اختيار العروس ووقف الاستمناء
عادة سرية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... تحية طيبة لكم ولهذا الموقع المفيد الذي سَعِدت بدخوله، وجزاكم الله خيًرا.
منذ نعومة أظافري وأنا في عقلي تلك الصور الإباحيه والمناظر المُخِلَّة، وكنت أقوم بتلك العادة منذ 15سنة أو أكثر... وأنا الآن قد دخلت على 27سنة ولازالت موجودة عندي، حتى وكأنها أصبحت طقسًا من الطقوس... حالتي النفسية تسوء بعدما أفعلها لعِلْمِي أنها مُحَرَّمة في الإسلام وأنها مُضِرَّة بالجسم، ولكني ألجأ إليها لأني لا أريد الوقوع في الخطأ... أشعر بالمَلَل بعد فعلها، وأشعر الضيق قبل فعلها، والحزن لأني لم أتزوَّج ولا أعلم متى سأتزوج.
عندي استشارة عن موضوع الزواج أرسلتها إليكم، وأتكلم فيها عن تردُّدي في الزواج... أنا الآن حزين على أنَّني أفعلها وعلى أنني لم أتزوج حتى هذا السن، ولكني أحمد الله على كل شيء.
أرجو منكم مساعدتي على الإقلاع عنها...
وشكرًا لكم.
3/3/2021
رد المستشار
مرحبًا بك على موقع مجانين للصحة النفسية يا "أحمد".
موضوع العادة السرية من أكثر المواضيع تَدَاوُلًا على هذا الموقع، والقاسِمُ المشترك بين هذه الاستشارات هو ارتباط الكثير من الخُرَافَات حولها طِبيًّا، وتَضَخُّمها من الناحية الدينية وكأنّها الشرك!.
تأنيب الضمير المُرافِق لها يَشُلُّ الإنسان ويجعله في دوَّامة من اللَّذَّة والعذاب، من الرُّضُوخ والتّمَرُّد، أي أنّه بين انفعالين واندفاعين لا يمكن معهما أن يضع خطوات مُعَقْلَنَة لمحاربتها أو التقليل منها، وعكس الأساطير الشعبية فالعزيمة لا تأتي من جلد الذات وسبِّها واحتقارها، والتغيير يَسْرِي في عُرُوق نفس مُتَصَالِحَة مع الخطأ، وتؤمن بقدرتها على تجاوزه والتحكم فيه.... تحتاج لنفسك وهي تقف على رجليها متماسكة، ولن تنفعك إن جَلَدْتَها وعذّبتها وأضعفتها!، فهي وسيلتك للتَّقَوِّي والعَزْمِ على التغيير.
ربما يأتي الشعور بالذنب المُتَوَاتر عن كل من يقوم بالعادة السرية، إضافةً لكونه يعتقد في حُرْمَتِها، من الشعور بالفتور العَصَبِي وغِيَاب اللَّذَّة فجأة وانحدار الحالة المزاجية بعد الوصول للذة، وهذه الحالة النفسية يتمّ إسقاطها على كل تلك المعتقدات والأفكار السلبية عن الذات، والمُبَالَغَات التي نسمعها بخصوصها من المشايخ والوُّعَّاظ، فتتمكّن تلك الأفكار والمعتقدات من النفس في لحظة انحدار مِزَاجِي وفراغ بعد المتعة... حالة من الضَّجَر بعد إشباع الرغبة. ثم تَفْتُر تلك المشاعر بعد حين وتعود الرغبة لتتَشَكَّل مرة أخرى، وربّما بشكل مُصْطَنَع ومقصود (الإباحيات)، وننسى مشاعر الخِزْيِ والعار، وننساق وراء المُتْعَة والإِغْراء، ثم تعود الدَّوْرَة لتُكرّر نفسها بين اندفاعين متناقِضَيْن يشعر صاحبهما أنّخ عَالِقٌ حَرِفِيًّا بينهما، مهما فعل ومهما حاول.... والسبب لأنه لم يخرج من طَوْرِ الانفعال والرفض والإنكار والخضوع إلى طَوْرِ خطة معقولة وواقعية دون جلد ذات أو تفاؤل مُفْرِط أو تَفْرِيط في بعض السلوكات المُعِينَة للتَّقْلِيل منها على الأقل أو تركها (إن كان هذا ممكنا!).
الزواج مَحَطَّة من المَحَطَّات وليس معجزة من المعجزات، سيكون عندك اكتفاء جنسي داخل علاقة زوجية، لكنها ليست غاية ونهاية العالم، وإلى حين ذلك الوقت كلما ركَّزت على الأمور المهمة وكوَّنْتَ نفسك وبَنَيْتَ مستقبلك كُلَّما تزوجت بسرعة، وقَطْعًا تَمَرْكُزُك على مشكلة الاستمناء وفقدانك لثقتك واستنزاف طاقتك في الإباحيات ليس هو المشكل المركزي، أقصد أنّك لو كنت فاعلًا هذا فلا يتعارض مع تكوين نفسك جيدًا، ففعل الخطأ ثم المُضِيِّ قُدُمًا عسى أن نتحرر منه يومًا ما بسبب الجهد الذي نبذله، أفضل من فعل الخطأ ثم التَّبَاكِي والانهيار على أَعْتَابِه فَنَصِير عَبِيدًا له مدة أطول.
أتركك مع بعض الروابط، وما تحتها من روابط أخرى، وبعض الخطوات العملية للتقليل من سطوة هذه الدائرة الخبيثة:
إدمان العادة السرية لا يفارقني
معاناة طويلة المدى: هل اللِّحْيَة أم العادة السرية؟
العادة السرية سبب معاناتي!!
متاعب شاب عادي مع ضمير غير عادي