بعد الطلاق أبي وأمي، وأختي تضيع !

رد المستشار

الابنة العزيزة صاحبة السؤال، شكرًا على رسالتك وما ألْمِسُه في كلماتك من وعي ونضح، ومن الواضح أنك في موقف مُرْبِك ومُحَيِّر بالفعل، وإن شاء الله تتمكنين من تجاوزه، لكن دعينا نطرح بعض الافتراضات أو الأسئلة:
 
يبدو من رسالتك أن والدك ينفعل بعصبية ويتعامل مع بعض الأخطاء بشدة، وفي نفس الوقت يُحِبُّكم وحريص على أداء دوره نحوكم، ويندم على بعض تصرفاته، فهل هذا صحيح؟
 
حياتك مع أبيك وزوجة أبيك إلى حد كبير مستقرة، ولا تعانين من ضغوط كبيرة.
 
أنت على تواصل جيد مع أبيك ومع أمك، وهذا أمر جيد يمكن أن تحافظي عليه.
 
أنت أمام موقفين يمكن أن نفصلهما عن بعضهما:
 
الموقف الأول يتعلق بأختك:
أنت لديك معلومة بوجود أختك عند صديقتها، ويبدو أن أباك لا يعرفها، ومن بحث أبيك عن أختك وندمه على تركها البيت نستنتج أنه لن يؤذيها، وأبوك هو ولي أمركم الآن والمسؤول عنكم، ولذا أقترح عليك أحد الحلَّين:
1_ أن تطلبي من والدك الذهاب لطبيب نفساني أو أخصائي نفساني ليساعدكم، وتخبري الطبيب أو المختص النفساني بأن أختك تقيم عند صديقة لها، ولو تعرفين اسم ومكان الصديقة أبلغي بذلك.
2_ أن تخبري والدك بمعلومة أن أختك عن صديقة لها، ولا تخبري والدتك بأنك أبلغتيه، وتطلبي من والدك أن يسامحها ويحتضنها، ثم بعد ذلك يقوم بعرضها على طبيب ومختص نفساني ليساعدكم في حل المشكلات التي بين والدك وأختك.

الموقف الثاني يتعلق بك:
هو حيرتك بين البقاء مع أبيك أو الذهاب لأمك، يبدو من رسالتك أنك تفضلين البقاء مع أبيك "خايفة أقول لماما إني مش عايزة أروح أقعد هناك" وهذا أمر مطمئن أن لديك حياة تعرفينها وتُفَضِّلِينَيها.
 
بخصوص والدتك، فهي تحبك وحريصة عليك، ويمكنك التواصل معها من وقت لآخر عبر الإنترنت، وتُرَتِّبِين لزيارات في الإجازات بالاتفاق مع أبيك، وفي نفس الوقت احرصي على عدم نقل أخبار كثيرة لأمك عن حياتك مع أبيك وزوجة أبيك إلَّا عند الضرورة أو عند تعُّرض حياتك لخطر. وأبلغيها دومًا أنك بخير وأنك تحبيها وأنك سعيدة بوجودك مع أبيك وسعيدة بتواصلك الدائم معها.
 
وأخيرًا أهمس في أذنك، يحدث الطلاق بين أسر كثيرة، وتستمر دورة حياة الأسرة بشكل جيد، خاصةً وأن لديك والدان يُحِبَّانِك وحريصان على رعايتك ووجودك معهما.
 
دمت بخير أيتها الفتاة.

المستشار: د. إبراهيم يونس