهَلَع والقلق.
- مُخَاط الأنف الذي يَسِيل عند غسل الوجه، لا يَسِيلُ إلَّا بعد وصول الماء إلى الوجه وتطهيره، وإلَّا لَسَال قبل غسل الوجه، هذا أولًا.... وثانيًا: باعتباره سائلًا فإن الماء يُحَرِّكُه ويصل إلى ما تحته، هذا لو فَرَضْنا أنه لم يُزِلْهُ بالكُلِّيَّة.
11- توجيه الرَّشَّاش (ولو بدون دَعْك) كافٍ جدًا لوصول الماء إلى جميع الأذن، ويبدو أنك تتِّبِعين مذهب المالكية، ومع هذا فالمالكية لم يقولوا بالدَّعْك، وإنما قالوا بالدَّلْك، وفَسَّرُوه بإِمْرَار اليد إمرارًا خفيفًا على العضو، وباقي المذاهب لم تشترط الدَّلْك لصحة الوضوء أو الغسل...... وذكر الشافعية طريقة سهلة جدًا تغسل الأذن، وتَتَجَنَّبين بها دخول الماء إلى الداخل: املَئِي كَفَّك بالماء، وأَمِيلِي رأسك وضعي أذنك في الماء الذي في الكَفِّ، وبهذا يصل الماء إلى جميع ظاهر الأذن ولا يستطيع الوصول إلى باطنها، وإذا أردت الدَّلك كالمالكية فيكفي إمرار يدك إمرارًا خفيفًا على تَعارِيج الأذنين بعد هذه العملية، إذ يصح الدَّلك بعد صَبِّ الماء. ونصيحتي أن تتركي الدلك، والغسل والوضوء صحيحان عند المذاهب الثلاثة سوى المالكية.
- أمَّا غلبة الظن في وصول الماء فغير مطلوبة من المُوَسْوِس، يكفيه الشك ليصح غسله ووضوؤه، إذا صببت الماء، وشككت هل وصل أم لا، فغُسْلُكِ صحيح.
12- لا أظن أن الاستنجاء يتسَبَّب بدخول الماء إلى باطن الجسم، وعلى كل حال إذا لم يتيقن الإنسان 100% أن الماء قد دخل فلا يُفْطِر، والتأكُّد هنا شبه مستحيل، فلا تفكري ودَعِي الأمور تَمُرُّ بسلام.
- يجوز لأي شخص أن يأخذ بالرُّخْصَة إذا لَحِقَتْهُ مَشَقَّةً من تطبيق الأَحْوَط في حكم من الأحكام، وباعتبار أن الموسوس تلحقه مشقة شديدة في كثير من الأحكام المتعلقة بوسواسه، قال الفقهاء إن الأَوْلَى بالنسبة له أن يأخذ بالرخص إلى أن يزول وسواسه.... أما التَّرَخُّص المذموم فهو تَتَبُّع الرُّخص والبحث عنها في المذاهب لإراحة النفس من التكاليف ومَشَقَّتِها الاعتيادية، أي التَّرَخُّص كَسَلًا وتَهَاوُنًا في الدين، وهذا ما يستحيل انطباقه على الموسوس المُتَّصِف بالتشدُّد والجِدِّيَّة البَالِغَة في التطبيق.
أعانك الله، وشرح صدرك، وعافاك عاجلًا غير آجل... ولا تنسي زيارة الطبيب.
ويتبع>>>>> : وسواس قهري : الشدة والمسحة والإصبع في الفتحة ! م