السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الآن أنا اواجه مشكلة أننى أصبحت أكره كل الناس إلَّا عائلتي، وهذا بسبب واحد هو شخص مُقرَّب حيث أنِّي كنت معجبًا بفتاة وهو قال لي أنه أَحَبَّها أيضًا، بعد أن سمعت هذه الكلمات منه أصبحت أكره كل الناس، حتى الفتاة التي أحبِّهُا أصبحت أكرهها وأتمنى لهما كل التعاسة والحزن، أصبحت أكره كل شيء، أصبحت أتشاجر مع أي أحد لأي سبب، أكرههما بشدَّة.
وأنا كان لي تجارب مع هذا الشخص سيِّئَة جدًّا، أنا عرفت أنه شاذ، وبدأت أبتعد عنه، ولكنَّه بدأ بالكلام، وأنا رحَّبْتُ بعودته، ولكن الآن أتمنَّى أن يبتعد عنِّي إلى الأبد، يا رب يذهب إلى بلد في آخر العالم حتَّى لا أراه مرَّة أُخْرى، وهي كمان يا رب تذهب كمان معه بعيدًا.
لا أعرف متى ستنتهى نوبة الغضب والشحن التي لديَّ...
أرجو الإفادة وبسرعة.
9/2/2021
رد المستشار
أهلا بك يا "سنيكوز" على موقع مجانين للصحة النفسية
نوبة الغضب والاحتقان التي تعاني منها هي في الحقيقة حالة توجّهها إليك، إلى ذاتك، كلّ هذا الكره نابع من كراهيتك لنفسك وعدم حبّها وتقديرها كفاية !!
أحببت فتاة وشعرتَ بأنّك محبوب للحظة، ثم بعد أن اعترف الآخر بحبها شعرتَ أنّك ثانويّ ومقصيّ ومنبوذ، ليس ضروريا أن يحبنا الناس كلهم أو أن يبادلنا الحبّ من نُحبّ حتى نشعر بالارتياح والسعادة، وأيضا ليس من الواقعي أنّ نتمنى اختفاء كلّ من يسبب لنا مشكلة لأننا عندما نراه يقلّب علينا مشاعر سلبية ويذكرنا بمواقف نشعر بالضيق منها، وإلا لكانت الحياة مستحيلة هكذا. يجب أن تتعلم مهارة "تحييد" الأشخاص بكف أذى مشاعرك وتأثيرها عليك، أي تجعل ذاك الشخص موجودا أو غائبا سواء، فوجوده محايد بالنسبة لك، قدر المستطاع، لن تكون حيادية كاملة، لكن اللامبالاة اتجاهه، واعتباره تجربة من تجارب حياتنا تساعدنا على النضج، سيقلل من الغضب والاحتناق والشعور بالعار والخزي اتجاهه أو اتجاه تلك المواقف.
عملية النضج يا صديقي فيها الألم، إذا أحسنا استخدام ذلك الألم سنخرج من مراحل عمرنا المختلفة أكثر نضجا وقوة، لكن إن فهمنا الألم بشكل خاطئ واحتقرنا أنفسنا وجلدنا ضمائرنا ستكون النتائج وخيمة، وسنوجه كل طاقتنا لتدمير تقديرنا وثقتنا بأنفسنا، ونلتهم أنفسنا من الداخل!!
ستذهب نوبة الغضب إذا تأملت مشاعرك وحالتك النفسية قبل هذه المرحلة، ستجد أنّك فعلا تقسو على نفسك أكثر من اللزوم، وتريد أن يعاملك الناس بشكل مرهف جدا يراعي حساسيتك، وتشعر بالضيق من أي انتقاد أو شخص يعاديك أو لا يبادلك مشاعر الحب والاحترام... تأمل فقط وسترى أنّ الحرب الحقيقة ليس مع هذا الرجل ولا تلك الفتاة، بل هي مع نفسك، كيف تحبّها بلا شروط، وإن أخطأت في الخطأ بشري وفيك ومنك لكن الناس يختلفون في استغلال تلك الأخطاء وتنمية أنفسهم بها لبلوغ مرحلة من النضج وتجاوزها، مع بقاء بعض الأخطاء مرافقة لنا ما دُمنا أحياء.
تأمّل نفسك وستكتشف أنّك تضع سناريوات سلبية وقاتمة تتخيل في الآخر شريرا وغير حريص على مصلحتك، كنوع من أحلام اليقظة واسترجاع الذكريات والمواقف وإعادة تخيّلها بشكل سلبي تكون فيه أنت الضحية أو البطل (طرفيْ نقيض، بعيدا عن التوازن الطبيعي للعلاقات!)
فدعك من كراهية الناس ومارس بعض التأمل على عالمك الداخلي، وتمرّن على الاسترخاء والتنفس العميق وتخيل نفسك تشاهد الناس وتلاحظهم دون أحكام ودون أن تكون أن في تلك السياقات الاجتماعية، حاول أن تفهم قبل أن تحكم، وستخف نوبات الغضب تلك.
أتركك مع بعض الاستشارات:
أهمية تقدير الذات
انخفاض تقدير الذات
نوبات الغضب
الاسترخاء