wish me luck in my life & exam
صديقي الصدوق الإلكتروني... لم أكن أعرف أن كلمة صداقة مُشتَقَّة من كلمة ومعنى "الصدق، صدقت"، سَلامٌ عَلَى الدُّنْيَا إذا لَمْ يَكُنْ بِهَا & صَدِيقٌ صَدُوقٌ صَادِقُ الوَعْدِ مُنْصِفَا... وهي ليست للصديق فقط، ربما للإنسان أينما كان موضعه مع نفسه وربِّه وفي حياة الآخرين... سامحني لو لم أكن صادقة، أحيانًا نُضْطَر لعدم الصدق، ربما لأننا نخاف من شيء ما، ليس بالضرورة أن يكون ما فعلناه مُعِيبًا وسيئًا ووَجَب نُكْرانه لذلك أخفيناه أو لم نكن صادقين فيه، وربما لأنه أول تجربة وأول طريقة، لستُ أدري... على أي حال أنا أخاف كثيرًا... أعتقد أن الإنسان الصادق يُصادِف في حياته كل أنواع الصدق، وأن كان مُخادِع يصادف كل أنواع الخِداع، وتكون لديه القدرة على تحديد ومعرفة الصدق من الكذب، ويستطيع أن يشعر به.
أذكر أني قرأت لك ردَّك على تلك السيدة التي كانت تخون زوجها واعترفت لك، ولست أدري لماذا اعترفت أو كتبت هنا!، ما لغاية؟ هل البشر هم الأهم أم الله؟.. لستُ أدري!... نسيت التفاصيل بالضبط، وأذكر أني خرجت مُسْرِعَةً من تفاصيل حكايتها، ولستُ أدري إذا كانت صادقة وإذا كان حقيقي هناك أشياء كهذه تحدث.
لماذا يا دكتور علاء أشعر بالخوف من الحياة؟.. أحيانًا أخاف من فكرة القادم!، أخاف من نفسي وعلى نفسي جدًّا جدًّا، ويجب أن أحمي نفسي، ولا أريد أن أستسلم لفكرة الخوف هذه لأني أؤمن بشدة بأن ربي هو الغفور الرحيم وأنَّ كل ذنب أو شيء مهما كان (عدا الشرك) سيغفره الله... لكن هل ممكن أن تضعني الظروف بمكان غلط أو ارتكب شيئًا غلطًا؟.. لستُ أدري، وأشعر بالخوف.
لماذا طلاق ماما وبابا يجعلني أبكي من داخلي وأشعر بالتردد، بالخوف، بالانكسار، وأخاف من أشياء كثيرة، لم أكن أتصوَّر يومًا أني سأعيش هكذا إحساس، لم أكن أُفَكِّر يومًا أني سأحزن كما أنا الآن، لم أكن أتخيّل أن يكون واقعًا... لست أدري، أشعر بالخوف... ربما مازلت عالقة بذهني علاقتي تلك، كانت قاسية جدًّا جدًّا، كلماتك عندما قلت لي وقتها "زوجته فقط المُغَفَّلَة"!... نعم معك حق، وما يؤلمني أني كنت طرفًا في خِدَاعِها، لكن والله والله لم أكن بَوَعْيٍ كما الآن... هل أنا خائنة؟ لماذا تصف النساء بالخائنات؟ لماذا قلت لي كل تلك الجمل القاسية؟.. ولستُ أدري لما تذكَّرت كلماتك تلك الآن... أشعر بالغضب والإحباط، لكن المفروض أني نسيت تجربتي تلك، وطبيعتي أني لا أحب اللَّوم والقساوة على نفسي، وأفهم فكرة أننا نُخْطِئ ونستغفر ونتوب ونكون صادقين بالتوبة، انتهى... على أي حالٍ أنتظر تحليلك.
"ليست هناك طريقة لمعرفة الناس الصالحين والطالحين، أو إن كانوا طيبين أم أشرارًا إلَّا من خلال المعاملة والاحتكاك والمعرفة والثقافة والفهم لخبرات الحياة.. صعب إذا لم يكن مستحيلًا"... سأخبرك بعض الأشياء، واجهتني هنا بعض العنصرية والسخرية (هل واجهت موقفًا كهذا؟ وماذا فعلت؟)، عشان مصرية ولأني بطبيعتي أتصرَّف كيفما أشعر إذا غضبت أو فرحت أقول، ومتفاعِلَة بفصلي مع أغلب المدرسين، وهم طيِّبين وخُلُوقِين جدًّا ويساعدوني دائمًا ويدعموني، وليست لديَّ مشاكل معهم، بل مع الطالبات... لي صديقة وحدة مُقرَّبَة ولطيفة معي وطيِّبة، عَطْوفَة ورقيقة القلب، وهي مُغْتَرِبَة مثلي (فلسطنية)، أمَّا البَقِيَّة فهم يكرهوني، أشعر بذلك، ويغارون عندما مثلًا يتم اختياري للإجابة على السؤال والمشاركة، أرى الغضب والرفض في وجوههم، ولا أهتم لهم طبعًا، ومع ذلك أنا أتكلم معهم ولا أعرف الحقد عليهم والتعامل معهم بعنصرية، ليس معناها أنهم أصدقاء، ولكن مثلًا عندما يسألوني أجيب أاشرح لهم ما لم يفهموه وأساعدهم، وعندما أشتري شيئًا مثلًا ويعجبهم يسألوني إذا لدَّي كود خصم وأعطيهم الكود، لكن عندما أطلب أنا منهم لا يعطوني، أكون متأكدة أنهم لديهم المقدرة على مساعدتي لكن لا يفعلون... أنت وصفتني بالسَّاذَجة في طريقة تفكيري، ونيِّرَة تخبرني ذلك عندما أقوم بمساعدتهم وعدم الرِّد عليهم، حتى ممكن أدافع عنهم!، أشعر بهم عندما يتألَّمون وأتأَلَّم لهم!، ممكن أغضب وأحزن وأَثُور وأقرر أن أنتقم منهم لكن بعد ذلك أقول "لأ، لن أكون مثلهم"، لكن أدفع أنا الثَّمَن، وأتأَلَّم... أريد وأتمنى أن أكون عكس ذلك، أريد أن أكون عنيفة وقوية وقاسية... كيف؟
أرسلت لي واحدة فيديو لشخص منهم يترك النمور والأسود التي يُرَبّيهَا ببيته تهاجم أو تلعب مع شخص مصري، هو المفروض مزاح أو ليس كذلك، لكن المهم أنه سخيف ودمُّه ثقيل، كان الرجل يتوَسَّل الشخص الذي يقوم بتصويره ويقول له "أنا خائف، أرجوك أرجوك أَبْعِده عنِّي" والآخر يُصَوِّرُه ويضحك!.... وكتبت في نهاية المقطع "هذا مستواكم تعملون لدينا"!... أتعلم د علاء، والله العظيم لم أغضب أو أحزن من كلمة "مستواكم" لأننا جميعًا من آدم وحوَّاء، وكلنا _كما قلت لتلك الفتاة_ نذهب للمِرْحاض لقضاء الحاجة، وكلنا من ماء وطين، وكلنا سينام بقبر شبر * شبر مَلْفوف بقُمَاش أبيض سواء كان أميرًا أم فقيرًا، فَعَن أيِّ مستوى هي تتحدث!.. لكن ما يؤلمني بحق ويجعلني أبكي هو لماذا يتعاملون معي هكذا!، لم أفعل لهم شيئًا سيئًا، فأنا أحب كل الناس وأريدهم أن يحبوني، أو لا يؤذوني على الأقل.
لماذا لا أجد الحب؟ لماذا لدينا مشاعر؟ ولماذا لدينا ولانستخدمها، ولكننا نريد الحب؟.. أنا أحب الحب والمشاعر والرومانسية مع الكل.... لا أريد من الغريب طَيِّبًا... أريد من ماما وبابا، هم أقرب لي من الجميع... أنا الآن بلا أم وأب، أنا لوحدي، هل تتخيل هذا؟ هل تشعر به؟... لا تقُل لي "عادي" أرجوك!، ليس عاديًّا، ليس عاديًّا، بل مؤلم مؤلم، هو كذلك... وعندما أشعر بالحب أخبرهم، لماذا ردُّهم كان هكذا؟.. دعك منهم وفكر بي أنا، وساعدني أنا، كيف أكون مثلهم قوية وعنيفة؟ كيف؟
قلبي يؤلمني الآن بشدة... تؤذيني عَفَوِيَّتي وطيبتي، أعاملهم بها، وهم يُجِيدُون التصنُّع والتَّلَوُّن، ولست ممن يجيدونه... أنا أبسط من البساطة، وقوانيني واضحة، ما أشعر به أقوله وأفعله مهما كلَفَني الأمر من خسارة، وأنا من أتأَلَّم دائمًا، هل هذا غلط؟... وأنتظر منهم نفس الشيء، على الأقل مع المُقَرَّبين، مع بابا وماما.... لكن أيضًا لا يمكن أن أُنْكِر أن هناك من هُم لي بوابة لعالم الحب الذي أحبه ،ومن أجدهم معي كما أريد... ربما أنا أريد أن يكون الحب هو العالم الثابت الذي لا يتغير، ومهما تغيرت المواقف يبقى هو، لست أدري... أتعلم، قررت ترك الدراسة مرة أخرى، وأخبرت نيرة، وكانت تريد أن تنتقم منهم، لكن تذكرت جملتك الجميلة العجيبة وقرأتها مرة أخرى، وأحسست بالقوة مرة أخرى... لا تقلق لم أترك دراستي، أريد أن أصبح مثلك في الحياة لي بصمتي الخاصة بي (ليس طبيبةً نفسيّةً مثلك، أقصد العلم والمعرفة والمنفعة لي وللناس، وأريد أن أتعلَّم الهينوثيرابي).
"وفي داخل كل منا يوجد الإله والشيطان في نفس الوقت، ولنا حرية الاختيار أي منهما سوف نتَّبِع"... ويمكن يرجع لنفس تصوري وهو أننا عادي نخطئ ونتوب، ومع تغير كل خيار يتغير موقعنا من شرير لطيب... صح؟
أنا شكَّاكة بطَبْعِي، ليس الشَّك المَرَضِي مطلقًا، أو لست أدري، أنت من سيقول لي... أنا لا أثق بسهولة أبدًا ابدًا، وفي نفس الوقت عندما مثلًا صديقة تقول لي شيئًا ما أفضل أفكر بكلامها كثيًرا، ويبدأ عقلي كما أخبرتك أن يحكي معي ويضع احتمالات وتحليلات لي، يقول لي مثلًا "ألم تستغربي طَلَبها؟ لماذا قالت لك تلك الكلمة? هل تريد كذا وكذا؟.. ربما تريد أن تعرف الكذا"، وطبعا معها يدخل قلبي أو إحساسي، ولا أريد أن أقول 100% ما أفكر به وأستنتجه يكون صح، لنقل 50%... أيضًا أنا أمشي وراء قلبي طبعًا كثيرًا، لكن مع موافقة عقلي، يجب الاثنان معًا، وأحيانًا عقلي فقط مع موافقة قلبي، وهكذا... هل هو مرض؟ طيب صح أم غلط؟ وما الصح الذي يجب أن أفعله؟ وكيف يمكن أن أترك هذه العادة علمًا لأني صعب أغيَّر طباعي بسهولة (طباعي ومبادئي ثابتة لا تتغير إلَا لو اقتنعت مثًلا أو عشت تجربة معينة وبس)؟ ما تحليلك؟
احتجت أيامًا وأنا أقرأ هذه "من ناحية الحرية، يجب أن نفهم جميعًا أننا أحرار تمامًا، وأن ما يُقَيِّدنا هو ما اخترنا اتِّباعه أو الخضوع له، حتى ولو قلنا لأنفسنا أننا مُرْغَمُون أو أننا لا نقدر على أي شيء حِيَال ما يُقَيِّدُنا، قد لا نقدر في التَّوِّ واللحظة، ولكننا نقدر على المدى الطويل"، وفي كل مرة أُعِيد قراءتها أكتشف كذا معنى، فمثلًا هذه "قد لا نقدر في التو واللحظة" ولكننا نعيشها تلك اللحظة التي لا نقدر فيها ونتألم، ولا أريد أن أتألم أو أشعر بالإحباط والخذلان من أي شيء، وإذا كانت كذلك وهي أن نقدر على المدى البعيد إذن لماذا لا تأتي أو نقدر بالتَّوِّ واللحظة؟.. أرجوك لا تخبرني كما أخبرني خالو "عندما يحين الوقت المناسب تأتي"... متى؟ متى؟ متى يأتي الوقت المناسب؟ متى؟ ولماذا هو (أقصد الوقت أو الشيء الذي أريده) يُحَدِّد الوقت المناسب ويأتي؟ لماذا ليس أنا من أُحَدِّده ويأتي؟... أحتاج أن تشرح لي أكثر عن هذه الجملة العجيبة العميقة... أشعر أنك تمسك بيدك شيئًا ما في داخلي وتَخْنُقُه.
وأيضًا أعتقد أن مسألة الإيمان ليست أكبر قضية كما قلت، فالإيمان له صور وأشكال كثيرة، ولذلك هو حر ومختلف، ونحن أحرار بهذا الموضوع، والعالم فيه من يختلفون معنا بهذا الشأن، بل هي جزء من قضايا أكبر وأعمق أخرى، وأظن حتى أن الإيمان نفسه بالله أو بالنفس أو بالكون وبكل شيء خلقه الله له أكثر من رؤية (لست أدري أيها أصح) وفلسفة شخصية فردية عاشها كل شخص، فليس كل الناس يفهم ما نفهمه، أو كانت لهم نفس الفرص والرسائل الكونية التي وصلتنا، وحسب الوعي والإدراك الذي كُنَّا به، وهي كلها تعود لفكرة الحرية التي وهبنا إياها الله، ومبدأ الحرية الذي أبحث عنه هو مختلف عن المثال الذي أعطيتني إياه.... ليست لدي مشاكل مع الله، أنا أحبه وأحكي له كما أحكي لك الآن، وأخبره كل شيء بوضوح لأني أعلم أنه يستطيع أن يرى ما بداخلي، أني لست بحاجة للمُرَاوَغَة معه، ربما صَدَقَة بسيطة قد تُطْفِئُ غضبه وترضيه، ربما هي ابتسامة صادقة، وربما جبر خاطر من يتوَدًّد لنا بطيبة وحب، وقد يرضى بشمعة تُضَاء بحب له، أو دمعة صادقة تُذْرَف لإرضائه أو عفوه، أو رحمة نَنْثُرها هنا وهناك!.. أنا مشكلتي ليست معه، بل مع العالم، مع القريب والغريب... لابد وأن هناك خطأ... أين هو؟.. دُلَّنِي عليه وعلِّمني... برأيك ماذا أفعل؟... وإذا كان له غاية أخرى هذا المَثَل فلم أفهم ما تقصد بالضبط... وأيضًا أنا أقصد نوعًا آخر من الحرية، مع من حولي... لا أجرؤ على إخبارك بأكثر ممَّا كتبت.
أيضًا تذكرت أمرًا، أحيانًا أكون حزينة وفقط، أو لا أريد، أو مشغولة بشيء ما، مثلًا أدرس أو أعمل على برنامج ما، أُصَمِّم برنامجًا ما، وهذا يأخذ كل تركيزي وطاقتي، وأنسى الصلاة أحيانًا، أنسى الأكل والشرب... هل تعتقد أن ما أفعله حرام؟... خالو أخبرني "إلَّا الصلاة"، هو لا يتدَخَّل كثيرًا، ولا يضغط علينا، ودائمًا يتركنا بحرِّيَتِنا، وأعلم أن الموضوع ليس بيدي ولا بيدك ولا بيد أي إنسان، لكن لست أدري، أنا أخبرت الله بهذا طبعًا، هل تعتقد ممكن أن يقبل؟.. ربما أنت ستكون الرسالة التي سَتَصِلُني منه عن طريقك.
لم أفهم هذه ماذا تقصد: "ولكن الحرية تعني المسؤولية (كتابة المسؤولية هو خطأ إملائي شائِع، ولا يَصِحُّ أن نقبل به)".. ما هذه؟، قرأتها أكثر من مرة ولم أفهم إلى ماذا تُشِير... هل الموضوع له علاقة بالإملاء أم ماذا؟
"من ناحية طلاق والديك، والذي أظَلُّ مرارًا وتكرارًا أقول لك أنه ليس مشكلتك لأنها ليست علاقتك، وسأظل أقول وأُرَدِّد "بل مشكلتي" فأنا أتألم، وأنه المفروض على حد عِلْمِي أنني ابنتهما!، المفروض، فكيف إذن ليس لي علاقة؟ تُصِيبُني بالضحك والتَّعَجُّب، كيف؟.. ابنتهما، واضحة؟.. إلَّا إذا هما جاءا بي من محل بيع الأطفال أو عن طريق ذلك الطائر الذي ينقل البيبيز والذي نسيت اسمه ولستُ بِصَدَد البحث عن اسمه الآن.
"لكي يعودا لبعضهما يجب أولًا أن نفهم لماذا انفصلا؟ لماذا كَرِها بعضهما البعض؟".. لا أعلم أكثر من الذي أخبرتك به وكتبته لك، ماما وبابا لم يَقُولا لي شيء، أنا عرفت بالصدفة أصلًا، سمعت بكاء ماما بالهاتف وهي تبكي وجُنَّ جنوني... الإنسانة الوحيدة الصادقة معي والتي أخبرتني تفاصيل عن الخيانة والزواج الثاني هي نيِّرة، أمَّا خالو فلم يخبرني بشيء، حاولت كل شيء معه، تكلمت بهدوء لم ينفع، قطعت نفسي من البكاء والصراخ والتَّوَسُّل له، حتى هدَّدْتُهم بـالإضراب عن الطعام وأغلقت بابي وبقيت دون أكل، ماذا تعتقد أنه فَعَل؟.. لم يهتم، وببساطة شديدة قال لي "عندما تشعرين بالجوع، الأكل في المطبخ" وفقط!.. ولا داعي أن تغضب عليَّ وتُوَبِّخَني بكلماتك القاسية جدًّا مثل كل مرة، فأنا لم أفكر في حياتي في الانتحار، أنا فقط كنت أضغط عليهم... هل أخبرتك من قبل هذا؟.. نسيت، على أي حال غايتي الضغط عليهم، وأيضًا لم يهت، وأنا أكلت أصلًا.
هو فقط يحكي لي حكايات عنه وعن أصحابه كيف واجهتهم تحدِّيات، وكيف يجب أن يكون الإنسان قويًّا، هكذا هو يظن أنَّها ستَكْبَح من غضبي وتُوقِفُ حزني، خالو لديه فلسفة أن الإنسان إذا أراد أن يكون قويًّا سيكون، وإذا أراد أن يكون ضعيفًا سيكون، خالو أحيانًا أشعر أنه ليس رومانسيًّا، وأحيانًا يكون رومانسيًّا وحنونًا جدًّا، وكثيرًا هو قوي جدًّا، صارم وقاسي بالكلمات مثلك أحيانًا، يفعل ويقول كلمات قاسية، لكنه سَنَد حقيقي، هو أخبرني أنه سيكون بجانبي دائمًا، وعندما قلت له كيف أعيش بدون أن يكون لي بابا، قال لي هو أنه سيكون كذلك، هي كلمات جميلة ودَاعِمَة، لكن عندما يحتَضِنُنِي كما يفعل مع نيرة (هي بنته، لست أنا) لستُ أدري لا أشعر بشيء، بل كثيرًا أرفضه لستُ أدري كيف أشرح لك... نيرة أخبرتني أن أَسْمَح لمشاعر الحب من خالو أن تكون شفاءً لي من جُرْحِي، لكنِّي مازلتُ أقفل بابي وأرفض مشاعر الشفاء تلك!.. هو أيضًا عاش من غير أب، انفصل جدو وتِيتَة، وتزوج جدو بزوجة ثانية، لكن جِدُّو مختلف عن بابا كثيرًا فهو لم يتركهم، بل خالو من ترك كل شيء وشعر بالحزن والكسر والخذلان وربما التَّحَطُّم، وعاش بالغُرْبَة حتى بنى نفسه بنفسه، وساعدته ماما حتى أصبح ما هو عليه الآن، وها هو يرُدُّ لها الجميل فأنا أعيش معه، وأنا أُكَرِّر نفس اللحظات من الانكسار والخذلان، وأسير على نفس الطريق من الألم والغُرْبَة، أعيش بغُرْبَتِي مع نفسي ومع طلاقهم وتَرْكِي بمفردي، ومعي ورثي ونصيبي منهم من القوة والرَّغْبَة ببناء مستقبلي وترتيب حياتي.
أحيانًا الحقيقة تكون مؤلمة، واضحة لدرجة أن وضوحها يكون نهاية وتحَطُّم لأشياء كثيرة في أعماقي، وأحيانًا راحة لأنه وصلنا لنهاية المتاهَة وفَهِمْنا السر!، والاثنان مؤلمان لي بالوقت الحالي، ولأنك أشرت للصدق في بداية كلامك، فالصدق مع عدم اقتناعي مطلقًا، خالو قال لي كما قلت أنت لي، ولكن لا لستُ مقتنعة، كيف ليس من شأني وأنا سأظَلُّ ابنتهما؟ كيف يا عالم؟.. يا ناس أكاد أفقد صوابي عندما تقولون لي ليس من شأنك معرفة الأسباب، ولن يؤثر طلاقهم بكوني ابنتهما!.. عقلي يقول "ERROR" وتظهر دوائر وأَشْتَاط غضبًا، وأتمنى لو أن تلك الكلمات أشياء أتمكَّن من تحطيهما وتقطيعها إِرَبًا إِرَبًا.
"لماذا كَرِهَا بعضَهُما؟".. طيب سأخبرك بما أعرفه، وهو جزء كبير من استتناجي أنا، لكن حاول أن تفكر أنت، فعقلك يفكر بشكل جيد، وقل لي تحليلك فهو يعجبني... خالو وبابا وماما كانوا يعملون سويًّا، حتى خسروا كل شيء، وهنا بابا تركهم ورَحَل لمكان عمله الآخر، وماما وخالو بدأوا من جديد ونجحوا لوحدهم مرة أخرى، وماما كانت زوجته لكن حصل خلاف عادي وانتهى وقتها، هم يقولون أنه هو من دَبَّر لتلك الخسارة، وهناك دليل وأوراق، وهو يقول "أنا حذَّرْتُهم من المغامرة"، من أُصِّدق فيهم؟! أين الحقيقة والصدق؟... لستُ أدري... هم ليسوا صادقين معي كما أنت!.. من الذي يتألم بينهم وخسر فعلًا؟.. أنا فقط... هذه نفس الأسباب التي دائمًا يكررون قولها عند أي خِلَاف أو مُشَادَّة تحدث بينهم.
وأيضًا هذه حصلت عندما كنت صغيرة، وعرفتها بعد ذلك كذكرى من حياتهما معًا، ولكن كما أخبرتك بها أعرفها، وانتهى ومضى الموضوع، وطابت النفوس وعادوا للعمل مرة أخرى... بعد ذلك حصل أمرٌ لا أعرفه، ولم يخبرني أحد منهم بالضبط، لكن أظن أنه كان هناك شريك آخر (وربما هي تلك التي تزوجها) لستُ أدري، حاولت التفتيش والفهم، وطلبت المساعدة من غرباء ومن محامي العائلة الذي طبعًا أخبرهم بمحاولاتي للمعرفة والبحث، بعد ذلك تم فتح الموضوع مرة أخرى لأنه حصلت خسارة مرة أخرى، وأظن أنه بهذا التوقيت ماما وخالو عرفوا شيئًا ما بخصوص خسارتهم الكبيرة، وحصلت خلافات كبيرة، وجلسنا وقتها في بيت جدُّو، وجدو تدَخَّل في الموضوع واستخدم نفوذه، لم يكونوا يتحدثون أمامي، لكن أذكر أشياء منها أن بابا دفع مبلغًا كبيرًا (هذا دليل أنه مُذْنِب)، مع أنه كان جيد مع جدو هكذا أذكر، وأظن أنه ظَلَّ يحقد على ماما وخالو وجدو، وأظن بعد ذلك اكتشفت ماما بموضوع زواجه، أو أنها كانت تعرف، وربما اتفقوا أنه عندما أذهب لبيت خالو يحصل الطلاق كما أخبرتني نيرة بِنِيَّتِهم وتخطيطهم هذا، فحصل ما حصل، ومن هنا أظن أنه يأتي أسباب خلافاتهم وخناقتهم المستمرة التي كانت تبدو تافهة لكنها لها جذور أعمق، ورفض ماما لبابا لكونه خائن من كل النواحي، أظن أيضًا خالو لم يكن يحب بابا وصفاته، لكن ماما كانت تريده.
بابا لا يهتم للأمانة والشرف والضمير (هذا ما يُقَال عنه منهم)، يهتم فقط للرِّبح ولنفسه وللنساء (هذا ما أظنه، ومِمَّا فهمته أو أسمعه أحيانًا خِلْسَةً دون أن ينتبهوا لوجودي عندما يتحدثون عنه).. هل فهمت شيئًا؟.. فَهِّمني إذن لو سمحت، أو قل لي كما يقولون لي أنه ليس من شأني، لا تقلها أرجوك أرجوك.
طبعًا واجهت خالو بما كتبته لك فوق، وسألته هل هذه هي الأسباب... جوابه: مرة أنه لا يعرف، ومرة رُبَّما، ومرة كيف يعرف وهو يعيش هنا وهم هناك، وقال لي "اسألي ماما"، هو لا يقول الحقيقة لي... وطبعًا كلَّمْتُها، وبعد ذلك عملت بلوك لها (ومازلت)، وقالت نفس الكلام (لا شأن لي)!... أمَّا بابا فالصدق الصدق الصدق يعني (وكما اتفقنا، وأتمنى ألَّا تُوَبِّخَني، فأنا قررت أن أكون صادقة معك، لكن أرجوك بدون تلك الكلمات القاسية أو لن أحكي لك كل الحقيقة حتى لا توبخني) فلم أسمع منه، بل شَتَمْتُه ونَعَتُّه بكل الكلمات التي أعرفها وتعلمتها منذ نعومة أظافري وحتى الآن، وأخبرته أنه خائن وأني لا أشعر بالفخر به كبابا وأني أتمنى موته!، لكن والله كنت غاضبة، كنت في حالة سيئة جدًّا... هل تعتقد أني جرحته؟.. هو أيضًّا جرحني... كنت أريد أن أضغط عليه... لم أعرف أني أحبه وأريده حتى رحل مني... لا يُهِمُّنِي ما يكون، ما دَخْلِي أنا بخِلَافَاتِهِم وتجارتهم وضرائبهم وحساباتهم الشخصية ورصيدهم المَرَضِي بالانتقام ونقصهم الفكري والإنساني؟! ما دخلي؟ وما ذنبي؟
أريد أن أكون كأي بنت بين والديها وفقط، لا أريد هذه الحياة، لا أريد أن ينقصني هو، أريده يا د علاء، أتمنى لو أنك تستطيع أن تُعَالِج وَجَعِي وتجعله يأتي وتجعلهما يعودان لبعض، هذا هو وجعي.. أنا أريده وأحبه، نعم هذه هي الحقيقة التي أرفض الاعتراف بها، لكن لا أستطيع عمل شيء، أريده مع ماما، غير ذلك لأ... عليه أن يتألَّم هو أيضًا... قلت لي كلٌّ مِنَّا فيه الشيطان والإل،ه وهو حرٌّ أن يختار ما يختار، وهو اختار، إذن لـيَتَحَمَّل لن أنِّي أكون بحياته (هذا إذا كنت شخصًا مُهِمًّا لديه).
تعرف دكتور علاء كل مصائبنا في هذه الحياة الحمقاء الرَّعْنَاء من الحب، هو الداء والدواء... د علاء أريد أن أقطع شرياني الآن، لكن دون أن أموت أو أتأَلَّم، كيف؟ (ممكن توبخني هنا).. د علاء، هل تعتقد أم بابا يحبني؟.. إذا كانت الإجابة "نعم" فكيف عرفت؟ هل عندك ما يثبت ذلك؟.. وإذا كانت "لا" فنفس الأسئلة... وكيف أعرف أنه يحبني وهو تَرَكنا... يا وَيْلِي، ها أنا عُدْتُ لنفس النقطة ونفس العنوان، دائمًا مُعْضِلَتِي وهو بعيد عني... هل تعتقد أنَّه يفكِّر بي؟ لماذا لايسأل عليَّ إذن؟.. أعلم والله وأسمعك، ها أنا أراك وأسمعك جيدًا تخرج لي من الشاشة صارخًا تقول لي "عملتي له بلوك كيف سيسأل؟!".. عليه أن يبحث، أن يجرِّبَ، أن يحاول، لست أدري، وحتى لو فعل لن أُجِيبَه، وأعتقد هو يعرف.
هناك أمر أخبرتني به نيرة ولستُ أدري هل هو حقيقة أم فقط نيِّرَة تقول كذلك حتى تجعلني أشعر بالسعادة، وإذا كان حقيقةً فهو أَسْعَدَني فعليًّا... قالت لي أن بابا اتَّصل على ماما أكثر من مرة وطلب منها أن تُلْغِي فكرة الطلاق ويرجعا لبعض، وأنَّه سيأخذ لنا بيتًا في السعودية ونعيش سويًّا وتعيش ابنتنا معنا.. آاااه كم هو جميل هذا الإحساس، لماذا ليس واقعًا أعيشه؟... نيرة تقول "هكذا قال بالنَّصِّ" لكنها رفضت ولم تَثِق به، وفي آخر مرة اتصل بها أخبَرَها أنها ستكون هذه آخر مكالمة ولن تراه بعد الآن إذا رفضت،وهي رفضت، وهو رَحَل، وأنا عَالِقَة بينهما كما ترى... مراهقيين ماما وبابا، أليس كذلك؟
لم يكن بي أن أحضر وأجعله بابا وهي ماما، كان لازم أمضي بعيدًا عنهما، لكن الله أراد أن أحضر الدنيا كي أتألَّم، وربما أتعلَّم، لكن ما هو الشيء الذي سأتعلمه؟ لماذا أنا هنا؟ ما الغاية من وجودي هنا؟ هل تعرف أنت يا د علاء؟.. وأيضًا يجب أن يُعاقَبَا، يجب أن يَنْضُجَا ويتحمَّلَن المسؤولية... قرأت لك كلامًا كهذا عن العقاب حتى ينضج المخطئ لكن نسيت أين، أَظُنُّ فتاةً كانت... المهم، فأنت وكالعادة وَبَّخْتَها بقوة وبعُنْف، وطبعًا هذه المرة معك كل الحق، أتَّفق معك، وها أنا أفعل مثلك، وكم أتمنى أن تُوَبِّخ ماما وبابا، وليس أنا فقط.
تذكرت شيئًا قرأته لك، مرة قلت "الدنيا لا تعطي محتاجًا"!.. ماذا تعني؟!.. اشرحلي عنها أكثر من فضلك مع أمثلة، فأنا لا أفهم بدون مثال، شكرًا.
لماذا لا يساعدني الله؟.. أعرف أننا نحن من نختار، ونحن أحرار ونحن ونحن ونحن... تبًّا، ألا تُوجَد حقائق غيرها مثلًا لم يكتشفها أحد بعد وتخبرني بها، غير المألوف والمعروف الذي تقوله دائمًا فهو حقيقي لكن صعب ومُؤْلِم ولا أريده.
"لقد مارستِ أنتِ العادة السرية أو إمتاع نفسك (وليس هذا بالشيء المَذْمُوم أو القبيح)".. لماذا أشعر أنك تريد قول شيء آخر ولكن بشكل مَخْفِي؟! لماذا لا تقول بشكل أوضح من هذا؟.. وكأنَّك لستُ أدري.
"قد تعتبرين والدك خائنًا، ولكن لا يمكنك إلغاء أو إنكار الاحتمال أنه إن امتنعت والدتك عن إِمْتَاعِه (جسديًّا ونفسيًّا وشُعُوريًّا في مختلف مجالات الحياة) فهي قد خَانَتْه أيضًا".. ماذا؟ ماما خائنة؟! ما هذا الذي تقوله؟! خانته لمجرد الرَّفض، خائنة لمجرد الرفض، وبابا له الحق ومسموح لأنه مريض وليس على المريض حرج؟!.. صدمني جدًّا جدًّا جدًّا رَدُّك!.. لماذا افترضت أنه تزوجها ليسعد معها، وهي أيضًا تزوَّجَته لِتَسْعَد معه؟.. ماما أيضًا لم تجد تلك السعادة معه، بل وجدت الخيانة والخذلان... صَدَمَنِي ردُّك لدرجة أنِّي أشعر بعجزي عن الكتابة والرد... لحظة، هناك شيء مهم هو أنَّهم تزوَّجوا عن حب، هذه نقطة... وأيضًا أنا، لماذا لا يفكر بي أحد؟! كيف جئت أنا برأيك؟... طبعًا لم تفكر بي يا طبيبي النفسي الإليكتروني؟... واضح طبعًا كيف جئت بعد أن أطفأوا الأنوار و.. و.. و.. فجئت أنا وأَنَرْتُ حياتهم فقرَّرا أن يطفئوا أنوار حياتي أنا وهكذا دَوَالَيْك.
وأنا عندما أتزَوَّج ويصبح لي أولاد سأُطْفِئ وأفعل نفس الشيء، والله هذا ما تعلَّمْتُه... هُمَا عاشَا لحظات من الحب والرومانسية والتَّفَاهُم، وتبادَلَا العشق، وإلَّا لَمَا جئت أنا، هما عَاشَا معًا وحَبَّا بعضهما البعض لسنوات، وهذه حقيقة... ربما الأشياء التي ذكرتها هي ما سبَّبَت الطلاق... وأيضًا لحظة لحظة! أتُعْطِي الحق لـبابا بأن يَمْرَح ويَسْرَح لمجرد أن ماما لاتعطيه؟!.. طيب ليفعل لكن دون زواج... أتعلم، أظن أنَّ ماما كانت تعلم بخيانته لكن لم تكن تعلم بزواجه، مِمَّا دفعها لطَلَب الطلاق أو خَلْعِه بعد ذلك... وأيضًا لو كان العكس وماما هي من كانت تشعر بالحرمان وهو لايعطيها، ماذا كانت ستفعل؟.. ورُبَّما هي فعلًا شعرت بالحرمان فقرَّرت خَلْعَه، وهل سيكون لها الحق أن تمرح بعيدًا عنه؟ وهل سيكون بهذه الحالة هو خائن وهي ضحية أو مريضة؟!
كرهت الزواج، وكرهت بابا، وكرهت ماما، وكرهت القوانين، وكرهت الحقيقة والصدق والحياة وكل شيء... د علاء هل الخيانة أفضل من الطلاق؟ طيِّب، ماذا عن البيت والأسرة والأولاد؟ أم الطلاق أفضل من الخيانة؟ ولماذا؟ وعلى أيِّ مبدأ بَنْيَت وجهة نظرك؟.. نعم ماما قالت "أنا معرفتش أختار" لكن صُوَرُهم، لحظاتهم، العِشْرَة، الحب، العائلة، وأنا... أنا أَكَادُ أُجَنُّ، هل فكَّرَا بي؟ هل تعتقد فَكَّرَا بي فعلًا؟.. وهناك سؤال مهم، هل تعتقد أنَّ ما فعلوه وأن أكون هنا وينفصلا وأنا بعيدة عنهم صحيح؟ هل هو لحمايتي؟ من ماذا؟ أو لـمصلحتي؟ ما هي تلك المصلحة؟.. هذا من وجهة نظر عقولهم!.
تعرف دكتور علاء، أنا لن أتزَوَّج مُطْلَقًا، لن أَدَع حياتي تكون مثل حياتهم، ربما سأعيش العشق وأحب وأمارس الجنس الكامل... متى يا رَبِّي؟ ماذا يشعرون عندما يمارسون الجنس الكامل؟.. أريد أن أُجَرِّب مثلهم لكن دون أن أتزَوَّج، سأظل أحب وأعشق، وكل مرة أعيش تجربة شكل، لكن لن أَسْمَح لأيِّ رجل أن يَسْجِنَنِي معه وبلحظة يخون ويَغْدُر... وأيضًا يجب أن أنجح وأُكْمِل دراستي وأصبح مثلك إن شاء الله... لن أسمح لأي شيء بالدنيا أن يَمْنَعَنِي أبدًا، يجب أن أخرج من هذا السجن وأَبْعِد عنهم، والحل الوحيد نجاحي، وبعد ذلك أَرْسِم طريقي وحياتي وأنا حُرَّة وقوية ولوحدي دون وِصَايَتِهِم الخَنِيقَة.
لماذا؟ لماذا تُصِرُّ على فكرة الموت؟.. شيء مُخِيف الموت، أخاف منه عندما يَمُرُّ اسمه من أمامي، أَهْرُب منه... هل تُرِيدُ أن أشعر بالحزن؟ ألا يكفي ما أشعر به الآن؟! لماذا تريد أن أكون يَتِيمَة؟.. لم أُفَكِّر بحياتي أنَّهُما سيَمُوتان... هناك شيء تذَكَّرْتُه هو عندما ينفصل بابا وماما هكذا أكون يتيمة أم ماذا؟، لكنَّهُما أحياء، وحسبي الله ونعم الوكيل بِمَن كان السبب بِوَجَعِي الآن، لكن طبعًا يا رب ليس ماما، لا أقصد ماما، ماما أيضًا تتأَلَم وأنا أشعر بها... أنت تعرف من أَقْصِد يا رب.
"من حقِّهِما البحث عن السعادة والراحة كما هو من حقِّك".. ما هذه الجملة الغريبة؟ ماذا تقصد؟ مِن حقِّ مَن؟ من تقصد بـ "حقِّهِما"؟ وماذا تقصد؟... هُمَا تزَوَّجا عن حب، وشَعَرَا بالسعادة، هل يعني هذا أنهما سيشعران بها هي نفسها وهما مُطَلَّقان؟!.. أنت تجعلني أشعر بالضحك والدهشة!.. أتقصد أن ماما ممكن أن تبحث عن السعادة؟! سعادة؟! أيِّ نُوع سعادة؟!.. جملتك غريبة... لا لا لا، ربما تقصد أن تعيش وتهتَمَّ بنفسها وبي وبعملها، أليس كذلك؟
"ولَكِ فليس من حقِّك وضع شروط لسعادتك تُرْغِم الآخرين على العيش بطريقة تَرْسِمِينَها أنت".. لا لا لا، لن أُعَلِّق، لن أُعَلِّق... ماذا تريد؟
"الله لا يتدَخَّل في حِرِّية اختيار الناس، فلماذا تريدين أنتِ التَّدَخُّل؟ وما الذي يُعْطِيك الحق في التدخل؟".. لأننا عائلة وأسرة، ويجب أن نكون هكذا معًا، وحقِّي ذلك لأني ابنتهما، والله العظيم ابنتهما، ألا يَكْفِي هذا؟!
"تعاقِبِينَهُم الآن، وتعاقبين نفسك بعَدَم الكلام معهما... ما الذي تأملين أن تَجْنِيه من هذا؟".. كنت أخبرتك من قبل أنِّي أفعل ذلك حتَّى أضغط عليهم ليسمعوا كلامي ويرجِعَا لبعض لأني ابنتهما... لا أعاقب نفسي أبدًا، بل هم... لماذا قُلْتَ أنِّي أُعَاقِب نفسي؟ هل تعتقد أنِّي أُعَاقِب نفسي؟.. لا، هم أو هُمَا.
"تحاولين إِرْغَامَهُما على شيء لا يُرِيدَانِه... لماذا؟".. أريد أن أعرف أنا ماذا تريد بالضبط؟ لماذا تسألني كل هذه الأسئلة التي تجعلني بِحِيرَة؟.. أعتقد أنِّي أَجَبْتُ، لأنه نحن أسرة ويجب أن نكون كذلك، لا يُوجَد شيء اسمه لا يريدانه، لو كان كذلك لِمَا تزَوَّجا؟! لما أنا ابنتهما إذن؟ ولما هما بحياتي؟.. كُلُّنا شُرَكاَء، وعليهم التضحية.
"ما الذي يعطيكِ الحق في هذا؟ ولماذا أسبابك جيدة؟ ولمن؟".. كل هذه الأسئلة؟!.. لستُ أدري ماذا تريد بالضبط؟ ماذا؟.. أسئلتك هذه تجعلني أشعر بالحزن والبكاء، وتجعلني أخاف، هل هذا ما تُرِيدُه؟.. أنا لم أستَطِع النوم منأاسئلتك هذه، وشعرت بالإحباط وببرودة الأيام وهَوْلِ المصيبة التي أنا فيها... د علاء أرجوك لا أريد هذه الاسئلة لي لأنَّها تجعلني أحزن، أنا أريد أن تخبرني أنهما سيرجعان لبعض، لماذا لا تَدْعَمُنِي هكذا؟ لماذا تقول لي كلمات مخيفة، وليست قوية، وتدعمني؟ لماذا لا تساعدني بالكلمات القوية الدَّاعِمَة كما قلت لتلك الفتاة وعلَّمْتَها كيف تَرْسِم صورة جميلة لها، وساعدتها؟ لماذا أنا تريد وتُصِرُّ على أن تُعْطِيني صورة مخيفة ومُؤْلِمَة؟ هل تريد أن يؤلمني قلبي وأبكي وأجلس لوحدي؟.. اطْمَئِن، حصل كل ذلك لي، يومان وأنا مُحَطِّمَة ومُحْبَطَة جدًّا جدًّا، لكن لا تقلق لم أستسلم للألم، عُدْتُ ونَهَضْتُ من جديد، وأظن أنِّي أفضل بكثير من ذي قبل، والفضل بعد الله هو لك... وأيضًا يجب أن تعرف أنَّ بعد 3 أيام تبدأ امتحاناتي، ويجب أن أكون بحالة نفسية جيدة، الامتحانات أسبوع ونصف، وبعدها إجازة.
أعلم أنك ستقرأ قراري الذي أخبرتك به في ردِّي السابق وهو أنِّي سأنسى الموضوع، ومازال هذا القرار قائِم، ولكنَّه ليس سهلًا عليَّا، وليس زِرًّا أضغط عليه فـأنسى تمامًا... وعلى أيِّ حال أنت أخبرتني أنَّنا قد لا نقدر في التَّوِّ واللَّحظة ولكن نَقْدِر على المدى البعيد، أليس كذلك؟.. وخالو يقول لي "عندما يأتي الوقت المناسب"!، وهي كذلك بالنسبة لقُدْرَتِي على نسيان طلاقهم... أحاول، أنا أحاول، أفقد قدرتي وتوازني أحيانًا، ثُمَّ أَنْهَض من جديد وهكذا، ولكن أشعر ومن أعماق قلبي أنِّي أفضل وأقوى بكثير، ولك الفضل بذلك (شكرًا لك)... أعتقد أن جُرُوحِي تحاول هي أيضًا أن تُوقِفَ نَزِيفَها وتساعدني، وأحيانًا يَنْفَلٍت مني وأَجِدُنِي أنزف، أشعر بقلبي هكذا وأموت من وَجَعِه، والله لا أريد هذا الألم ولا هذا الفَقْد... لماذا أنا مختلفة عنهم د علاء؟.. أنا أكره بابا، أَكْرَهُه، أَكْرَهُه
أريد أن أكتب لك عن الامتحانات وخوفي، لكن لا تقلق فأنا مُسْتَعِدَّة لها جيِّدًا، أنا ممتازة في الإنجليزي والكيمياء... وأمَّا الفيزياء جيدة بها لكن أحتاج وقت لكي أفهم التجارب التي لم أحضرها عملي، فعندما أراها عَمَلِي تُطْبَع بعقلي... حتى خطوات رسم التجربة مع الكيمياء تكون أسهل عندي... وأمَّا الأحياء جيدة، لكن مشكلتي بالحفظ، فأنا لا أستيطع الحفظ دون الفهم، يجب أن أفهم سياق الجملة وماذا تعني وما الغاية منها، وإذا فَهِمت المعنى حفظت، وأيضًا يجب أن أغَيِّر النَّصَّ المطلوب حفظه وأضيف كلمات خاصة بي لكنها تشبه النص وتكون نفس المعنى، وهذا يحتاج وقت لكنِّي جيدة، وهذه طريقتي منذ البداية... مُعْضِلَتي الرياضيات، أَكْرَهُها، هههههه لا أُطِيقُه، لا أُحِبُّه، رِخِم، تصَوَّر أنِّي لحد الآن لم أحفظ جدول الضرب (أحفظه وقت الامتحان وبعد ذلك أنساه)، لا أحب الرياضيات، وأحتاج وقت وجهد وصفاء ذهن عالي حتى أستطيع تجاوزه، خالو يعمل المستحيل وكثيرًا أبكي وأدخل بِشِجَار وخِنَاق مع خالو، هو يقول لي أنِّي أَفْتَعِل الشِّجار حتى لا أَدْرُس، وبعد ذلك أستسلم وأجلس بجواره ويشرح لي وأكون مُجْبَرَة والله، واكتشف أنِّي أفهمه لكن لا أُحِبُّه.
أكتب لك هذه الكلمات وبعد غَدٍ أستعد له، أنا خائفة يا دعلاء، لا لست خائفة، لا الحقيقة خائفة ومُنزَعِجَة منه ومن الأيام!.. لماذا يجب أن أدرس؟ من اخترع الدِّرَاسة والصفوف والسنوات الدراسية؟ ومن اخترع الامتحان؟.. لكن على أي حال ساعدني خالو، وسأنجح بالتأكيد فأنا قرأت جيِّدًا... أكيد أنت ذكي وتُحِبُّ الرياضيات صح؟.. لو كان جوابك نعم، وبما أنِّي أريد أن أُصْبِح مثلك، أريد أن أحب الرياضيات مثلك، كيف؟.. لكن أنا لا أُحِبُّه، أَكْرَهُه كُرْهَ العَمَى!.. علمًا أنَّهُ لديَّ كتب تجارب خاصة بكل مادة، وآخر خاص بتجاربي أنا، وفي كل مرحلة لديَّ كتاب أنا أضع فيه بَحْثِي الخاص بكل موضوع يُطْلَب مِنِّي، وكُتُب أخرى للُّغات والموسيقى والرياضة وغيرها، وهي مختلفة تمامًا.
صحيح أشعر بالمَلَل، وأفكِّر لو أستطيع تَرْك كل شيء والنوم بسريري الدافئ، ربَّما لأني أريد أن يحدث كما يقول خالو لي "غَمِّضي عينك، فَتَّحي، بقيتي بالجامعة" وأهو غمَّضت وفتَّحت وقَاعْدَة بكتب لك ولسَّه بَدْرِس!.. لكن غريبة وتُعْجِبُني، وأنا أُحِبُّ الأشياء الغريبة، وليس لدي وقت مُنْتَظِم للدراسة، بمعنى أنِّي أنام وَقْتَمَا أشعر بالنُّعَاس، وبعد ذلك أُكْمِل دراسة.
د علاء، كيف كنت تقرأ؟ من يساعدك بالدراسة (أبوك أم أمُّك)؟ وهل كنت تجلس بهدوء مع من سيشرح لك من أمك أو أبوك أو أختك أو أخوك؟ لستُ أدري مع من تعيش كما بَقِيَّة خلق الله وكما يذكرني بها خالو في كل مرة؟! أم كنت تغضب وتهرب مرَّة بالحمام ومرَّة مريض ومرة جسمك يؤلمك، وهكذا؟ ماذا كنت تفعل؟ وكيف كنت تُنَظِّم وقتك؟ وما هي الكتب التي كنت تحبها؟ هل كنت تخاف من الامتحان؟ ماذا كنت تفعل؟
مثلًا الآن الساعة 5 فجرًا، وأشعر بالنشاط التَّام والحيوية، وقررت أن أُنْهِي ردِّي هنا حتى أتفرَّغ تماًما للدراسة ولا يتشَتَّت عقلي، يجب أن أنجح... د علاء هل تنظيم الوقت الخاص بي جيِّد أم غلط؟ مع العلم أني مرتاحة به لكن خالو دائمًا يخبرني أن طريقة نومي غلط، وهي ما تجعلني أكون عصبِيَّة، لكن ماذا أفعل؟.. هكذا أنا أتوتَّر.
ولديَّ مشكلة أخرى، لدي أسئلة لك عن قانون الجَذْبِ متى سأكتبها لك؟.. التي قُلْتَها في لقائك الرائع جدًّا، ولم أنتهي منها بعد، وبنفس الوقت يجب أن أُنْهِي ردِّي هذا ورَدِّي اللَّاحق والدراسة... عندما أذهب للدراسة وأفتح الكتاب عقلي يخبرني أسئلة جديدة لك، وكُلَّمَا أحاول أن أُوقِفَه وأركز بالدراسة أفشل، وعندما أذهب للكتابة ضميري يقول لي "دراستك وحِلْمُك، لن تنجحي إذا لم تَسْتَعِدِّي جيدًا كيف تُعْطِين الكتابة وقتك وتَتْرُكِين الدراسة؟!، سؤال د علاء لن يطير، لكن إذا رَسَبْتِي ستَطِيرِين أنتِ يا حلوة".. تعبت، ماذا أفعل؟!.. قرَّرت أن أنهي رِّدي هذا وأُلْقِي باللَّاب من النافذة لُيَواجِه مَصِيرَه هو أيضًا، وبعد الانتهاء من الدراسة أُفَكِّر فيه لأَحِلَّ غير هذا.
وأيضًا لديَّ مشكلة، ولست أدري هل يمكن علاجها، أنا أُفكِّر كثيرًا كثيرًا، أفكر بالشيء قبل أن يحصل وبعد أن يحصل، وأضع كذا فكرة لو حصل بالشكل التالي ماذا سيكون فِعْلي، ولو لم يحصل هكذا كيف سيكون تَصُرُّفي، وأفكِّر حتى بالأشياء التي رَحَلَت، وماذا لو كنت تصرَّفت هكذا، وأَعِيشُه بِعَقْلِي كما أخبرتك.
سأشرح لك عن عقلي... عقلي يكون شكله عقل، لكن له ذراعان وله عيون، ويتكلَّم دائمًا معي، أنا أسمعه مثلًا عندما يقرأ كلماتك، هو يُمْسِكُ بيده كلماتك ويستمر بالنظر لها ويُقَلِّبُها يمينًا ويسارًا ويُحَلِّلُها بصوته داخل رأسي، وممكن يرفع أحد حاجِبَيْه، ثم يُلْقِي بها، ثم ينتبه بعد ذلك لشيء مهم فيُعِيدُ ويمسكها ويُحَلِّل ويكتشف أشياء مهمة أخرى، ومن ثم يُلْقِي بها وهكذا، ويستمر مرة أخرى وأخرى وأخر، هو لا يَمَلُّ وأنا معه.
أريد أن أسألك عن شيء آخر د علاء، لو كان هناك إنسان عمره 60 عامًا، وهناك إنسان آخر عمره 15 عامًا، فكيف يمكن يتعامل الإنسان "2" مع الإنسان "1"؟.. الإنسان 2 يعتبر الإنسان 1 شيئًا كبيرًا من ناحية العقل والتفكير والروح، هو يريد أن يكون قريبًا منه ويتعلَّم منه أكثر ويتعرَّف عليه أكثر، لكن أيضًا يخاف منه.. هل تعتقد الإنسان الكبير (أقصد بالعمر) يكون عصبيًّا؟ بماذا يفكر؟ كيف أعرف؟ هل تعتقد هو يقول عليه صغير أو لا يحترمه مثلًا كما لو كان بنفس عمره؟ لو كنت تحب إنسانًا، وهو شخص ساعدك، كيف تتقَرّب منه وتكون صديقه الحقيقي؟... لا تتخيل كم هو رائع!.
مزاجي أصبَّح يتغير دائمًا بسهولة، خالو دائمًا يقول لي "طِلِعْتِي فوق الدنيا صافية والشمس مِنَوَّرَة، نزلتي غائمة مُمْطِرَة!" يقصد فجأة أبكي وأحزن... أشعر بالوحدة أحيانًا والملل منذ طلاق بابا وماما، قبل ذلك لا... أعلم أنك ستقول لي أن الوحدة معناها أنك غير صديقة لنفسك!.. ماذا تعني صديقة نفسي؟.. أنا كثيرًا أجلس مع نفسي، ولديَّ أشياء أقوم بها مع نفسي، فكيف أُصَادِقُ نفسي؟.. أحب الجلوس مع نفسي كثيرًا، وأغرق بقراءة الكتب والروايات، والتي أتمنَّى أن تكون رشَّحْتَ لي كتبًا.
تذكرت سؤالًا مُهِمًّا جدًّا: ما هو الفرق بين التَّوَقُّع والمُتَوَقَّع والواقع؟ كيف أُفَرِّق بينهم؟.. وأعطني أمثلة لو سمحت.
أتعلم د علاء، أفضل شيء كتبته لي هذه المرة في رَدِّك هو الذي سأرُدُّ عليه الآن أمَّا الذي فوق فكان مُخِيفًا وقويًّا وقاسيًا لدرجة أني قررت أن أكتب العنوان "this fear it con’t be described" لكن بعد قراءة كلامك هذا تجعلني أشعر بالحماس والدهشة والسعادة والضحك، فغيَّرْت العنوان كما ترى.
نشعر بالغيرة من العضو الذكري!.. والرجل هل يشعر بالغِيرَة من العضو الانثوي؟.. أتعلم، نعم فعلًاأاشعر بالغيرة، لكن لماذا أشعر هكذا؟ أو لماذا نشعر بالغيرة هكذا من الأستاذ العضو الذكري؟.. أنا فقط أريد أن أعرف كيف سأشعر لو أصبح لديَّ عضوًا ذكريًّا مُلْتَصِقًا بجسمي كما حصل مع "بيثاني"!، ولكن لم تشرح لي هذه النقطة، مازلت أريد أن أعرف ما هو الإحساس؟
"ولكن الأنثى لديها عضو وهو البظر، يشبه العضو الذكري من حيث الأنسجة والانتصاب، ولكنه أصغر حجمًا"... واو! كيف؟! أين لك هذه المعلومة الرائعة جدًّا جدًّا جدًّا، فعلًا البظر صغير، لماذا اسمه هكذا؟.. ولكن ليس له إحساس بالثِّقَل أو الوزن كما العضو الذكري، أليس كذلك؟.. لست أدري، أحاول الإحساس بالوزن لكن لا أشعر بشيء، ما هذا؟
آاااه، تذكرت أمرًا، ما مرة أخبرنا معلم الأحياء أن البيبي وهو في بطن أمه في البداية يكون شكل العضو الخاص به هو الأنثوي، تصوَّر!.. وبعد أن يبدأ بالدخول بالمراحل اللازمة لنموه (أي أشهر الحمل) يتشَكَّل شكل العضو الذكري إذا كان رجلًا والعضو الأنثوي إذا كانت فتاةً... سعيدة جدًّا جدًّا بهذه المعلومة الرائعة، شكرًا شكرًا لك.
طيب دكتور علاء لدي سؤال، وأرجوك قُل لي معلومة غريبة معه، لماذا الرجل لديه ثدي؟ وماذا يُوجَد لدى الرجل بدل الرَّحِم والمَبَايِض؟ وماذا يوجد داخل بطنه أصلًا؟.. لا أذكر إذا كنت قرأت معلومة كهذه في كتبي، ولا أريد أن أسأل جوجل فهو لا يُعْطِي معلومات غريبة مثلك.. أرجووووك أخبرني معها بشيء غريب ورائع... وشكرًا شكرًا كثيرًا.
"كلنا لدينا هرمونات أنثوية وذكورية، ومن الطبيعي أن نتأَمَّل أو نحاول تخيُّل ما يشعره الجنس الآخر.. ومن الطبيعي أن نرى الجمال والإغراء في الجنسين.... فكرتك عن الجنس ساذجة وخاطئة بعض الشيء، فليس طبيعيًّا أن تصرخ المرأة لأن زوجها سوف يأخذ بِكَارَتَها... ليس طبيعيا من الناحية الجسدية أو من الناحية النفسية.... الزوج لا يحتاج لاغتصاب زوجته، ولا تحتاج هي إلى الخوف منه... غشاء البكارة لا يحتوي أعصابَا لكي يُسَبِّب الألم، الألم يحدث لأن المرأة غير مُسْتَرْخِيَة وغير مُثَارَة جنسيًّا.... الجنس علاقة روحانية في المقام الأول، وإن كُنَّا قد شَوَّهْنا هذا المعنى واخْتَزَلْنَا الأمر في مسألة حيوانية شهوانية جسدية".
"فكرتك أيضًا عن الرجولة في شكل السيطرة وتخويف الآخرين هي أيضًا فكرة ساذجة.... الرجولة (أو صلاح الإنسان وقدرته) لا تَكْمُن في العنف والسيطرة، ولا في المواقف العَنْتَرِيَّة، ولا في الجنس والفُحُولَة".
ممممم... كل البنات يَخَفْنَ من ليلة الدخلة، الرجل فقط هو من لا يخاف من ليلة الدخلة لأنه هو من سيُؤْذِي الفتاة، لو كان العكس لرأيت الرجل يبكي ويشعر بالخوف (أعتقد يعني، لستُ متأكدة)... وعندما عرفت ما يحدث في ليلة الدخلة أَصِبْت بالهَلَع، كنت أعرف أنه يحدث شيء ما، لكن لم أفكر بأن خطواته تكون كذلك، وعندما أخبرت صديقاتي ونَيِّرَة كلهم قالوا أنها ليلة مؤلمة ومخيفة، وإحدى البنات أخبرتني أنه عندما تزوجت أختها ظَلَّت 3 أيام وهي تخاف حتى اتَّصَل في الآخر زوجها وأخبر والدتها أنه تمَّت المهمة، وقالت أنها صَرَخَت وكانت تبكي، وكانت مؤلمة جدًّا جدًّا كالصاعقة الكهربائية... لماذا لا يحدث للأولاد هكذا، ونحن يحدث لنا؟!.. لست أدري لماذا لا نقوم نحن بأخذ بكارة الأولاد!، لما هم على أي حال؟.. أنا سألتك هذا السؤال وأنتظر الإجابة.
بَقِيَ أمر وهو رغبتي بأن أكون رجلًا.. دكتور علاء أنا آسفة لو كتبت ذلك، في الحقيقة كنت مُسْتَاءَة من كل شيء وأشعر بالضعف، وأردت أن أفعل شيئًا يجعل ماما وبابا يتألمَّوُن، لستُ أدري لماذا شدَّتْنِي تلك الأمور وفكَّرت بها... على أي حال أنا أحب نفسي كفتاة، ولا أريد أن أكون رجلًا، أنا فقط أريد أن أعرف كيف أشعر عندما أحمل العضو الذكري فقط، والله حتى لم أَعُد أشاهد المقاطع الشاذَّة، أنا أصلًا لا أحبها وتجعلني أشعر بالخوف والقرف... وأيضًا تعلَّمت شيئًا مهمًّا منك وأنت تخبر السائلين غيري أن كل شيء يزيد عن حَدِّه يكون غير طبيعي، يعني لا بأس ألعب عروسة وعريس مع نّيِّرَة، لا بأس أن أشاهد أشياءً شاذة من باب الفضول فقط والمعرفة وهكذا، ولكن دون زيادة عن الطبيعي، صح؟ لماذا أسمعك وأنت تقول "لا"؟
وأيضًا لماذا نصحتني بالمعالج النفسي، علمًا أن هذه أول مرة تنصحني أي نصيحة؟ ربما نسيت، أليس كذلك؟ أو تعوَّدْتَ وضع هكذا جملة في النهاية، أليس كذلك؟
د علاء حلمت حلمًا غريبًا بعد أن كتبت لك ونِمْتُ ،وهو أني ارسلت رسالةً لبابا على الواتس، ورَدَّ عليَّ هو، وكنت فرحانة وسعيدة جدَّا، وقلت بالحلم "كنت متأكدة هيِرْسِلِّي" ولكن الرسالة كانت عبارة عن: عارف هذه الأوراق الصغيرة المُلَوِّنَة التي تستخدم لكتابة الملاحظات ولَصْقِهَا على الحائط، هي تلك، وكانت عبارة عن 3 ورقات لونها أصفرالقاعدة وأبيض الوَسَط (أو واحدة فوق واحدة، يعني البيضاء فوق الصفراء... الوسط هو اللون الأبيض، والحاشِيَة صفراء)، و الـ3 ورقات مَرْسُومٌ عليها بقلم الرصاص التالي: الورقة 1 مرسوم عليها اليد من الكتف وحتى اليد فقط هكذا، وعلى شكل حدود من غير ألوان، ويد واحدة فقط... والورقة 2 مرسوم رأس رجل وجسمه (تقريبًا نهاية الصدر أو البطن، وفقط)، وأيضًا عبارة عن حدود تخطيط مُحَدَّد فقط من غير عين أو تفاصيل أخرى... الورقة 3 مرسوم قَدَم، وهي من بداية الساق (الوِرْك) حتى القدم، وواحدة فقط!.. كُلُّها مُرَتَّبَة بشكل أُفُقِي (واحدة جنب واحدة)، وأرسلها لي على شكل صورة واحدة فتحتها وقلت "لم أفهم.. ما هذه؟" ولكن كنت سعيدة جدًّا جدًّا، وبعدها تركت موبايلي وخرجت من غرفتي أمامي غرفة نوم كانت بها سيدة كبيرة بالسن (أعرفها بالحلم، لكن لا تُشْبِهُ أحدًا بالواقع، أو ربما لست متأكدة)، كانت مُسْتَلْقِيَةً على سرير، وعندما شاهَدَتْني طَلَبَت أن أتقدَّم نحوها وتحضُنُنِي، وحَضَنَتْنِي فعلًا، وكنت سعيدة جدًّا بها، ولكن الغرفة والسَّرَائِر كانت مُرَتَّبَة بشكل عمودي، السرير الأوَّل يجلس به رجلًا ظننته بابا، لكن لم يكن هو (رُبَّما يُشْبِهُه)، والسرير التالي لتلك السيدة الكبيرة، وذلك الرجل زوجها أو قريبها في الحلم... كنت أشعر أنِّي أعرفهم، ولكن واقِعِيًّا لست أدري مَن هم؟ ماذا يعني هذا؟.. وكنت سعيدة داخل الحلم، وبعده.
وأيًضا حَلِمْتُ بالعضو الذكري، إلى ماذا يَرْمُزُ هذا؟.. قرأت عنه بالنت أنه خطير أو مُخِيف، ما رأيك؟ وأيضًا ماذا تعني الأرقام بالأحلام؟.. بحثت عنها بجوجل، فهل ما وجدته صحيحًا أم له تفسيرٌ آخر؟ هل يمكن أن تقول ماذا يعني كل رقم؟.. شكرًا.
وأخيرًا وليس آخرًا: بارك الله فيك وفي عقلك الرائع، وكمان أنا أحب عقلك جدًّا، أرجوك اعتني به جيِّدًا، ودائمًا كُلَّمَا تتعَلَّم شيئًا تعالى وأخبرنا به، أنا أقرأ لك دائمًا، ودائمًا أتعلّم شيئًا منك، وتعلَّمت أشياءً كثيرة، أعلم أنط ستقول لي "لماذا إذن لا تُطَبِّقِين؟"، سأجيب كما قلت لي "لا نقدر بالتَّوِّ واللحظة، ربما لاحِقًا".
مَتَّعَك الله بالصحة والعافية والبركة في حياتك، ورَزَقَك الفهم والحكمة وسِعَةَ الصَّدْر لنا (ولي بالذات) وفي الحياة... وشكرًا من أعماق قلبي لأنك تسمعني وتنصحني وتساعدني، لكن بدون التَّوْبِيخ، لُطْفًا، بالرَّاحَة...
مع أَرَقِّ تحياتي.
.Have a nice day
3/3/2021
رد المستشار
صديقتي، ليس هناك في الحياة ما يُخِيف، ولا في المستقبل عدا الخوف نفسه لأنه يَخْنُق الحياة..... علينا جميعًا أن نتقَبَّل ما يحدث في الحياة (هذا لا يعني أن نوافق عليه)، وأن نختار ماذا نفعل بما نرى ونسمع وكيف نفكر..... ليس هناك وسيلة أخرى صِحِّيَّة للتعامل مع الحياة.... الخوف والانعزال لحماية النفس سوف "يحمي" النفس من أن تَحْيَا الحياة... الحزن والأسى والألم على ما نكرهه في أفعال الآخرين لن يُغَيِّر من الأمر شيئًا..... هناك دائمًا الخير والشر، والصالح والطَّالِح، وكل المُتَضَادَّات، وعليها يقوم نظام الكون..... علينا أن نُوَجِّه ما هو "شرٌّ" في أنفسنا نحو الخير باستخدامه استخدامًا بنَّاءً، مثلًا الجَشَع والطَّمَع وعدم الرضا صفات مذمومة، ولكن بدون القليل منها مُوَجَّهًا في وُجْهَةٍ بنَّاءَةٍ لن يكون هناك تقدم او اختراعات أو علم..... بدون القليل من العنف والقسوة لن نقدر على حماية أنفسنا مِمَّن يريد الاعتداء علينا..... علينا بالاعتدال والمرونة..... علينا تقبُّل أن المشاعر الإيجابية والمشاعر السلبية لا وجود لأحدهما بدون الآخر..... علينا التَّصَرُّف بحكمة في المشاعر السلبية بأن نجعلها الزِّنَاد الذي يُطْلِقُنا نحو التفكير في عكس ما يحدث أو ما نَحُسُّ، وتَفْعِيل خطة للوصول إليه..... مثلًا الخوف عكسه الطمأنينة، وهي تحتاج معلومات واستعداد، معلومات عن الخطر وإمكانية دَرْئِه، واستعداد عَمَلِي لِدَرْئِه.
إن كنت تخافين من الخُذْلَان فعليك أن تَتَقَبَّلي وجوده لأن بدونه لن تعرفي معنى الوفاء (بالمناسبة لقد خَذَلْتِ نفسك عدة مرات في حياتك ككل البشر).... عندما ينصحك خالك بالصبر حتى الوقت المناسب، هذا يعني الخبرة والنضج الكافِيَيْن للتعامل مع الحياة بهدوء واتِّزان..... ما تفعلينه فيه الكثير من الدراما.
المشاعر نَحُسُّها في التَّوِّ واللحظة، ولكنها لا تبقى بنفس الدرجة دائمًا، قد تزيد وتنقص، ولكن دوام الحال من المُحَال، الله وحده هو الَّدائِم..... لماذا كل هذا الاستعجال؟!... لا شيء خارجك سوف يحقق لك النجاح أو السعادة أو الأمان أو الثقة بالنفس أو الحب أو التقدير الذاتي، هذه كلها عمليات داخلية..... أغلب البشر تُعَسَاء لأنهم يقولون أنهم سوف يحُسُّون هذه الأحاسيس لو تغيَّر كذا أو كذا في الحياة أو الظروف.
تقولين: "كانت قاسية جدًّا جدًّا كلماتك عندما قلت لي وقتها زوجته فقط المغفلة!.... نعم معك حق، وما يُؤْلِمُني أني كنت طرفًا في خداعها، لكن والله والله لم أكُن بِوَعْيِي كما الآن..... هل أنا خائنة؟ لماذا تَصِفُ النساء بالخائنات؟ لماذا قلت لي كل تلك الجمل القاسية؟.... ولستُ أدري لما تذكَّرت كلماتك تلك الآن!.... أشعر بالغضب والإحباط، لكن المفروض نسيت..... تجربتي تلك وطبيعتي أنِّي لا أحب اللَّوْمَ والقساوة على نفسي، وأفهم فكرة أننا نُخْطِئ ونستغفر ونتوب ونكون صادقين بالتوبة، انتهى..... على أي حالٍ أنتظر تحليلك".
كنت مشتركةً في خيانة وهذا واضح، وليس هناك ما يمكن قوله بهذا الصَّدَد، ولكن كُلُّ الأخطاء تنتهي بالتوبة والإصلاح.
لم أصف النساء بأنهن خائنات..... مثلُهُنَّ مثل الرجال، هناك من هُنَّ أوفياء وصادقات، وهناك من هُنَّ خائنات..... قد يُدْهِشُك أن نسبة الخيانة في الرجال خمسة عشر بالمائة، والنساء ثلاثة عشر بالمائة.
بالنسبة لزميلاتك فمن المُعتاد والمؤسف أنَّ في فترة المراهقة المبكرة إلى منتصف العشرينات تَكْثُر الأفكار والأقاويل والتَّصَرُّفات العنصرِيَة..... عليك فقط معرفة أن هذا سبّبُه التقديرالذاتي السيء عند المُعْتَدِي أو المُتَنَمِّ، وأنه يريد أن يدفَعَنَا للأسفل لكي يحس أنه أعلى..... عليك باللامبالاة، واستمري في فعل الخير بدون أن تنتظري منهُنَّ خيرًا..... عامِلِي الله ولا تُعَامِلِي البشر..... سوف تجدين الحب عندما تَكْفِّين عن البحث عنه، وعندما تكوني أكثر صِدْقًا مع نفسك..... مثلًا تقولين: "أنا الآن بلا أم وأب، أنا لوحدي، هل تتخيل هذه؟ هل تشعرها؟" أنت تكْذِبِين على نفسك، وتُبَالِغِين في هذا لأن لديك أب وأم مازالا على قَيْدِ الحياة، ومن الممكن صُنْعِ علاقة جيدة معهما إن أردت..... ولكن كُلُّنا نَمُرُّ بهذا الإحساس في فترة ما في الحياة، هذا بسبب رغبتنا الطفولِيَّة في أن نَظَّل مِحْوَر الكون، وأن يَمْتَثِل أهلينا لما نريد (وإن كان غير منطقي ومُبَالغًا فيه)، أحيانًا أيضًا نريد منهم شيئًا أو إحساسًا ولكن لا نُحَدِّد كيف نريده، نريد منهم أن يفهمونا ولكننا لا نفهم أنفسنا، أغلب الظن أننا نريد منهم أن يوافقوا على أيِّ شيء نقوله، وأن يُقَدِّسوا أي شيء نعتقد أننا نَحِسُّه.
بالنسبة لاندماجك في عملك فهذا عظيم..... تذَّكَرِي فقط أن الصلاة قد تفتح أبوابًا أخرى للتفكير في عملك والوصول إلى برامج أفضل، اعتبريها إجازة ذهنية لكي تعودي لعملك مُتَجَدِّدة الطاقة، هذا ما يفعله المُخترِعُون والعظماء والعلماء على مَرِّ العصور، يكتشفون المُذْهِل أثناء الراحة الذهنية..... لكن مرة أخرى، مثل الحب، لن تحصلي على هذا بالأمر أو بالاستعجال، عليك بالاجتهاد وتَرْكِ التَّشَبُّث بالنتائج، عليك الاستمتاع بالرحلة بدلًا من تأجيل سعادتك إلى ما بعد الإنجاز، وهي سعادة لا تَدُوم..... يجب أن تَسْعَدِي بالرِّحلة
تقولين: "لم أفهم هذه ماذا تقصد، ولكن الحرية تعني المسؤولية (كتابة المسؤولية هو خطأ إملائي شائع، ولا يصح أن نقبل به).... ما هذه؟ قرأتها أكثر من مرة ولم أفهم إلى ما تشير؟! هل الموضوع له علاقة بالإملاء؟ أم ماذا؟".... يبدو أن هناك إِصْرَار شرق أَوْسَطِي أو مصرى على الخطأ، كلمة "مسئولية" تُكْتَب بهمزة على الياء وليست على الواو، لقد كتبتها أنا في رسالتي صحيحة مثلما جاءَت في القرآن، ولكن أحدهم أو برنامج ما مُصِرٌّ على الخطأ.... بالطبع لم تفهمي.
من ناحية والديك فليس هناك ما أُضِيفُه..... هما أخطَآ، وسوف يتعَلَّمان ما يتعلمان من أخطائهما.. و أنت عليك أن تتعلمي أن تختاري شريك الحياة جيدًا..... اسمعي نصيحة نَيِّرَة، واسمحي لحب خالك بالدخول إلى قلبك بدلًا من رفض..... هذا السماح لن يُلْغِي وصول مَحَبَّة أبيك إذا حدث واجتمعتم مرة أخرى.
"الدنيا لا تعطي المحتاج"... ما نعتقده ونؤمن به يتحَقَّق بشكل أو بآخر في حياتنا..... يقولون أن الله سخَّر لنا الكون، وهذا الكون يستجيب للمشاعر والمُعْتَقَدات الرَّاسِخَة، فعندما يقول الإنسان "أنا محتاج" وكأنَّما يَرُدُّ الكون "آمين، وستظَلُّ تحتاج إلى أن تُغَيِّر رأيك".... أي شيء بعد كلمة "أنا" هو بمثابة أَمْر للكون بالتنفيذ إذا ما صاحبه اعتقاد راسخ وإحساس قوي..... هذا بالإضافة إلى معنى آخر وهو أنَّ المحتاج الذي وضع نفسه في حالة الاحتياج عن طريق عدم الرضا والشكر والامتنان لما لديه، والبحث دائمًا عَمَّا يَنْقُصُه أو ما ليس لديه يجعله دائمً الاحتياج ولا يرتاح لأنه دائمًا يُدَرِّب نفسه على تأجيل السعادة والاستمتاع بالحياة للمستقبل عندما تتحقق أشياء معينة.
"لماذا لا يساعدني الله؟"... سؤال يسأله البشر مرارًا وتكرارًا في محاولة طفولية وأمل في حُلُول سِحْرِيَّة تؤدِّي إلى ما يريدونه وبالشكل الذي يريدونه بدون أن يفعلوا هم أي شيء فَعَّال..... الله يساعد من يساعدون أنفسهم، ويساعد من يَفْطِنُون إلى ما زَوَّدَهُم به من نِعَم ومُساعدات يمكنهم استخدامها للحصول على أيِّ شعور يريدونه..... ليس هناك شيء خارجنا سوف يصنع الفرق في الحياة، وإنَّما كل ما نحتاج هو بداخلنا..... اعتراضك وصِرَاعُك ورفضك لطبيعة الأشياء هو ما يُؤْلِمُك ويُرْهِق الآخرين (وأنا منهم) في محاولة شرحه لك..... لا شَكَّ أنك تَنْعَمِين بالكثير من الاهتمام بهذه الطريقة، ولكن لن يستمر هذا الاهتمام على المدى الطويل..... غيِرِي من نفسك وطريقة تفكيرك، أو استمري في تعذيب نفسك..... لن يَأْبَه أحدٌ إذا أَصَرَّيْت على عدم الأخذ بالأسباب.
الحياة لعبة تعلِيمِيَّة نُوَاجِهُ فيها مُفاجآت سارَّة وغير سارَّة لكي نعلم ونكتسب الحكمة عن طريق التجربة الشخصية..... نحن المُمَثِّلون والمُتَفَرِّجُون والمؤلفون في نفس الوقت في هذه المسرحية الرائعة التي هي لعبة الحياة.
بالنسبة للدراسة فالحل الأمثل لكل ما تعتقدين أنه صعب أو تكرهينه مثل الرياضيات هو أن تفهمي أن كراهيتك هي بسبب عدم فهمك أو إلمامك بالقواعد الأساسية للمادة، وعدم التَّدَرُّب على تطبيقها..... ليس هناك دَاعٍ للشِّجار أو الصِّرَاع أو محاولات الهروب..... لماذا لا تَعْتِبِرِينها فَوَازِير او أي لعبة تحبينها؟، هكذا تَسْهُل الدراسة، يجب تَحْوِيلُها إلى لعبة شَيِّقَة مَلِيئَة بالفضول والتَّحَدِّي والانتصار.
بالنسبة للمسائل التشريحية في تكوين جَسَد الرجل والمرأة فعليك قراءة هذا في مواقع تشرح الأمور الطِّبِّيَّة بطريقة مُبَسَّطَة..... أعتقد أن أقرب شيء لما تعتقدين أنه إحساس ثقل ووَزْن العضو الذكري هو إحساس وزن وثُقْلِ ثَدْيَيْكِ..... أغلب الوقت لا نَعِي هذا لأنَّنا تعَوَّدْنا على وجود تلك الأعضاء.
بالنسبة لمخاوف ليلة الدُّخلة فهي بسبب الجَهْلِ الجنسي من كل الأطراف..... الرجال أيضًا يخافون من تلك الليلة لأن رُجُولَتُهم وذُكُورَتُهم مَوْضُوعَة في الميزان أمام المجتمع..... بالنسبة للألم الذي تعتقدين أنه يحدث، يجب أن تسألي نفسك وتسألي كل الجَاهِلات اللَّاتي يَخَفْن من ليلة الدخلة: إذا كان مِهْبَل المرأة مَصْنُوعٌ بحيث يتمَدَّد ويسمح بولادة طفل (أحيانًا بدون ألم على غير ما هو شائع)، فما هو وأين هو العضو الذكري الذي هو أكبر من حجم الطفل الوليد؟
في النهاية، أرجو أن تَقْتَصِري في رسالاتك القادمة على موضوع واحد في كل رسالة.
شكرًا على كَلَمَاتِك الرقيقة.
وفقك الله وإيَّانا لما فيه الخير والصواب.
ويتبع >>>: كيف أعرف أنه يحبني ؟؟ م5