أعضاء ذكرية لأُنْثَى!.. موقع اكتئابي مُزْمِن!
استكمالًا للاستشارة الأخيرة
أعتذر جدًّا على إزعاجكم... أردتُ إخباركم أنني عانيت بشدة من وساوس عقائدِيَّة لمدة سنتين، إلَّا أنَّها قَلَّت شِدَّتُها الآن بعد أن نجحت بإفساد إيماني بالله، وجعلت مِنِّي أمام الناس فتاةً مؤمنةً محترمةً مُتَدَيِّنَة، وداخل قلبي بعدٌ أكبر من بعد السماء عن الأرض بيني وبين خالقي.
ينتابني القلق من المستقبل، ولا أرى فيه مكانًا لي... أنا أدرس الطب، ولكنني لا أرى نفسي في أيٍّ من اختصاصاته، لذلك لا أشعر بأنني سأنجح مِهَنِيًّاً ولا اجتماعياً حيث أنني مع شدة حُبِّي للعناية بالأطفال إلا إنني لا أرى نفسي كزوجة أبدًا، لا يمكنني أن أكون زوجة، تعرفون الأسباب جيداً فقد ذكرتها أكثر من مرةٍ لكم.
أنا حقًّا أخاف منهم، أنا حقاً تنتابني نوبات الفزع بذكر حالات لعلاقة جنسية أو لحالات تحرشٍ او أيٍّ كان، كل شيءٍ يخُصُّهم ويَخُصُّ أجسادهم لأنها تُرْعِبُني، لدرجة أنني مع حسن علاقتي مع الخيالِيُّون إلَّا أنِّي بنوبة رعب من شيء ما سمعته عن الرجال تراني أهرب حتى منهم، مع أن علاقتي بهم لم تقترب يومًا ولا قليلاً من أي رغبات جنسية إطلاقًا، يصبح التواجد بقُرْبِهِم هم أيضًا مخيفًا.
في الوقت ذاته أحبُّ أن أكون أُمًّاً، لذلك قررتُ فيما مضى أني سأتبَنَّى طِفْلاً عندما أكبر أكثر، هذا كان قرارًا يعلم جميع من حولي بشأنه، إلَّا أنني لم أعد أرى نفسي جديرةً بذلك، فأنا لا يمكنني أن أكون أُمًّا، لا يمكنني أن أجعل طفلًا ينمو سليمًا ومُعَافَى نفسياً، لا يوجد طفلٌ في هذا العالم يستحق أن أكون أنا أمًّا له، فلا يوجد طفلٌ مذنبٌ لدرجة معاقبته بيّ.
إذن ماذا؟ ماذا أفعل؟.. لا يمكنني أن أكون طبيبة ناجحة لا تَظْلِمُ مرضاها، ولا زوجةً يُعاشُ معها وتستطيع أن تحتملَ ثقلَ الرجل ولا رغباته، ولا أُمًّاً حتى تستطيع أن تعتني بطفلها دون أن تؤذيه وتجعل منه بالغًا ناضجًا سليمًا من كل عُقَد ومشاكل الحياة النفسية أو الاجتماعية، ولا حتى أن أبقى ابنةً تعتني بوالديها، فهما أيضًا يُعانيان مني ومن عُقَدِي و اكتئابي، أنا أعلنتُ عجزي عن فعلِ كل ذلك.
ما الدور الذي عليّ أن أعيشه؟ ما الشيء المُباح ليّ؟.. لا أرى أيَّ أملٍ أو وجودٍ لي يستحق الحياة، كل شيءٍ يقع عليه ناظري يُذكرني بالموت، لا شيء سوى الموت وظُلْمَتُه وخَوْفُه، الماضي والمستقبل ظلمَتُهُما وخوفهما والقلق المصاحب لهما يُقَيِّدانني… مواهبي المُثِيرَة وذكائي المرتفع لا يمكنني أن أشعر بالفخر او السعادةِ بهما أمام نفسي، لا شيء سوى أنني لا قيمة لي.
أنا أنسى الناس بسرعة، لذلك أخاف نسيان عائلتي بعد موتهم، فأكون غير بارَّةٍ بهم حتى بعد موتهم كما في حياتهم، يعتقد الجميع أنني غيرُ مُبَالِيَة بالفقدان وأنني لديّ مبدأ أن الإنسان بعد موته يكون أسعد مما في حياته، وأنني إن أحببتُ شخصًا فعَلَيَّ ألَّا أحزن أو أجزع بموته لأنه سيعود هنالك إلى خالقه، وبالمقابل عليّ دعمه بأعمالٍ ترفع من درجته وتمحو من ذنوبه وهو هناك بين يدي خالقه، هكذاً أنشأتُ هذا المبدأ، ويراني الجميع قوية ومتماسكة من هذه الناحية، بل ويُعجَبُون ويَمْتَدَحون مبدأً كهذا دون أن يُدركوا أنني وضعته بسبب خوفي من فقدانهم، لكن حقًّا أنا أنسى الناس بسرعة، أنا حتى لا أفكر بالناس، أنا بالكاد أعيش مع الناس، أنا روحي ليست معهم حتى.
أعتقد أنني ذكرت عِدَّة مواضيع مرةً واحدةً وقمتُ بِخَلْطِها، أنا حقًّا مُتعَبَة، ولا أشعر بشيءٍ حَيٍّ بداخلي... سأتوقف هنا، لا أعتقد أنني أوضحت ما أردتُ أن أُبَيِّنَه في هذه الرسالة،
لكن أتمنى أن ينفعكم ما ذكرته في مساعدتي ولو قليلاً... شكرًا جزيلًا لكم.
17/2/2021
رد المستشار
شكرًا على متابعتك الموقع.
تم الرد على الاستشارة السابقة، والاستنتاج بوجود اضطراب نفساني وموقع اكتئابي مُزْمِن بحاجة إلى استشارة طبيب نفساني أخصائي لكي يتم تشخيص الاضطراب بِدِقَّة، وبعد ذلك يتم وضع خطة علاج لمواجهة الضغوط الاجتماعية، والعُقَد النفسية، والتَّغَيُّرات السلوكية، وعلاج الأعراض النفسية طِبِّيًّا.
محتوى هذه الاستشارة لا يختلف كثيرًا في إطاره عن محتوى الاستشارة السابقة سوى الحديث عن استعمال عملية تَفَارُقِيَّة عن الواقع، وأفكار اكتئابية مزمنة، واليأس من الحاضر والمستقبل.
المساعدة التي يستطيع الموقع تقديمها واحدة لا غير، وهي مراجعة استشاري في الطب النفساني للعلاج... لا يتم علاج الاضطرابات العقلية عبر المراسلات، وإنَّما بالدخول في عملية علاجية، والالتزام بخطة علاج مُتَّفَق عليها...... هذا هو الأمر في جميع الفروع الطبية، وأنت أعلم بذلك لأنك طالبة طب.
تحدثي مع زميل في الكادر التعليمي في الكلية ليرشدك إلى استشاري في الطب النفساني.
وفقك الله.